الأمثال التحفيزية الجيدة خير دافع لتحسين جودة التعليم

طالب متعثر دراسيا في المرحلة الثانوية يتحول إلى جامعي ناجح

تيريل ديكسون يتحدث عن تجربته من الفشل إلى النجاح مع طلاب مدرسته الأم (نيويورك تايمز)
تيريل ديكسون يتحدث عن تجربته من الفشل إلى النجاح مع طلاب مدرسته الأم (نيويورك تايمز)
TT

الأمثال التحفيزية الجيدة خير دافع لتحسين جودة التعليم

تيريل ديكسون يتحدث عن تجربته من الفشل إلى النجاح مع طلاب مدرسته الأم (نيويورك تايمز)
تيريل ديكسون يتحدث عن تجربته من الفشل إلى النجاح مع طلاب مدرسته الأم (نيويورك تايمز)

يرتدي تيريل ديكسون خاتما يعود للمرحلة الثانوية في يده اليمنى ليتذكر أصوله. كذلك يذكره الخاتم بالحال التي كان عليها كمتسرب من التعليم، فقد كان نادرا ما يذهب إلى المدرسة في الصف الأول الثانوي، وكانت درجاته متدنية للغاية مما جعله يفشل في اجتياز أي مادة بنجاح.
وقال ديكسون البالغ من العمر 18 عاما: «لم أكن أرى أي نور». وجاء هذا بعد حديثه مع مجموعة من الطلبة خلال الشهر الماضي في مدرسته الأم «فاني لو هامر فريدوم» الثانوية في برونكس كممثل لكلية بول سميث كوليدج التي التحق بها مؤخرا. وأضاف: «كنت أشعر أنني في ظلام. ولم أكن أرى أي فرص ولا أعتقد أن بمقدوري فعل أي شيء. لم أكن أؤمن بذاتي، ولم أكن أعتقد أن أي شيء ممكن، فقد كنت عالقا ومتجمدا».
في ذلك الوقت، كان ديكسون يقيم مع والدته وأشقائه الـ7 في شقة مكونة من 3 غرف في حي ويليامز بريدج. ولم يكن هناك أي تواصل بينه وبين والده الذي لم يكن يقدم له أي نوع من الدعم. وكانت علاقته بوالدته، التي لم تكن تعمل ولديها إعاقة، متوترة.
وكانت التزامات الأسرة المالية تقع على كاهل ديكسون، الذي كان يركز فقط على ما لا يملكه. وأوضح قائلا: «إنك ترى أناسا يمتلكون أشياء كثيرة، بينما لا تستطيع أنت الحصول على الاحتياجات الأساسية». وقالت إيفون توماس، معلمة الموارد البالغة 52 عاما وعملت في بعض الصفوف الدراسية التي كان ديكسون ملتحقا بها، إن أول انطباع لها عن ديكسون كان أن «عقله شارد».
وعندما كان يدخل تيريل المتخفي داخل غطاء الرأس كان يحاول أن يظل مختفيا، على حد قول إيفون. مع ذلك قال ديكسون إن نظرته إلى المستقبل بدأت تتغير خلال فصل الصيف السابق لانتقاله إلى الصف الثاني الثانوي، وذلك حين عثر مصادفة على مقاطع مصورة على موقع «يوتيوب» لإيريك توماس صاحب المحاضرات التحفيزية، التي كانت تتناول صراعاته مع التشرد وتشجع الشباب على تجاوز مشكلات مماثلة. وقال ديكسون: «وبدأت أشاهده وأطبق الكثير من الأمور التي يتحدث عنها، ثم بدأ التغيير يظهر. لقد جعلني أرغب في أن أصبح أكثر انفتاحا مع الآخرين وفي الاستماع إلى نصائحهم. ومن هنا بدأت أهتم أكثر بالذهاب إلى المدرسة، وبدأت أتجه إلى المخاطرة، وأصبحت أكثر شجاعة».
ولم يواظب ديكسون على الذهاب إلى المدرسة فحسب، بل كان يصل قبل الموعد بـ45 دقيقة للاستماع إلى نصائح توماس. وقال إن الصف الدراسي التي تعلم فيه أصبح ملجأ له. وانغمس ديكسون في دارسته وأخذ يبحث عن الفرص مثل برنامج العمل في الشركات ومن خلال جمعية مساعدة الأطفال التي تنظم ورش عمل في البحث عن وظائف، وتم تتويج جهده بالحصول على فرصة تدريب مدفوع الآجر خلال الصيف. وعمل في «كولغيت - بالموليف» وكان يرتدي ربطة عنق ويقضي أكثر من ساعة في رحلة الذهاب إلى ميدتاون منهاتن. وقال: «كنت أجلس إلى جوار كل هؤلاء المسؤولين التنفيذيين من خريجي جامعات هارفارد وييل وغيرها من الجامعات المرموقة، وأصافح كبار المسؤولين التنفيذيين والرؤساء. لا يمكنني أن أشرح كيف كان الأمر جنونيا. وتحدثت مع بعض هؤلاء المسؤولين عن تجاربهم ومحاولاتهم وما واجهوه من صعوبات للوصول إلى هذه المناصب، وقد كان هذا مصدر حماس لي. وفجأة بدأت أرى كم هذا ممكن».
كذلك سافر إلى ألمانيا من خلال برنامج تبادل نظمته أكاديمية «هوب ليدرشيب» في إطار مبادرة جمعية مساعدة الأطفال. وأنفق المال الذي حصل عليه من فرصة التدريب في عمل جواز سفر. وكانت هذه هي المرة الأولى التي يركب فيها طائرة. وقال: «إذا أخذت مراهقا من برونكس وجعلته يسافر خارج البلاد، ستجد شيئا ما ينير داخل نفسه». ووضع ديكسون خلال الصف الأخير من المرحلة الثانوية هدفين ونجح في تحقيقهما. كان الهدف الأول هو الحصول على درجة أكبر من 90 في كل المواد الدراسية والثاني الالتزام تماما بالحضور. وساعده التحول الدراسي في الالتحاق بكلية بول سميث كوليدج في أدريونداكس، حيث يدرس دراسات متكاملة. وتغطي المساعدة المالية الجزء الأكبر من نفقاته، بينما تغطي القروض الجزء الباقي. للمساعدة في التحاقه بالجامعة، سحبت جمعية مساعدة الأطفال، وهي واحدة من بين 7 منظمات مدعومة من صندوق الحالات الفقيرة التابع لـ«نيويورك تايمز»، 300 دولار من الصندوق في مايو (أيار) على هيئة بطاقات هدية تمكنه من شراء مستلزمات الحياة الأساسية من فراش وحمام وغسيل.
وتعجبت توماس، التي قالت إنها ترى ديكسون «كابن متبنى» من تحوله. وأوضحت قائلة: «أعتقد أن أحلامه كبيرة إلى درجة تخيفه هو شخصيا على ما أظن». ويعد ديكسون، الذي قال إنه يأمل أن يصبح صاحب مشروع ناشئ ويؤلف كتابا عن تنمية الذات، أول فرد في عائلته يكمل تعليمه الجامعي. ويتحدث بفخر عن أشقائه، خصوصا شقيقتيه اللتين تعتزمان السير على خطاه. وقال إنه منذ أن ترك منزل الأسرة تحسنت علاقته مع والدته، التي أرسلت إليه بطاقات تتضمن عبارات تشجيع مثل «كن مؤمنا» و«إنك ناجح». وقال وهو يبتسم: «لقد كان هذا بمثابة دافع لي للاستيقاظ في اليوم التالي والاستمرار». وكان الخاتم مصدرا آخر للحماس، وأدخل تعديل على الشريط الفضي به حيث كتب عليه «مثابر».

* خدمة «نيويورك تايمز»



«شمعة»... قاعدة بيانات مجانية للبحوث التربوية في 17 دولة عربية

لائحة قاعدة البيانات ببوابة «شمعة»
لائحة قاعدة البيانات ببوابة «شمعة»
TT

«شمعة»... قاعدة بيانات مجانية للبحوث التربوية في 17 دولة عربية

لائحة قاعدة البيانات ببوابة «شمعة»
لائحة قاعدة البيانات ببوابة «شمعة»

يقضي الباحثون في العالم العربي أوقاتاً من البحث المضني عن المراجع الإلكترونية التي تساعدهم في تحقيق أغراضهم البحثية. ويدرك هذه المشقة الباحثون الساعون للحصول على درجة الماجستير أو الدكتوراه، فإذا لم يكن لديه إمكانية الدخول إلى قواعد البيانات العلمية العالمية عبر إحدى المكتبات الكبرى، التي عادة لا تتاح كاملة أيضاً، فإن عملية البحث سوف تكلفه آلاف الدولارات لمتابعة والوصول لأحدث الأوراق العلمية المتصلة بمجال بحثه، أو أن مسح التراث العلمي سيتوقف لديه على المراجع الورقية.
بينما يحظى الباحثون في مجال البحوث التربوية بوجود «شمعة»، وهي شبكة المعلومات العربية التربوية (www.shamaa.org) التي توفر لهم أحدث البحوث والدوريات المحكمة من مختلف الجامعات العربية، وبثلاث لغات، هي: العربية، والفرنسية، والإنجليزية مجاناً.
تأسست «شمعة» عام 2007 في بيروت كقاعدة معلومات إلكترونية، لا تبغي الربح، توثق الدراسات التربوية الصادرة في البلدان العربية في مجمل ميادين التربية، من كتب ومقالات وتقارير ورسائل جامعية (الماجستير والدكتوراه) وتتيحها مجاناً للباحثين والمهتمين بالدراسات التربوية. تتميز «شمعة» بواجهة إلكترونية غاية في التنظيم والدقة، حيث يمكنك البحث عن مقال أو أطروحة أو كتاب أو فصل أو عدد أو تقرير. فضلاً عن تبويب وفهرسة رائعة، إذ تشتمل اليوم على أكثر من 36000 ألف دراسة، موزعة بنسبة 87 في المائة دراسات عربية، و11 في المائة دراسات بالإنجليزية و2 في المائة بالفرنسية، وهي دراسات عن العالم العربي من 135 جامعة حول العالم، فيما يخص الشأن التربوي والتعليم، إضافة لأقسام خاصة بتنفيذ مشاريع في التربية كورش تدريبية ومؤتمرات.
لا تتبع «شمعة» أي جهة حكومية، بل تخضع لإشراف مجلس أمناء عربي مؤلف من شخصيات عربية مرموقة من ميادين مختلفة، وبخاصة من الحقل التربوي. وهم: د. حسن علي الإبراهيم (رئيساً)، وسلوى السنيورة بعاصيري كرئيسة للجنة التنفيذية، وبسمة شباني (أمينة السر)، والدكتور عدنان الأمين (أمين الصندوق) مستشار التعليم العالي في مكتب اليونيسكو، وهو أول من أطلق فكرة إنشاء «شمعة» ورئيسها لمدة 9 سنوات.
تستمر «شمعة» بخدمة البحث التربوي بفضل كل من يدعمها من أفراد ومؤسّسات ومتطوعين، حيث تحتفل بالذكرى العاشرة لانطلاقتها (2007 - 2017)، وهي تعمل حاليا على إصدار كتيب يروي مسيرة العشر سنوات الأولى. وقد وصل عدد زائريها إلى نحو 35 ألف زائر شهرياً، بعد أن كانوا نحو ألفي زائر فقط في عام 2008.
تواصلت «الشرق الأوسط» مع المديرة التنفيذية لبوابة «شمعة» ببيروت د. ريتا معلوف، للوقوف على حجم مشاركات الباحثين العرب، وهل يقومون بمدّ البوابة بعدد جيّد من الأبحاث والدراسات، أم لا تزال المعدلات أقل من التوقعات؟ فأجابت: «تغطّي (شمعة) الدراسات التربوية الصّادرة في 17 دولة عربيّة بنسب متفاوتة. ولا شك أن حجم مشاركات الباحثين العرب بمد (شمعة) بالدراسات قد ارتفع مع الوقت، خصوصاً مع توّفر وسائل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي سهّلت لهم عملية المشاركة».
وحول طرق تزويد «شمعة» بالأبحاث والدراسات، أوضحت معلوف أن ذلك يتم من خلال عدّة طرق، وهي: «توقيع اتفاقات شراكة مع كليات التربية في الجامعات العربية والمجلات التربوية المحكمة ومراكز الأبحاث التي تعنى بالتربية والتعليم، كما تتيح اتفاقية تعاون مع مركز المعلومات للموارد التربوية (إريك) (ERIC) تزويد (شمعة) بالدراسات الصادرة باللغة الإنجليزية من الدول العربية أو من باحثين عرب. ونعتبر أن الشراكة مع (إريك) هي خطوة كبيرة ومن أهم الإنجازات كمؤسسة عربية، وأيضاً من خلال اشتراكات بالمجلات الورقية التربوية المحكمة العربية، أو عبر الدراسات المتاحة إلكترونياً على شبكة الإنترنت بالمجان أي عبر مصادر الوصول الحر للمعلومات (Open Access)».
وتضيف: «الجدير بالذكر أيضاً أن (شمعة) وقعت اتفاقية من مستوى عالمي مع شركة (EBSCO Discovery Service EDS) التي تعتبر من أهم موزعي قواعد المعلومات في العالم العربي والغربي».
وتوضح معلوف أنه «يمكن تزويد (شمعة) بالدراسات مباشرة من الباحث عبر استمارة متوافرة على موقع (شمعة)، حيث يقوم الفريق التقني من التأكد من توافقها مع معايير القبول في (شمعة) قبل إدراجها في قاعدة المعلومات».
وحول ما إذا كان الباحثون العرب لديهم ثقافة التعاون الأكاديمي، أم أن الخوف من السرقات العلمية يشكل حاجزاً أمام نمو المجتمع البحثي العلمي العربي، قالت د. ريتا معلوف: «رغم أن مشاركة نتائج الأبحاث مع الآخرين ما زالت تخيف بعض الباحثين العرب، إلا أنه نلمس تقدماً ملحوظاً في هذا الموضوع، خصوصاً أن عدد الدراسات المتوافرة إلكترونياً على شبكة الإنترنت في السنين الأخيرة ارتفع كثيراً مقارنة مع بدايات (شمعة) في 2007، إذ تبلغ حالياً نسبة الدراسات المتوافرة مع نصوصها الكاملة 61 في المائة في (شمعة). فكلما تدنّى مستوى الخوف لدى الباحثين، كلما ارتفعت نسبة الدراسات والأبحاث الإلكترونيّة. وكلما ارتفعت نسبة الدراسات الإلكترونية على شبكة الإنترنت، كلما انخفضت نسبة السرقة الأدبية. تحرص (شمعة) على نشر هذا الوعي من خلال البرامج التدريبية التي تطورّها وورش العمل التي تنظمها لطلاب الماستر والدكتوراه في كليات التربية، والتي تبيّن فيها أهمية مشاركة الأبحاث والدراسات العلمية مع الآخرين».
وحول أهداف «شمعة» في العشر سنوات المقبلة، تؤكد د. ريتا معلوف: «(شمعة) هي القاعدة المعلومات العربية التربوية الأولى المجانية التي توّثق الإنتاج الفكري التربوي في أو عن البلدان العربية. ومؤخراً بدأت (شمعة) تلعب دوراً مهماً في تحسين نوعية الأبحاث التربوية في العالم العربي من خلال النشاطات والمشاريع البحثية التي تنفذها. وبالتالي، لم تعدّ تكتفي بأن تكون فقط مرجعيّة يعتمدها الباحثون التربويون وكلّ من يهتمّ في المجال التربوي عبر تجميع الدراسات وإتاحتها لهم إلكترونيّاً؛ بل تتطلّع لتطوير الأبحاث التربوية العلمية، وذلك لبناء مجتمع تربوي عربي لا يقلّ أهمية عن المجتمعات الأجنبية».