«إدراك».. مبادرة عربية شعارها «العلم لمن يريد»

مؤسسة الملكة رانيا للتعليم والتنمية تحرص على المساهمة لوضع العالم العربي في المقدمة بمجال التعليم

إحصاءات بأكثر الدول المشاركة من حيث عدد الطلاب في المبادرة
إحصاءات بأكثر الدول المشاركة من حيث عدد الطلاب في المبادرة
TT

«إدراك».. مبادرة عربية شعارها «العلم لمن يريد»

إحصاءات بأكثر الدول المشاركة من حيث عدد الطلاب في المبادرة
إحصاءات بأكثر الدول المشاركة من حيث عدد الطلاب في المبادرة

حين يطلق العرب مبادرة جادة للتعليم عن بعد، خاصة إذا ما كانت تشتمل على أحدث المناهج الدولية، فإن تلك خطوة هامة طال انتظارها لمحاولة اللحاق بالركب العالمي الذي يشهد تطورا يوميا في مقابل تقدم بطيء في منطقة الشرق الأوسط في ذات المجال.. لكن عندما تشهد مبادرة من ذلك النوع نجاحا ملحوظا قبل أن تتم عامها الأول، فإن ذلك يحتاج إلى وقفة خاصة لإلقاء نظرة شاملة وفاحصة على خلفيات الأمر من أجل معرفة أسرار ذلك النجاح.
جذبت مبادرة «إدراك» للتعليم المفتوح المصادر الأنظار في العالم العربي منذ لحظة إطلاقها قبل نحو 8 أشهر، سواء من حيث مجالات تناولتها، أو آفاق رؤيتها، أو مستوى الدعم المعنوي الذي يقف وراءها، لكن النجاح الكبير الذي حققته خلال تلك الفترة القصيرة نسبيا دفع «الشرق الأوسط» للتواصل مع مسؤولين من المبادرة للتعرف على خطوات ذلك النجاح منذ البداية.
بداية، تعرف «إدراك» المبادرة بشعار مختصر، لكنه معبر عن روحها، هو «العلم لمن يريد»، أي من الممكن لأي شخص، في أي مكان، وفي أي وقت الاستفادة من المساقات التي يتم تقديمها على إدراك. و«إدراك» هي منصة إلكترونية عربية للتعليم مفتوح المصادر، تأتي بمبادرة من مؤسسة الملكة رانيا للتعليم والتنمية في الأردن.
وتؤكد المبادرة على موقعها الإلكتروني، أن «مؤسسة الملكة رانيا العبد الله تحرص على بذل كافة الجهود والمساعي للمساهمة في وضع العالم العربي في المقدمة في مجال التربية والتعليم، كونهما حجر الأساس لتطور وازدهار الشعوب، وإيمانا منها بأهمية التعليم وما له من أثر في تحسين نوعية حياتنا، سواء كأفراد أو كمجتمعات ودول، ستوفر إدراك التعليم النوعي للعالم العربي من خلال تقديم مساقات جماعية إلكترونية مفتوحة المصادر تعرف بالإنجليزية (Massive Open Online Courses MOOCs) منتقاة يقوم على تطويرها أفضل المحترفين والخبراء في العالم العربي، وأخرى مترجمة ومعربة عن الأفضل عالميا».
وحول سبل تحقيق ذلك، تقول المبادرة، إن مؤسسة الملكة رانيا ستقوم بتسخير الموارد البشرية العربية الموجودة في المنطقة لإنشاء «إدراك» كأول منصة عربية إلكترونية «للموكس» بالشراكة مع «إد اكس»، وهي مؤسسة مشتركة بين جامعتي هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ومختصة في هذا المجال.
ومن الجدير بالذكر، أن كافة المساقات على منصة «إدراك» مجانية. وتتطلع أيضا مؤسسة الملكة رانيا إلى استخدام المنصة لدعم وإبراز القدرات العربية، من خلال تطوير مساقات قصيرة يعدها محترفون وخبراء في مجالات مختلفة من الفنون والعلوم.
وأخيرا، فإن مؤسسة الملكة رانيا تؤمن بأن هذه المنصة ستمكّن العالم العربي من البناء على الاهتمام العالمي بتطورات المنطقة، ليتمكن العالم العربي من رواية قصته بنفسه. ومن خلال «إدراك» سيتمكن أساتذة الجامعات العرب وخبراء المنطقة من تقديم مساقات باللغة الإنجليزية عن تطورات المنطقة وتاريخها العريق، وستساهم هذه المساقات بتعريف وتثقيف الجمهور العالمي المهتم بتطورات المنطقة.
وفي حوار عبر الهاتف مع كل من باسم سعد، مدير المساقات في «إدراك»، وأريج الحنيطي، مسؤولة الإعلام والتسويق بالمبادرة، أوضحت الحنيطي أن «إدراك» هي أول منصة غير ربحية للمساقات (البرامج التعليمية) الإلكترونية مفتوحة المصادر. وأشارت إلى أن المبادرة تهتم بتقديم عدة مساقات في مجالات مختلفة منها الفنون والعلوم والمواطنة؛ لتلبية احتياجات المتعلمين باختلافها، فضلا عن متطلبات سوق العمل.
وحول اختيار كلمة «المساقات» للتعبير عن البرامج التعليمية، أشار سعد إلى أن كلمة مساق هي التعبير العربي عن كلمة «كورس» الإنجليزية، لأن البرامج التعليمية التي توفرها «إدراك» هي برامج أكاديمية لها بداية ونهاية، تمكن الآلاف من المتعلمين بالتسجيل فيها مجانا، متيحة لهم فرصة الحصول على شهادة إتمام المساق عند إكمال متطلبات المساق بنجاح.
كما أضافت الحنيطي، أن الهدف من المساق أيضا يشمل ألا يكون المتعلم «متلقيا فقط» للمعلومات، بل إن يكون متفاعلا مع محتوى المساق، ما يعني أن اللفظة ذاتها تدل على الديناميكية، مشيرة إلى أن كل محاضرة يعقبها أسئلة على المتعلّم أجابتها حتى يوقن أنه فهم تماما محتوى المحاضرة. وتتيح المنصة للمتعلمين فرصة التواصل مع مشرفي المساق وزملائهم وطرح وجهات نظرهم عبر حلقات المناقشة المتوفرة لكل مساق. كما تعمل «إدراك» على «بناء» المساقات بطريقة مدروسة تضمن جذب انتباه المتعلمين وضمان تفاعلهم من أجل تحفيز طريقة التفكير الإبداعية الخاصة بهم.
تتمحور مواضيع المساقات التي تقدمها «إدراك» حول 3 نقاط رئيسية، أولها مساقات مطلوبة من المتعلمين والموظفين. ولمحاكاة المجالات الهامة في التنمية يتم تطوير مساقات في مواضيع العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، ومهارات التوظيف، وإدارة الأعمال وريادة الأعمال، وتدريب المعلمين، والتعليم من أجل المواطنة. وأخيرا، تعمل «إدراك» على تطوير مساقات في مجالات مختلفة تقدم عبر شخصيات مؤثرة من المشاهير والتي من شأنها إلهام المتعلمين وإثراء معرفتهم.
ورغم وجود مبادرات مشابهة لـ«إدراك» في المنطقة العربية، فإن نجاح «إدراك» اللافت خلال فترة قصيرة، وكذلك ما تقدمه من محتوى يميزها عن غيرها. كما ترى الحنيطي أن وجود مبادرات تعليمية أخرى لا يعتبر «منافسة»، بل «نتعاون جميعا من أجل الوصول إلى مجتمع عربي أفضل».
وتنتشر في العالم الغربي مبادرات التعليم المفتوح المصادر، وربما يكون أحد أشهرها ما تقدمه مبادرة «كورسيرا» (Coursera) الأميركية (وهي مبادرة ربحية)، لكن مثل تلك المبادرات كانت محدودة إلى حد بعيد في العالم العربي. وتشير الحنيطي إلى أن «إدراك» تسير على نفس خطى «كورسيرا» من حيث المفاهيم، لكن معظم المساقات تقدم باللغة العربية، إضافة إلى أنها مجانية. كما أنه ربما يكون هناك تباين في مجالات الاهتمام بين المبادرتين، تبعا لاحتياجات المنطقة العربية وأولوياتها الحالية.
وعن نسبة الإقبال على إدراك، يقول سعد، إن «بناء على الدراسات التي أجريناها قبيل الإطلاق حول نسبة النمو المتوقعة من حيث عدد المنتسبين إلى المنصة وما رأيناه من تقدم للمنصات العالمية الأخرى، توقعانا تسجيل 100 ألف متعلم خلال عامنا الأول.. لكن بعد 3 أشهر فقط من إطلاق المبادرة، سجّل 85 ألف متعلم، واليوم نفخر بوجود أكثر من 120 ألف متعلم على المنصة»، موضحا أن هؤلاء المتعلمين ينتسبون إلى عدد كبير من الدول العربية، أبرزها وأكثرها إقبالا من مصر والأردن والجزائر والمغرب وفلسطين.
أما عن المساقات والمجالات الأكثر إقبالا من المتعلمين، فيوضح سعد أن متوسط عدد المشاركين في كل مساق هو نحو 10 آلاف مشترك، لكن العدد يصل في بعض المساقات إلى نحو 30 ألف مشترك. كما حصل على شهادة إنهاء المساق ما يفوق 7 آلاف متعلم حتى الآن.
كما يؤكد سعد، أن «إدراك» تعمل على تطوير برنامج تعليمي إلكتروني يحتوي على عدد من المهارات الأساسية والمتخصصة في مجالات العمل المختلفة وبالتعاون مع المؤسسات الرائدة في القطاع الخاص، بهدف تزويد المتعلم بالمهارات المطلوبة في سوق العمل، الأمر الذي سيزيد من فرص المتعلمين في إيجاد فرص عمل مناسبة، كما سيساعد المؤسسات المختلفة على إيجاد الكفاءات اللازمة لضمان سير العمل.
وتؤكد مبادرة «إدراك» أنه رغم بعض التحديات التي ستشكل عقبة أمام بعض فئات العالم العربي الأقل حظا، مثل الوصول إلى شبكة الإنترنت وتوفّر عرض النطاق الترددي المطلوب، فإن رؤية المؤسسة النهائية تتلخص في إتاحة هذه الفرصة التعليمية من خلال مراكز مجتمع ومدارس ثانوية ومكتبات عامة منتشرة في المدن والقرى حول العالم العربي، والتي من الممكن أن توفر اتصالا بالإنترنت السريع. وستقوم المؤسسة بتجربة مثل هذا المشروع عن طريق عقد شراكات مع عدّة مؤسسات محلّية وتنموية في الأردن، وبعد نجاح هذا المشروع في الأردن ستستخدم المؤسسة خبرتها لعقد مثل هذه الشراكات في الدول العربية الأخرى مع مؤسسات وأفراد يؤمنون برسالة «إدراك» وينفذون مشاريع تنموية مماثلة لها محليا.
وبالإضافة إلى ذلك، ستعمل «إدراك» مع المؤسسات العربية التعليمية القائمة حاليا لإثراء محتواهم التدريسي عن طريق التعليم المدمج، الذي يجمع بين التعليم في الصف والتعليم
عبر التقنيات الحديثة، علما بأن هذا النوع من التعليم يبنى على الاستثمارات المسبقة في مجال التعليم على الصعيد العربي.
وترى «إدراك» أن التجاوب الإيجابي والاستقبال الحار الذي قوبلت بهما المبادرة؛ سواء في الوطن العربي أو بين العرب في الدول الغربية، يؤكدان على أهمية هذا المشروع، ويقين الشارع العام وكبار المفكرين بأهمية مثل هذه المنصة التي تفعّل وتدعم كافة الجهود الإقليمية لخلق نقلة نوعية في مجال التعليم.. مؤكدة في النهاية أنه «حان وقت الاستثمار في مستقبل عربي أفضل».

أكثر الدول إقبالا من حيث عدد الطلاب على مبادرة «إدراك»:
1 - مصر
2 - الأردن
3 - الجزائر
4 - المغرب
5 - فلسطين

أكثر المساقات إقبالا في مبادرة «إدراك»:
1 - مقدمة في علم الحاسوب والبرمجة
2 - دارات كهربائية وإلكترونية
3 - الصحة النفسية للطفل
4 - استراتيجيات فعالة للبحث عن وظيفة
5 - السيرة الذاتية الناجحة

الشركاء المؤسسون والجهات الراعية
منذ أن كانت مجرد فكرة، كانت منصة «إدراك» مبادرة عربية، هدفها خدمة كافة الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج. وبناء على ذلك فقد التمست مؤسسة الملكة رانيا للتعليم والتنمية في الأردن الدعم في هذه المبادرة من القادة العرب ذوي الرؤية، الذين يعملون لمستقبل أفضل لمنطقتنا العربية.
وانضم الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة رئيس المجلس التنفيذي في أبوظبي، كأول شريك مؤسس لمنصة «إدراك»، إيمانا منه بأهمية التعليم للشباب في الوطن العربي.
وترعى مؤسسة «الميقاتي» منصة «إدراك»، وهي الشراكة التي ستقوم بتوفير تعليم نوعي للشعوب العربية على نطاق أوسع. ومؤسسة «الميقاتي» هي مؤسسة عالمية غير ربحية، أسسها الأخوان طه ونجيب ميقاتي. وتعمل المؤسسة على تحسين سبل المعيشة وتوفير الفرص للأقل حظا في الدول النامية، وخصوصا في العالم العربي وأفريقيا. وتشمل مشاريع المؤسسة الكثير من مقومات الحياة مثل التعليم، البحث العلمي، وخدمات تنمية المجتمع، إضافة إلى المجالات الثقافية من الحرف اليدوية، والعمارة، والموسيقى، والفن والرياضة.



حينما تكون اللهجة معوقاً للنجاح... فالحل بدراسة النطق الصحيح

حينما تكون اللهجة معوقاً للنجاح... فالحل بدراسة النطق الصحيح
TT

حينما تكون اللهجة معوقاً للنجاح... فالحل بدراسة النطق الصحيح

حينما تكون اللهجة معوقاً للنجاح... فالحل بدراسة النطق الصحيح

اللهجات المختلفة تشير أحياناً إلى منشأ المتحدث بها، أو درجة تعليمه، أو وسطه الاجتماعي. وفي بعض الأحيان، تقف اللهجات عائقاً أمام التعلم والفهم، كما أنها في بعض الأحيان تقف عقبة أمام التقدم المهني ونظرة المجتمع للمتحدث. ولهذا يتطلع كثيرون إلى التخلص من لهجتهم، واستبدالها بلغة «راقية» أو محايدة تمنحهم فرصاً عملية للترقي، وتحول دون التفرقة ضدهم بناء على لهجة متوارثة لا ذنب لهم فيها.
هذه الفوارق بين اللهجات موجودة في كل اللغات، ومنها اللغة العربية التي يحاول فيها أهل القرى اكتساب لهجات أهل المدن، ويتحدث فيها المثقفون إعلامياً بلغة فصحى حديثة هي الآن اللغة السائدة في إعلام الدول العربية. ولكن من أجل معالجة وسائل التعامل مع اللهجات واللكنات، سوف يكون القياس على اللغة الإنجليزية التي تعد الآن اللغة العالمية في التعامل.
هناك بالطبع كثير من اللهجات الإنجليزية التي تستخدم في أميركا وبريطانيا وأستراليا ودول أخرى، ولكن معاناة البعض تأتي من اللهجات الفرعية داخل كل دولة على حدة. وفي بريطانيا، ينظر البعض إلى لهجة أهل شرق لندن، التي تسمى «كوكني»، على أنها لهجة شعبية يستخدمها غير المتعلمين، وتشير إلى طبقة عاملة فقيرة. وعلى النقيض، هناك لهجات راقية تستخدم فيها «لغة الملكة»، وتشير إلى الطبقات العليا الثرية، وهذه أيضاً لها سلبياتها في التعامل مع الجماهير، حيث ينظر إليها البعض على أنها لغة متعالية، ولا تعبر عن نبض الشارع. وفي كلا الحالتين، يلجأ أصحاب هذه اللهجات إلى معالجة الموقف عن طريق إعادة تعلم النطق الصحيح، وتخفيف حدة اللهجة الدارجة لديهم.
الأجانب أيضاً يعانون من اللكنة غير المحلية التي تعلموا بها اللغة الإنجليزية، ويمكن التعرف فوراً على اللكنات الهندية والأفريقية والعربية عند نطق اللغة الإنجليزية. ويحتاج الأجانب إلى جهد أكبر من أجل التخلص من اللكنة الأجنبية، والاقتراب أكثر من النطق المحايد للغة، كما يسمعونها من أهلها.
وفي كل هذه الحالات، يكون الحل هو اللجوء إلى المعاهد الخاصة أو خبراء اللغة لتلقي دروس خاصة في تحسين النطق، وهو أسلوب تعلم يطلق عليه (Elocution) «إلوكيوشن»، وله أستاذته المتخصصون. ويمكن تلقي الدروس في مجموعات ضمن دورات تستمر من يوم واحد في حصة تستمر عدة ساعات إلى دورات تجري على 3 أشهر على نحو أسبوعي. كما يوفر بعض الأساتذة دورات شخصية مفصلة وفق حاجات الطالب أو الطالبة، تعالج الجوانب التي يريد الطالب تحسينها.
ومن نماذج الأساتذة الخصوصيين ماثيو بيكوك، الذي يقوم بتدريب نحو 20 طالباً أسبوعياً في لندن على تحسين نطقهم، حيث يتعامل مع حالة طبيب في مستشفى لندني يعاني من لهجته الكوكني، ويريد التخلص منها حتى يكتسب مصداقية أكبر في عمله كطبيب. ويقول الطبيب إنه يكره الفرضيات حول لهجته من المرضى والمجتمع الذي يتعامل معه.
ويقول بيكوك إن الطلب على دروس تحسين اللهجات في ارتفاع دائم في السنوات الأخيرة. كما زاد الطلب على الدروس بنسبة الربع في بريطانيا بعد استفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي في العام الماضي. وكان معظم الطلب من الأوروبيين المقيمين في بريطانيا الذين يريدون التخلص من لكنتهم الأوروبية حتى يمكنهم الاختلاط بسهولة في بريطانيا، وتجنب التفرقة ضدهم من الشعب البريطاني.
ويقدم أحد فروع الأكاديمية الملكية للفنون الدرامية في لندن دروساً شخصية في الإلقاء وتحسين اللهجة. ويقول كيفن تشابمان، مدير فرع الأعمال في الأكاديمية، إن الإقبال في العام الأخير على هذه الدروس زاد من 3 إلى 4 أضعاف. ويتلقى الطلبة دروساً فردية للتخلص من لهجات قروية، ولكن مع تقدم الدروس، يكتشف المدرس أن الطالب يحتاج أيضاً إلى معالجة أمور أخرى غير اللهجة، مثل الاضطراب والضغوط النفسية عند الحديث مع الإعلام وكيفية الإلقاء الصحيح.
وتجرى بعض هذه الدروس عن بعد، عن طريق برامج فيديو مثل «سكايب» يمكن للطالب أن يستمع إلى إلقائه عبر الفيديو من أجل تحسين لهجته. وترتبط دروس تحسين اللهجات في معظم الأحوال بتحسين أساليب التواصل والإلقاء عبر الوسائل الإلكترونية، وهي مقدرة يحتاجها أصحاب الأعمال في توصيل أفكارهم بوضوح وبساطة إلى زبائن الشركة والموردين الذين يتعاملون معهم، خصوصاً أن التعامل في عالم الأعمال الحديث يكون في مناخ دولي من جميع أنحاء العالم.
وبخلاف أصحاب الأعمال، يقبل على دروس تحسين اللهجة والحديث العام شرائح مجتمعية أخرى، مثل المدرسين والمحامين. وتقول فيليستي غودمان، مدربة الصوت التي تعمل في مدينة مانشستر، إنها فوجئت بأن بعض طلبتها اعترفوا بأنهم فشلوا في مقابلات عمل بسبب اللهجة، وهي تعتقد أن أصحاب الأعمال قد يقصدون القدرة اللغوية أو كيفية النطق، بدلاً من اللهجة، عند رفض المتقدمين لوظائف معينة.
ومن شركة متخصصة في تدريب الموظفين الذين يعملون في مجال السلع والخدمات الفاخرة، اسمها «لندن لكشري أكاديمي»، يقول مديرها العام بول راسيل، المتخصص في علم النفس، إن التفرقة ضد بعض اللهجات موجودة فعلاً. وهو يقوم بتدريب موظفي الشركات على التعامل بلهجات واضحة مع كبار الزبائن الأجانب. ويقول إن العامة تحكم على الأشخاص من لهجتهم رغماً عنهم، خصوصاً في بعض المجالات، حيث لا يمكن أن ينجح أي شخص بلهجة قوية في التواصل مع المجتمع المخملي في أي مكان.
ولمن يريد تحسين لهجته أو لغته بوجه عام، مع جوانب كيفية لفظ الكلمات والإلقاء العام، عليه بدورات تدريبية متخصصة، أو بدروس خصوصية من مدرب خاص. وتتراوح التكاليف بين 30 و40 جنيهاً إسترلينياً (40 و52 دولاراً) في الساعة الواحدة. ويحتاج الطالب في المتوسط إلى دورة من 10 دروس.
ولا يلجأ مدرسي النطق الصحيح للغات إلى الإعلان عن أنفسهم لأنهم يكتفون بمواقع على الإنترنت والسمعة بين طلبتهم من أجل الحصول على ما يكفيهم من دفعات الطلبة الجدد الراغبين في التعلم. ويقول روبن وودريدج، من مدرسة برمنغهام، إن تكاليف التعلم اللغوي الصحيح تعادل تكاليف تعلم الموسيقى، وهو يقوم بتعليم ما بين 40 و50 طالباً شهرياً.
ويضيف وودريدج أن سبب الإقبال على دروسه من رجال الأعمال والأكاديميين هو رغبتهم في تجنب الافتراضات المرتبطة بلهجتهم. فعلى رغم جهود التجانس والتعايش الاجتماعي، فإن التفرقة ضد اللهجات ما زالت منتشرة على نطاق واسع في مجتمع مثل المجتمع البريطاني.
وعلى الرغم من أن أكاديمية لندن للموسيقى والفنون الدرامية تقول في شروط اختباراتها إن اللهجات الإقليمية مقبولة، فإن وودريدج يؤكد أن معظم طلبة مدرسة برمنغهام للنطق الصحيح يأتون من مدارس خاصة، ولا يريد ذووهم أن تكون لهجة برمنغهام ذات تأثير سلبي على مستقبلهم.
ويقول أساتذة تعليم النطق اللغوي إن الفرد يحتاج إلى كثير من الشجاعة من أجل الاعتراف بأن لهجته تقف عقبة في سبيل نجاحه، ولذلك يلجأ إلى تغيير هذه اللهجة. ويشير بعض الأساتذة إلى حساسية التعامل مع مسألة اللهجات، والحاجة إلى الخبرة في التعامل مع كيفية تغييرها، ويعتقد أنه في بريطانيا، على الأقل، ما بقيت التفرقة ضد اللهجات، واستمر النظام الطبقي في البلاد، فإن الإقبال على خدمات تحسين اللهجات سوف يستمر في الزيادة لسنوات طويلة.
- كيف تتخلص من لكنتك الأجنبية في لندن؟
> هناك كثير من المعاهد والجامعات والكليات والمدارس الخاصة، بالإضافة إلى المعلمين الذين يمكن اللجوء إليهم في دورات تدريبية، في لندن لتحسين النطق باللغة الإنجليزية، أو التخلص من اللكنة الأجنبية. والنموذج التالي هو لمدرسة خاصة في لندن، اسمها «لندن سبيتش وركشوب»، تقدم دورات خاصة في تعليم النطق الصحيح، وتساعد الطلبة على التخلص من اللكنة الأجنبية في الحديث.
وتقول نشرة المدرسة إنه من المهم الشعور بالثقة عند الحديث، وإن الدورة التدريبية سوف تساهم في وضوح الكلمات، وتخفف من اللكنات، وتلغي الحديث المبهم. وترى المدرسة أن هناك كثيراً من العوامل، بالإضافة إلى اللهجة أو اللكنة الأجنبية، تمنع وضوح الحديث باللغة الإنجليزية، وهي تعالج كل الجوانب ولا تكتفي بجانب واحد.
وتقدم المدرسة فرصة الاستفادة من درس نموذجي واحد أولاً، قبل أن يلتزم الطالب بالدورة التدريبية التي تمتد إلى 10 حصص على 3 أشهر. كما يمكن للطالب اختيار حل وسط بدورة سريعة تمتد لـ5 حصص فقط. وتصل تكلفة الدورة المكونة من 10 حصص إلى 1295 جنيهاً (1685 دولاراً)، ويحصل الطالب بالإضافة إلى الحصص على دليل مكتوب في مائة صفحة للتدريب اللغوي، وخطة عمل مخصصة له، بالإضافة إلى واجبات دراسية أسبوعية. وللمدرسة فرعان في لندن: أحدهما في حي مايفير، والآخر في جي السيتي، شرق لندن بالقرب من بنك إنجلترا.