«نايرو»... نكهات آسيا على نيل القاهرة

رحلة لانتقاء أشهى المأكولات من 4 مطابخ

«نايرو» ذو إطلالة بانورامية على مشهد النيل
«نايرو» ذو إطلالة بانورامية على مشهد النيل
TT

«نايرو»... نكهات آسيا على نيل القاهرة

«نايرو» ذو إطلالة بانورامية على مشهد النيل
«نايرو» ذو إطلالة بانورامية على مشهد النيل

إذا كنت ترغب في الانطلاق برحلة طهوية تتنقل فيها بين جنبات المطبخ الآسيوي، بما يلبي شهيتك المفتوحة على مأكولاته الشهيرة، والاستمتاع بطعمه المميز عن غيره من المطابخ، فإن مطعم «نايرو» (Nairu) - الذي يعني «النهر» - بالعاصمة المصرية، يكون اختياراً مناسباً لهذه الرحلة التي ستجد نفسك مدفوعاً إليها برائحة النكهات والتوابل الآسيوية، ومن ثم الانغماس في مذاقات الأطباق الأصيلة القادمة من قلب القارة الصفراء.
فمن خلال إطلالة بانورامية على مشهد النيل، عبر المطعم الموجود في مركب «فيرست نايل» التابع لفندق «فور سيزونز ريزيدانس»، يمكن لجمهور وضيوف القاهرة تجربة واستكشاف أصناف مأكولات الشرق الأقصى التي تأتي من المطبخ الصيني والهندي والياباني والتايلاندي، في تنوع لا يجتمع في مكان واحد إلا نادراً؛ حيث يمنح هذا الاندماج الفرصة لانتقاء الأشهى والتقاط الأفضل على كل مائدة في هذا المطبخ الغني بمأكولاته وتعدد ثقافاته.
ولأجل أن تكون تجربة الاستكشاف مثالية، تقدم هذه الأطباق عبر طهاة متخصصين قدموا من بلدانهم حاملين خبراتهم إلى «نايرو»؛ حيث يشترك الطاهي الهندي ميهير والصيني سانجيت، ومن قبلهم الماليزي محمد نازلان، ومعهم مجموعة من الشيفات المصريين، في خلط نكهات عصرية إلى الكلاسيكيات الآسيوية، وتقديم مزيج منها بتحضيرات معاصرة لجمهور المطعم.
وبفضل تقييمات هذا الجمهور؛ نال مطعم «نايرو» خلال الأشهر المتتالية الماضية المركز الأول على الموقع العالمي «تريب أدفايزر» للسياحة والسفر، من بين أفضل المطاعم الآسيوية في مصر، لحصوله باستمرار على علامات إيجابية.
في هذا الركن من المطعم، يستمتع زائر المطعم بالـ«شو كيتشن»؛ حيث يمكن إلقاء نظرة خلال عمل طهاة «نايرو» وهم يقومون بإعداد مشويات «الروباتياكي» اليابانية على الفحم في مهارة، ثم نقلها سريعاً إلى الموائد بسخونتها وأدخنتها المنبعثة منها، كما يمكن مشاهدة كيفية إعداد أطباق آسيوية أخرى بطريقة «ترياكي».
وفي ركن آخر مقابل، يمكن الاطلاع على كيفية إعداد «السوشي» و«الساشيمي» في البار المخصص له؛ حيث يتبارى 3 طهاة في تقديم «السوشي» المطور بنكهات تناسب المذاق العربي، ويمكن للزائر الجلوس أمام الطاهي لاختيار نوعه المفضل ثم مشاهدة مراحل إعداده، ومن ثم تقديمه طازجاً.
يشرف طهاة المطعم على قائمة طعام غنية، والتي تحمل لمحة جماعية يمكن الاختيار من بينها، سواء المقبلات والأطباق الرئيسة والحلوى، وجميعها تتنوع بين المطابخ الآسيوية المختلفة، بما يلبي ذائقة المصريين والعرب الذين يفضلون هذا المطبخ، نظراً للتوابل والنكهات الحارة وصلصة «الحلو» و«الحادق»، وهو التنوع الموجود بشكل يومي، وبمكونات مستوردة خصيصاً من بلادها، وهو ما يجعل التجربة حقيقية.
تبدأ التجربة الآسيوية في «نايرو» كالمعتاد بالمقبلات، ونرشح لكم تجربة معجنات «باو بانز»، وهي عجائن صغيرة مُبخرة محشوة بلحم صدر بقري مع الليمون والصويا والمخلل الحار والبصل المُحمر، ومعجنات «ديم سام» التي تميز المطبخ الصيني وتعد مكونا أساسياً فيه، وهي فطائر صغيرة يتم تحضيرها يدوياً وتقدم مطهوة على البخار، وكذلك «سي فود سبرنج رول» أو لفائف المأكولات البحرية التي تحشى بالجمبري وتتميز بمذاقها المقرمش. أما لو رغبت في تجربة أنواع السلطات فيمكن تذوق سلطة «نام توك» التايلاندية، وهي مزيج من الخضراوات مع لحم البيف مع بعض التوابل التي تعطيها مذاقاً حاراً إلى حد ما.
يمكن الاختيار من بين الأطباق الرئيسية القادمة من الصين والهند واليابان وتايلاند، وأبرزها «سلمون ترياكي» ولحم «بيف ترياكي»، وكلاهما على الطريقة اليابانية الشهية، واللحم على الطريقة المنغولية «منغوليان بيف»، وهي عبارة عن شرائح اللحم بالصويا والثوم والبصل. ومن أكلات المطبخ الصيني نرشح لك «روبيان (جمبري) سويت أند ساور»، ومن المطبخ الهندي يمكن تذوق برياني دجاج هندي بالزبدة أو «بَتر تشيكن» الذي يعد من أكثر الأطباق شهرة في الهند؛ حيث تقدم قطع صغيرة من الدجاج المتبلة التي تقلى بالزبدة، إلى جانب برياني اللحم وبرياني الجمبري.
ومع كافة هذه الأصناف يمكن تجربة الأرز الأبيض المقلي المنتشر في عموم آسيا، أو الأرز المطهو على البخار، أو «النودلز».
تمتد الرحلة الآسيوية إلى أنواع الحلوى، وأبرزها «ساغو جولا ميلاكا» تلك الحلوى الشهية المكونة من الحليب والسكر والنشا وتقدم مع «الآيس كريم»، و«المولتن كيك» وتقدم أيضاً مع «الآيس كريم»، و«بودينغ المانجو» مع قطع الفاكهة الطازجة. كما لا يفوتك تجربة الشاي ذي التشكيلة الواسعة من النكهات الآسيوية.
ولأجل أن يكون «نايرو»، مطعماً آسيوياً متكاملاً، أُلحقت به صالة فخمة أنيقة «لاونج» ذات إطلالة رائعة على النيل، كما يتكامل ديكور المكان ذو التصميمات الداخلية الأنيقة مع ثقافته، فموسيقى فن «البوب» الآسيوي دائماً توجد في الخلفية، كما تحيط بالزائر رسومات بانورامية لفتيات بملامح شرق آسيوية من جنسيات مختلفة.
يتسع المطعم لـ70 فرداً، ويعمل فترتين على مدار اليوم، الأولى من 1 ظهراً إلى 5 مساءً، والثانية من 7 مساءً إلى 11 مساءً، بينما يعمل يوم الجمعة من 2 مساءً إلى 11 مساءً.


مقالات ذات صلة

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

مذاقات ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

عندما يأتي الكلام عن تقييم مطعم لبناني بالنسبة لي يختلف الأمر بحكم نشأتي وأصولي. المطابخ الغربية مبنية على الابتكار والتحريف، وتقييمها يعتمد على ذائقة الشخص

جوسلين إيليا (لندن)
مذاقات الشيف البريطاني هيستون بلومنتال (الشرق الأوسط)

9 نصائح من الشيف هيستون بلومنتال لوجبة الكريسماس المثالية

تعد الخضراوات غير المطبوخة بشكل جيد والديك الرومي المحروق من أكثر كوارث عيد الميلاد المحتملة للطهاة في وقت يقومون فيه بتحضير الوجبة الأكثر أهمية في العام.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

لا يزال كبار الطهاة العالميين، إضافة إلى ربات البيوت الماهرات في الطهي، يستخدمون أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر Cast Iron Cookware.

د. عبير مبارك (الرياض)
مذاقات توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات إم غريل متخصص بالمشاوي (الشرق الاوسط)

دليلك إلى أفضل المطاعم الحلال في كاليفورنيا

تتمتع كاليفورنيا بمشهد ثقافي غني ومتنوع، ويتميز مطبخها بكونه خليطاً فريداً من تقاليد عالمية ومكونات محلية طازجة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
TT

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة، وتنوع أطباقه التي تبدأ من زبدية الجمبري والكاليماري إلى الفسيخ بطريقة مختلفة.

وتعتبر سلسلة المطاعم التي تحمل اسم عائلته «أبو حصيرة» والمنتشرة بمحاذاة شاطئ غزة هي الأقدم في الأراضي الفلسطينية، لكن بسبب ظروف الحرب اتجه بعض أفراد العائلة إلى مصر؛ لتأسيس مطعم يحمل الاسم العريق نفسه، وينقل أطباق السمك الحارة المميزة إلى فضاء جديد هو مدينة القاهرة، وفق أحمد فرحان أحد مؤسسي المطعم.

«صينية السمك من البحر إلى المائدة»، عنوان إحدى الأكلات التي يقدمها المطعم، وهي مكونة من سمك الـ«دنيس» في الفرن بالخضراوات مثل البقدونس والبندورة والبصل والثوم والتوابل، وإلى جانب هذه الصينية تضم لائحة الطعام أطباق أسماك ومقبلات منوعة، تعتمد على وصفات قديمة وتقليدية من المطبخ الفلسطيني. وتهتم بالنكهة وطريقة التقديم على السواء، مع إضفاء بعض السمات العصرية والإضافات التي تناسب الزبون المصري والعربي عموماً؛ حيث بات المطعم وجهة لمحبي الأكلات البحرية على الطريقة الفلسطينية.

على رأس قائمة أطباقه السمك المشوي بتتبيلة خاصة، وزبدية الجمبري بصوص البندورة والتوابل وحبات القريدس، وزبدية الجمبري المضاف إليها الكاليماري، والسمك المقلي بدقة الفلفل الأخضر أو الأحمر مع الثوم والكمون والليمون، وفيليه كريمة مع الجبن، وستيك، وجمبري بصوص الليمون والثوم، وجمبري بالكريمة، وصيادية السمك بالأرز والبصل والتوابل.

فضلاً عن قائمة طواجن السمك المطهو في الفخار، يقدم المطعم قائمة متنوعة من شوربات السي فود ومنها شوربة فواكه البحر، وشوربة الكريمة.

يصف محمد منير أبو حصيرة، مدير المطعم، مذاق الطعام الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هو أذكى نكهة يمكن أن تستمتع بها، ومن لم يتناول هذا الطعام فقد فاته الكثير؛ فالمطبخ الفلسطيني هو أحد المطابخ الشرقية الغنية في منطقة بلاد الشام، وقد أدى التنوع الحضاري على مر التاريخ إلى إثراء نكهته وطرق طبخه وتقديمه».

أطباق سي فود متنوعة يقدمها أبو حصيرة مع لمسات تناسب الذوق المصري (الشرق الأوسط)

وأضاف أبو حصيرة: «وفي مجال المأكولات البحرية يبرز اسم عائلتنا التي تتميز بباع طويل ومميز في عالم الأسماك. إننا نتوارثه على مر العصور، منذ بداية القرن الماضي، ونصون تراثنا الغذائي ونعتبر ذلك جزءاً من رسالتنا».

«تُعد طرق طهي الأسماك على الطريقة الغزاوية خصوصاً حالة متفردة؛ لأنها تعتمد على المذاق الحار المميز، وخلطات من التوابل، والاحتفاء بالطحينة، مثل استخدامها عند القلي، إضافة إلى جودة المكونات؛ حيث اعتدنا على استخدام الأسماك الطازجة من البحر المتوسط المعروفة»، وفق أبو حصيرة.

وتحدث عن أنهم يأتون بالتوابل من الأردن «لأنها من أهم ما يميز طعامنا؛ لخلطتها وتركيبتها المختلفة، وقوتها التي تعزز مذاق أطباقنا».

صينية أسماك غزوية يقدمها أبو حصيرة في مصر (الشرق الأوسط)

لاقت أطباق المطعم ترحيباً كبيراً من جانب المصريين، وساعد على ذلك أنهم يتمتعون بذائقة طعام عالية، ويقدرون الوصفات الجيدة، والأسماك الطازجة، «فنحن نوفر لهم طاولة أسماك يختارون منها ما يريدون أثناء دخول المطعم».

ولا يقل أهمية عن ذلك أنهم يحبون تجربة المذاقات الجديدة، ومن أكثر الأطباق التي يفضلونها زبدية الجمبري والكاليماري، ولكنهم يفضلونها بالسمسم أو الكاجو، أو خليط المكسرات، وليس الصنوبر كما اعتادت عائلة أبو حصيرة تقديمها في مطاعمها في غزة.

كما انجذب المصريون إلى طواجن السي فود التي يعشقونها، بالإضافة إلى السردين على الطريقة الفلسطينية، والمفاجأة ولعهم بالخبز الفلسطيني الذي نقدمه، والمختلف عن خبز الردة المنتشر في مصر، حسب أبو حصيرة، وقال: «يتميز خبزنا بأنه سميك ومشبع، وأصبح بعض الزبائن يطلبون إرساله إلى منازلهم بمفرده أحياناً لتناوله مع وجبات منزلية من فرط تعلقهم به، ونلبي لهم طلبهم حسب مدير المطعم».

تحتل المقبلات مكانة كبيرة في المطبخ الفلسطيني، وهي من الأطباق المفضلة لدى عشاقه؛ ولذلك حرص المطعم على تقديمها لزبائنه، مثل السلطة بالبندورة المفرومة والبصل والفلفل الأخضر الحار وعين جرادة (بذور الشبت) والليمون، وسلطة الخضراوات بالطحينة، وبقدونسية بضمة بقدونس والليمون والثوم والطحينة وزيت الزيتون.

ويتوقع أبو حصيرة أن يغير الفسيخ الذي سيقدمونه مفهوم المتذوق المصري، ويقول: «طريقة الفسيخ الفلسطيني وتحضيره وتقديمه تختلف عن أي نوع آخر منه؛ حيث يتم نقعه في الماء، ثم يتبل بالدقة والتوابل، ومن ثم قليه في الزيت على النار».

لا يحتل المطعم مساحة ضخمة كتلك التي اعتادت عائلة «أبو حصيرة» أن تتميز بها مطاعمها، لكن سيتحقق ذلك قريباً، حسب مدير المطعم الذي قال: «نخطط لإقامة مطعم آخر كبير، في مكان حيوي بالقاهرة، مثل التجمع الخامس، أو الشيخ زايد».