«غبطة الجوار» شهادات متقاطعة لمثقفين من المغرب وتونس

بمشاركة 52 كاتباً من البلدين

«غبطة الجوار» شهادات متقاطعة لمثقفين من المغرب وتونس
TT

«غبطة الجوار» شهادات متقاطعة لمثقفين من المغرب وتونس

«غبطة الجوار» شهادات متقاطعة لمثقفين من المغرب وتونس

تأكيدا لعمق وتجذر العلاقات التي ظلت تجمع مثقفي المغرب وتونس، أصدرت سفارة المغرب بتونس مؤلفا جماعيا، تحت عنوان «غبطة الجوار... شهادات متقاطعة لمثقفين من المغرب وتونس»، متضمنا مساهمات لمجموعة من الجامعيين والمثقفين والمبدعين والإعلاميين من البلدين.
يقدم الكتاب، الذي زُين غلافه بصورة مركبة تجمع، بشكل معبر عن مضمون الكتاب، بين مدينة شفشاون المغربية ومدينة سيدي بوسعيد التونسية، نصوصا لـ52 كاتبا من البلدين، «يعبر من خلالها الكتاب المغاربة بشكل متقاطع عما تمثل بالنسبة إليهم تونس في ذاكرتهم الثقافية أو ما يحتفظون عنها من زيارات أو صداقات أو قراءات، ويعبر من خلالها الكتاب التونسيون، على المنوال نفسه، عما يخالجهم تجاه المغرب»، بحسب ما جاء في كلمة تقديمية للمؤلف حسن طارق سفير المغرب لدى تونس.
وتُركت للكتاب المشاركين، حسب الكلمة التقديمية لهذا المؤلف الجماعي» حرية تصور وإنجاز نصوصهم، التي جاءت «كتابة مفتوحة تفكر في البلد الشقيق كوعاء لذاكرة ثقافية وفنية وجمالية مشتركة وكأفق للجوار والحوار الفكري المستمر»، كاشفة «عن حميمية بالغة في علاقات متبادلة للمثقفين المغاربة والتونسيين، مع وجوه وصداقات وأمكنة ومدن وفضاءات وقراءات».
وتميز المؤلف بمساهمات عدد من المثقفين والمبدعين والجامعيين المغاربة والتونسيين، بينهم محمد الأشعري ومحمد بنيس وسعيد بنكراد وعبد الحميد جماهيري وعبد الرحمن بن زيدان وعبد السلام طويل ونعمان لحلو وخالد الغريبي والهاشمي نويرة ومحمد معمري وشكري المبخوت ومنصور مهني وسميرة القادري وربيعة ريحان وياسين عدنان وحسونة المصباحي وماجدولين النهيبي وآمنة الرميلي ونزار الشعري.
وبالنسبة لسفير المغرب بتونس، فـ«البعد الثقافي للعلاقات الثنائية المغربية - التونسية يمنح ضمانات الرسوخ ومعالم الترابط الوطيد»، من منطلق أن «قوة المشترك الثقافي المرن تشكل بنية تحتية صلبة لكل صيغ التعاون الاقتصادي والسياسي والاجتماعي». وأشار السفير المغربي بتونس، في هذا السياق، إلى أن العاهل المغربي الملك محمد السادس كان قد تحدث في خطابه التاريخي، أمام المجلس الوطني التأسيسي التونسي، يوم 31 مايو (أيار) 2014، عن «أواصر التاريخ والتراث الحضاري العريق، والأخوة المغاربية الراسخة والمصير المشترك، التي تجمع كلا من المغرب وتونس».
وشدد السفير المغربي لدى تونس على أن «التفكير في قراءة ظاهرة القرب الثقافي المغربي - التونسي قد يتوسل العودة إلى التاريخ بمساراته المتقاطعة والمشتركة، كما يجنح إلى فرضيات السوسيولوجيا حول تشابه النمط المجتمعي وحضور فكرة الحداثة داخله، طوال اللحظات الكبرى المؤسسة للوطنيتين المغربية والتونسية: لحظة الإصلاح الثقافي والفكري لما بعد المنتصف الثاني من القرن التاسع عشر، لحظة استيعاب الحركتين الوطنيتين لمضامين فكر التقدم الاجتماعي والثقافي، لحظة الدولة الوطنية الحاملة لإرادة التحديث، ثم أخيرا التملك المتدرج لقيم التعدد والاختلاف والمساواة من قبل المجتمعين المدنيين بكلا البلدين».



معرض «الذهب والمجوهرات» المصري يستلهم الفنون الفرعونية

خبراء يعتقدون أن المصريين القدماء عرفوا الحلي منذ عصر ما قبل التاريخ (الشرق الأوسط)
خبراء يعتقدون أن المصريين القدماء عرفوا الحلي منذ عصر ما قبل التاريخ (الشرق الأوسط)
TT

معرض «الذهب والمجوهرات» المصري يستلهم الفنون الفرعونية

خبراء يعتقدون أن المصريين القدماء عرفوا الحلي منذ عصر ما قبل التاريخ (الشرق الأوسط)
خبراء يعتقدون أن المصريين القدماء عرفوا الحلي منذ عصر ما قبل التاريخ (الشرق الأوسط)

افتتح وزير التموين والتجارة الداخلية المصري الدكتور شريف فاروق، الأحد، فعاليات معرض «نبيو» للذهب والمجوهرات 2024، بالعاصمة المصرية القاهرة، الذي «يعد أكبر حدث سنوي في صناعة الذهب والمجوهرات بمصر، ويعكس تميز القاهرة في هذا المجال على المستويين الإقليمي والدولي»، بحسب بيان صحافي للوزارة.

ويستمر معرض «نبيو»، الذي يقام بقاعة المعارض الدولية بالقاهرة، حتى الثلاثاء المقبل، بمشاركة 80 عارضاً محلياً ودولياً، من بينهم 49 علامة تجارية مصرية، و31 عارضاً دولياً، بالإضافة إلى جناحين مخصصين لكل من تركيا وإيطاليا للمرة الأولى، بهدف «تعزيز البعد الدولي».

جانب من افتتاح المعرض (مجلس الوزراء المصري)

وتتضمن فعاليات «نبيو» معرضاً فنياً بعنوان «المجوهرات كانعكاس للهوية المصرية عبر التاريخ - الحقبة الفرعونية». وقال وزير التموين المصري، خلال الافتتاح، إن «المعرض يعكس الإرث الحضاري العريق لمصر في مجال الذهب والمجوهرات، ويمثل فرصة حقيقية لتعزيز الصناعات الوطنية وزيادة تنافسيتها في الأسواق العالمية».

وقال مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، الدكتور حسين عبد البصير: «الحلي والمجوهرات في مصر القديمة لم تكن مجرد زينة تجميلية، بل هي لغة معقدة مليئة بالرموز تعبر عن المكانة الاجتماعية، الروحانية، والصلات العميقة بالطبيعة والإلهية».

قطعة حلي فرعونية بالمتحف القومي للحضارة المصرية (الشرق الأوسط)

وأضاف عبد البصير لـ«الشرق الأوسط»: «المصريون القدماء استطاعوا بفضل مهارتهم الفنية وابتكارهم، صنع مجوهرات تحمل معاني وقيماً تفوق بكثير وظيفتها الجمالية»، مشيراً إلى أنهم «استخدموا الذهب في صناعة الحلي باعتباره رمزاً للخلود والنقاء، كما استخدموا أيضاً الفضة والنحاس وأحياناً البرونز، وزينوا المجوهرات بأحجار كريمة وشبه كريمة مثل اللازورد، والفيروز، والجمشت، والكارنيليان، والعقيق، والزجاج الملون».

ولفت عبد البصير إلى أن «المجوهرات كانت مؤشراً على الثراء والنفوذ، حيث اقتصر استخدام الذهب والأحجار الكريمة على الطبقة الحاكمة والنبلاء، بينما استخدمت الطبقات الأقل المواد البديلة مثل الزجاج».

وأشار إلى أن «هناك مجوهرات صنعت خصيصاً للموتى وكانت توضع بين الأثاث الجنائزي»، ضارباً المثل بالحلي التي اكتشفت في مقبرة الفرعون الذهبي «توت عنخ آمون».

وأردف: «كانت المجوهرات جزءاً لا يتجزأ من حياة المصري القديم، حيث تعكس فلسفته وتصوره عن العالم، كما كانت رمزاً لفنون ذلك العصر».

المصريون القدماء أبدوا اهتماماً لافتاً بالحلي (الشرق الأوسط)

ويشير الخبراء إلى أن المصريين القدماء عرفوا الحلي منذ عصر ما قبل التاريخ، وكانوا يرتدونها للزينة ولأغراض دينية أيضاً، حيث كانت تستخدم مثل تميمة لحماية جسد المتوفى.

ويستضيف معرض «نبيو» أيضاً 166 مشاركاً من 19 دولة لـ«تعزيز التعاون التجاري وزيادة الصادرات»، إضافة إلى مسابقة لتصميم المجوهرات بمشاركة 13 دولة. وقال وزير التموين المصري إن «المعرض يجسد التعاون المثمر بين الدولة والقطاع الخاص، ويعكس رؤية القاهرة لأن تكون مركزاً عالمياً لصناعة الذهب والمجوهرات».