واشنطن تدرج قياديين من «حسم» على «قوائم الإرهاب»

يقيمان بتركيا ويواجهان اتهامات في «قضايا عنف» بالقاهرة

واشنطن تدرج قياديين من «حسم» على «قوائم الإرهاب»
TT

واشنطن تدرج قياديين من «حسم» على «قوائم الإرهاب»

واشنطن تدرج قياديين من «حسم» على «قوائم الإرهاب»

بعد ساعات من تصنيف واشنطن لحركة «حسم» بمصر وتنظيم «ولاية سيناء» الموالي لـ«داعش» الإرهابي على قوائم «المنظمات الإرهابية الأجنبية»، أعلنت الخارجية الأميركية إدراج مصريين على «لائحة الإرهابيين الدوليين»، وهما يحيى السيد إبراهيم موسى، وعلاء على محمد السماحي، بصفتهما قياديين لـ«حسم». وقال عمرو عبد المنعم، الباحث في شؤون الحركات الأصولية بمصر، لـ«الشرق الأوسط» إن «السماحي هو مسؤول (الخلايا النوعية) ومؤسس (حسم). أما موسى، فهو القيادي البارز في الحركة. وهما متهمان في (قضايا عنف) بمصر».
وظهرت حركة «حسم» عام 2014، وتبنت عمليات إرهابية وهجمات في القاهرة ومحافظات مصرية أخرى. كما نفذ تنظيم «ولاية سيناء» الذي كان يطلق على نفسه سابقاً «أنصار بيت المقدس» عمليات إرهابية عدة في شبه جزيرة سيناء وخارجها.
وأكدت الخارجية الأميركية أنها «شددت العقوبات ضد (حسم) من خلال تصنيفها (تنظيماً إرهابياً)»، مشيرة إلى أن «(حسم) كانت مدرجة على (قائمة الإرهاب العالمي الخاصة) في الولايات المتحدة منذ يناير (كانون الثاني) عام 2018»، لافتة أن «تلك الإجراءات تهدف إلى حرمان (حسم) أو (حركة سواعد مصر) وقيادتها من الموارد اللازمة لتدبير وتنفيذ هجمات إرهابية».
ووفق وزارة الخزانة الأميركية، فإن «السماحي وموسى مقيمان في تركيا حالياً، وهما متهمان في عدة (قضايا عنف) بمصر... وتشتمل عملية الإدراج تجميد كل ممتلكات (حسم) وموسى والسماحي، ومصالحهم في الممتلكات الواقعة في الولايات المتحدة، أو التي تندرج ضمنها، أو التي يمتلكها أو يسيطر عليها مواطنون أميركيون».
ومن جهته، قال عبد المنعم إن «السماحي استطاع بعلاقاته في (الإخوان) أن يملك (خريطة الشَّعب والمجموعات الإخوانية الشبابية)، وقام بتدريب هذه المجموعات التنظيمية على سلسلة من الاستخدامات العملياتية عامي 2016 و2017، وغيّر اسمه إلى عدة أسماء حركية، وحصل على دعم كامل من قيادات التنظيم في تركيا، وموّل كثيراً من عمليات الرصد التنظيمية»، مضيفاً أن «السماحي هو مسؤول لجان التدريب بالخارج الضالعة في التخطيط لعمليات مسلحة داخل مصر».
والسماحي مُدرج على قوائم الإرهاب في مصر والسعودية والإمارات والبحرين عام 2017، أما موسى فهو طبيب مصري تدرج في صفوف «الإخوان» حتى وصل لعضو «مكتب الإرشاد». وفر المئات من أعضاء وأنصار تنظيم «الإخوان» من مصر إلى تركيا، في أعقاب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، المنتمي إلى التنظيم، الذي صنفته السلطات المصرية «إرهابياً» منذ عام 2014. ووفق عبد المنعم، فإن «موسى عمل متحدثاً رسمياً لوزارة الصحة المصرية وقت حكم (الإخوان). وعقب رحيل التنظيم عن الحكم، خطط ونفذ كثيراً من العمليات الإرهابية، من بينها استهداف المستشار هشام بركات، النائب العام المصري الأسبق، بمشاركة السماحي».
وتشير السلطات الأمينة بمصر إلى أن «(حسم) هي أحد إفرازات (الإخوان)». وسبق أن رفع شعار «حسم» مجموعات تابعة للجان نوعية تشكلت من شباب «الإخوان» عقب فض اعتصامي ميداني «رابعة» بضاحية مدينة نصر شرق القاهرة، وميدان «النهضة» بالجيزة، في أغسطس (آب) عام 2013.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.