«الدستوري الحر» يطلب سحب الثقة من نائبة الغنوشي

غموض يلف التعديل الوزاري المرتقب في تونس

عبير موسي رئيسة الحزب الدستوري المعارض (أ.ب)
عبير موسي رئيسة الحزب الدستوري المعارض (أ.ب)
TT

«الدستوري الحر» يطلب سحب الثقة من نائبة الغنوشي

عبير موسي رئيسة الحزب الدستوري المعارض (أ.ب)
عبير موسي رئيسة الحزب الدستوري المعارض (أ.ب)

قالت عبير موسي، رئيسة كتلة «الحزب الدستوري الحر» المعارض، إنها بدأت حملة لجمع توقيعات بخصوص عريضة لطلب سحب الثقة من سميرة الشواشي، النائبة الأولى لرئيس البرلمان التونسي ورئيس حركة «النهضة» الإسلامية، راشد الغنوشي، معتبرة أنها «أصبحت العصا الغليظة التي يسلطها الغنوشي لإسكات الأصوات المعارضة عند تسيير الجلسات البرلمانية»، على حد قولها.
كانت الكتلة البرلمانية ذاتها قد وزعت عريضة لسحب الثقة من الغنوشي باعتباره رئيساً للبرلمان، وذلك على خلفية «عدم إدانته للعنف المرتكب تحت قبة البرلمان التونسي»، حسب تعبير موسي.
من جهة ثانية، ورغم حالة الشغور المسجل منذ أشهر على مستوى ثلاث حقائب وزارية في تونس، ورغم الدعوات المتتالية لتسريع إجراء تعديل وزاري بعد تقييم أداء مختلف الوزراء، إلا أن رئيس الحكومة، هشام المشيشي، لم يقرر بعد طبيعة هذا التعديل، وإن كان سيكون فقط لسد الشغور الحاصل حالياً في وزارة الثقافة ووزارة البيئة والداخلية، أم أنه سيطال أيضاً بقية الوزارات التي أكدت التقييمات الأولية ضعف أدائها.
ووفق تسريبات أولية، فإن التعديل قد يطال ثماني وزارات، وقد يبلغ 12 حقيبة وزارية، وهو ما يعد تغييراً عميقاً على حكومة تكون فقط من 27 حقيبة وزارية.
وفيما أعلن رئيس حركة «النهضة» دعمه للتعديل الوزاري، قائلاً إن أداء عدد من الوزراء «كان ضعيفاً ودون المأمول»، بدأت أحزاب المعارضة، ممثلة في «الكتلة الديمقراطية» (التيار الديمقراطي وحركة الشعب)، تضغط من أجل منع الأحزاب الداعمة لحكومة المشيشي من الاستفادة من هذا التعديل الوزاري، والفوز بحقائب وزارية جديدة.
وفي غضون ذلك، تشير تقارير إعلامية إلى خضوع رئيس الحكومة لضغوطات قوية من قبل الحزام البرلماني الداعم له، والمكون من حركة «النهضة» وحزب «قلب تونس»، و«ائتلاف الكرامة»، وهي الأحزاب التي تسعى لتحويل طبيعة الحكومة الحالية من حكومة كفاءات مستقلة، إلى حكومة سياسية متحزبة.
وفي هذا الشأن، يقول هشام بوعزيز، المحلل السياسي التونسي، إن «حكومة السير الذاتية أظهرت عجزها عن التعامل مع المناورات السياسية، التي يقودها الحزام البرلماني الداعم لحكومة هشام المشيشي، ولذلك فإن كل تعديل وزاري سينعكس مباشرة على علاقة الحكومة ببقية السلطة، ممثلة في رئاسة الجمهورية، وذلك في حال التخلي عما تبقى من وزراء القصر، والعلاقة مع الكتل الممثلة في البرلمان في حال تمكين أحزاب سياسية دون غيرها من حقائب وزارية».
من ناحية أخرى، تسعى السلطات التونسية حالياً لاسترجاع مبلغ 200 مليون فرنك سويسري (نحو 225 مليون دولار)، من الأموال التابعة لأصهار الرئيس التونسي الراحل زين العابدين بن علي، علماً بأن فترة تجميد تلك الأموال تنتهي يوم الثلاثاء المقبل عند منتصف الليل.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.