محكمة مغربية تعوض حكماً بالإعدام بالسجن 25 سنة في حق مرحل من الدنمارك

TT

محكمة مغربية تعوض حكماً بالإعدام بالسجن 25 سنة في حق مرحل من الدنمارك

خفضت محكمة الاستئناف في الدار البيضاء حكماً بالإعدام إلى السجن مدة 25 عاماً في حق مواطن مغربي اسمه سعيد منصور، كان قد رحل من الدنمارك، ونزعت عنه جنسية هذا البلد، على خلفية قضية «إرهاب»، وفق ما أفاد دفاعه أمس. وقال المحامي خليل الإدريسي لوكالة الصحافة الفرنسية، إن محكمة أدانت موكله منصور (59 عاماً) بالسجن مدة 25 عاماً، بتهم منها «تكوين عصابة إجرامية» و«المشاركة في محاولة القتل» و«محاولة تخريب منشآت عامة بالمتفجرات». وكان منصور قد أدين ابتدائياً بالإعدام على خلفية هذه القضية، بعدما رُحل إلى المغرب في يناير (كانون الثاني) 2019.
ولم يتسن الاطلاع على الأفعال التي أدين بسببها، نظراً لأن المحاكم المغربية لا تنشر الأحكام التي تنطق بها، حسب وسائل إعلام محلية. وجرى توجيه الاتهامات لمنصور، حسب وسائل إعلام محلية، لصلته بالتفجيرات الإرهابية التي هزت مدينة الدار البيضاء عام 2003 مخلفة 33 ضحية، في حين نفى المتهم، عبر بيان نشرته جمعية تدافع عن المعتقلين الإرهابيين، أن «يكون سئل» عن تلك التفجيرات «في جميع أطوار التحقيق معه». وسبق لمنصور أن أدين في الدنمارك في 2007، حيث قضى بالسجن ثلاث سنوات ونصف سنة بسبب «التحريض على الإرهاب»، لاتهامه بإنتاج وبث آلاف الفيديوهات المتضمنة محتويات متطرفة بين 2002 و2005. كما أدين مجدداً بتهمة «التحريض على الإرهاب» في عام 2015. وحكم عليه بالسجن أربع سنوات مع تجريده من الجنسية الدنماركية. ووصف محاميه إدانته بالسجن مدة 25 عاماً بكونها «ظلماً كبيراً»، معتبراً أن «الملف فارغ حيث استندت المحكمة فقط إلى تصريحات شخصين مدانين في قضية (إرهاب) أدليا بها ضده منذ عام 2002». وأضاف المحامي الإدريسي، أنه يعتزم طلب نقض الحكم لدى المحكمة العليا. ويعد منصور أول دنماركي يحاكم بمقتضى قانون مكافحة الإرهاب في هذا البلد. وأفادت وسائل إعلام دنماركية حينها بأن أجهزة مخابرات أوروبية وضعته تحت المراقبة منذ تفجيرات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 بنيويورك، مشتبهة في صلاته بمسؤولين في تنظيم «القاعدة».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.