«الإفتاء الشيعي» ينضمّ إلى المطالبين بتطوير النظام السياسي

TT

«الإفتاء الشيعي» ينضمّ إلى المطالبين بتطوير النظام السياسي

انضمّ الإفتاء الشيعي إلى الدعوات لـ«تطوير النظام السياسي» في لبنان، في ظل أزمة سياسية متفاقمة حالت دون تشكيل الحكومة اللبنانية حتى الآن، ولم تظهر أي مؤشرات على إمكانية تشكيلها وسط تباين بين الرئيس اللبناني ميشال عون، والرئيس المكلف سعد الحريري.
والدعوة لتطوير النظام السياسي ليست الأولى، إذ طرح أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله ذلك في أغسطس (آب) الماضي، مشترطاً إجماعاً لبنانياً على مناقشة تطوير النظام، كما طرحه رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل في الأسبوع الماضي، داعياً إلى عقد حوار وطني لمناقشة إمكانية تطوير النظام، في وقت يعارض «تيار المستقبل» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» ذلك، داعين إلى تنفيذ اتفاق الطائف بالكامل قبل الخوض بنقاشات مشابهة.
ورأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، أمس، أن «صيغة النظام السياسي الطائفي» واحدة من عِلل لبنان الأخيرة، مطالباً بـ«ضرورة تطوير الصيغة السياسية للوطن بهدوء، لأن أزمة لبنان تتجذر بهويته الطائفية، فضلاً عن الفشل الذريع بقوانين السلطة، التي أعطت قوى المال والنفوذ السياسي القدرة للسيطرة على الثروة والموارد والقرار السياسي المالي».
وحذّر من «تفكير البعض بتحويل البلد إلى جزر طائفية لأننا سنواجه أي مشروع تقسيمي بكل ما أوتينا من قوة»، داعياً إلى «تأليف حكومة إنقاذ وقرار، حكومة وظيفتها حماية وحدة لبنان وعيشه المشترك وسلمه الأهلي». وتتصدر الفشل في التوافق على تشكيل حكومة لبنانية في هذا الوقت، الأزمات السياسية التي يعاني منها لبنان، بالنظر إلى أن غياب الحكومة أدى إلى تفاقم الأزمات، وحال دون استدراج مساعدات أجنبية من شأنها أن تنقذ الوضع الاقتصادي والمعيشي. وبينما دعا عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب سيزار معلوف إلى «الإسراع بتشكيل الحكومة قبل فوات الأوان»، قال نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش أمس، إن «الوضع الداخلي يحتاج إلى خرق، وكانت هناك مبادرة من البطريرك الماروني بشارة الراعي أطلق عليها رصاصة الرحمة النائب جبران باسيل»، مضيفاً: «يبدو أن رئيس الجمهورية لا يريد التوافق».
ورأى علوش في تصريح إذاعي أن «الحل يكمن في توقيع رئيس الجمهورية على التشكيلة الحكومية وإحالتها إلى مجلس النواب حيث يتم التصويت عليها ضمن الأطر الدستورية».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».