قال الفنان ربيع بارود، إن علاقة وثيقة تربطه بالجمهور التونسي، وإن أغنيته الحديثة «ورجعتلا»، ما زالت تحافظ منذ سنة ونصف السنة على مركزها في «top 3» في الإذاعات التونسية. وأضاف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «أعدُّ الجمهور التونسي ذواقا للفن بشكل عام، وبكل بساطة هو جمهور (سمِّيع) ويملك أذنا موسيقية هائلة». وتابع بالقول: «لقد أحييت عدة حفلات في هذا البلد الجميل وأرغب في أن أغنِّي بلهجته قريبا». وعن التغييرات التي شملت مسيرته الفنية منذ بدايته حتى اليوم قال: «عمري الفني نحو ست سنوات، ودأبت على درس خطواتي بدقِّة، ولذلك أسير بثبات. وفي السنتين الأخيرتين استطعت أن أنظِّم أموري الفنية بشكل جيِّد، الأمر الذي انعكس إيجابا على إنتاجي الفني». وتابع قائلا: «اليوم لدي مسؤول إعلامي (باتريسيا الهاشم) وشركة تدير أعمالي (ماسترغايت) كما صرت على يقين بأن الفنان وحده لا يستطيع أن يكمل الطريق لأن يدا واحدة لا يمكنها أن تصفِّق».
وعن نوعية أغانيه وكيفية اختيارها قال: «على الفنان برأيي أن يعتمد التنويع في أعماله، صحيح أنني عرفت بالأغاني الرومانسية إلا أنني غنيِّت الإيقاع والشعبي، ولن أتوانى عن تقديم أي لون آخر قد يخدم مسيرتي الفنية».
والمعروف أن ربيع بارود انطلق على الساحة الغنائية من خلال أغنية بعنوان «يا حب»، وهي من ألحانه، ثم ما لبث أن أصدر ألبوما وأغاني أخرى لاقت الصدى الطيب لدى الجمهور اللبناني والعربي معا، ومنها «أول فرصة» و«منّك تعلّمت» وغيرهما. وعما إذا كان ينوي تقديم الألحان لفنانين زملاء له قال: «أنا على اتصال دائم بالجميع، وكثيرون من زملائي يسألونني عن ألحان جديدة، وأنا مستعدّ لذلك».
ويرى ربيع أن الألحان التي يقدّمها الفنان لنفسه عادة ما تناسبه أكثر من غيرها لأنه يكون على يقين بقدراته الصوتية وعلى معرفة بأحاسيسه تماما. واستشهد بالفنانين عاصي الحلاني وراغب علامة اللذين طبّقا هذه القاعدة وحصدا الانتشار. وعن الأمر الذي أدركه أخيرا في مشواره الفني قال: «لقد اكتشفت أن عمل الفنان مع فريق مساعد هو ما يعزّز استمراريته». وعن الأشخاص الذين يستشيرهم أو يقف على رأيهم في قراراته الفنية أجاب: «هناك شخصان أو ثلاثة آخذ بآرائهم، إضافة إلى أهلي وبعض الأصدقاء، إلا أن القرار النهائي يعود لي». وعما إذا كان يعير شكله الجميل اهتماما خاصا، قال: «لا شك أننا اليوم نعيش عصر الصوت والصورة، ولذلك علينا الاعتناء بمظهرنا، إلا أن الركيزة الأولية للفنان هي موهبته وصوته».
وربيع الحائز على دبلوم في العزف الشرقي وعلى العود، يرى أن الثقافة الفنية للمغني عنصر من عناصر نجاحه، ولذلك استوجب عليه أن يكون ملمّا بالموسيقى بشكل عام. وعما إذا هناك من فنانين مثقفين موسيقيا، قال: «طبعا، يوجد على الساحة الفنية فنانون درسوا الموسيقى على أصولها، ولكنهم قلة قليلة نسبة إلى العدد الكبير من المغنين الموجودين اليوم». ورأى ربيع أنه من المخجل أن لا يعرف الفنان المقامات الموسيقية مثلا أو أن يجهل التعامل مع الآلات الموسيقية، محبذا أن يجيد الفنان العزف أقلّه على آلة واحدة».
وعن الفنانين الذي تأثّر بهم منذ بداياته وما زال حتى اليوم، قال: «لقد تربيت على أصوات العمالقة كالراحلين وديع الصافي وعبد الحليم حافظ ومحمد عبد الوهاب، ونحن محظوظون لوجود أعمالهم في مكتبتنا الموسيقية الشرقية». وأكمل قائلا: «أعتقد أن للفن القديم وهجه ووقعه الأقوى على الساحة الفنية حتى بالنسبة لشباب اليوم الذي ألمس تعلّقه بالأغاني الأصيلة من خلال مطالبتي بها وأنا على المسرح».
وتمنى ربيع أن يشكّل يوما ما جزءا من هذه المكتبة قائلا: «كل فنان يحلم بالوصول إلى هذه المرتبة وأن يترك أثرا في المكتبة الشرقية للموسيقى، ومن ناحيتي، فإن أهدافي وطموحاتي واضحة، ولذلك ترينني لا أستخدم كلاما مبتذلا في أغان أو موسيقى هابطة. فأنا أحاول الدمج بين الموسيقى الشرقية والغربية، كما أطمح للوصول إلى العالمية».
وأثنى ربيع بارود على مشاركة الفنانة اللبنانية آلين لحود في برنامج «ذا فويس» بنسخته الفرنسية، تاركة مسيرة فنية عمرها ثماني سنوات لتعود إلى نقطة الصفر من خلاله. وعلّق بالقول: «أنا أشجعها على خطوتها هذه وأتمنى أن تصل إلى هدفها. فالفنان الذي يشعر بأنه عالق في منتصف الطريق قد تلزمه (دفشة) لغربلة تطلعاته، كما أنني أعجبت باختيارها أغنية لبنانية لتشارك في البرنامج». وعما إذا من الممكن أن يقوم بالمحاولة نفسها ردّ قائلا: «لا، أنا لا يمكن أن أقوم بخطوة مماثلة لأن لدي طريقة أخرى لأصل إلى أهدافي». ووصف تجربته في الموسم الأول لبرنامج «رقص النجوم» بأنها وضعته تحت المهجر وأسهمت في انتشار اسمه، كما فتحت أمامه آفاقا كثيرة. وأضاف: «هذه المغامرة جعلتني لا أستبعد قيامي بأي عمل فني آخر كالتمثيل مثلا، فصار لدي قناعة بأن قدرات الفنان لا يمكن أن تقتصر على الغناء فقط لأن الجهد والعمل الدؤوب يوصلانه إلى أي نقطة يريدها».
وعن رأيه بلقب «ابن بيت» المعروف فيه بالأوساط الفنية، قال موضحا: «أنا أفتخر بهذا اللقب، فمهما علا شأن الفنان ومهما وصل من نجاحات تبقى أخلاقه هي ميزان فنّه الحقيقي، وعندما ينسى الفنان أصول تربيته من الممكن أن يفقد كل ما حققه».
وعما إذا كانت أجواء الفن وما يتخللها من مغريات قد تؤثّر يوما ما على حياته الطبيعية فتسيء إلى تصرفاته، أكد قائلا: «هناك مثل معروف في لبنان يقول (لو بدها تشتّي غيّمت) فأنا متشبث بتربيتي وبمبادئي، ولو كنت موضوعا قابلا لهذه الأمور لما كنت هنا اليوم. لقد مررت بتجارب عدة، ولكنني صمدت أمامها كلّها، وأعتقد أن أهلي زودوني بلقاح ضد هذه الأمور، والمعدن نظيف ولا مجال لتوسيخه».
وعن مشاريعه المستقبلية قال: «أستعدّ لتصوير أغنيتين (قاسي من يومك) و(دلعن دلعونا)، الأولى في لبنان، والثانية في أستراليا، كما أنني أتحضّر لتقديم حفلة غنائية لمناسبة عيد الحب في قطر.
ربيع بارود: هناك فنانون لا يفهمون في المقامات الموسيقية
أثنى على تجربة آلين لحود في «ذا فويس» بنسخته الفرنسية
ربيع بارود: هناك فنانون لا يفهمون في المقامات الموسيقية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة