النظام السوري يدفع بتعزيزات كبيرة إلى البادية

هجوم جديد لـ«داعش» في ريف دير الزور... ومقتل 11 من فصيل معارض بسهل الغاب

جندي روسي في ريف الحسكة أول من أمس (أ.ف.ب)
جندي روسي في ريف الحسكة أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

النظام السوري يدفع بتعزيزات كبيرة إلى البادية

جندي روسي في ريف الحسكة أول من أمس (أ.ف.ب)
جندي روسي في ريف الحسكة أول من أمس (أ.ف.ب)

أشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» (مقرها بريطانيا)، أمس (الاثنين)، إلى أن قوات النظام السوري استقدمت تعزيزات عسكرية كبيرة تم نشرها على طريق اثريا - خناصر في ريف حماة الشرقي، وذلك في ظل نشاط متصاعد لخلايا تنظيم «داعش» في المنطقة وعموم البادية السوري.
جاء نشر هذه التعزيزات بعد هجمات جديدة شنها مقاتلو «داعش». إذ أفاد «المرصد»، يوم الأحد، باستمرار فقدان الاتصال بنحو 15 من ضباط وعناصر قوات النظام اختفوا مساء الجمعة، خلال هجوم مباغت شنه التنظيم على محوري الرهجان والشاكوسية شرق حماة، حيث كانوا يستقلون باص مبيت في المنطقة. وعثر على الباص محروقاً لكن لم يعرف مصير الضباط والعناصر.
ورصد «المرصد» أمس، هجوماً جديداً لعناصر «داعش» على مواقع قوات النظام وميليشيات لواء القدس الفلسطيني في دير الزور بشرق سوريا. وأوضح أن التنظيم هاجم مواقع لواء القدس في بادية دير الزور الجنوبية، وتمكن من قتل 8 عناصر على الأقل وجرح 11 آخرين بعضهم بجروح خطرة. وأضاف أن التنظيم انسحب «بعد إتمام مهمته»، فيما أرسلت قوات النظام ولواء القدس تعزيزات إلى المنطقة وبدأت حملة تمشيط بحثاً عن خلايا للتنظيم.
ويصعّد التنظيم المتطرف في الآونة الأخيرة من وتيرة هجماته على قوات النظام، ما يعكس وفق محللين صعوبة القضاء نهائياً على خلاياه التي تنشط في البادية السورية الممتدة من شرق محافظة حمص (وسط)، وصولاً إلى أقصى شرق محافظة دير الزور (شرق)، حسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية.
ورغم الخسائر الفادحة التي تكبّدها خصوصاً مع إعلان «قوات سوريا الديمقراطية»، ائتلاف فصائل كردية وعربية تدعمه واشنطن، في مارس (آذار) 2019 القضاء عليه، يواصل التنظيم المتطرف خوض حرب استنزاف ضد الجيش السوري والمقاتلين الموالين له من جهة والقوات الكردية من جهة ثانية.
وينطلق التنظيم في هجماته على قوات النظام تحديداً، من نقاط تحصّنه في منطقة البادية، رغم الغارات الروسية التي تستهدف مواقعه بين الحين والآخر دعماً للقوات الحكومية.
والسبت، قُتل سبعة مقاتلين موالين للنظام في هجوم للتنظيم في دير الزور. كما قتل في الرابع من الشهر الحالي، 15 شخصاً على الأقل، غالبيتهم من قوات النظام والمقاتلين الموالين لها، في «كمين» استهدف حافلات عسكرية في بادية حماة في وسط البلاد.
وفي نهاية الشهر الماضي، تبنّى التنظيم هجوماً على حافلة في دير الزور، أودى بحياة 39 عنصراً على الأقل من قوّات النظام، بينهم ثمانية ضباط، بحسب المرصد.
على صعيد آخر، ذكر {المرصد السوري لحقوق الإنسان}، أمس، أن قوات النظام السوري والميليشيات الموالية لها نفّذت عملية تسلل ليلة الأحد - الاثنين إلى نقاط لفصيل {جيش النصر} المنخرط في صفوف {الجبهة الوطنية}، وذلك في محور العنكاوي بسهل الغاب شمال غربي حماة. وأوضح أن عملية التسلل تسبب بمقتل 11 من عناصر {جيش النصر} برصاص قوات النظام، لتنسحب الأخيرة بعد ذلك.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.