أزمة صحية للمطرب علي حميدة تثير تعاطف المصريين

الحكومة أعلنت تحمل نفقات علاجه

الفنان علي حميدة ( حسابه على فيسبوك)
الفنان علي حميدة ( حسابه على فيسبوك)
TT

أزمة صحية للمطرب علي حميدة تثير تعاطف المصريين

الفنان علي حميدة ( حسابه على فيسبوك)
الفنان علي حميدة ( حسابه على فيسبوك)

أثارت الأزمة الصحية التي تعرض لها المطرب علي حميدة تعاطف المصريين، وذلك بعد ظهوره في مداخلة تلفزيونية، مساء أمس الأحد، قال فيها إنه لا يملك نفقات علاجه. واستجابت الحكومة المصرية بسرعة ممثلة في وزارة الصحة بالإعلان عن استعدادها لتحمل نفقات علاج المطرب المصري الذي حقق شهرة واسعة خلال حقبة تسعينيات القرن الماضي، وذلك بعدما سبقتها نقابة المهن الموسيقية بإعلانها التكفل بعلاج حميدة.
وكشف حميدة، تفاصيل حالته الصحية، قائلاً: «في الوقت الذي كان يحتفل فيه زملائي بليلة رأس السنة كنت أعاني وأتألم عند الطبيب، إثر إصابتي بحصوة في المرارة سببت انسدادها، ثم سافرت إلى بلدي مطروح لأكون وسط العائلة من أجل رعايتي». وأضاف: «أنا للأسف إمكاناتي لا تسمح بنفقات العلاج، بعد أن دفعت للضرائب 13 مليون جنيه، (الدولار الأميركي يعادل 15.7 جنيه مصري)، فأنا الفنان الوحيد الذي دفع مثل هذا المبلغ، كما اضطررت لبيع معظم ممتلكاتي لسداده».

ويعد حميدة المولود في محافظة مرسى مطروح (شمال غربي القاهرة) عام 1965، أحد أبرز مطربي ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين، إذ أحدثت أغنيته الشهيرة «لولاكي» بقيادة الموزع الموسيقي والمطرب حميد الشاعري عام 1988 ضجة كبيرة جداً، وحققت مبيعات كاسيت وصلت إلى 6 ملايين نسخة، وفق حميدة.
من جهته، قال الدكتور خالد مجاهد، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة، في بيان صحافي صباح اليوم، إن الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، وجهت بعلاج الفنان علي حميدة، بعد مناشدته بأحد البرامج التلفزيونية مساء أمس الأحد، للتدخل لعلاجه لعدم قدرته المادية.
وأوضح مجاهد، أنه تم التواصل مع حميدة، قبل نقله إلى مستشفى معهد ناصر بواسطة سيارة إسعاف مجهزة، حيث سيعاينه فريق طبي من استشاريين بمختلف التخصصات، لبدء علاجه اللازم على نفقة الدولة.
وأصدرت نقابة المهن الموسيقية بياناً اليوم بشأن الحالة الصحية لحميدة، قالت فيه إنه «تم التواصل مع علي حميدة، وعرضت عليه النقابة نقله من محافظة مطروح إلى مستشفى القوات المسلحة بمحافظة الإسكندرية بعد اتخاذ فرع النقابة بالإسكندرية الإجراءات اللازمة، إلا أن حميدة أعلن استجابته لدعوة وزارة الصحة لعلاجه على نفقة الدولة».
وأفاد البيان بأن «نقيب الموسيقيين الفنان هاني شاكر كلف المايسترو حمادة أبو اليزيد وكيل أول النقابة بالتواصل مع الفنان علي حميدة وأسرته لحين استقرار حالته وخروجه من المستشفى».

وتصدر اسم الفنان المصري علي حميدة، قائمة عمليات البحث، عقب انتشار أخبار حول تدهور حالته الصحية، وتسببت كلماته المؤثرة في تعبير الكثير من متابعي مواقع التواصل الاجتماعي في مصر عن التعاطف معه، ومناشدة الجهات الحكومية سرعة التدخل لإنقاذه.
وتألق حميدة، ابن قبيلة الجميعات بمحافظة مرسى مطرح، في تقديم الأغنيات البدوية الفلكلورية التي لا يزيد عدد كلماتها عن 13 كلمة على غرار «بنت بلادي زينة»، «زين على زين»، وغيرها. كما شارك حميدة أخيراً في الفيلم السينمائي «قهوة بورصة مصر».
وتستحوذ عادة أخبار مرض الفنانين والمطربين المصريين وتدهور أوضاعهم المادية على اهتمام وتعاطف المصريين، على غرار الفنان الراحل يونس شلبي الذي توفي عام 2007. وكان يشكو من تجاهل نقابة الممثلين له ولعلاجه الذي باع من أجله معظم ممتلكاته، حسب تصريحات زوجته.
كما استحوذت أزمة الموسيقار الموجي الصغير والفنان الراحل يوسف داود وقبلهما محمد أبو الحسن ومحمد شرف على تعاطف الجمهور، بعد معاناتهم الطويلة من المرض وضعف الحالة المادية.
وقال يوسف داود، قبيل وفاته عام 2012، في تصريحات صحافية، «لا أحد يستطيع حالياً تحمل مصروفات العلاج الباهظة حتى من هم في أعلى المستويات، فمثلاً أحمد زكي ويونس شلبي كانا يجدان صعوبة في العلاج، لذلك لا بد أن تمد الدولة يدها وتساعد الفنانين».



تقنية جديدة لتقليل مدة التئام العظام

يستخدم فريق البحث تياراً ضوئياً لتنظيم الخلايا المناعية (جامعة هونغ كونغ)
يستخدم فريق البحث تياراً ضوئياً لتنظيم الخلايا المناعية (جامعة هونغ كونغ)
TT

تقنية جديدة لتقليل مدة التئام العظام

يستخدم فريق البحث تياراً ضوئياً لتنظيم الخلايا المناعية (جامعة هونغ كونغ)
يستخدم فريق البحث تياراً ضوئياً لتنظيم الخلايا المناعية (جامعة هونغ كونغ)

طوّر فريق بحثي من جامعة هونغ كونغ في كوريا الجنوبية، طلاءً مبتكراً يستجيب للضوء لتسريع اندماج العظام مع الزّرعات الجديدة بعد إجراء جراحات العظام. وقد ثَبُت أن الطلاء المطور يقلّل من وقت الالتئام إلى أسبوعين فقط، ممّا يسرّع معدل التعافي بعد الجراحة إلى الضعف، فضلاً عن تقليل خطر رفض الجسم للغرسات.

ويستكشف حالياً، الفريق صاحب الابتكار، بقيادة البروفيسور كيلفن يونغ واي كوك، من قسم جراحة العظام والصّدمات، كلية الطب السريري في جامعة هونغ كونغ (HKUMed)، تطبيق هذه التكنولوجيا في جراحات استبدال المفاصل الاصطناعية، بما في ذلك جِراحات استبدال الركبة التي تُجرى بشكلٍ شائع في هونغ كونغ.

وفي بيان صحافي صدر الجمعة، قال يونغ واي كوك: «أثبتت التّجارب على الحيوانات أن هذه الطريقة تعمل على تسريع عملية دمج العظام مع الغرسة بشكلٍ كبيرٍ، مما يؤدي إلى زيادة مضاعفة في معدل الاندماج».

ووفق النتائج المنشورة في دورية «أدفانسد فانكشينال ماتيرالز»، فإن عملية دمج العظام مع الغرسة تسارعت من 28 يوماً إلى 14 يوماً فقط، مما أدى إلى مضاعفة السرعة بشكل فعّال.

وتُمثّل هذه الدراسة أول دراسة تَستخدم تياراً ضوئياً لتنظيم الخلايا المناعية بشكل غير جراحي. ومن المتوقع أن يؤدي هذا الاكتشاف إلى تقدّمٍ كبيرٍ في تطوير مواد حيوية جديدة قادرة على التّحكم عن بُعد في البيئة المناعية للعظام.

ويمكن أن يؤدي الاضطراب في البيئة المناعية العظمية أثناء مرحلة ما بعد الزّرع إلى ارتخاءِ الزرعة الجديدة، وإطالة وقت التعافي وزيادة المضاعفات بعد الجراحة، مما يؤدي في النهاية إلى فشل الزرعة. ولمعالجة هذه التحديات، طور فريق جامعة هونغ كونغ الطبية طلاءً مبتكراً يستجيب للضوء القريب من الأشعة تحت الحمراء (NIR)، يؤثر بشكل إيجابي على استجابة الخلايا المناعية، ممّا يُقلل بشكلٍ فعّالٍ من الالتهاب الحاد خلال المرحلة الحاسمة بعد الزرع.

وتتضمن هذه العملية توليد تيار ضوئي يُحفِّز تدفُّق الكالسيوم المتزايد في نوعٍ من الخلايا المناعية يُعرف بالخلايا البلعمية، مما يخلق بيئة مناعية عظمية أكثر ملاءمة. وهذا يُعزّز بدوره تكوين العظام، وبالتالي تسريع عملية دمج العظام بالزرع.

وتلعب الخلايا البلعمية دوراً محورياً في عملية تجديد العظام، وهي من بين الخلايا المناعية الأولى التي تستجيب، فتبدأ تفاعلاً متسلسلاً ضرورياً لتكامل العظام مع الغرسة.

وعند إدخال الغرسات، تُصبح هذه الخلايا المناعية نشِطة وتحفّز استجابة التهابية حادة، وتُطلِق السيتوكينات المؤيّدة للالتهابات، لتسهيل تجنيد الخلايا الجذعية المتوسطة (MSCs) وبدءِ عملية تجديد العظام. لذلك، من الأهمية في مكان استعادة بيئة متوازنة بين العظام والغرسة، خصوصاً بعد مرحلة الالتهاب الأولية، لمنع الالتهاب طويل الأمد وضمانِ نجاح تكامل الغرسة.

وعادةً ما يجري طلاء الغرسات العظمية بثاني أكسيد التيتانيوم (TiO2)، وهو غير سامٍ لخلايا العظام والبكتيريا، ولكن لديه حدود في استجابته للأشعة القريبة من الأشعة تحت الحمراء.

في هذه الدراسة، استخدم فريق البحث هيدروكسيباتيت (HA)، المكوِّن الأساسي للعظام والأسنان، لتطوير سطحٍ قابلٍ للإثارة يستجيب للتيار الضوئي.

ويُولِّد الطلاء الجديد إشارات ضوئية كهربائية عند تعرّضه للأشعة القريبة من الأشعة تحت الحمراء، ممّا يقلّل بسرعة من الالتهاب الحاد ويخلق بيئة مناعية مفيدة مصمّمة لحالة المريض، ويؤدي في النهاية إلى تسريع تكامل العظام مع الغرسة ويجعل الغرسات أكثر أماناً.

وأضاف البروفيسور يونغ واي كوك قائلاً: «نجح فريقنا في تطوير آلية جديدة تعمل على تعديل تمايز الخلايا المناعية بشكل غير جراحي وفقاً لدورة المناعة لدى المريض واحتياجاته»، وتابع: «هذا الاكتشاف له تأثيرٌ عميق على معدل نجاح جراحة العظام ويوفر اتجاهاً جديداً لمعالجة التّحديات السريرية، مثل رفض الزرع».