قلق غربي حيال اعتقال عشرات المعارضين في هونغ كونغ

نشطاء يحملون لافتات عليها صورة الصحفي تشانغ زان خلال مسيرة في هونغ كونغ نهاية ديسمبر الماضي (أ.ب)
نشطاء يحملون لافتات عليها صورة الصحفي تشانغ زان خلال مسيرة في هونغ كونغ نهاية ديسمبر الماضي (أ.ب)
TT

قلق غربي حيال اعتقال عشرات المعارضين في هونغ كونغ

نشطاء يحملون لافتات عليها صورة الصحفي تشانغ زان خلال مسيرة في هونغ كونغ نهاية ديسمبر الماضي (أ.ب)
نشطاء يحملون لافتات عليها صورة الصحفي تشانغ زان خلال مسيرة في هونغ كونغ نهاية ديسمبر الماضي (أ.ب)

أعربت الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا، أمس (السبت)، في بيان عن «بالغ قلقها» في أعقاب حملة القمع التي شهدت هذا الأسبوع اعتقال نحو خمسين شخصيّة معارضة مؤيّدة للديمقراطيّة في هونغ كونغ.
وأوقَف أكثر من ألف شرطي صباح الأربعاء 53 شخصيّة معارضة مؤيّدة للديمقراطيّة في هونغ كونغ، بينهم محامٍ أميركي، ووُجّهت إليهم تهمة «التخريب» في إطار قانون الأمن القومي الصارم الذي فرضته الصين مؤخّراً ودخل حيّز التنفيذ نهاية يونيو (حزيران) الماضي والذي ينصّ على فرض عقوبات أقصاها السجن مدى الحياة.
وهذه العمليّة هي الأحدث التي تُشنّ ضدّ المعارضة منذ إعادة بكين إحكام قبضتها على الإقليم الذي يتمتّع بحكم ذاتي في 2020 بفرضها قانوناً للأمن القومي يرمي إلى وضع حدّ للمظاهرات الضخمة المؤيّدة للديمقراطيّة، التي هزّت البلاد العام الماضي.
وقد تمّ منذ ذلك الحين إطلاق سراح معظم المعتقلين.
وسرعان ما انتقدت القوى الغربيّة «القمع الشديد» و«الهجوم الرهيب» على الحرّيات والتي كانت مضمونة نظرياً حتّى عام 2047 بموجب مبدأ «دولة واحدة ونظامان».
وفرضت واشنطن عقوبات على العديد من المسؤولين في الصين وهونغ كونغ، بمن فيهم زعيمة هونغ كونغ، كاري لام. وتوعّد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو هذا الأسبوع بفرض مزيد من العقوبات على أثر تلك الاعتقالات.
ولم يأتِ البيان المشترك الذي أصدره أمس (السبت)، بومبيو ونظراؤه البريطاني والأسترالي والكندي على ذكر أي عقوبات، بل أعربوا فيه عن «قلقهم البالغ حيال الاعتقالات الجماعيّة في هونغ كونغ» في إطار قانون الأمن القومي، معتبرين أنّ الأمر يتعلّق بـ«انتهاك واضح للإعلان الصيني - البريطاني المشترك». وقالوا: «من الواضح أنّ قانون الأمن القومي يُستخدم للقضاء على الآراء السياسيّة المعارضة».
ودعا وزراء الخارجيّة هونغ كونغ وبكين إلى احترام الحقوق والحرّيات في هونغ كونغ وضمان إجراء الانتخابات المحلّية المؤجّلة بسبب الجائحة «بصورة عادلة» من خلال مشاركة «مرشّحين يمثّلون وجهات نظر سياسيّة مختلفة».



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».