شينكر يدشن اليوم القنصلية العامة الأميركية في الداخلة المغربية

زار مقر «مينورسو» وأشرف على افتتاح مركز تعليمي في العيون

والي العيون عبد السلام بكرات لدى استقباله ديفيد شينكر أمس (الشرق الأوسط)
والي العيون عبد السلام بكرات لدى استقباله ديفيد شينكر أمس (الشرق الأوسط)
TT

شينكر يدشن اليوم القنصلية العامة الأميركية في الداخلة المغربية

والي العيون عبد السلام بكرات لدى استقباله ديفيد شينكر أمس (الشرق الأوسط)
والي العيون عبد السلام بكرات لدى استقباله ديفيد شينكر أمس (الشرق الأوسط)

حل ديفيد شينكر، مساعد وزير الخارجية الأميركي المكلف شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أمس، بمدينة العيون، كبرى حواضر الصحراء المغربية.
وكان في استقباله بمطار الحسن الأول بالمدينة عبد السلام بكرات، والي (محافظ) جهة العيون- الساقية الحمراء.
وقام شينكر بجولة في مدينة العيون، شملت الحي الدبلوماسي الذي يحتضن قنصليات عدد من الدول العربية والأفريقية، كما زار مقر بعثة الأمم المتحدة إلى الصحراء (مينورسو). بالإضافة إلى إشرافه على افتتاح مركز تعليمي من خلال الرياضة، أقيم بشراكة بين منظمة «تيبيو المغرب» (TIBU-MAROC) غير الحكومية، وسفارة الولايات المتحدة في الرباط.
وسيستفيد حوالي 200 طفل تتراوح أعمارهم ما بين 12 و16 عاماً من خدمات مركز «تيبيو» (TIBU) بالعيون الذي يهدف إلى تطوير المهارات الحركية والمعرفية والاجتماعية والعاطفية، وتعزيز التحول المستدام من خلال الرياضة.
ويعد هذا المركز الجديد الذي جرى افتتاحه بالشراكة أيضاً مع وزارة التربية الوطنية، الأول من نوعه في جهة العيون- الساقية الحمراء، والمركز الثاني والعشرين في المغرب. كما يعد تتويجاً للالتزام العميق للشركاء لمواجهة التحديات الرئيسية للمجتمع المغربي، وخصوصاً تعليم الشباب وتمكينهم، حسب مسؤولي المنظمات غير الحكومية.
وستتاح لهؤلاء الشبان، البالغ عددهم 200 شاب، الفرصة لإيجاد طريق التمكين والنجاح التعليمي، من خلال برنامج حول تعلم التقنيات الفردية والجماعية للكرة البرتقالية، وورش العمل التي تركز على العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، واللغات الأجنبية أيضاً، كوحدات تعزيز القيادة.
تجدر الإشارة إلى أن هذا البرنامج يتقارب تماماً مع الرؤية الاستراتيجية لإصلاح 2015- 2030 لوزارة التربية الوطنية المغربية التي تهدف إلى إصلاح نموذج تعليمي حديث ونوعي.
ولعب شينكر كرة السلة مع شباب المركز، حسبما أظهره شريط فيديو تم نشره على «يوتيوب». وقد وصل المسؤول الأميركي إلى العيون قادماً من الجزائر التي زارها في إطار جولة بالمنطقة.
وينتظر أن يترأس شينكر مع وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، اليوم الأحد، حفل إعلان الشروع في بناء قنصلية أميركية في الداخلة، بحضور السفير الأميركي في الرباط، ديفيد فيشر. ويرتقب مشاركة آدم بوهلر، الرئيس التنفيذي لمؤسسة تمويل التنمية الدولية الأميركية، في هذه المناسبة.
يذكر أن بوهلر زار المغرب في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وأعلن عن قرار افتتاح مكتب مبادرة «ازدهار أفريقيا» (Prosper Africa)، كما وقَّع مذكرة تفاهم مع الحكومة المغربية لاستثمار 5 مليارات دولار على مدى السنوات الأربع المقبلة في مشروعات بالمغرب، ومع شركاء مغاربة في أفريقيا.
وتعد مؤسسة «ازدهار أفريقيا» مبادرة تقودها الحكومة الأميركية، تروم زيادة التجارة والاستثمار المتبادلين بين الولايات المتحدة وأفريقيا.
وتسعى الحكومة الأميركية عبر فتح مكتب للمؤسسة في المغرب لدعم مبادلات تجارية، ومشروعات بين الولايات المتحدة والمغرب، وكذا بلدان شمال أفريقيا. وتعتزم الوكالة الأميركية للتنمية الدولية اعتبار المغرب محوراً إقليمياً لشمال أفريقيا لبرنامجها الجديد للتجارة والاستثمار على مستوى القارة.
وكان المغرب قد وقَّع مع الولايات المتحدة وإسرائيل في 22 ديسمبر الماضي إعلاناً ثلاثياً، ينص على الاعتراف الأميركي بمغربية الصحراء، وفتح قنصلية في الداخلة، واستئناف العلاقات مع إسرائيل، وإطلاق مبادرات اقتصادية. وجاء ذلك بعد مكالمة هاتفية أجراها العاهل المغربي الملك محمد السادس مع الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترمب، في 10 من ديسمبر الماضي، أعلن فيها عن الاعتراف الأميركي بمغربية الصحراء، واستئناف علاقات المغرب مع إسرائيل.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.