اكتشاف عقارين جديدين قد ينقذان حياة مرضى «كورونا»

ممرض يهتم بمريض مصاب بـ«كورونا» في وحدة العناية المركزة بإسبانيا (أ.ف.ب)
ممرض يهتم بمريض مصاب بـ«كورونا» في وحدة العناية المركزة بإسبانيا (أ.ف.ب)
TT

اكتشاف عقارين جديدين قد ينقذان حياة مرضى «كورونا»

ممرض يهتم بمريض مصاب بـ«كورونا» في وحدة العناية المركزة بإسبانيا (أ.ف.ب)
ممرض يهتم بمريض مصاب بـ«كورونا» في وحدة العناية المركزة بإسبانيا (أ.ف.ب)

عثر العلماء على نوعين آخرين من الأدوية المنقذة للحياة يمكنهما خفض الوفيات بمقدار الربع لدى مرضى فيروس كورونا، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
ويقول الباحثون الذين أجروا تجربة في وحدات العناية المركزة التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية، إن الأدوية المضادة للالتهابات، التي تُعطى عن طريق التنقيط، تنقذ حياة إضافية بين كل 12 مريضاً يخضعون للعلاج.
ويقول الخبراء، إن الإمدادات متوفرة بالفعل في جميع أنحاء المملكة المتحدة بحيث يمكن استخدامها على الفور لإنقاذ مئات الأرواح.
ويوجد أكثر من 30 ألف مريض بـ«كوفيد - 19» في مستشفيات المملكة المتحدة – 39 في المائة أكثر من أبريل (نيسان) الماضي.
وتعمل حكومة بريطانيا بشكل وثيق مع الشركة المصنعة لضمان استمرار توفر الأدوية – «توسيليزوماب» و«ساريلوماب» لمرضى المملكة المتحدة.
وبالإضافة إلى إنقاذ المزيد من الأرواح، فإن العلاجات تسرّع من تعافي الصابين وتقلل من الوقت الذي يحتاج إليه المرضى في حالة حرجة بالعناية المركزة بنحو أسبوع.
ويبدو أن العقارين يعملان بشكل جيد ويضيفان إلى الفائدة الموجودة بالفعل مع عقار الستيرويد الرخيص المسمى «ديكساميثازون».
وعلى الرغم من أن الأدوية ليست رخيصة، حيث تبلغ تكلفتها بين 750 جنيهًا إسترلينيًا إلى ألف جنيه إسترليني لكل مريض، بالإضافة إلى 5 جنيهات إسترلينية لعقار «ديكساميثازون»، فإن ميزة استخدامها واضحة - وأقل من التكلفة اليومية لسرير العناية المركزة التي تبلغ نحو ألفي جنيه إسترليني، كما يقول الخبراء.
وقال كبير الباحثين البروفسور أنتوني جوردون من إمبريال كوليدج لندن «لكل 12 مريضاً نعالجهم بهذه الأدوية، نتوقع إنقاذ حياة. إنه تأثير كبير».
وفي تجربة أجريت في ستة بلدان مختلفة، بما في ذلك المملكة المتحدة، مع نحو 800 مريض في العناية المركزة، توفي ما يقرب من 36 في المائة من مرضى «كورونا» في العناية المركزة الذين يتلقون رعاية قياسية. وخفضت الأدوية الجديدة ذلك بمقدار الربع، إلى 27 في المائة، عند إعطائها للمرضى خلال 24 ساعة من دخولهم العناية المركزة.
وقال البروفسور ستيفن بويس، المدير الطبي الوطني لهيئة الخدمات الصحية الوطنية «حقيقة وجود الآن دواء آخر يمكن أن يساعد في تقليل الوفيات للمرضى المصابين بـ(كوفيد - 19) هي أخبار مرحب بها للغاية وتطور إيجابي آخر في المعركة المستمرة ضد الفيروس».
وأوضح وزير الصحة والرعاية الاجتماعية مات هانكوك «لقد أثبتت المملكة المتحدة مراراً وتكراراً أنها في طليعة تحديد وتقديم العلاجات الواعدة والمبتكرة لمرضاها».
وتعمل الأدوية على تخفيف الالتهاب لدى المرضى، والذي يمكن أن يتسبب في تلف الرئتين والأعضاء الأخرى.
ويُنصح الأطباء بإعطاء هذين العقارين لأي مريض في حالة حرجة، حتى لو كان يتلقى عقار «ديكساميثازون».


مقالات ذات صلة

الأول من نوعه... نموذج ذكاء اصطناعي يمكنه اكتشاف سرطان الدماغ

صحتك صورة توضيحية تُظهر ورماً في المخ (أرشيفية)

الأول من نوعه... نموذج ذكاء اصطناعي يمكنه اكتشاف سرطان الدماغ

يفترض الباحثون أن شبكة الذكاء الاصطناعي التي تم تدريبها على اكتشاف الحيوانات المتخفية يمكن إعادة توظيفها بشكل فعال للكشف عن أورام المخ من صور الرنين المغناطيسي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الرجال المتزوجون يتقدمون في العمر أبطأ من الرجال العزاب (رويترز)

الزواج يبطئ شيخوخة الرجال

أظهرت دراسة جديدة أن الرجال المتزوجين يتقدمون في العمر أبطأ من الرجال العزاب، إلا إن الشيء نفسه لا ينطبق على النساء.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك شخص يُجري فحصاً لداء السكري (رويترز)

مرض السكري قد يسرّع من انكماش المخ

كشفت دراسة جديدة أن مرض السكري من النوع الثاني قد يؤدي إلى انكماش المخ بشكل سريع مع التقدم في العمر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك استهلاك الأطعمة التي تحتوي على «أوميغا 3» و«أوميغا 6» مثل الأسماك الزيتية يقلل معدل خطر الإصابة بالسرطان (جمعية الصيادين الاسكوتلنديين)

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

وجدت دراسة أن استهلاك «أوميغا 3» و«أوميغا 6»، وهي الأحماض الدهنية التي توجد في الأطعمة النباتية والأسماك الزيتية، قد يؤثر على معدل خطر الإصابة بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

كشف أحد علماء الأعصاب أن الأشخاص الغاضبين أكثر ميلاً للنجاح، وقال الدكتور جاي ليشزينر إن الشعور بالغضب قد يكون «محركاً مهماً» للنجاح في العالم الحديث.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف صرح لمعبد بطلمي في محافظة سوهاج (جنوب مصر). وذكرت البعثة الأثرية المشتركة بين «المجلس الأعلى للآثار» في مصر وجامعة «توبنغن» الألمانية أنه جرى اكتشاف الصرح خلال العمل في الناحية الغربية لمعبد أتريبس الكبير.

وعدّ الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، هذا الكشف «النواة الأولى لإزاحة الستار عن باقي عناصر المعبد الجديد بالموقع»، وأوضح أنّ واجهة الصرح التي كُشف عنها بالكامل يصل اتساعها إلى 51 متراً، مقسمة إلى برجين؛ كل برج باتّساع 24 متراً، تفصل بينهما بوابة المدخل.

ولفت إسماعيل إلى أنّ الارتفاع الأصلي للصرح بلغ نحو 18 متراً، وفق زاوية ميل الأبراج، ما يضاهي أبعاد صرح معبد الأقصر، مؤكداً على استكمال أعمال البعثة في الموقع للكشف عن باقي المعبد بالكامل خلال مواسم الحفائر المقبلة، وفق بيان للوزارة.

جانب من صرح المعبد المُكتشف (وزارة السياحة والآثار)

بدوره، قال رئيس «الإدارة المركزية لآثار مصر العليا»، ورئيس البعثة من الجانب المصري، محمد عبد البديع، إنه كُشف عن النصوص الهيروغليفية التي تزيّن الواجهة الداخلية والجدران، خلال أعمال تنظيف البوابة الرئيسية التي تتوسَّط الصرح، كما وجدت البعثة نقوشاً لمناظر تصوّر الملك وهو يستقبل «ربيت» ربة أتريبس، التي تتمثّل برأس أنثى الأسد، وكذلك ابنها المعبود الطفل «كولنتس».

وأوضح أنّ هذه البوابة تعود إلى عصر الملك بطليموس الثامن الذي قد يكون هو نفسه مؤسّس المعبد، ومن المرجح أيضاً وجود خرطوش باسم زوجته الملكة كليوباترا الثالثة بين النصوص، وفق دراسة الخراطيش المكتشفة في المدخل وعلى أحد الجوانب الداخلية.

وقال رئيس البعثة من الجانب الألماني، الدكتور كريستيان ليتز، إنّ البعثة استكملت الكشف عن الغرفة الجنوبية التي كان قد كُشف عن جزء منها خلال أعمال البعثة الأثرية الإنجليزية في الموقع بين عامَي 1907 و1908، والتي زُيّن جانبا مدخلها بنصوص هيروغليفية ومناظر تمثّل المعبودة «ربيت» ورب الخصوبة «مين» وهو محوط بهيئات لمعبودات ثانوية فلكية، بمثابة نجوم سماوية لقياس ساعات الليل.

رسوم ونجوم تشير إلى ساعات الليل في المعبد البطلمي (وزارة السياحة والآثار)

وأضاف مدير موقع الحفائر من الجانب الألماني، الدكتور ماركوس مولر، أنّ البعثة كشفت عن غرفة في سلّم لم تكن معروفة سابقاً، ويمكن الوصول إليها من خلال مدخل صغير يقع في الواجهة الخارجية للصرح، وتشير درجات السلالم الأربع إلى أنها كانت تقود إلى طابق علوي تعرّض للتدمير عام 752.

يُذكر أنّ البعثة المصرية الألمانية المشتركة تعمل في منطقة أتريبس منذ أكثر من 10 سنوات؛ وأسفرت أعمالها عن الكشف الكامل لجميع أجزاء معبد أتريبس الكبير، بالإضافة إلى ما يزيد على 30 ألف أوستراكا، عليها نصوص ديموطيقية وقبطية وهيراطيقة، وعدد من اللقى الأثرية.

وعدَّ عالم الآثار المصري، الدكتور حسين عبد البصير، «الكشف عن صرح معبد بطلمي جديد في منطقة أتريبس بسوهاج إنجازاً أثرياً كبيراً، يُضيء على عمق التاريخ المصري في فترة البطالمة، الذين تركوا بصمة مميزة في الحضارة المصرية». وقال لـ«الشرق الأوسط» إنّ «هذا الاكتشاف يعكس أهمية أتريبس موقعاً أثرياً غنياً بالموروث التاريخي، ويُبرز تواصل الحضارات التي تعاقبت على أرض مصر».

ورأى استمرار أعمال البعثة الأثرية للكشف عن باقي عناصر المعبد خطوة ضرورية لفهم السياق التاريخي والمعماري الكامل لهذا الصرح، «فمن خلال التنقيب، يمكن التعرّف إلى طبيعة استخدام المعبد، والطقوس التي مورست فيه، والصلات الثقافية التي ربطته بالمجتمع المحيط به»، وفق قوله.

ووصف عبد البصير هذا الاكتشاف بأنه «إضافة نوعية للجهود الأثرية التي تُبذل في صعيد مصر، ويدعو إلى تعزيز الاهتمام بالمواقع الأثرية في سوهاج، التي لا تزال تخفي كثيراً من الكنوز».