وقعت اشتباكات بالأيادي بين نواب برلمان كردستان الأربعاء، وتطورت إلى استخدام آلات جارحة في جلسة منح الثقة لكمال عبد الحميد الأتروشي، مرشح حكومة الإقليم لتولي منصب وزير الموارد الطبيعية الذي حصل على أغلبية الحضور رغم اعتراض أحزاب المعارضة، ومن المتوقع أن يكون له دور في المفاوضات مع بغداد.
وعقد برلمان كردستان جلسة استثنائية، الأربعاء، بعد أن قرر قطع إجازته لمناقشة موضوعين، أحدهما منح الثقة للوزير المرشح للثروات الطبيعية، والمرشح من قبل حكومة إقليم كردستان.
وحصل كمال عبد الحميد الأتروشي على 81 صوتاً من أصل 101 عضو في برلمان كردستان، وأدى اليمين القانونية أمام البرلمان خلال الجلسة التي قررت رئيسة البرلمان ريواز فائق بعدها منح استراحة لبرهة من الزمن، بعد اشتداد اعتراض نواب الكتل المعارضة، وتحوله إلى اشتباك بالأيادي بين أعضاء كتلة «الجيل الجديد» ونواب من كتلة «الحزب الديمقراطي الكردستاني».
وقال النائب عن كتلة «الجيل الجديد» المعارضة سيبان أميدي في مؤتمر صحافي: «تعرضنا لهجوم من قبل مجموعة تابعة لـ(الحزب الديمقراطي) في جلسة البرلمان، عبر أدوات جارحة، منها قبضة حديدية وأدوات على شكل سكين، وآثارها واضحة على وجهي كما تشاهدون».
أميدي أكد أن «الهجوم استهدف ثلاثة برلمانيين من (الجيل الجديد)، منهم مزدة محمود، وكاظم فاروق، اللذين تعرضا للأذى أيضاً بسبب ضربات من المهاجمين»، وتابع: «وقعنا في متناول أيديهم وضربونا أمام أنظار رئاسة البرلمان، والتي لم تحرك ساكناً».
أميد خوشناو رئيس كتلة «الحزب الديمقراطي» في برلمان كردستان، قال في مؤتمر صحافي إن «ما حدث في البرلمان لم يكن مخططاً له، ولا يعبر عن سياسات كتلة (الحزب الديمقراطي الكردستاني)».
رئيسة برلمان كردستان ريواز فائق علقت على حادثة الاشتباك التي رافقت إجراءات منح الثقة لوزير الموارد الطبيعية، في بيان رسمي جاء فيه إن «جلسة البرلمان اليوم شهدت توتر بين بعض النواب تطورت إلى اشتباكات بالأيادي»، مؤكدة عدم معرفتها «بما إذا كانت أدوات حادة قد استُخدمت في الشجار». وقدمت رئيسة البرلمان اعتذارها لكل «المتضررين من الشجار»، مؤكدة أنها «تتحمل المسؤولية كاملة؛ حيث كان يجب عدم السماح بما حدث في البرلمان».
وأشارت فائق إلى أن «اجتماعاً سيُعقد الأسبوع المقبل مع الكتل لتخفيف حدة التوتر في البرلمان ووضع آليات للسيطرة على الأمور».
من جهته قال سمير هورامي المتحدث باسم نائب رئيس وزراء إقليم كردستان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «برلمان إقليم كردستان منح الثقة للدكتور كمال أتروشي وزيراً للثروات الطبيعية في الكابينة الوزارية التاسعة التي بدأت مهامها منذ العاشر من يوليو (تموز) 2019، وبذلك تكون الكابينة قد اكتملت؛ حيث كان منصب وزير الموارد الطبيعية يدار وكالةً من قبل رئيس مجلس الوزراء».
وعن دور أتروشي في إدارة ملف التفاوض مع الحكومة الاتحادية، قال هورامي: «بالتأكيد سيكون للأتروشي دور في المفاوضات والمباحثات التي تجري بين حكومة إقليم كردستان والحكومة الاتحادية، كونه يشغل منصباً يتضمن ملفاً مختلفاً عليه وهناك مباحثات بشأنه»، مضيفاً أن «مشروع قانون الموازنة لعام 2021 يحمل في طياته كثيراً من التفاصيل المتعلقة بالملف النفطي في إقليم كردستان، مثل حجم وكمية النفط المطلوب من الإقليم، وهنا سيكون للأتروشي دور مهم في إدارة هذه العملية».
رئيس كتلة «الجماعة الإسلامية الكردستانية» المعارضة عبد الستار مجيد، قال في مؤتمر صحافي عقده بأربيل بعد جلسة البرلمان، إن «ملف النفط معقد ويعاني كثيراً من المشكلات العالقة، ولا نعتقد بأن هذا الوزير سيتمكن من إدارة ملف الموارد الطبيعية في الإقليم».
كمال عبد الحميد الأتروشي مرشح حكومة إقليم كردستان لمنصب وزير الموارد الطبيعية، حصل على 81 صوتاً من أصل 101 من أعضاء برلمان كردستان، ما يعني حصوله على أغلبية أصوات الحضور وسط معارضة الكتل الكردستانية المعارضة. وكانت حكومة إقليم كردستان قد أعلنت الأحد عن ترشيح كمال الأتروشي لتولي منصب وزير الموارد الطبيعية، مؤكدة إرسال سيرته الذاتية إلى برلمان كردستان للتصويت عليه.
اشتباكات بالأيدي في برلمان كردستان خلال جلسة منح الثقة لوزير
اشتباكات بالأيدي في برلمان كردستان خلال جلسة منح الثقة لوزير
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة