مشروع قانون مصري يُقدم منحاً جديدة لأسر ضحايا «العمليات الإرهابية»

«الإفتاء» تدشن بوابة إلكترونية لمجابهة الإشاعات و«الفكر المتطرف»

TT

مشروع قانون مصري يُقدم منحاً جديدة لأسر ضحايا «العمليات الإرهابية»

وافقت الحكومة المصرية أمس، على «مشروع قانون يقدم منحا جديدة لأسر شهداء وضحايا (العمليات الإرهابية)»، في حين أعلنت دار الإفتاء المصرية «تدشين بوابة إلكترونية شاملة لمجابهة الإشاعات و(الفكر المتطرف)».
يأتي هذا في وقت، نفى «مجلس الوزراء المصري» أمس، «ما تردد في بعض المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي، ويتعلق بالسماح بدخول شحنة فسائل نخيل مستوردة غير مطابقة للمواصفات إلى البلاد»، مؤكداً في بيان له أمس، أنه «لا صحة لذلك»، مشدداً على أن «جميع الشحنات الزراعية المستوردة من الخارج بما فيها النخيل سليمة تماماً، ومطابقة لكل المواصفات القياسية، وتخضع جميعها للفحص من قبل الحجر الزراعي المصري والمعاهد البحثية، طبقاً للقواعد الدولية المنظمة لأعمال الحجر»، مناشداً «جميع وسائل الإعلام ومرتادي مواقع التواصل، تحري الدقة والموضوعية، والتواصل مع الجهات المعنية، للتأكد قبل نشر معلومات لا تستند إلى أي حقائق، وتؤدي إلى إثارة القلق بين المواطنين».
وأقر «مجلس الوزراء المصري» أمس، «مشروع قانون شمل تعديل بعض أحكام القانون الخاص بصندوق تكريم شهداء وضحايا ومفقودي ومصابي العمليات الحربية والإرهابية والأمنية وأسرهم». وبحسب بيان المجلس، فإن «ذلك يأتي في إطار استمرار دعم الدولة للفئات التي يشملها الصندوق برعايته»، مضيفاً أن «التعديل نص على تقديم خدمات جديدة بالمجان لهذه الفئات، تتضمن توفير الاشتراك والتجديد المجاني في مراكز الشباب والأندية، والمنشآت الرياضية التابعة لوزارة الشباب والرياضة، والأنشطة الرياضية المختلفة، وإتاحة الدخول المجاني لجميع المتاحف والمتنزهات، والحدائق، والمسارح، وقصور الثقافة التابعة للدولة». من جانبها، أعلنت «الإفتاء المصرية» أمس، «تدشين بوابة إلكترونية متكاملة وكيان تفاعلي خاص بـ(الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم)، بهدف ترسيخ قيم الوسطية والتعايش في الفتوى، ونشر صحيح الدين الإسلامي بالفهم الوسطي، ومناهضة التطرف الفكري، ومجابهة (الآلة الإعلامية) لـ(جماعات العنف والتطرف)». وبحسب مستشار مفتي مصر، الأمين العام للأمانة العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إبراهيم نجم، أمس، فإن «البوابة سوف تواجه الإشاعات، وسيل الفتاوى التي تعتمد على (آراء غير منضبطة) وتسوغ العنف والقتل وإرهاب الآخرين والاعتداء عليهم، فضلاً عن طرح رؤى فكرية لكي يتسلح بها الشخص لمواجهة (الأفكار الهدامة)، كما أنها سوف تخدم العاملين في الحقل الشرعي من مفتين ودعاة». وأضاف نجم أن «البوابة سوف تحاول صناعة تجربة متميزة ترتكز على عالمية المنهج الإسلامي وتخطيه كل الحدود الجغرافية مستخدمة وسائل العصر المتاحة»، مشيراً إلى أن «تدشين البوابة أصبح واجباً وقتياً ينبغي عدم التأخر عن إنجازه، فـ(حركات التطرف والعنف)، لا تكف لحظة عن استخدام الجديد، من أجل كسب أنصار جدد من شباب الأمة المغرر بهم».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».