كلوب يتحسر لهزيمة ليفربول التي تهدد بفقدانه صدارة الدوري الإنجليزي

هازنهوتل مدرب ساوثهامبتون يبكي فرحاً بعد قيادته الفريق لانتصار ثمين

إنغز مهاجم ساوثهامبتون  (في الوسط) يسدد بطريقة خادعة في مرمى ليفربول (إ.ب.أ)
إنغز مهاجم ساوثهامبتون (في الوسط) يسدد بطريقة خادعة في مرمى ليفربول (إ.ب.أ)
TT

كلوب يتحسر لهزيمة ليفربول التي تهدد بفقدانه صدارة الدوري الإنجليزي

إنغز مهاجم ساوثهامبتون  (في الوسط) يسدد بطريقة خادعة في مرمى ليفربول (إ.ب.أ)
إنغز مهاجم ساوثهامبتون (في الوسط) يسدد بطريقة خادعة في مرمى ليفربول (إ.ب.أ)

أصبحت صدارة ليفربول للدوري الإنجليزي الممتاز مهددة بعد سقوطه خاسراً أمام مضيفه ساوثهامبتون صفر-1 في ختام المرحلة السابعة عشرة للبطولة.
وتجمد رصيد ليفربول عند 33 نقطة بفارق الأهداف عن مانشستر يونايتد الذي يملك مباراة مؤجلة يخوضها خارج ملعبه ضد بيرنلي في 12 يناير (كانون الثاني) الحالي. ويأتي ليستر سيتي ثالثاً مع 31 نقطة، في حين تملك أربعة فرق 29 نقطة بينها مانشستر سيتي الذي يملك أيضاً مباراتين مؤجلتين في حال فاز فيهما يمكنه تخطي ليفربول حسابياً.
وأعرب الألماني يورغن كلوب مدرب ليفربول، عن إحباطه الشديد بعدما أخفق ثلاثي الهجوم البرازيلي روبرتو فيرمينو والمصري محمد صلاح والسنغالي ساديو ماني في التسجيل رغم الاستحواذ طويلاً على الكرة في الشوط الثاني، وقال: «ماذا أحبطني؟ البداية بكل تأكيد، ليس فقط بسبب الهدف لكن بدايتنا بصفة عامة. أوجه التهنئة إلى ساوثهامبتون، لقد استحق الفوز». وأضاف المدرب الألماني البالغ عمره 53 عاماً أن فريقه كان يعرف ما ينتظره أمام ساوثهامبتون لكنه عانى في البداية ولم يكن بوسعه التعافي بعد التأخر في النتيجة.
وقال كلوب: «في البداية، طريقة لعبنا وطريقة فقدان الكرات... هذا ليس علم فضاء. كان يجب أن نلعب بشكل أفضل كثيراً، لعبنا بشكل سيئ في البداية... هذه مجموعة رائعة من اللاعبين لكنهم لم يكونوا مستعدين من البداية». وأشار كلوب إلى أنه من المحير عدم حصول فريقه على ركلة جزاء بينما يرى أن بعض الفرق الأخرى تحصل على ركلات من أخطاء مشابهة.
وتأخر ليفربول بهدف في الدقيقة الثانية بعد تسديدة ساقطة من لاعبه السابق داني إنغز ورفض الحكم مطالبات باحتساب ركلة جزاء بعد تسديدة من جورجينيو فينالدم ارتدت من يد المنافس جاك ستيفنز. وشعر متصدر الدوري بإحباط إضافي عندما أفلت كايل ووكر - بيترز من العقوبة رغم إسقاط ساديو ماني داخل منطقة الجزاء. وعلق كلوب: «أفضل موقف لنا كان عند استحواذ ساديو على الكرة بين قدميه. أي شخص يقول إنه أسقط نفسه فهذه دعابة كبيرة... تعرضنا لموقفين كانت فرق أخرى ستنال فيهما ركلة جزاء، بالنسبة للمسة اليد، لا أعرف مَن سيفسّر لي ذلك. في مثل هذه المواقف لم نكن محظوظين... سمعت أن مانشستر يونايتد حصل على ركلات جزاء في عامين أكثر مما حصل عليه فريقي في خمس سنوات ونصف. لا أعرف إذا كان هذا خطئي أو كيف يمكن أن يحدث ذلك، لكن هذا ليس مبرراً للأداء... لا يمكن تغيير ذلك، ويجب علينا احترام القرارات. يمكننا تغيير مستوانا وينصبّ تركيزنا على ذلك».
وانتقد جيمي كاراغر مدافع ليفربول السابق أداء الفريق وقال إنه نسي كيف يلعب في الدقائق الأخيرة بعدما أخفق في تحقيق أي فوز في آخر ثلاث مباريات بالدوري. وأوضح: «مستوى ليفربول خارج أرضه هذا الموسم سيئ جداً... هذا أكبر مصدر للقلق مقارنةً بما يفعله في أرضه».
وسيلعب ليفربول مع أستون فيلا في الدور الثالث لكأس الاتحاد الإنجليزي يوم الجمعة، قبل أن يصطدم بغريمه مانشستر يونايتد في 17 يناير بالدوري.
في المقابل ظهر النمساوي رالف هازنهوتل مدرب ساوثهامبتون، يبكي فرحاً وجثا على ركبتيه بعد صافرة النهاية وإعلان فوز فريقه. وربما تعتقد بعض الجماهير أن ساوثهامبتون انتزع لقب الدوري الممتاز بعد مشاهدة دموع الفرح للمدرب النمساوي، لكن في ظل ندرة فوز الفريق على ليفربول، حيث حقق انتصاره الأخير عليه في الدوري منذ نحو خمس سنوات، فإن ذلك كان يستحق أن يحتفل به هازنهوتل، الذي تولى منصبه في 2018 بشكل مختلف.
وقال هازنهوتل مازحاً، لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): «كانت الدموع في عيني... بسبب الرياح... عندما تشاهد لاعبي فريقك يقاتلون بكل قوة لديهم، فهذا يجعلني أشعر بفخر شديد. يحتاج المرء إلى مباراة مثالية أمام ليفربول وأعتقد أننا فعلنا ذلك».
واضطر ساوثهامبتون للدفاع فترات طويلة خصوصاً في الشوط الثاني. ورأى هازنهوتل أنه لم يشعر بإمكانية الخروج بهذا الفوز إلا بعد أن وصلت المباراة إلى الوقت بدل الضائع، وقال: «شعرت أننا تحت ضغط شديد وكان الدفاع حول منطقة الجزاء هو مفتاح الفوز، ومع ذلك حاولنا وحصلنا على بعض الفرص الخطيرة، فعلنا ذلك بطريقة مناسبة».
وبهذا الفوز على ملعب «سانت ماري» على الساحل الجنوبي، فك ساوثهامبتون أخيراً عقدته المستعصية أمام ليفربول. وكان ساوثهامبتون مفاجأة الموسم الحالي، خسر في آخر ست مباريات ضد ليفربول في الدوري ومنيت شباكه بـ17 هدفاً وسجل هدفين فقط.
ودخل ساوثهامبتون المباراة من دون أن يحقق أي فوز في آخر أربع مباريات (3 تعادلات وخسارة)، في حين تعادل ليفربول في آخر مباراتين له مع وست بروميتش ألبيون ونيوكاسل.
والخسارة هي الأولى أيضاً لليفربول منذ سقوطه المدوّي أمام أستون فيلا 2 - 7 في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وخاض تياغو ألكانتارا أول مباراة له أساسياً في صفوف ليفربول منذ مباراة الديربي أمام إيفرتون في 17 أكتوبر الماضي، فيما لعب كلوب من دون قلبَي دفاع أصيلين، وأوكل المهمة إلى البرازيلي فابينيو وقائد الفريق جوردان هندرسون. ويعاني ليفربول من إصابات عدة في هذا الخط طالت الهولندي فيرجيل فان دايك والكاميروني جويل ماتيب وجو غوميز.
في المقابل غاب عن ساوثهامبتون لاعبان مؤثران في صفوفه هما مهاجمه تشي أدامز الذي يعاني من ارتجاج في الدماغ، ولاعب الوسط المدافع أوريول روميو لإصابة في ربلة الساق، بالإضافة إلى الحارس أليكس ماكارثي لإصابته بفيروس «كورونا المستجد». لكن على ساوثهامبتون الاحتفاء بهدافه إنغز الذي سجل هدف اللقاء الوحيد بعد دقيقتين فقط من البداية عندما استغلّ خطأ لترنت ألكسندر أرنولد وسدد كرة ساقطة بشكل رائع من فوق الحارس البرازيلي أليسون. والهدف هو الخمسون لإنغز في الدوري الإنجليزي الممتاز في 124 مباراة، والسابع له هذا الموسم. ولم تفلح محاولات ليفربول الذي شدد من ضغطه في الشوط الثاني، في تعديل النتيجة لتصبح صدارته للبطولة مهدَّدة.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».