ثالث إقالة في الحكومة التونسية بعد إعفاء وزير الداخلية

قيادي في «قلب تونس» يدعو إلى انتخابات رئاسية مبكرة

هشام المشيشي (إ.ب.أ) - الوزير توفيق شرف الدين (أ.ف.ب)
هشام المشيشي (إ.ب.أ) - الوزير توفيق شرف الدين (أ.ف.ب)
TT

ثالث إقالة في الحكومة التونسية بعد إعفاء وزير الداخلية

هشام المشيشي (إ.ب.أ) - الوزير توفيق شرف الدين (أ.ف.ب)
هشام المشيشي (إ.ب.أ) - الوزير توفيق شرف الدين (أ.ف.ب)

أقال رئيس الحكومة التونسية هشام المشيشي، أمس، وزير الداخلية توفيق شرف الدين، دون ذكر أسباب القرار، الذي جاء في وقت تشهد فيه البلاد وضعاً سياسياً واجتماعياً غير مستقر.
وقالت رئاسة الحكومة في بيان مقتضب، إن رئيس الحكومة هشام المشيشي «قرر إعفاء توفيق شرف الدين وزير الداخلية من مهامه، على أن يتولى رئيس الحكومة الإشراف على وزارة الداخلية بالنيابة في انتظار تعيين وزير داخلية جديد».
كانت عدة أحزاب سياسية قد عبّرت عن رفضها تعيين المحامي السابق، توفيق شرف الدين، وزيراً للداخلية في حكومة المشيشي خلال تشكيلها في أواخر أغسطس (آب) الماضي، ورأوا أنه من المقربين من الرئيس قيس سعيّد، بعد أن ساعده في حملته الانتخابية.
وإقالة وزير الداخلية هي الثالثة في حكومة المشيشي، وتأتي بعد إعفاء وتوقيف وزير البيئة مصطفى العروي في ديسمبر (كانون الأول) الفائت، إثر شبهات فساد في ملف النفايات الآتية من إيطاليا، وإقالة وزير الثقافة وليد الزيدي، المحسوب على الرئيس قيس سعيّد في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
من جهة أخرى، دعا عياض اللومي، القيادي في حزب «قلب تونس»، الذي حل في المركز الثاني في انتخابات 2019، إلى تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة، رداً على دعوات متكررة من الرئيس الحالي قيس سعيد، لتعديل الشرعية.
وقال اللومي في تصريح إذاعي أمس: «لدينا تخوف من أن يكون وراء (الحوار الوطني)، إما محاولة لإسقاط حكومة هشام المشيشي، وإما تغيير نظام الحكم... ونحن نعد هذا جريمة». وتزايد التوتر بين «قلب تونس» والرئاسة، وبين الرئاسة والبرلمان بشكل عام، وكثيراً ما ردد سعيد في خطاباته بشأن دعمه لمراجعة «الشرعية». في إشارة إلى تعديل محتمل للنظام السياسي الحالي (برلماني معدل) نحو نظام رئاسي. ويستند سعيد في هذا المقترح إلى النسبة الواسعة من عدد الناخبين، الذين صوّتوا له في الانتخابات الرئاسية، مقارنةً بالأصوات الممنوحة للأحزاب في الانتخابات التشريعية، وإلى تعطل أعمال البرلمان في كثير من الجلسات وصل حد الشجار.
واستبعد اللومي التوجه إلى انتخابات برلمانية مبكرة، وقال لإذاعة «شمس إف إم» الخاصة، أمس: «أنا مع انتخابات رئاسية مبكرة. البرلمان قام بواجبه والنقاش داخله ظاهرة صحية. لكن من لا يقوم بواجبه هو رئيس الجمهورية... الرئيس بصدد التشويش وإطلاق خطابات غير مسؤولة».
على صعيد غير متصل، شرع البرلمان التونسي أمس، في النظر بمقترح قانون متعلق بتنقيح وإتمام النظام الداخلي للبرلمان، على أن تتواصل خلال الأيام المقبلة مناقشة عدد من المقترحات المهمة، التي ستؤثر على أداء البرلمان وطريقة عمله، ومن بينها تشديد العقوبات على الغيابات، التي تعرفها الجلسات العامة، والزيادة في نسبة الاقتطاع من الأجور في حال تكرر الغيابات.
كما يناقش البرلمان الملف المعروف بـ«السياحة الحزبية»، ويعني تنقل نواب البرلمان من كتلة برلمانية إلى أخرى خلال الدورة النيابية، دون ضوابط، حيث تم اقتراح أنه لا يمكن للنائب البرلماني الذي يستقيل من كتلته البرلمانية الانتماء إلى كتلة برلمانية أخرى، وأنه من يستقيل من الحزب السياسي الذي فاز ضمن قائماته الانتخابية يفقد عضويته في البرلمان. ويرى مراقبون أن هذه المقترحات، في حال إقرارها، قد تقضي على ظاهرة شراء الأصوات داخل البرلمان، وتشكيل كتل برلمانية بسهولة نتيجة الاعتماد على المال الفاسد. وذكرت مصادر برلمانية أنه من المنتظر أن تؤدي هذه التعديلات المقترحة إلى «تطوير العمل البرلماني، وتنظيم آليات ممارسة الوظيفة الرقابية، وترشيد الزمن التشريعي، وتحقيق النجاعة. علاوة على تدعيم ضمانات أداء الوظيفة البرلمانية، ومزيد تنظيمها على مستوى سد الفراغ التشريعي الموجود حالياً».
إلى ذلك، دعا يوسف الشاهد، رئيس الحكومة الأسبق والرئيس الحالي لحزب «تحيا تونس»، إلى التحرك من أجل إجراء انتخابات برلمانية جديدة سابقة لأوانها، ورأى أن البرلمان الحالي، برئاسة راشد الغنوشي، في حالة شلل وشبه معطل عن النشاط، مؤكداً استحالة تواصل الوضع على ما هو عليه إلى حدود سنة 2024 وهو الموعد الدستوري لانتخابات رئاسية وبرلمانية جديدة، على حد تعبيره.
واقترح الشاهد في فيديو نشره على مواقع التواصل حلاً سياسياً توافقياً، يتمثل في إقرار انتخابات برلمانية مبكرة لانتخاب برلمان جديد، وفتح باب النقاش حول القانون الانتخابي من أجل تنقيحه بشكل يضمن صعود أغلبية قادرة على الحكم، وعدم تكرار النسخ المتشابهة من الانتخابات الماضية.



السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي، وبين مصر والمملكة خصيصاً. وأضاف: «كما يعد المشروع نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشروعات مماثلة مستقبلاً للربط الكهربائي»، موجهاً بإجراء متابعة دقيقة لكافة تفاصيل مشروع الربط الكهربائي مع السعودية.

جاءت تأكيدات السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزيري الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، والبترول والثروة المعدنية، كريم بدوي. وحسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، الأحد، تناول الاجتماع الموقف الخاص بمشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، في ظل ما تكتسبه مثل تلك المشروعات من أهمية لتعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.

وكانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار (الدولار يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية). وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماع للحكومة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيدخل الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين. وأضاف أنه من المقرر أن تكون قدرة المرحلة الأولى 1500 ميغاواط.

ويعد المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة مروراً بمدينة تبوك في السعودية. كما أكد مدبولي، في تصريحات، نهاية الشهر الماضي، أن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين، يعد أبرز ما توصلت إليه بلاده في مجال الطاقة.

وزير الطاقة السعودي يتوسط وزيري الكهرباء والبترول المصريين في الرياض يوليو الماضي (الشرق الأوسط)

فريق عمل

وفي يوليو (تموز) الماضي، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، خلال لقائه وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في الرياض، إن «هناك جهوداً كبيرة من جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي، وبدء التشغيل والربط على الشبكة الموحدة قبل بداية فصل الصيف المقبل، وفي سبيل تحقيق ذلك فإن هناك فريق عمل تم تشكيله لإنهاء أي مشكلة أو عقبة قد تطرأ».

وأوضحت وزارة الكهرباء المصرية حينها أن اللقاء الذي حضره أيضاً وزير البترول المصري ناقش عدة جوانب، من بينها مشروع الربط الكهربائي بين شبكتي الكهرباء في البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة في إطار الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال في الدولتين، وكذلك تعظيم العوائد وحسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائي وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والسعودية.

ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، الأحد، فإن اجتماع السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول تضمن متابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمحطة «الضبعة النووية»، في ظل ما يمثله المشروع من أهمية قصوى لعملية التنمية الشاملة بمصر، خصوصاً مع تبنى الدولة استراتيجية متكاملة ومستدامة للطاقة تهدف إلى تنويع مصادرها من الطاقة المتجددة والجديدة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد السيسي أهمية العمل على ضمان سرعة التنفيذ الفعال لمشروعات الطاقة المختلفة باعتبارها ركيزة ومحركاً أساسياً للتنمية في مصر، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ الأعمال في محطة «الضبعة النووية» وفقاً للخطة الزمنية المُحددة، مع ضمان أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ، فضلاً عن الالتزام بأفضل مستوى من التدريب وتأهيل الكوادر البشرية للتشغيل والصيانة.

وتضم محطة الضبعة، التي تقام شمال مصر، 4 مفاعلات نووية، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، بواقع 1200 ميغاوات لكل مفاعل. ومن المقرّر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووي الأول عام 2028، ثم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعاً.

جانب من اجتماع حكومي سابق برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

تنويع مصادر الطاقة

وتعهدت الحكومة المصرية في وقت سابق بـ«تنفيذ التزاماتها الخاصة بالمشروع لإنجازه وفق مخططه الزمني»، وتستهدف مصر من المشروع تنويع مصادرها من الطاقة، وإنتاج الكهرباء، لسد العجز في الاستهلاك المحلي، وتوفير قيمة واردات الغاز والطاقة المستهلكة في تشغيل المحطات الكهربائية.

وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف، توقفت في نهاية يوليو الماضي بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية. واطلع السيسي خلال الاجتماع، الأحد، على خطة العمل الحكومية لضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، وانتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء، بما يحقق استدامة واستقرار التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية وخفض الفاقد.

ووجه بتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة، وتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز، بما يضمن استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، وبتكثيف العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها في مجال الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وإضافة قدرات جديدة للشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير الشبكة من خلال العمل بأحدث التقنيات لاستيعاب ونقل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل فقد.