إسرائيل تعيّن سفيراً مؤقتاً في أبوظبي وتشير إلى تحسن العلاقات مع أوروبا

نتنياهو يسعى لزيارة الإمارات والبحرين الشهر المقبل

TT

إسرائيل تعيّن سفيراً مؤقتاً في أبوظبي وتشير إلى تحسن العلاقات مع أوروبا

عينت وزارة الخارجية الإسرائيلية السفير السابق في أنقرة سفيراً مؤقتاً في أبوظبي، وقررت إرساله لمباشرة القيام بمهامه في الأسبوعين المقبلين.
والسفير الجديد هو إيتان نائيه الذي كان قد طرد من تركيا عند تدهور العلاقات بين البلدين سنة 2018. ومنذ ذلك الوقت، لا يشغل أي منصب. وقد اتفق وزير الخارجية، غابي أشكنازي، مع رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، على تكليفه بالمهمة بشكل مؤقت إلى حين يتم البت في تعيين سفير رفيع المستوى. وقد يكون السفير الدائم وزيراً سابقاً، باعتبار أن سفارة إسرائيل في الإمارات ستكون إحدى أكبر سفاراتها في العالم. وتوجه أشكنازي، أمس، إلى الوزراء الآخرين لتعيين مندوبين عن وزاراتهم ليكونوا ملحقين في هذه السفارة.
وكشفت مصادر في تل أبيب أن نتنياهو يسعى لأن يفتتح السفارة في أبوظبي بنفسه، وكذلك سيفتتح قنصلية في دبي، وسفارة في البحرين. ويدير لهذا الغرض محادثات مع أبوظبي، بحيث تتم الزيارة في الشهر المقبل، قبيل الانتخابات الإسرائيلية.
وتؤكد المصادر أن الإعداد لهذا الحدث يتم من خلال إجراءات كثيرة تتم حالياً على الأرض، حيث يوجد وفدان إسرائيليان في الإمارات والبحرين منذ أكثر من أسبوعين ينفذان المهمات التمهيدية ويتابعان تطورات العلاقات بشكل سريع. ومن جهة أخرى، توقعت المصادر أن يتم فتح مكتب الارتباط المغربي في تل أبيب، وكذلك مكتب الارتباط الإسرائيلي في الرباط، خلال أسبوعين.
وجنباً إلى جنب هذه التطورات، أشار مسؤولون في وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى أن العلاقات بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي تحسنت في أعقاب إقامة علاقات بين إسرائيل والدول العربية المذكورة، وبشكل خاص بعد موافقة رئيس الوزراء، نتنياهو، على تجميد مخطط ضم مناطق واسعة من الضفة الغربية المحتلة إلى إسرائيل. وأكدوا أنه رغم تعبير مسؤولين أوروبيين عن غضبهم من خلو «اتفاقيات أبراهام» من شروط للتوصل إلى حل للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، فإنهم باتوا يتعاملون معها على أنها تفتح طاقة أمل يمكن أن تسفر عن تسوية القضية.
ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، أمس (الثلاثاء)، عن وزير الخارجية الإسرائيلي، غابي أشكنازي، قوله خلال محادثة مع سفراء إسرائيل في أوروبا، أول من أمس، إن «الدول الأوروبية ربطت، طوال سنوات، تحسين العلاقات مع إسرائيل بالصراع مع الفلسطينيين. وكان هدف وزارة الخارجية خفض التوتر، وهذا الربط، ومواصلة دفع حوار مع أوروبا من خلال معالجة الموضوع الفلسطيني».
وأكد أشكنازي أن الحكومة الإسرائيلية معنية بفتح الطريق أمام مفاوضات مع الفلسطينيين، وتعرف أن الصراع معهم هو الأساس. ولكنه أضاف: «أنا سعيد بأنكم في أوروبا بدأتم تدركون أن الطرف الفلسطيني أيضاً مسؤول عن الجمود، ولا يتعاون في سبيل التقدم إلى الأمام في هذه المسألة. ويسعدنا أن يكون لكم دور في إقناع الفلسطينيين بتغيير موقفهم بشكل إيجابي».
وتكلمت أمام السفراء نائبة مدير عام وزارة الخارجية السياسية للشؤون الأوروبية، آنا أزاري، فقالت إنها كانت تتخوف قبل سنة من «توقعات كارثية» مع الاتحاد الأوروبي، على خلفية إمكانية تنفيذ مخطط الضم.
وأضافت: «لقد تغير هذا الوضع من النقيض إلى النقيض بعد اتفاقيات أبراهام وإلغاء الضم، حتى أنه تغير بصورة مبالغ فيها. والآن، وبعدما تبدد الانفعال من الاتفاقيات، تحسنت العلاقات وصارت أفضل مما كانت عليه قبل سنة».
وقالت أزاري إن «ردة فعل عدة دول في الاتحاد الأوروبي من اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل من جهة والإمارات والبحرين والسودان والمغرب من جهة أخرى، كانت فاترة، وحتى عصبية أيضاً. فهذه الدول تتصرف وكأنه يجب أن يكون الفلسطينيون قبل أي شيء آخر. ولذلك، فإنها تفترض أن عمليات السلام مع دول أخرى ستجعلنا نهمل الفلسطينيين. ويسعدني أن الصورة اليوم تبدو أفضل مما توقعنا. وبالنسبة لقسم من الدول الأوروبية، المفاوضات مع الفلسطينيين ما زالت الأمر الأكثر أهمية، لكنها بدأت تدرك أن سبب عدم وجود مفاوضات كهذه هو الفلسطينيون أنفسهم».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.