محكمة مصرية تقرر إخلاء سبيل نجلي الرئيس الأسبق مبارك في قضية «القصور الرئاسية»

إعادة محاكمة 4 ضباط شرطة في تهمة قتل 37 سجينا في {سيارة ترحيلات}

محكمة مصرية تقرر إخلاء سبيل نجلي الرئيس الأسبق مبارك في قضية «القصور الرئاسية»
TT

محكمة مصرية تقرر إخلاء سبيل نجلي الرئيس الأسبق مبارك في قضية «القصور الرئاسية»

محكمة مصرية تقرر إخلاء سبيل نجلي الرئيس الأسبق مبارك في قضية «القصور الرئاسية»

قضت محكمة مصرية، أمس، بإخلاء سبيل نجلي الرئيس الأسبق علاء وجمال مبارك، على ذمة إعادة محاكمتهما في القضية المعروفة باسم «القصور الرئاسية»، والمتهمان فيها بجانب والدهما بالاستيلاء على أكثر من 125 مليون جنيه من المخصصات المالية للقصور الرئاسية. فيما قررت محكمة النقض أمس إلغاء حكم براءة أربعة ضباط شرطة في قضية اتهامهم بالتسبب في وفاة 37 سجينا في سيارة ترحيلات، وأمرت بإعادة محاكمتهم من جديد.
وقال المحامي فريد الديب، محامي أسرة مبارك، أمس، إن علاء وجمال سيغادران السجن في وقت لاحق، لأنهما غير محبوسين على ذمة قضايا أخرى، مشيرا إلى أن باقي القضايا التي يحاكم فيها نجلا مبارك ومنها قضية التلاعب في البورصة غير محبوسين على ذمتها. ويعني القرار أيضا أن مبارك لم يعد مدانا في أي قضية حاليا وقد يخلى سبيله.
وكانت محكمة جنايات القاهرة قد قررت، في جلستها المنعقدة أمس برئاسة المستشار محمد عامر جادو، إخلاء سبيل علاء وجمال مبارك، بضمان محل إقامتهما، على ذمة إعادة محاكمتهما في القضية المتعلقة باستيلائهما ووالدهما على أكثر من 125 مليون جنيه من المخصصات المالية للقصور الرئاسية.
وجاء قرار المحكمة في ضوء الطعن بالاستئناف المقدم من الديب على استمرار حبسهما على ذمة القضية، حيث طالب بإخلاء سبيلهما بعد أن أصدرت محكمة النقض في 13 يناير (كانون الثاني) الحالي حكما بإلغاء الحكم السابق صدوره من محكمة الجنايات بمعاقبتهما بالسجن المشدد لمدة 4 سنوات لكل منهما، ومعاقبة والدهما حسني مبارك بالسجن المشدد لمدة 3 سنوات.
وقالت المحكمة في حيثيات حكمها «إن المتهمين قضيا مدة حبس احتياطي تجاوزت فترة الـ18 شهرا، ابتداء من تاريخ 26 يونيو (حزيران) 2013 وحتى اليوم (أمس)». وقالت المحكمة إنه تبين لها أن المتهمين الطاعنين (علاء وجمال مبارك) هما وحدهما المحبوسان احتياطيا على ذمة القضية، ويتعين عدم تجاوز مدة الحبس الاحتياطي لهما وفقا لنص المادة 143 من قانون الإجراءات الجنائية، وأصبح الإفراج عنهما حتميا بانقضاء مدة الحبس الاحتياطي.
كانت محكمة جنايات القاهرة قد عاقبت مبارك، في مايو (أيار) الماضي، بالسجن المشدد لمدة ثلاث سنوات، وعاقبت نجليه علاء وجمال بالسجن المشدد لمدة 4 سنوات لكل منهما، وألزمتهم جميعا برد مبلغ 21 مليونا و197 ألف جنيه، وتغريمهم متضامنين مبلغا وقدره 125 مليونا و779 ألف جنيه.
من جهة أخرى، قضت محكمة النقض، أعلى سلطة قضائية في مصر، في جلستها المنعقدة أمس بنقض «إلغاء» الحكم الصادر من محكمة الجنح المستأنفة ببراءة أربعة ضباط شرطة في قضية اتهامهم بالتسبب في قتل 37 سجينا وإصابة آخرين من المتهمين المرحلين بسيارة ترحيلات تابعة لقسم شرطة مصر الجديدة (شرق القاهرة) إلى سجن أبو زعبل، وأمرت المحكمة بإعادة محاكمة المتهمين. صدر الحكم برئاسة المستشار محمد حسام عبد الرحيم، رئيس محكمة النقض.
وجاء حكم محكمة النقض بإعادة محاكمة الضباط الأربعة المتهمين، في ضوء الطعن المقدم من النيابة العامة على الحكم الصادر من محكمة الجنح المستأنفة، والتي سبق أن أصدرت حكما بإلغاء أحكام الحبس الصادرة من محكمة أول درجة بحق الضباط والقضاء ببراءتهم مما هو منسوب إليهم.
وكانت محكمة جنح الخانكة «أول درجة» بمعاقبة المقدم عمرو فاروق، نائب مأمور قسم شرطة مصر الجديدة، بالحبس لمدة 10 سنوات، ومعاقبة 3 ضباط آخرين بقسم الشرطة نفسه، بالحبس لمدة عام مع وقف التنفيذ.
وكشفت تحقيقات النيابة العامة أن المتهمين شاب تعاملهم مع مأمورية الترحيلات المكلفين بها الإهمال والرعونة وعدم الاحتراز، والإخلال الجسيم بما تفرضه عليهم أصول وظيفتهم من الحفاظ على سلامة وأرواح المواطنين ولو كانوا متهمين.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.