زيادة التكامل الاقتصادي الخليجي فرصة لتعزيز النمو المستدام

الملف الاقتصادي عنوان العقد الخامس خليجياً (تصوير: خالد الخميس)
الملف الاقتصادي عنوان العقد الخامس خليجياً (تصوير: خالد الخميس)
TT

زيادة التكامل الاقتصادي الخليجي فرصة لتعزيز النمو المستدام

الملف الاقتصادي عنوان العقد الخامس خليجياً (تصوير: خالد الخميس)
الملف الاقتصادي عنوان العقد الخامس خليجياً (تصوير: خالد الخميس)

يشكل مجلس التعاون الخليجي أحد أهم المجموعات الاقتصادية عالمياً، وذلك نظراً لما يمتلكه من إمكانيات ضخمة في عدة قطاعات يتصدرها قطاع الطاقة والتجارة، حيث بلغ الناتج المحلي الإجمالي للدول الست مجتمعة نحو 1.64 تريليون دولار في عام 2019، وفقاً للإحصائيات الأخيرة.
وتمضي دول الخليج في تعزيز الترابط بين اقتصاديتها من خلال عدد من الخطوات، أهمها السوق الخليجية المشتركة، حيث تمثل فوائد عديدة على الصعيدين السياسي والاقتصادي. ومن أهم المكاسب المتوقعة هو ضمان انسياب السلع بين دول المجلس بما يؤدي إلى زيادة التنافس لصالح الأسواق، مما يشكل فرصة نحو تعزيز اقتصاديات الدول، نظراً لقدرتها الواسعة على الاستفادة من مكامن القوى المتعددة التي تشمل الموارد الطبيعية والموقع الجغرافي والثروة البشرية.
وزادت الجهود الخليجية المكثفة للعمل بصورة منسقة لضمان مزيد من الزخم والانسيابية في حركة تنقل السلع والبضائع بين دول المجلس، وتبني واستحداث أفضل المبادرات والآليات الهادفة لإزالة أي عوائق أو حواجز قد تعترض زيادة التبادلات التجارية البينية الخليجية.
وفي الوقت الذي يشهد العالم توجهاً متزايداً نحو تشكيل التكتلات الاقتصادية والتحالفات التجارية بشكل ثنائي وإقليمي وفق مبادئ تحرير التجارة وحرية تنقل السلع دون عوائق، مما يعود بالفائدة الاقتصادية على جميع الأطراف، فإن دول المجلس لديها فرصة ذهبية لتعزيز شراكتها التجارية من خلال السوق الخليجية المشتركة وفق أفضل الممارسات وبما من شأنه تعزيز الثقل التجاري لدول المجلس على الساحة التجارية العالمية وتحقيق معدلات نمو مستدام لاقتصادات دول مجلس التعاون.
وصنف تكتل دول الخليج في وقت سابق في المرتبة الـ13 بين أكبر الاقتصادات العالمية، في الوقت الذي يسيطر مجلس التعاون الخليجي على نسبة كبيرة من الإنتاج العالمي للنفط. وبلغ الإنفاق الإجمالي لدول المجلس في عام 2019 نحو 559.9 مليار دولار، في حين بلغت الإيرادات نحو 527.8 مليار دولار. وحققت التجارة البينية السلعية في قطاع الصادرات نحو 91.3 مليار دولار، و151.3 مليار دولار للميزان التجاري، والصادرات النفطية وصلت إلى 401.9 مليار دولار في العام نفسه، بحسب بيانات المركز الإحصائي لدول مجلس التعاون.
كما بلغت الصادرات غير النفطية لعام 2019 نحو 102 مليار دولار، وسجل قطاع إعادة التصدير نحو 105.6 مليار دولار، وبلغت حجم الصادرات من السلع والخدمات نحو 961.1 مليار دولار، مع متوسط نصيب فرد عند 28.9 ألف دولار.
وبحسب المعلومات بلغ إنتاج تكتل دول الخليج من الغاز الطبيعي المسوق نحو 399.9 مليار متر مكعب في عام 2018، وبلغت حركة الركاب عبر الموانئ الجوية التي تعتبر دول المنطقة من أكثر مناطق العالم حركة لربطها الشرق بالغرب، نحو 303.6 مليون راكب في نفس العام.
واستطاعت دول الخليج التصدي لتداعيات أزمة كورونا المستجد، وذلك من خلال عدد من المبادرات المالية والنقدية والصحية لحماية اقتصادياتها، في الوقت الذي دفعت بشكل متسارع للاستفادة من تأثيرات فيروس كورونا المستجد عبر خطط لتنويع القاعدة الاقتصادية، إذ ساهمت خطط تنويع مصادر الدخل والاستفادة من قطاعات استراتيجية كالقطاع اللوجيستي والصناعي والسياحي، لزيادة مساهماتها في الناتج المحلي والابتعاد عن الاعتماد على النفط.
ويقوم العمل التكاملي الخليجي على تحرير حركة عوامل الإنتاج، وإزالة جميع العوائق التجارية، وتنسيق السياسات الاقتصادية ومن ثم توحيدها، من خلال مراحل تجسدت في إقامة منطقة التجارة الحرة عام 1983، والاتحاد الجمركي الخليجي 2003، والسوق الخليجية المشتركة في عام 2008. وتتبنى دول مجلس التعاون الخليجي سياسات عملية وتطبيقا تدريجيا واقعيا لمشاريع التكامل الاقتصادي يعتمد مبدأ «خطوة تلو خطوة»، بما يساعد في تحديد الأهداف وتطوير برامج يمكن تطبيقها.
وتتجه دول المجلس إلى التعامل مع العالم من خلال اتحاد اقتصادي سيبني كياناً بالغ الأهمية ويمنح دول التعاون مكانة مميزة على خريطة القرار الاقتصادي العالمي.



تأكيد سعودي على أهمية التعاون محلياً ودولياً لمكافحة الفساد

السعودية تطلعت إلى تفعيل مخرجات الاجتماع الثاني لأجهزة إنفاذ قوانين مكافحة الفساد بما يحقق المصالح المشتركة (واس)
السعودية تطلعت إلى تفعيل مخرجات الاجتماع الثاني لأجهزة إنفاذ قوانين مكافحة الفساد بما يحقق المصالح المشتركة (واس)
TT

تأكيد سعودي على أهمية التعاون محلياً ودولياً لمكافحة الفساد

السعودية تطلعت إلى تفعيل مخرجات الاجتماع الثاني لأجهزة إنفاذ قوانين مكافحة الفساد بما يحقق المصالح المشتركة (واس)
السعودية تطلعت إلى تفعيل مخرجات الاجتماع الثاني لأجهزة إنفاذ قوانين مكافحة الفساد بما يحقق المصالح المشتركة (واس)

أكد مازن الكهموس رئيس «هيئة الرقابة ومكافحة الفساد» السعودية، أن المملكة التي جعلت مكافحة الفساد ركيزة أساسية لتحقيق رؤيتها 2030، تدرك تداعيات جريمة الفساد العابر للحدود وأثرها على المجتمعات الإسلامية ونهضتها، مشدداً على أن تضافر الجهود على الصعيدين المحلي والدولي لمكافحة هذه الآفة يُساهم في تحقيق الرخاء والازدهار لدولنا الإسلامية ويدعم أهداف التنمية المستدامة فيها.

وأوضح الكهموس في كلمة السعودية خلال الاجتماع الوزاري الثاني لأجهزة إنفاذ قوانين مكافحة الفساد في الدول الأعضاء بمنظمة «التعاون الإسلامي» الذي استضافته العاصمة القطرية الدوحة، الأربعاء، أن المملكة تشرفت برئاسة واستضافة الاجتماع الوزاري الأول، تحت رعاية كريمة من الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، الذي أسفر عنه إقرار «اتفاقية مكة المكرمة» للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في مجال إنفاذ قوانين مكافحة الفساد.

وعدّ الكهموس أن «اتفاقية مكة المكرمة» للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي تمثل الإطار الأمثل لتعزيز جهود مكافحة الفساد وتعزيز التعاون الدولي في هذا المجال.

وأشار إلى القرار الصادر مؤخراً عن الدورة الخمسين لمجلس وزراء الخارجية بتاريخ 29 - 30 أغسطس (آب) الماضي المنعقد في الكاميرون الذي تضمن حث الدول الأعضاء على الإسراع بالتوقيع على «اتفاقية مكة المكرمة» للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في مجال إنفاذ قوانين مكافحة الفساد واتخاذ الإجراءات النظامية اللازمة للمصادقة عليها.

ورحب باعتماد الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي مشروع قرار تقدمت به السعودية لتشجيع التعاون بين الدول الأعضاء مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمنظمات ذات الصلة لوضع منهجيات ومؤشرات لقياس الفساد.

وشهد الاجتماع، اعتماد مشروع قرار «اتفاقية مكة» للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي للتعاون في مجال إنفاذ قوانين مكافحة الفساد، التي تهدف لتعزيز التعاون بين سلطات إنفاذ قوانين مكافحة الفساد على نحوٍ يتم بالكفاءة والسرعة، وتشجع على الانضمام لشبكة مبادرة الرياض العالمية (GlobE Network)، التي توفر إطاراً قانونياً لتبادل المعلومات والتحريات بشكل مباشر وسريع، وتساهم في منع جرائم الفساد وتحجيم الملاذات الآمنة للفاسدين.

الكهموس أكد أن السعودية جعلت مكافحة الفساد ركيزة أساسية لتحقيق رؤيتها 2030 (واس)

كما نوه باستضافة السعودية، الأمانة العامة الدائمة للشبكة الإقليمية لاسترداد الأصول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA-ARIN)، ورئاسة المملكة لها في عام 2025، مؤكداً التزام السعودية بتحقيق أهداف ومصالح أعضاء الشبكة، بما يعزز سبل التعاون الفعّال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وتطلَّع الكهموس في ختام كلمته إلى تفعيل مخرجات الاجتماع بما يحقق المصالح المشتركة للدول الإسلامية لمواجهة هذه الآفة والحد من الملاذات الآمنة لمرتكبي جرائم الفساد.

وتأتي مشاركة السعودية في الاجتماع حرصاً منها على تفعيل مبادراتها الدولية النوعية الرامية لمكافحة الفساد، ومشاركة المجتمع الدولي في الجهود المبذولة لحماية النزاهة ومكافحة الفساد، والاستفادة من خبرات الدول، والمنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية، وتبادل الخبرات في مجال مكافحة الفساد إعمالاً لما تضمنته اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، وبما يتسق مع «رؤية المملكة 2030» التي جعلت الحوكمة والشفافية والمساءلة ومكافحة الفساد أحد مرتكزاتها الرئيسية.

وشاركت السعودية في الاجتماع الوزاري الذي تستضيفه الدوحة خلال الفترة من 26: 27 نوفمبر (تشرين الثاني) بتنظيم من منظمة التعاون الإسلامي مع هيئة الرقابة الإدارية والشفافية في قطر، وترأس وفد المملكة مازن الكهموس.

يذكر أن الاجتماع الوزاري الأول لأجهزة إنفاذ قوانين مكافحة الفساد في الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي أتى بدعوة من السعودية خلال رئاستها القمة الإسلامية الرابعة عشرة، وتم تنظيمه بالتعاون مع منظمة التعاون الإسلامي، بحضور ومشاركة رؤساء أجهزة إنفاذ قوانين مكافحة الفساد، والمنظمات الدولية ذات العلاقة، ونخبة من المسؤولين والخبراء المحليين والدوليين.