الحكومة الفلسطينية تؤكد جاهزيتها لأول انتخابات منذ 2006

فلسطينيون يدفئون أنفسهم بإشعال نار في ليلة باردة بغزة (رويترز)
فلسطينيون يدفئون أنفسهم بإشعال نار في ليلة باردة بغزة (رويترز)
TT

الحكومة الفلسطينية تؤكد جاهزيتها لأول انتخابات منذ 2006

فلسطينيون يدفئون أنفسهم بإشعال نار في ليلة باردة بغزة (رويترز)
فلسطينيون يدفئون أنفسهم بإشعال نار في ليلة باردة بغزة (رويترز)

رحبت الحكومة الفلسطينية، الاثنين، بالتفاهمات المعلن عنها لإجراء أول انتخابات فلسطينية عامة منذ عام 2006، مؤكدة جاهزيتها للتحضير للعملية الانتخابية.
وقال رئيس الحكومة، محمد أشتية، في افتتاح اجتماع مجلس الوزراء في مدينة رام الله، إن المجلس «يرحب بالتطورات الإيجابية على صعيد الانتخابات والمصالحة الفلسطينية المتمثلة بقبول حركة (حماس) إجراء الانتخابات بشكل متتالٍ». وأشار أشتية إلى إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، عقب تسلمه رسالة خطية من «حماس»، الشروع في بدء الترتيبات اللازمة لإجراء الانتخابات العامة. وأكد أن الحكومة «جاهزة لوضع كامل الإمكانات والجهود خلال المرحلة المقبلة، للتحضير لعملية انتخابية طال انتظارها».
ونقلت عنه وكالة الأنباء الألمانية، قوله «نريد من الانتخابات أن تكون خاتمة لفصل الانقسام من تاريخ شعبنا، وبداية ديمقراطية تمنح دفعة لمؤسساتنا ولقضيتنا نحو تحقيق تطلعات شعبنا بالحرية والاستقلال وإنهاء الاحتلال وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس».
وكانت الرئاسة الفلسطينية، قد أعلنت السبت، تلقي عباس رسالة خطية بموافقة «حماس» على إجراء انتخابات متتالية تشريعية، ومن ثم رئاسية، وصولاً لانتخابات منظمة التحرير. وظل الاتفاق على انتخابات متزامنة أو متتالية نقطة خلاف متكررة بين «فتح» و«حماس»، في محادثاتهما لإنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي المستمر منذ منتصف عام 2007.
ولم تجر أي انتخابات فلسطينية عامة منذ انتخابات المجلس التشريعي (البرلمان)، مطلع عام 2006 التي فازت بها «حماس»، في حين جرت قبل ذلك آخر انتخابات رئاسية وفاز فيها عباس.
في هذه الأثناء، أطلع أمين سر اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) جبريل الرجوب، سفير جمهورية مصر العربية لدى دولة فلسطين طارق طايل، على آخر المستجدات السياسية على الساحة الفلسطينية. ووضع الرجوب السفير طايل، خلال اللقاء الذي عقد، الاثنين، بمدينة رام الله، في صورة مستجدات الحوار الوطني بين حركتي «فتح» و«حماس»، والرسالة التي تلقاها الرئيس محمود عباس من رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» إسماعيل هنية، والتي تضمنت موافقة حركته على إجراء الانتخابات، بالتوالي والترابط وعلى أساس التمثيل النسبي الكامل.
وجدد الرجوب، بحسب وكالة الأنباء الرسمية (وفا)، التأكيد على موقف «فتح» المتمسك والملتزم بكل ما تم الاتفاق عليه مع «حماس»، للوصول إلى انتخابات وطنية شاملة تضمن إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية والشراكة.
وثمّن الرجوب خلال اللقاء، الدور المهم الذي لعبته مصر في الحوار الوطني الفلسطيني، والذي ساهم بشكل كبير في تذليل العقبات أمام إنجاز الاتفاق، موجهاً الشكر للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والقيادة المصرية على دعمهم للحوار.
بدوره، أكد السفير طايل، موقف بلاده الداعم للشعب الفلسطيني وللحقوق الوطنية الفلسطينية، والحق في تقرير المصير وإنهاء الاحتلال وفقاً للشرعية الدولية. كما جدد التأكيد على مواصلة الدعم المصري للحوار الوطني الفلسطيني، لحين الوصول إلى عقد الانتخابات الوطنية الشاملة على أسس ديمقراطية ونزيهة.



«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
TT

«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)

حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، من أنّ قطاع غزة، ولا سيّما شطره الشمالي، يعاني نقصاً حادّاً في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى، مطالبة إسرائيل بالسماح بدخول مزيد من المساعدات إليه، وتسهيل العمليات الإنسانية فيه.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، وصفت المنظمة الأممية الوضع على الأرض بأنه «كارثي».

وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه عندما اندلعت الحرب في غزة، قبل أكثر من عام في أعقاب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة «حماس» على جنوب إسرائيل، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لجأ تقريباً جميع الذين نزحوا بسبب النزاع إلى مبان عامة أو أقاموا لدى أقارب لهم.

وأضاف، في مؤتمر صحافي بمقرّ المنظمة في جنيف: «الآن، يعيش 90 في المائة منهم في خيم».

وأوضح أن «هذا الأمر يجعلهم عرضة لأمراض الجهاز التنفّسي وغيرها، في حين يتوقّع أن يؤدّي الطقس البارد والأمطار والفيضانات إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية».

وحذّر تيدروس من أن الوضع مروِّع بشكل خاص في شمال غزة، حيث بدأ الجيش الإسرائيلي عملية واسعة، مطلع أكتوبر الماضي.

وكان تقريرٌ أُعِدّ بدعم من الأمم المتّحدة قد حذّر، في وقت سابق من هذا الشهر، من أن شبح المجاعة يخيّم على شمال قطاع غزة؛ حيث اشتدّ القصف والمعارك، وتوقّف وصول المساعدات الغذائية بصورة تامة تقريباً.

وقام فريق من منظمة الصحة العالمية وشركائها، هذا الأسبوع، بزيارة إلى شمال قطاع غزة استمرّت ثلاثة أيام، وجالَ خلالها على أكثر من 12 مرفقاً صحياً.

وقال تيدروس إن الفريق رأى «عدداً كبيراً من مرضى الصدمات، وعدداً متزايداً من المصابين بأمراض مزمنة الذين يحتاجون إلى العلاج». وأضاف: «هناك نقص حادّ في الأدوية الأساسية».

ولفت المدير العام إلى أن منظمته «تفعل كلّ ما في وسعها - كلّ ما تسمح لنا إسرائيل بفعله - لتقديم الخدمات الصحية والإمدادات».

من جهته، قال ريك بيبركورن، ممثّل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، للصحافيين، إنّه من أصل 22 مهمّة إلى شمال قطاع غزة، قدّمت طلبات بشأنها، في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، جرى تسهيل تسع مهام فقط.

وأضاف أنّه من المقرّر أن تُجرى، السبت، مهمّة إلى المستشفيين الوحيدين، اللذين ما زالا يعملان «بالحد الأدنى» في شمال قطاع غزة؛ وهما مستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة، معرباً عن أمله في ألا تحدث عرقلة لهذه المهمة.

وقال بيبركورن إنّ هذين المستشفيين «بحاجة إلى كل شيء»، ويعانيان بالخصوص نقصاً شديداً في الوقود، محذراً من أنّه «دون وقود لا توجد عمليات إنسانية على الإطلاق».

وفي الجانب الإيجابي، قال بيبركورن إنّ منظمة الصحة العالمية سهّلت، هذا الأسبوع، إخلاء 17 مريضاً من قطاع غزة إلى الأردن، يُفترض أن يتوجه 12 منهم إلى الولايات المتحدة لتلقّي العلاج.

وأوضح أن هؤلاء المرضى هم من بين نحو 300 مريض تمكنوا من مغادرة القطاع منذ أن أغلقت إسرائيل معبر رفح الحدودي الرئيسي في مطلع مايو (أيار) الماضي.

لكنّ نحو 12 ألف مريض ما زالوا ينتظرون، في القطاع، إجلاءهم لأسباب طبية، وفقاً لبيبركورن الذي طالب بتوفير ممرات آمنة لإخراج المرضى من القطاع.

وقال: «إذا استمررنا على هذا المنوال، فسوف نكون مشغولين، طوال السنوات العشر المقبلة».