مستوطنون يفتحون الماء الآسن على أراضي فلسطينيين

في ظل حملة اعتقالات جديدة واسعة بالضفة

استنفار أمني عند باب حطة الذي يقود للأقصى الشهر الماضي (إ.ب.أ)
استنفار أمني عند باب حطة الذي يقود للأقصى الشهر الماضي (إ.ب.أ)
TT

مستوطنون يفتحون الماء الآسن على أراضي فلسطينيين

استنفار أمني عند باب حطة الذي يقود للأقصى الشهر الماضي (إ.ب.أ)
استنفار أمني عند باب حطة الذي يقود للأقصى الشهر الماضي (إ.ب.أ)

في ظل قيام جنود الاحتلال الإسرائيلي بحملة اعتقالات واسعة في الضفة الغربية، والاقتحامات المتواصلة لباحات المسجد الأقصى، شكا المزارعون في بلدة حوسان، غرب مدينة بيت لحم، من قيام مستوطنين متطرفين، يعتقد أنهم من مستعمرة «بيتار عليت»، القائمة على أراضيهم المصادرة، بدلق كمية كبيرة من المياه العادمة.
وقال رئيس مجلس قروي حوسان، محمد سباتين، إن المزارعين فوجئوا صباح أمس (الاثنين)، عندما وصلوا إلى أراضيهم، أن المستوطنين ضخوا المياه العادمة، وأغرقوا بها عشرات الدونمات من الأرض الزراعية المحاذية للمستوطنة. وأضاف سباتين أن هذا الاعتداء سيمنع أصحاب الأراضي المزروعة بالزيتون والعنب من استصلاحها وحرثها، ولن يتمكنوا من قطف ثمار العنب والزيتون مستقبلاً بسبب التلوث الذي لحق بالأرض، لافتاً إلى أن هذا الاعتداء ليس الأول من نوعه، وأنه يهدف إلى السيطرة على هذه الأراضي في المستقبل.
وكان هذا واحداً من سلسلة اعتداءات قام بها المستوطنون على الفلسطينيين، أمس (الاثنين)، أبرزها اقتحام الجامع القبلي في المسجد الأقصى، والقيام بتفتيشه وتصويره، وتأدية طقوس تلمودية في ساحات الحرم، بالإضافة إلى اقتحام باحات الأقصى من البوابة الغربية بشكل يومي. وقال خطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، إن شرطة الاحتلال تنظم دخول المستوطنين وتحميهم، وفي الوقت نفسه تحاول التضييق على دخول الفلسطينيين للمسجد، بحجة «كورونا». واعتبر الفلسطينيون تجدد الاقتحامات للمسجد القبلي محاولة منها للعودة إلى إغلاق مصلى باب الرحمة في وجه المصلين المسلمين، بغرض تحويله إلى كنيسٍ يهودي عبر إبعاد المصلين والمرابطين عنه، في محاولة لتفريغه وتنفيذ مخططاتها.
ويقع باب الرحمة في السور الشرقي للمسجد الأقصى، ويبلغ ارتفاعه 11 متراً ونصف المتر، وهو باب مزدوج يتكون من بابين، هما التوبة والرحمة، يتم الوصول إليهما عبر النزول على سلالم طويلة. ومن الجهة الأخرى من المنطقة الواقعة خارج السور، تقع مقبرة باب الرحمة التي دفن فيها كثير من صحابة الرسول الكريم.
من جهة ثانية، أطلقت قوات الاحتلال، أمس، القنابل الصوتية داخل مستشفى الشهيد ثابت ثابت، الحكومي في مدينة طولكرم، بعد اقتحامها لصالة الانتظار المخصصة للعيادات الخارجية. وقالت مصادر محلية إنه عند الساعة الثالثة والنصف فجراً، اقتحمت قوات الاحتلال ساحات المستشفى الخارجية، وداهمت الصالة الرئيسية وأطلقت قنابل الصوت داخلها، ما بثّ حالة من الرعب في صفوف المرضى والأطباء، دون حدوث أي إصابات. وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي، قد شنت، فجر أمس (الاثنين)، حملة مداهمات وتفتيشات في أماكن متعددة من الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة، تخللها اعتقال عدد من الشبان، فيما تواصلت اعتداءات المستوطنين على منازل وممتلكات الفلسطينيين بعدة مواقع في محافظة سلفيت. وأفاد نادي الأسير الفلسطيني في رام الله، بأن هذه الاعتقالات شملت 8 شبان من محافظتي بيت لحم والخليل، جرى تحويلهم للتحقيق لدى الأجهزة الأمنية، بحجة المشاركة بأعمال مقاومة شعبية.
وفي القدس، اعتقلت شرطة الاحتلال 3 شبان من البلدة القديمة. وتتم الاعتقالات الإسرائيلية بمحاصرة البلدات أولاً، وإقامة حواجز عسكرية على مداخلها تستخدمها للتحقيق مع المواطنين ووقف مركبات المواطنين وتفتيشها، والتدقيق في بطاقات راكبيها، ما تسبب في إعاقة تنقلهم.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أن الاعتقالات استهدفت شباناً فلسطينيين يقذفون الحجارة وينفذون عمليات مسلحة. وقال بيان الناطق العسكري إن جيشه تمكن من اعتقال محمد مروّح قبها (40 عاماً)، من قرية طورة غرب جنين، الذي اعترف بأنه هو الذي قتل المستوطِنة إستر هورجين قبل حول أسبوعين. وأضاف الناطق أن المعتقل اعترف بأنه قرر تنفيذ عملية فدائية قبل نحو شهرين، رداً على استشهاد الأسير كمال أبو وعر، الذي تعرف عليه شخصياً وأقام معه صداقة عندما مكث معه في السجن.
يذكر أن الشرطة الإسرائيلية أعلنت أن المستوطنة الإسرائيلية، التي أصيبت بجروح وصفت بالخطيرة، جراء رشقها بالحجارة على يد شباب فلسطينيين قرب محافظة رام الله والبيرة، يوم الأحد الماضي، هي رفكا تايتل، في أواخر الثلاثينات من عمرها، وهي بالصدفة، زوجة جيكي (يعقوب) تايتل، الإرهابي اليهودي، المحكوم بالسجن المؤبد مرتين، إضافة إلى 30 سنة سجن، بعد قتله فلسطينيين اثنين، وتورطه في سلسلة من الأعمال الإرهابية ضد الفلسطينيين، ومحاولته اغتيال رجل سلام إسرائيلي.



البيت الأبيض: «لم نصل بعد» إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الرهائن

TT

البيت الأبيض: «لم نصل بعد» إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الرهائن

فتاة فلسطينية تُطعم شقيقتها الصغيرة خبزاً مغموساً بالماء في أحد مخيمات دير البلح بقطاع غزة (أ.ب)
فتاة فلسطينية تُطعم شقيقتها الصغيرة خبزاً مغموساً بالماء في أحد مخيمات دير البلح بقطاع غزة (أ.ب)

قال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأميركي، الأحد، إن البيت الأبيض يعمل على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن في غزة، لكنه «لم يصل إلى ذلك بعدُ».

وأضاف سوليفان، وفقاً لنص نشرته شبكة «إن بي سي»: «نبذل جهوداً حثيثة لمحاولة تحقيق ذلك. إننا منخرطون بشكل كبير مع الفاعلين الرئيسيين في المنطقة»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وتابع: «هناك عمل يُبذل حتى اليوم. ستكون هناك محادثات ومشاورات أخرى، ونأمل أن نتمكن من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، لكننا لم نصل إلى ذلك بعدُ».

وعلى شبكة «إن بي سي»، رحب سوليفان أيضاً باتفاق الهدنة بين إسرائيل و«حزب الله» اللبناني الذي بدأ سريانه الأربعاء، ورأى أنه «تقدم هائل بالنسبة إلى الشرق الأوسط»، مضيفاً: «علينا أن نحميه والتأكد من احترامه بشكل تام».

وأضاف أن «هدفنا هو الصمود خلال هذه الأيام الأولى الدقيقة بالنسبة إلى وقف النار، حين يكون الأكثر هشاشة».

ودعا أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، الأحد، إلى «الوقف الفوري لإطلاق النار» في غزة، وذلك خلال افتتاح أعمال القمة الخليجية الخامسة والأربعين في العاصمة الكويتية.

من جهته، صرح وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، الأحد، بأن هناك «مؤشرات» إلى إحراز تقدم يمكن أن يُفضي إلى اتفاق.

وقال ساعر، خلال مؤتمر صحافي: «ما يمكنني قوله إن هناك مؤشرات إلى إمكان رؤية درجة أكبر من الليونة من جانب (حماس) بسبب الظروف، وبينها اتفاق لبنان». وأكد أن لدى الحكومة الإسرائيلية «نية للتقدم في هذا الموضوع».

وأعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، أنه شن ضربات جوية عدة على مواقع لـ«حزب الله» في لبنان.

والأربعاء، صرح الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكستين، قائلاً: «نعتقد بقوة أن اتفاق لبنان يفتح الآن» الباب نحو وقف لإطلاق النار في غزة.

وأسفر هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 عن مقتل 1207 أشخاص، حسب تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية يستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة، الأحد، أن حصيلة الحرب بين إسرائيل والحركة الفلسطينية المستمرة منذ أكثر من عام في قطاع غزة تخطت 44 ألف قتيل.