السجن 7 سنوات لرئيس الوزراء الجزائري السابق

إدانة مدوّن بتهمة «نشر رسوم تسخر} من تبون

TT

السجن 7 سنوات لرئيس الوزراء الجزائري السابق

قضت محكمة جزائرية، أمس، بالسجن سبع سنوات بحق أحمد أويحيى، الوزير الأول الأسبق في عهد الرئيس الجزائري المخلوع عبد العزيز بوتفليقة في «قضية فساد». كما عاقبت محكمة سيدي أمحمد بالجزائر العاصمة أمس بالسجن ثلاث سنوات بحق وزيري السياحة والنقل الأسبقين عمار غول، وعبد الغني زعلان في نفس القضية، وهي قضية المستثمر السياحي بن فيسح. بينما أدانت المحكمة بن حسين فوزي والي سكيكدة (500 كلم شرق العاصمة) بالسجن النافذ خمس سنوات في ذات القضية.
ويتابع أويحيى رفقة مسؤولين بارزين في عهد بوتفليقة بعدد من قضايا وملفات الفساد.
من جهة ثانية، حكم أمس على مدون جزائري من مؤيدي الحراك بالسجن ثلاث سنوات، بعد اتهامه بنشر رسوم هزلية عبر الإنترنت، تسخر من الرئيس عبد المجيد تبون والدين، وفق ما أعلنت منظمة غير حكومية ومحام.
وقال قاسي تانساوت، منسق اللجنة الوطنية للإفراج عن المعتقلين، وهي جمعية تساعد سجناء الرأي في الجزائر لوكالة الصحافة الفرنسية: «لقد حكم على وليد كشيدة للأسف بالسجن 3 سنوات مع النفاذ، فضلا عن غرامة. الوضع خطير جدا في وقت كنا نتوقع أن يفرج عنه اليوم». فيما أكد المحامي مؤمن شادي أن هذا الحكم «قاس».
وكانت النيابة العامة في سطيف (شمال شرق) قد طلبت السجن خمس سنوات في حق كشيدة (25 عاما)، بتهمة «إهانة هيئة نظامية، وإهانة رئيس الجمهورية، والإساءة إلى المعلوم من الدين».
والناشط المعروف لدى شباب سطيف موقوف على ذمة المحاكمة، منذ ما يقرب من ثمانية أشهر لنشره صورا هزلية على مواقع التواصل الاجتماعي، اعتبر أنها تمس بالسلطات والدين.
وكتب سعيد صالحي، نائب رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، منتقدا الحكم: «السلطة تتمسك بخريطة الطريق الاستبدادية، وتقرر خطوة متشددة أخرى، استعداداً للانتخابات التشريعية، وتشديد العقوبات هو الدليل».ومن المقرر إجراء انتخابات تشريعية في الجزائر في العام 2021 وقد جعل الرئيس تبون الذي تعافى من فيروس «كورونا» بعدما عولج لمدة شهرين في ألمانيا، من صياغة قانون الانتخابات الجديد لهذه الانتخابات إحدى أولوياته.
وحسب مراقبين وحقوقيين، يوجد أكثر من 90 شخصاً في السجن في الجزائر حالياً، على صلة بالحراك أو الحريات الفردية. وتستند الملاحقات، بالنسبة للكثيرين، إلى منشورات على «فيسبوك» تنتقد السلطات، وفقاً للجنة الوطنية للإفراج عن المعتقلين.
وبحسب وزير الاتصالات والناطق باسم الحكومة، عمار بلحيمر، فإنه «لا يوجد سجناء رأي في الجزائر».
وقد أصبحت قضية وليد كشيدة رمزاً لتقييد حرية التعبير، وقمعها على وسائل التواصل الاجتماعي في الجزائر. وقد طالب العديد من مستخدمي الإنترنت بالإفراج عنه، مع تناقل صورة له وهو يضع فيه نظارتين شمسيتين مرفقة بشعارات منها «الحرية لكشيدة!» و«الرسوم الهزلية ليست جريمة!»، على «فيسبوك» و«تويتر».
وتضاعفت القضايا القانونية المشابهة لقضية كشيدة في العام الماضي، فيما يحاكم حالياً مصطفى بن جامع، رئيس تحرير صحيفة يومية في عنابة (شمال شرق)، في أربع قضايا كلها على صلة بمنشوراته على «فيسبوك». ومن بين التهم الموجهة إليه «المساس بالمصلحة الوطنية». وقال بن جامع لوكالة الصحافة الفرنسية إن السلطات «تضاعف عدد الدعاوى لزيادة احتمال الإدانة».
في سياق متصل، بدأ ثلاثة موقوفين في الجزائر العاصمة إضرابا عن الطعام، منذ أكثر من أسبوع للتنديد بتمديد فترة احتجازهم. وهم محمد تجاديت، ونور الدين خيمود، وعبد الحق بن رحماني، الذين يلاحقون في القضية نفسها، والمحتجزون على ذمة المحاكمة في سجن الحراش منذ أكثر من أربعة أشهر.
وهم يلاحقون بعشر تهم ثقيلة، من بينها المساس بالوحدة الوطنية، والتحريض على تجمع غير مسلح، وإهانة رئيس الجمهورية ونشر أخبار كاذبة، وفقاً للجنة الوطنية للإفراج عن المعتقلين. وقد أصبحت منشوراتهم ومقاطع الفيديو، التي يتم تناقلها على وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً من الدعاوى.
وتشجب المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان تشديد الخناق على حرية التعبير على الإنترنت في الجزائر، بدءاً بمراقبة المحتوى المنشور على الشبكات الاجتماعية، والإجراءات القانونية ضد مستخدمي الإنترنت، إلى الرقابة على وسائل الإعلام الإلكترونية.



حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).