بطء النمو وتراجع السوق الصينية يحفزان الابتكار واستعمال الأحجار

معرض الساعات الفخمة بجنيف.. كثير من الإبداع وقليل من الحذر

 جانب من المعرض يمثل جناح «لانغه أند صونه» (Lange & Sohne)
جانب من المعرض يمثل جناح «لانغه أند صونه» (Lange & Sohne)
TT

بطء النمو وتراجع السوق الصينية يحفزان الابتكار واستعمال الأحجار

 جانب من المعرض يمثل جناح «لانغه أند صونه» (Lange & Sohne)
جانب من المعرض يمثل جناح «لانغه أند صونه» (Lange & Sohne)

في الدورة الـ24 من معرض الساعات الفاخرة الذي تحضنه جنيف كل سنة، كانت هناك مشاعر متضاربة. فالتفاؤل المعقود على نمو المنتجات الفخمة عموما والساعات خصوصا، كان مشوبا ببعض الحذر. فشهر العسل الذي عاشه القطاع لثلاث سنوات تقريبا بدأ يخف ويكتسب إيقاعا جديدا يتطلب بدوره استراتيجيات جديدة، بعد أن أصبح كل صناع المنتجات المترفة، يعرفون أن سوقهم الصينية لم يعد ينمو بالوتيرة نفسها التي تعودوا عليها من قبل لعدة أسباب، منها انحسار ظاهرة تقديم الهدايا وإنفاق المال العام لمكافحة الفساد والتبذير، وعدم استقرار الأسواق العالمية.
لكن ليست كل المشاعر كانت سلبية أو متشائمة، بل العكس، كل من تتحدث معه يعرب عن آمال كبيرة أن 2014 سيكون عاما إيجابيا وبقوة الحصان، في إشارة إلى أن العام الجديد حسب الأبراج الصينية هو عام الحصان. وحسب ما عرضوه من إبداعات فإن قراءتهم للسوق واستباقهم لأحداثه كانت ذكية وفي محلها، لا سيما إسهابهم في استعمال الأحجار الكريمة والمواد المترفة لمخاطبة المرأة والرجل على حد سواء. وبينما تميز كثير من هذه الإصدارات بحجم متوسط يتمكن الجنسان من استعمالها، فإن بعضها أيضا خضع لعملية دمقرطة تجعلها في متناول شرائح جديدة من الزبائن المتعطشين لوظائف معقدة وتقنيات عالية، وفي الوقت ذاته بأسعار مقدور عليها. هذه التوجهات فضلا عن مخاطبة المرأة بقوة، من شأنها أن تجعل المعرض في الـ24 أفضل من دورته السابقة في عام 2013، التي لم ترقَ إلى المستوى نفسه من ناحية التطوير وتقديم الجديد.
ففي الأسبوع الماضي، وعلى مدى ثلاثة أيام، تراوحت المعروضات بين تحف هندسية تضجّ بالتعقيدات ونماذج ثمينة بإصدارات محدودة، وبين ساعات عملية بأسعار مقدور عليها لأول مرة بالنسبة للبعض، مرورا بالقطع الفنية المرصعة بالمجوهرات في فئة الساعات النسائية والرجالية.
عندما تلج جناح أي من الـ16 شركة مشاركة، تشعر بروح مختلفة وشخصية خاصة لكل واحدة منها، لكن هناك دائما قاسما مشتركا بينها، يتمثل في منافسة شريفة وشرسة في الوقت ذاته على تحقيق السبق، مما يصب في صالح الزبون. من استعمال الأحجار الكريمة، أو التوربيونات الطائرة، أو العلب الرفيعة، أو الغوص في أعماق البحار، وما يرافق ذلك من تقنيات فنية وحرفية عالية، كان التحدي كبيرا في المعرض. فسمعة كل شركة ترتبط بمدى نجاحها في مخاطبة زبائن مهمين، أغلبهم من هواة اقتناء الساعات المتخصصة، والوكلاء والموزعين، إلى جانب وسائل الإعلام. هذا السباق على تقديم الجديد والمبتكر، شهد كلا من «كارتييه»، «بياجيه» و«فان كليف أند أربلز» يتنافسون على تقديم ساعات معقدة ومرصعة في الوقت ذاته بالأحجار الثمينة، كما شهد شركات أخرى مثل «فاشرون كونستانتان» تستعرض فنيتها وحرفيتها من خلال ساعات أقرب إلى اللوحات الفنية منها إلى مجرد ساعات تقرأ الوقت. أما «آي دبليو سي» التي تغازل البحار منذ سنوات، فقد أكدت قدراتها على الغوص في الأعماق من خلال تطوير مجموعة موجهة للبحر والغطاسين، فضلا عن باقي الشركات التي تنافست فيما بينها لتسجل سبقا في مجالها، بدءا من «لانغه أند صونه» إلى «جيجير لوكولتر» و«مونبلان» و«رالف لوران» وغيرهم. كان واضحا أن تراجع النمو الصيني لم يؤثر على الإبداع هنا ولا حتى حركة البيع والشراء، التي تشهدها هذه الشركات، بدليل أن بعضها بيع بالكامل خلال المعرض.
هناك أيضا عنصر مهم لم يتجاهلوه، وهو إعادة استقطاب شريحة من الزبائن القدامى فاتها القطار منذ نحو عشر سنوات تقريبا، بسبب الارتفاع الصاروخي للأسعار، وأصبح لزاما الآن الالتفات إليهم من خلال إصدارات في متناول اليد. لكن يبقى التحدي الأكبر دائما هو تطوير التقنيات لتحقيق سبق أو لتكسير رقم قياسي.
وإذا كانت كل الشركات تركز على التصميم الأنيق والخامات الثمينة أو الترصيعات، فإنها كانت تدرك بأن هذه العناصر وحدها لا تشفع لهم أو تضمن لهم النجاح، لهذا أرفقوها بتقنيات جد متطورة كان لها الفضل الكبير في تحريك عملية البيع ومواجهة تباطؤ السوق الصينية وسعر الذهب. فمعظم الإصدارات المطروحة، إن لم نقل كلها، تتمتع بتعقيدات مثيرة تخاطب الهواة والمستثمرين على حد سواء. بعبارة أخرى، كان هناك بعض الحذر والكثير من الإبداع، حيث اعترف بعض المشاركين في المعرض ممن حاورتهم «الشرق الأوسط»، أنهم كانوا يتوقعون بعض الفتور في مبيعات عام 2013، لأن الإصدارات لم تكن لافتة وجديدة إلى حد يغري باقتنائها، مما يفسر جانبا من الوعكة الخفيفة التي ألمت بهذا القطاع. في عام 2014، جرى تدارك الأمر من خلال التركيز على إصدارات مفعمة بالحيوية والتطور والفخامة.
«فاشرون كوستنتان» مثلا قدمت رق ساعة بتعقيد minute repeater على الإطلاق بسمك 3.90 مم، استغرق صنعها يدويا ثلاثة أشهر، و«جيجير لوكولتر» التي قدمت أول ساعة توربيون بسمك رفيع، 7.9مم. كذلك «بياجيه» التي قدمت أكثر الساعات رقة، كما صرح رئيسها فيليب ليوبولد ميتزجر، قائلا: «نحن الآن نقدم أرق ساعة في السوق العالمية، لكن هذا لا يعني أن غيرنا لن يتمكن من تحطيم هذا الرقم القياسي غدا».
بالفعل، فالمنافسة بين هذه الشركات على أشدها، حتى من خارج المعرض، مثل «باتيك فيليب» و«غراف» اللذين يعملان على تحطيم الرقم القياسي لـ«بياجيه». وحتى لا تضع هذه الأخيرة كل ثقلها على هذه الساعة، فإنها استبقت الأحداث وركزت على الساعات المرصعة، وكأنها كانت تعرف أن توجه المعرض سيكون نحو الأحجار الكريمة، إضافة إلى تفكيك الساعات المعقدة من بعض الحركات التي لا تحتاجها، حتى تكتسب شكلا خفيفا على العين وعلى المعصم من دون أن تتنازل عن الوظائف الأساسية، ومن هنا كان تركيزها على المجوهرات والساعات المرصعة. وتجدر الإشارة هنا إلى أن الترصيع لم يقتصر على الساعات النسائية بل شمل الساعات الرجالية أيضا، وإن كان للمرأة نصيب كبير من الاهتمام هذا العام، ليس فقط فيما يتعلق بالتصميم والترصيع فحسب، بل أيضا التعقيدات، وعلى رأسها ساعات التوربيون والساعات الميكانيكية وغيرها.
لكن المنافسة التي تواجهها «بياجيه» ليست من خارج المعرض، أي ليست من «غراف» أو حتى من «باتيك فيليب»، بل من داخله. فـ«كارتييه»، التي لا تزال تحتفل بنجاح معرضها في «لوغران باليه» بباريس، الذي تحتفل فيه بقرن من الأناقة والتاريخ، قررت أن يشع بريق هذا التاريخ في جناحها الضخم، الذي صمم على شكل معرض مصغر نفشت فيه الدار الفرنسية ريشها، أو بالأحرى قدراتها الفنية والتقنية من دون تواضع.
فقد تفوقت على نفسها على كل المستويات، وتؤكد في كل عام بأنها لا تقبل أن تبقى مجرد دار مجوهرات دخلت القصور والبلاطات، بل أيضا شركة ساعات متخصصة تستهوي الخبراء والهواة، ولا بأس من تطعيمها أحيانا بخبرتها في مجال الترصيع والرسم على الميناء وغيرها تتكلم لغة يفهمها كل من الرجل والمرأة. لهذه الأخيرة قدمت نماذج تستحضر الـ«آرت ديكو»، وتاريخها المجيد مع النجمات والأميرات، وللرجل نموذجا جديدا هو «كارتييه دايفر» المضاد للمياه حتى عمق 300 متر، يعد حلا وسطا بين متطلبات ساعات الغوص ومواصفات ساعات كارتييه التقليدية.
بيد أن المعرض لم يركز هذا العام فقط على الساعات الفخمة وعلى الزبائن المقتدرين فحسب، بل كانت هناك عملية دمقرطة واضحة تستهدف استقطاب زبون من الطبقات الوسطى يحلم باقتناء ساعة بتوقيع دار سويسرية عريقة، ولم يكن يجد لها سبيلا في السابق. لتحقيق هذا، طرحت بعض الشركات ساعات بأسعار معقولة استعملت فيها خامات أرخص، بالطبع، مثل الفولاذ المقاوم للصدأ، أو حتى الذهب الأبيض أو البلاتين من دون أحجار. من هؤلاء «مونبلان»، التي قررت أن تنتهج استراتيجية جديدة تتمحور حول طرح ساعات ميكانيكية بحركات معقدة لكن بأسعار تنافسية، نذكر منها مجموعة «مسترستك هيريتيج» التي تتضمن «perpetual calendar» بعلبة من الفولاذ المقاوم للصدأ بسعر 10 آلاف يورو وساعة كرونوغراف من الذهب بـ27 ألف يورو. وهذه أسعار زهيدة بالنظر إلى تقنياتها ووظائفها ومقارنة بأسعار ساعات أخرى يمكن أن تصل إلى المليون دولار. تفسير «مون بلان» لهذا التوجه يعود إلى رغبتها في استعادة زبائن قدامى وجدوا أنفسهم خارج اللعبة بعد ارتفاع الأسعار الصاروخي الذي شهدته السنوات العشر الأخيرة. وقد استغرق تصور هذه المجموعة وتنفيذها نحو ستة أشهر فقط، الأمر الذي يعد إنجازا قياسيا، إذا أخذنا بعين الاعتبار أن أي مجموعة تتضمن تعقيدات تستغرق في العادة نحو عامين.
في عام 2013 وعلى الرغم من تراجع مبيعات بعض المنتجات، فإن تلك المصنوعة من الذهب انتعشت وشهدت مبيعاتها ارتفاعا بنسبة 20 في المائة، حتى في الأسواق الغربية التي كان زبائنها في الأمس القريب يميلون إلى التصاميم غير اللافتة والبراقة لإيمانهم بالذوق الخاص والهادئ. فهم الآن مثل زبائن الأسواق الآسيوية، يعتمدون عليه للزينة وكخزينة، أي للاستثمار. ويطمئن صناع الساعات والمجوهرات الفاخرة هؤلاء بأن تراجع أسعار الذهب لا يعني تراجع أسعار هذه المنتجات، بل العكس. في مجال الساعات، سينصب التركيز على التعقيدات والوظائف المتطورة، حتى تحافظ على مكانتها في السوق. وهذا أمر مهم للحفاظ على اسم الدار المنتجة أيضا، لأن أي تراجع سيؤثر على ثقة الزبون الذي يتوخى أن تكون استثمارا مضمونا وليس قطعة موضة، يمكن أن تشكل خسارة كلما تزعزع السوق. من هذه الناحية، فإن التقنيات التي تدخل في أي ساعة سويسرية، بأهمية خاماتها والمواد التي تصنع منها أو أكثر. وللمزيد من إثبات هذه الحقيقة، فإن كثيرا من هذه الشركات انتهجت سياسة استعمال الأحجار الكريمة بسخاء، خصوصا الماس، للحفاظ على السعر أو رفعه. فهذه الأحجار لا تفقد قيمتها بدليل أن «سوذبيز» باعت ماسة وردية في شهر نوفمبر من عام 2013 بـ83 مليون دولار أميركي، وهو مبلغ قياسي.
لهذا فإن التركيز في هذا العام، كما أكدت معظم الشركات العارضة في جنيف، كان على الماس الملون، مثل الوردي والأزرق والأصفر، إضافة إلى الزمرد والزفير والياقوت.
ومن الواضح أن هذه الاستراتيجية مدروسة، إذ أخذنا بعين الاعتبار أن سوق المجوهرات لم تتأثر في السنوات الأخيرة، بل على العكس تشهد ارتفاعا مطردا جعل مجموعات مثل «إل في آم آش» و«ريتشموند» يخصصون الكثير من الموارد لتوسيع وتطوير ماركات المجوهرات التي تنضوي تحت رايتهم. الرئيس التنفيذي لـ«بياجيه» فيليب ليوبولد ميتزجر، أكد هذه الاستراتيجية وأن سوق المجوهرات تنمو بوتيرة أسرع من الساعات. «بياجيه» مثلا تطرح ساعات مرصعة بأسعار خيالية قد تصل إلى أكثر من مليون دولار أميركي، وفي هذه السنة قررت أن تعرض مجوهراتها في حفل خاص بعيدا عن المعرض، الذي خصص للساعات فقط، مما جعل البعض يخمن بأنها ستولي هذا الجانب أهمية أكبر من الساعات.

* لا تزال «كارتييه» تعيش وهج معرضها في «لوغران باليه» بباريس الذي تحتفل فيه بقرن من الأناقة والتاريخ.. لهذا قررت أن تحضر بعضا من بريق هذا التاريخ إلى جناحها الضخم.. من بين الإصدارات الكثيرة التي أتحفتنا بها هذه الساعة التي يجلس فوق علبتها تمساح مرصع بالماس يمكن أن يستعمل وحده كبروش وساعة أخرى بالتقنية نفسها تقريبا تمثل طائر اللقلق أو نمرا وغيرها من الإبداعات التي أظهرت مهارة الدار في التصميم الأنيق والتقنيات العالية التي باتت تستهوي الخبراء والهواة.. للرجل قدمت الدار أيضا نموذجا جديدا هو «كارتييه دايفر» المضاد للمياه حتى عمق 300 متر

* 2014 هي سنة القطاف لدار «بياجيه» إذ تحتفل الدار بعيدها السنوي الـ140 وتؤكد على هذه المناسبة بطرح ساعتها البالغة الرقة: Altiplano 38 mm 900P.. ومع أنها تتجه بوضوح نحو التطور والابتكار فإنها تعبر أيضا عن إيماءة للتاريخ كونها قد حصلت على جزء من اسمها (900P) من عيار 9P.. وكانت أول حركة رقيقة جدا تدور يدويا صنعتها «بياجيه» عام 1957.. السر الحقيقي في هذه الرقة الفائقة يكمن في دمج الحركة والعلبة معا لاحتضان الأجزاء الميكانيكية.. وترمي هذه الهندسة العالية التطور إلى بناء حركة تتحرك في الاتجاه المعاكس لكي تتناسب على أفضل وجه مع الجسور الموجودة على جهة الميناء - وهو أسلوب يتميز بتأثير جمالي أيضا من خلال إبقائها ظاهرة للعيان.. وتوفيرا لبضعة ملليمترات ثمينة أخرى وضعت الآلية الكاملة ونظام التدوير اليدوي ضمن سماكة ميزان العجلة نفسه فأدى ذلك إلى عرض مجانب للساعات والدقائق

* تتمتع ساعة «Tonda Métrographe» من «بارميجياني» بجانبين مزدوجين اعتمادا على الطريقة التي ينظر بها إليها.. شكلها من الجانب الأيسر هو وجهها التقليدي: موضعي التثبيت على شكل قطرة مخروطية بينما إطلالتها من الجانب الأيمن في المعصم هي الوجه الأجمل.. أجمل ما في هذه الساعة أنها تضم كرونوغرافا يمكن إيقافه بالضغط على المكبس السفلي ليتوقف الزمن ثلاث ساعات 27 دقيقة و35 ثانية.. ويلاحظ أن عدادَي الدقائق والساعات المتميزين بدائرة ملونة يشكلان الرقم ثمانية بشكل منحنٍ على مينا الساعة..
قم بضغطة صغيرة على الزر يجرِ الحصول على بداية جديدة من الصفر

* بعد ست سنوات على إطلاق ساعة «لايدي أربلز جور نوي» ady Arples Jour Nuit، أطلقت دار «فان كليف أند أربلز» ساعة «ميدنايت بلانيتاريوم بويتيك كومبليكايشن التي تحتفل هي الأخرى بالأفلاك السماوية.. تنتمي الساعة إلى مجموعة «بويتيك كومبليكايشن» وتمثل تجسيدا مصغرا لحركة ستة كواكب تدور حول الشمس.. الأرض عطارد الزهرة المريخ المشتري زحل.. وكلها مرئية انطلاقا من الأرض بالعين المجردة وتتحرك بفضل حركة ميكانيكية.. تترافق كل الوظائف بدعوة شاعرية للاحتفال بيوم السعد لكل شخص من خلال وضع مثلث أحمر في مقابل روزنامة متدرجة.. في هذا التاريخ تتحرك الأرض إلى موقع مباشر تحت النجمة المحفورة على قطعة كريستال من الصفير

* ساعة «أكواتايمر» الجديدة من «آي دبليو سي شافهاوزن» تتميز بمواصفات تقنية عالية مع حركات من صنع الدار.. ولأول مرة تظهر وظيفة متطورة في شكل التقويم الدائم مع عرض لبيانات التاريخ بحجم كبير في هذا الخط من الساعات.. وتنتمي هذه الساعة إلى فئة الساعات الرياضية المحترفة بديناميكيتها وتصميمها وخاماتها.. وقد جرى إطلاق هذه المجموعة على خلفية جزيرة غالاباغوس المعروفة بتنوعها الطبيعي الرائع ما يجعلها الرفيق المثالي للرحلات الاستكشافية الصعبة سواء كانت على سطع الماء أو في أعماق المحيطات حيث تتحمل الضغوط العالية بشكل استثنائي.. علبتها مصنوعة من التيتانيوم والذهب الوردي وتصميمها غير معقد يجعلها تخاطب كل الأذواق

* في ساعة «ميتييه دار ميكانيك أجوريه» métiers d Art mecaniques تنسج «فاشرون كونستانتين» روابط دقيقة بين عالمين: الهندسة المعمارية وصناعة الساعات.. مترجمة تقنية النقش لتشبه تقنية النحت بكشفها عن تأثيرات ضوئية منقولة عبر هندسة ثلاثية الأبعاد تعززها حرفة طلاء المينا.. بتصميمها الخفيف بدقة تجسد هذه الساعة أيضا فن التخريم وصور محطات القطار الأوروبية الضخمة خلال العصر الذهبي للثورة الصناعية.. التي شهدت أيضا ثورة في صناعة ساعات الجيب التي بدأت عمليات التقليص من حجمها لإكسابها رقة أكبر.. هذه المحاولات أدت إلى ظهور أولى الساعات المخرمة في القرن الـ19 التي جرى تجويفها قدر الإمكان لتخفيض وزنها وجعل الضوء يخترقها



ميغان ماركل وكايلي جينر والصراع على المرتبة الأولى

بين ميغان ماركل وكايلي جينر قواسم مشتركة وفوارق عديدة في الوقت ذاته (أ.ف.ب)
بين ميغان ماركل وكايلي جينر قواسم مشتركة وفوارق عديدة في الوقت ذاته (أ.ف.ب)
TT

ميغان ماركل وكايلي جينر والصراع على المرتبة الأولى

بين ميغان ماركل وكايلي جينر قواسم مشتركة وفوارق عديدة في الوقت ذاته (أ.ف.ب)
بين ميغان ماركل وكايلي جينر قواسم مشتركة وفوارق عديدة في الوقت ذاته (أ.ف.ب)

ما الذي يمكن أن يجمع دوقة ساسكس، ميغان ماركل وكايلي جينر، صُغرى الأخوات كارداشيان؟ فالأولى ترتبط بالعائلة المالكة البريطانية بحكم زواجها من الأمير هاري، والثانية تنتمي إلى عائلة بَنَتْ شهرتها على تلفزيون الواقع. خبراء الموضة يجيبون بأن هناك فعلاً مجموعة من القواسم المُشتركة بينهما؛ فإلى جانب الجدل الذي تثيرانه لدى كل ظهور لإحداهما، بسبب ما تُمثلانه من ثقافة يرفضها بعض الناس ويدعمها بعضهم الآخر، فإن تأثيرهما على صناعة الموضة من الحقائق التي لا يختلف عليها اثنان. ما تلبسه ميغان يتصدر العناوين وصفحات المجلات البراقة وقد ينفد من المحلات، وما تنشره كايلي جينر على صفحاتها ينتشر انتشار النار في الهشيم، في دقائق، ويلهب رغبة متابعاتها في الشراء.

كايلي في فستان «فريز» من «غالفان» (خاص) وميغان في حفل بلوس أنجليس (أ.ب)

وهذا ما يجعل المصممين لا يمانعون ظهورهما بتصاميمهم، بغض النظر عما إذا اتفقوا مع الثقافة التي ترتبط بهما أم لا، على أساس أنه مهما وصلت نسبة الجدل والانتقادات؛ فهي نافعة تعود عليهم بالربح. أو، على أقل تقدير، تسلِّط الضوء عليهم.

في عام 2018، ظهرت كل منهما بفستان مستوحى من «التوكسيدو» باللون نفسه، ومن الماركة النيوزيلندية نفسها، ماغي مارلين. ظهرت به ماركل في زيارتها الرسمية لأستراليا ونيوزيلندا رفقة زوجها الأمير هاري، من دون أكمام، بعد أن طلبت من المصممة تعديله خصيصاً لها. كايلي، وبعد مدة قصيرة، ارتدته كما هو بأكمام، الأمر الذي يشي بأنها اشترته جاهزاً. في الحالتين، أسعدتا المصممة ماغي هيويت، التي تغنَّت بهما على صفحتها بالصورتين معبرة عن إعجابها بالشخصيتين؛ خصوصاً أن المبيعات زادت بشكل ملحوظ.

الجانب التجاري

لكن هناك أيضاً اختلافات بينهما؛ فكايلي تستفيد مادياً وترويجياً، لأنها تتلقى مبالغ طائلة لقاء منشور واحد، على العكس من ميغان التي لا تستطيع ذلك، لحد الآن على الأقل، لدواعي الحفاظ على صورة راقية تعكس لقبها كدوقة بريطانية، مع العلم بأن هذا اللقب لم يمنعها من دخول مضمار أعمال تجارية لم تحقق النجاح الذي تطمح إليه.

تغريدة واحدة من كايلي جينر تحقق ما لا يحققه عرض بكامله من ناحية تسليط الأضواء (رويترز)

في المقابل، فإن كايلي جينر، ورغم سنها الغضة، تجاوزت في فترة من الفترات حاجز المليار دولار لتُصبح واحدة من أصغر سيدات الأعمال بفضل علامتها «كاي (KHY)» لمستحضرات التجميل والعناية بالبشرة. أكدت، منذ بدايتها، أن الحس التجاري يجري في دمها؛ إذ شقت لنفسها خطأً مختلفاً عن أخواتها، ربما لأنها كانت تعرف أن منافستهن صعبة. ما نجحت فيه أنها استغلَّت اسم العائلة وشهرة أخواتها لتخاطب بنات جيلها بلغة تُدغدغ أحلامهن وطموحاتهن. وسرعان ما أصبحت نجمة قائمة بذاتها على وسائل التواصل الاجتماعي. تغريدة واحدة منها يمكن أن تغير مسار علامة تماماً.

زِيّ من ماركة «ألتوزارا» الأميركية ظهرت بها خلال مناسبة خاصة بالصحة النفسية والعقل اعتبره كثيرون غير مناسب للمكان والزمان (رويترز)

ميغان ماركل، رغم استثماراتها ومغازلتها صُنَّاع الموضة، لا تزال تستمد بريق صورتها من ارتباطها بالأمير هاري. على المستوى الربحي، لم تنجح في أن تنتقل من رتبة مؤثرة إلى درجة سيدة أعمال، كما لم تنجح في كسب كل القلوب، وهذا ما يجعل شريحة مهمة ترفض وصفها بأيقونة موضة، وتصف اختياراتها بـ«غير الموفقة». هذه الشريحة تستشهد إما بارتدائها تصاميم بمقاسات أكبر أو أصغر من مقاسها الحقيقي، أو تصاميم من ماركات عالمية لا تناسب شكلها أو طولها، وهلمّ جرّا.

ميغان ماركل رغم تأثيرها تثير كثيراً من الجدل بين رافض ومعجب (كارولينا هيريرا)

بيد أن قوتها، بالنسبة للمعجبات بها، كانت، ولا تزال، تكمن في عيوبها؛ فلأنها لا تتمتع بمقاييس عارضات الأزياء، ولا تشبه «كنَّتها»، أميرة ويلز، كاثرين، رشاقةً وطولاً، فإنها تُعبِّر عنهن. كل فتاة أو امرأة، بغض النظر عن عيوبها ومقاييسها، ترى نفسها في إطلالاتها. فعندما ظهرت بصندل من شركة «كاستنر» الإسبانية مثلاً ارتفعت مبيعاتها بنسبة 44 في المائة مباشرة، لأنها خاطبت شرائح من الطبقات المتوسطة، نظراً لأسعارها المعقولة. علامات محلية كثيرة لم تكن معروفة اكتسبت عالمية بمجرد أن ظهرت بها، لا سيما في السنوات الأولى من زواجها، حين كانت بالنسبة للبعض بمثابة «سندريلا» معاصرة. ساهمت أيضاً في تسليط الضوء على علامة «Club Monaco»، بعد ظهورها بفستان مستوحى من القميص، أي بإزار من الصدر إلى الأسفل، حين ظهرت به أول مرة خلال زيارتها الرسمية لجنوب أفريقيا.

لم يكن التصميم ثورياً أو جديداً، لكنه فتح عيون المرأة عليه، ليزيد الإقبال عليه بنسبة 45 في المائة وينفذ من الأسواق خلال 24 ساعة. كان لها نفس التأثير الإيجابي على علامات مثل «جي كرو» و«جيفنشي» و«ستيلا ماكارتني» وغيرهم. منصة «ليست»، وهي أيضاً شركة تسوُّق أزياء عالمية تربط العملاء بتجار تجزئة الأزياء رشحتها «كأهم مؤثرة لعام 2018». بيد أن تأثيرها ظلَّ مستمراً حتى بعد خروجها من المؤسسة البريطانية في عام 2020، وإن خفَّ وهج صورتها بعض الشيء.

البحث عن الجاكيت الذي ظهرت به ميغان في ألمانيا لدى حضورها ألعاب «إنفيكتوس» عطل موقع «جي كرو» (رويترز)

موقع «جي كرو» مثلاً تعطَّل في سبتمبر (أيلول) 2023، بسبب البحث عن سترة بيضاء ظهرت بها لدى مرافقتها زوجها، الأمير هاري، إلى ألمانيا، لحضور ألعاب «إنفيكتوس».

ولأنها باتت تَعرِف قوة تأثيرها على الموضة، استثمرت مؤخراً في علامة «سيستا كوليكتيف»، وهي علامة حقائب تصنعها نساء من رواندا، وتكتمل تفاصيلها في إيطاليا، لتحمل صفة «صُنع باليد». قالت إنها اكتشفتها بالصدفة وهي تقوم بعملية بحث عبر الإنترنت على حقائب مستدامة. ظهرت بالحقيبة أول مرة في مايو (أيار) من عام 2023 لدى حضورها حفل عشاء مع كل من غوينيث بالترو وكاميرون دياز في لوس أنجليس.

عروض الأزياء العالمية

ومع ذلك، لم نرَ ميغان ماركل بأي عرض أزياء في نيويورك أو في باريس أو ميلانو حتى الآن، باستثناء حضورها في عام 2018 حفل توزيع جوائز الموضة البريطانية ضيفةَ شرفٍ لتقديم جائزة العام لمصممة فستان زفافها، كلير وايت كيلر، التي كانت مصممة «جيفنشي» آنذاك. لكن كان هذا حفلاً وليس عرض أزياء.

اختتمت عرض «كوبرني» كسندريلا في فستان من التافتا أسود (رويترز)

كايلي جينر، ورغم رفض الثقافة التي تمثلها هي وأخواتها من قبل شريحة مهمة، أصبحت في السنوات الأخيرة وجهاً مألوفاً في عروض باريس. تُستقبل فيها استقبال نجمات الصف الأول. في الموسم الماضي، وخلال «أسبوع باريس لربيع وصيف 2025»، سجَّلَت في 3 ظهورات لها فقط ما يوازي ما قيمته أكثر من 20.3 مليون دولار، حسب بيانات «إنستغرام» وحده، إذا أخذنا أن «لايك» واحداً يساوي دولاراً.

لهذا ليس غريباً أن يتهافت عليها المصممون. نعم، هي مثيرة للجدل وأسلوبها لا يروق لكل الزبونات، لكنها في آخر المطاف توفر المطلوب من ناحية تسليط الضوء عليهم. ففي عالم الموضة والتجارة «أي دعاية حتى وإن كانت سلبية هي دعاية مجدية وأفضل من لا شيء». لم يقتصر حضورها في الموسم الباريسي ضيفةً فحسب، بل عارضة في عرض «كوبرني» المستلهم من عالم «ديزني». كانت هي مَن اختتمته في فستان من التافتا بإيحاءات قوطية تستحضر صورة «سندريلا».

تأثير إيجابي

3 مقاطع فقط من فيديو العرض، ولقطات من خلف الكواليس حققت 14.4 مليون مشاهدة؛ ما جعل علامة «كوبرني» تحقق 66 في المائة من إجمالي قيمة التأثير الإعلامي. كانت مشاركتها مخاطرة، لكنها أعطت ثماراً جيدة حسب تصريح الدار. تجدر الإشارة إلى أن «كوبرني» لمست تأثيرها القوي في عام 2022، عندما ظهرت في دعاية لمستحضرات التجميل الخاصة بها، وهي تحمل حقيبة من «كوبرني». ما إن نُشرت الصور، حتى زادت مبيعات الحقيبة بشكل كبير. في عرض الدار لخريف وشتاء 2023. لم تتمكن كايلي من الحضور إلى باريس، لكنها لم تغب؛ إذ نشرت صورة لها في زي من التشكيلة المعروضة، شاهدها الملايين من متابعيها، وحقَّقت ما لم يحققه العرض بالكامل من ناحية المشاهدات و«اللايكات».

كايلي جينر لدى حضورها عرض «سكاباريلي» بباريس (سكاباريلي)

وإذا كان الشك لا يزال يراود البعض على مدى تأثيرها على أساس أن علامة «كوبرني» لها شعبيتها الخاصة التي تستمدها من قدرة مصمميها على الإبداع وخلق الإثارة المسرحية أمام الضيوف، فإن تأثيرها الإيجابي على علامة «أتلين» الفرنسية الناشئة تُفند هذه الشكوك. وجودها في عرضها لربيع وصيف 2025 كان له مفعول السحر؛ حيث حققت لها ما يوازي 11.6 مليون دولار من المشاهدات واللايكات. طبعاً لا ننسى حضورها عرض «سكاباريلي» بتصميمٍ أثار انتباه العالم لغرابته وسرياليته.

رغم محاولاتها أن تُصبح أيقونة موضة لا تزال ميغان تستمد بريقها وقوة تأثيرها من ارتباطها بالأمير هاري (أ.ف.ب)

«كايلي» لا تقوم بأي حركة أو فعل من دون مقابل. حتى عندما تختار علامات ناشئة للتعاون مع علامتها الخاصة «كاي (Khy)»؛ فهي تؤمن بأنه لا شيء بالمجان. وهذا تحديداً ما يجعلها تتفوق على ميغان ماركل من ناحية التأثير التجاري حسب الأرقام والخوارزميات. الفضل يعود أيضاً إلى نجاحها في استقطاب شريحة مهمة من بنات جيلها تخاطبهن بلغة تُدغدغ أحلامهن. ماركل في المقابل لم تنجح لحد الآن في الخروج من جلباب لقبها كدوقة ساسكس.