الجيش اليمني يستعيد مواقع في مأرب ويهاجم الميليشيات في صعدة

TT

الجيش اليمني يستعيد مواقع في مأرب ويهاجم الميليشيات في صعدة

استعاد الجيش اليمني أمس (السبت) مواقع استراتيجية جنوب محافظة مأرب، بالتزامن مع هجمات منسقة شنها على الميليشيات الحوثية في مديرية الصفراء في محافظة صعدة، أسفرت عن قطع طرق إمداد للجماعة الانقلابية المدعومة من إيران وتكبيدها قتلى وجرحى وأسرى.
وذكرت المصادر العسكرية الرسمية، أن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية حررت مواقع استراتيجية في جبهة جبل مراد جنوب مأرب، خلال هجوم تكبّدت خلاله ميليشيات الحوثي الانقلابية خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.
ونقل المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية عن مصدر عسكري قوله: «إن القوات، شنت خلال الساعات الماضية هجوماً كاسحاً تمكنوا خلاله من تحرير عدد من المواقع منها موقع الخربة الاستراتيجي».
وأكد المصدر «أن المعارك أسفرت عن سقوط العديد من عناصر الميليشيا الحوثية بين قتيل وجريح، إضافة إلى خسائر أخرى بشرية ومادية بقصف مدفعي لقوات الجيش وبغارات لطيران تحالف دعم الشرعية استهدفت تعزيزات حوثية ودمرتها بالكامل».
في السياق الميداني نفسه، نفذت قوات الجيش اليمني هجوماً نوعياً على مواقع ميليشيا الحوثي في مديرية الصفراء بصعدة، وفق ما أكدته مصادر عسكرية رسمية.
ونقلت وكالة «سبأ» عن قائد «لواء حرب 1» العميد محمد الغنيمي قوله: «إن عناصر الجيش الوطني نفذوا هجوماً من ثلاثة محاور على جبال غرابة وتبة زايد وتباب الجن والجوهرة، وقطعوا طرق إمداد الحوثيين الواصلة بين النقعة وتباب الشمة والغداء، حيث أسفرت العملية عن مصرع وجرح واعتقال عدد من عناصر الجماعة».
وأوضح الغنيمي: «أن العملية جاءت بعد محاولات استحداث عناصر الميليشيا لبعض المواقع في (وادي عار) ومناطق التماس بين مواقع الجيش الوطني وعناصر الميليشيا».
في غضون ذلك توعد المتحدث باسم الجيش اليمني العميد عبده مجلي الجماعة الانقلابية، وقال إنها باتت أخطر الجماعات الإرهابية في المنطقة، ولا تقل خطورة عن «داعش» و«القاعدة»، إذ إنها ترتكب جرائم حرب بصورة شبه يومية، وتنتهك حقوق الإنسان، بكل هذه الدماء التي تسيل من الضحايا الأبرياء بصواريخها، بشكل سافر وجبان.
ونقل الموقع الرسمي للجيش اليمني عن العميد مجلي قوله: «إن المجزرة الإرهابية الحوثية في مطار عدن الدولي هجوم إرهابي غادر وجبان، ولا يقوم به إلاّ من تخلّى عن كل الأعراف الدولية والقيم الإنسانية».
وأضاف: «الجرائم أصبحت سلوكاً متأصلاً في الميليشيا الانقلابية، التي تنتهز أي فرصة لارتكاب جرائمها مستهدفة أكبر قدر من الضحايا المدنيين، وهي جرائم لن تسقط بالتقادم، وسيتم محاسبتها عليها آجلاً أم عاجلاً».
وأكد مجلي أن الهجوم «لن يعرقل سير عمل الحكومة والمضي في تنفيذ اتفاق الرياض، واستكمال الشق العسكري، وأن الحكومة ستستمر في أداء مهامها ومسؤولياتها، ومنها دعم الجيش الوطني، الذي هو ماضٍ في معركته ضد الميليشيا وسيعمل على هزيمتها».
وشدد متحدث الجيش اليمني على أن الحكومة «بكل وزاراتها ومؤسساتها ستمضي في تحقيق الأمن والاستقرار ومواصلة استعادة الدولة والشرعية ومحاربة الانقلاب والإرهاب، وبدعم ومساندة من تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية».
وتابع بالقول: «الجيش الوطني سيواصل تحقيق الانتصارات، والتخلص من الميليشيات الحوثية الإرهابية، تحقيقاً للعدالة وإرساءً لقيم الدولة، وسيظل ضد الجماعات الإرهابية، هازماً لمشاريعها التدميرية، التي عبثت كثيراً بشعبنا اليمني، وحان القضاء عليها»، بحسب تعبيره.
وانتقد العميد مجلي ما وصفه بـ«الصمت الدولي» الذي قال إنه «جعل الميليشيا تتجرأ لارتكاب مثل هذه الجرائم»، مذكراً بـالهجوم الذي كانت الجماعة نفذته مطلع 2020 على مسجد في مأرب وأدى إلى مقتل أكثر من 70 شخصاً.


مقالات ذات صلة

تقرير أُممي يتّهم الحوثيين بالتنسيق مع إرهابيين وجني عشرات الملايين بالقرصنة

العالم العربي استعراض الجماعة الحوثية لقدراتها العسكرية في العاصمة صنعاء والتي تتضمن أسلحة نوعية (رويترز)

تقرير أُممي يتّهم الحوثيين بالتنسيق مع إرهابيين وجني عشرات الملايين بالقرصنة

تقرير جديد لفريق الخبراء الأُمميّين المعنيّ باليمن يكشف عن تعاون الحوثيين مع تنظيم «القاعدة»، و«حركة الشباب» الصومالية، وابتزاز وكالات الشحن الدولية.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي توقعات بإقصاء من يرفضون المشاركة في فعاليات الجماعة الحوثية من وظائفهم (رويترز)

انقلابيو اليمن يستكملون «حوثنة» المؤسسات بهياكل إدارية جديدة

بدأت الجماعة الحوثية بإعداد آلية لدمج عدد من مؤسسات الدولة وتقليص الهيكل الإداري لها وتغيير مهامها في سبيل المزيد من السيطرة والنفوذ عليها وأدلجتها.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي جانب من لقاء وزير التخطيط اليمني مع مسؤولي البنك الدولي على هامش زيارته لواشنطن (سبأ)

اليمن يقدم رؤية شاملة للبنك الدولي لإعادة هيكلة المشروعات التنموية

قدمت الحكومة اليمنية إلى البنك الدولي رؤية شاملة لإعادة هيكلة المشروعات، في مسعى لزيادة المخصصات المالية للبلاد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي بمعية محافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان في زيارة سابقة للخطوط الأمامية بمأرب (سبأ)

الجيش اليمني يحذر من محاولة حوثية للعودة للحرب وإجهاض جهود السلام

تتصاعد حدة التوترات في عدة جبهات يمنية في ظل استمرار جماعة الحوثي في تحشيد عناصرها وحفر الخنادق، خصوصاً بمحافظة الحديدة على ساحل البحر الأحمر.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
خاص المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الشرق الأوسط)

خاص مكتب غروندبرغ لـ«الشرق الأوسط»: نناقش مع صنعاء وعدن تجنب انهيار اقتصادي أعمق

قال المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن إن مشاوراته ونقاشاته مستمرة مع مسؤولي «البنك المركزي» في صنعاء وعدن؛ لإيجاد حلول تقنية ومستدامة.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

انقلابيو اليمن يبطشون بصغار الباعة في ذمار

اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
TT

انقلابيو اليمن يبطشون بصغار الباعة في ذمار

اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)

تواصلاً لمسلسل انتهاكات الجماعة الحوثية الذي كانت بدأته قبل أسابيع في صنعاء وإب، وسّعت الجماعة من حجم بطشها بصغار التجار وبائعي الأرصفة في أسواق محافظة ذمار وشوارعها، وفرضت عليهم دفع إتاوات تحت مسميات غير قانونية. وفق ما ذكرته مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط».

وأكدت المصادر أن الحملات التي شارك فيها مسلحون حوثيون مدعومون بعربات عسكرية وجرافات وشاحنات، جرفت المتاجر الصغيرة وصادرت 40 عربة لبائعين متجولين بما فيها من بضائع في مدينة ذمار وعلى طول الشارع العام الرابط بين صنعاء ومحافظتي إب وتعز.

جانب من حملة حوثية استهدفت السكان وممتلكاتهم في ذمار (فيسبوك)

وجاءت الحملة التعسفية بناءً على مخرجات اجتماع ضم قيادات حوثية تُدير شؤون محافظة ذمار، (100 كيلومتر جنوب صنعاء) نصت على قيام ما تسمى مكاتب الأشغال العامة والمرور وصندوق النظافة والتحسين وإدارة أمن ذمار باستهداف صغار الباعة في المدينة وضواحيها قبيل انتهاء العام الحالي.

وبرّرت الجماعة الانقلابية حملتها بأنها للحفاظ على ما تسميه المنظر العام للشوارع، وإزالة العشوائيات والاختناقات مع زعمها بوجود مخالفات.

واشتكى مُلاك متاجر صغيرة، طالهم التعسف الحوثي لـ«الشرق الأوسط»، من ابتزاز غير مسبوق على أيدي مشرفين ومسلحين يجمعون إتاوات بالقوة تحت مسميات عدة.

وذكروا أن مسلحي الجماعة دهموا شوارع وأسواق شعبية في مناطق عدة بذمار، وباشروا بجرف المتاجر ومصادرة عربات البائعين واعتقلوا العشرات منهم عقب رفضهم دفع مبالغ مالية «تأديبية».

وأجبر الوضع المتردي كثيراً من السكان في ذمار ومدن أخرى تحت سيطرة الجماعة على العمل بمختلف المهن، حيث يعجّ الشارع الرئيسي للمدينة وشوارع فرعية أخرى منذ سنوات عدة بآلاف العاملين بمختلف الحِرف جُلهم من الشباب والأطفال والنساء؛ أملاً في توفير لقمة العيش.

انتهاكات ممنهجة

ويصف عبد الله (30 عاماً) وهو مالك متجر صغير، ما يتعرض له صغار الباعة من حرب شعواء من قِبل الجماعة الحوثية بأنه «انتهاكات ممنهجة» بقصد التضييق عليهم ودفعهم إلى الالتحاق ببرامج التعبئة العسكرية.

ويشير مراد، وهو مالك عربة متجولة إلى أنه تمكن من استعادة عربته من بين أيدي عناصر حوثيين بعد مصادرتها مع عربات بائعين آخرين في سوق شعبية وسط المدينة، وأكد أن ذلك جاء بعد استجابته بدفع مبلغ مالي لمسلح يُشرف على تنفيذ الحملة الاستهدافية.

الحوثيون صادروا عربات باعة بزعم التهرب من دفع إتاوات (فيسبوك)

وليست هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها الجماعة صغار الباعة بذمار، فقد سبق لها أن نفذت منذ مطلع العام الحالي ما يزيد على 6 حملات للبطش والتنكيل بالمئات منهم؛ بغية إرغامهم على دفع إتاوات.

وكان الانقلابيون الحوثيون أطلقوا قبل نحو شهر حملة استهدفت بالتعسف والابتزاز تجاراً وبائعين في سوق «المثلث» بمدينة ذمار، أسفر عنها جرف متاجر صغيرة ومصادرة عربات وإتلاف بضائع.

وسبق للباعة الجائلين أن طالبوا مرات عدة سلطات الانقلاب في ذمار بتوفير أسواق بديلة لهم، بدلاً من الحملات التي تُشنّ عند كل مناسبة طائفية بهدف جمع أكبر قدر من المال.