تشاد: رئيس وزراء فرنسا يحتفل برأس السنة مع قوة مكافحة الإرهاب

بحث مستقبل الانتشار العسكري في منطقة الساحل

رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس خلال لقائه جنود بلاده أول من أمس في العاصمة نجامينا حيث تفقّد عناصر قوّة «برخان» لمكافحة الإرهاب (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس خلال لقائه جنود بلاده أول من أمس في العاصمة نجامينا حيث تفقّد عناصر قوّة «برخان» لمكافحة الإرهاب (أ.ف.ب)
TT

تشاد: رئيس وزراء فرنسا يحتفل برأس السنة مع قوة مكافحة الإرهاب

رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس خلال لقائه جنود بلاده أول من أمس في العاصمة نجامينا حيث تفقّد عناصر قوّة «برخان» لمكافحة الإرهاب (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس خلال لقائه جنود بلاده أول من أمس في العاصمة نجامينا حيث تفقّد عناصر قوّة «برخان» لمكافحة الإرهاب (أ.ف.ب)

زار رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس، تشاد، أول من أمس، حيث يتفقّد عناصر قوّة «برخان» لمكافحة الإرهاب، وفق مراسل وكالة الصحافة الفرنسية. وقال كاستيكس الذي استقبله رئيس تشاد في مقر إقامته قرب الحدود السودانية، بعد ظهر أول من أمس: «لقد أجرينا مناقشات مثمرة ومتعمقة».
وأضاف: «لقد بحثنا في سبل تعزيز التعاون» بين فرنسا وتشاد «من أجل تحقيق هدف مشترك هو محاربة الإرهاب سواء في منطقة الساحل» ضد تنظيم «داعش» و«القاعدة» أو في منطقة بحيرة تشاد ضد «بوكو حرام».
ومن بين الملفات الشائكة التي سيتم التطرّق إليها مستقبل الانتشار العسكري الفرنسي في منطقة الساحل، بعد مقتل ثلاثة جنود (الاثنين) في مالي بانفجار عبوة يدوية الصنع.
وكرّم كاستيكس الضحايا، مساء أول من أمس، في كلمة ألقاها في معسكر «كوسي» في نجامينا، مركز قيادة قوة «برخان». وأمضى ليلة رأس السنة مع الجنود الـ800 المتمركزين في القاعدة التي تدار منها العمليات في قطاع الساحل والصحراء.
والتقى كاستيكس الوحدات المتمركزة في فايا لارجو (شمال)، أمس، وهي واحة مطلة على ليبيا، وينتقل منها إلى أبشي (شرق) التي تعد مركزاً اقتصادياً وحصناً عسكرياً على مقربة من الحدود السودانية.
لكن من غير المتوقّع أن يعطي كاستيكس أي مؤشرات حول مستقبل قوة «برخان» التي تتألف حالياً من 5100 عنصر وبلغت منعطفاً استراتيجياً جديداً. وأعلنت رئاسة الحكومة أن «توجيهات واضحة» ستصدر خلال قمة ستُعقد مطلع عام 2021 في نجامينا ستجمع فرنسا وشركاءها في مجموعة دول الساحل الخمس المنخرطة في مكافحة الجهاديين، أي مالي والنيجر وبوركينا فاسو وموريتانيا وتشاد.
وستُعقد تلك القمة في الذكرى السنوية الأولى لقمة باو التي أعادت تحديد الأهداف في المنطقة الحدودية المشتركة بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو مع العديد من النجاحات التكتيكية خصوصاً في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى.
وترفض فرنسا الحديث عن أي «تحرر من الالتزام» في مكافحة الجهاديين، لكنها تعوّل على تعزيز القوات المحلية بما يمكن أن يسمح لها بإعادة 600 عنصر تم تعزيز القوة بهم هذا العام.
كذلك يؤمّل نشر كتيبة تشادية جديدة في المنطقة، في عملية تم التعهّد بتنفيذها قبل عام لكنّ عقبات أخّرتها في وقت تتعرض البلاد لهجمات إرهابية تشنّها جماعة «بوكو حرام» في منطقة بحيرة تشاد.
ويكثف الجيش الفرنسي غاراته على المسلحين في هذه المنطقة بوسط مالي منذ ديسمبر (كانون الأول)، رغم إعلان باريس عزمها على تركيز جهودها العسكرية على منطقة أخرى معروفة بـ«الحدود الثلاثة» بين مالي وبوركينا فاسو والنيجر.
وأعلنت قوة «برخان» رفع عددها من 4500 إلى 5100 رجل بحلول نهاية فبراير (شباط)، أملاً في قلب موازين القوى على الأرض في حين تضاعف المجموعات المسلحة منذ أشهر الهجمات في منطقة الساحل، ما يؤدي إلى انعدام الاستقرار ويكبّد القوات المحلية خسائر بانتظام.



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.