إصابة مسؤول في القصر الرئاسي الأفغاني بـ«جروح خطيرة» ومقتل سائقه في انفجار كابل

موقع تفجير إرهابي في العاصمة كابل أول من أمس (أ.ب)
موقع تفجير إرهابي في العاصمة كابل أول من أمس (أ.ب)
TT

إصابة مسؤول في القصر الرئاسي الأفغاني بـ«جروح خطيرة» ومقتل سائقه في انفجار كابل

موقع تفجير إرهابي في العاصمة كابل أول من أمس (أ.ب)
موقع تفجير إرهابي في العاصمة كابل أول من أمس (أ.ب)

أكد فاضل فضلي رئيس المكتب الإداري للرئيس الأفغاني، تعرض جاويد والي، نائب منسق شؤون المستشارين في القصر الرئاسي، لـ«إصابات خطيرة»، في انفجار عبوة ناسفة، صباح أمس (الخميس)، ومقتل سائقه. وذكرت قناة «طلوع نيوز» الإخبارية الأفغانية التي أوردت النبأ أنه، في البداية، قالت الشرطة إن الانفجار الذي استهدف سيارة في مدينة كابل، صباح أمس (الخميس)، أسفر عن مقتل مدني وإصابة اثنين آخرين. ووقع الانفجار في نحو الساعة 08:10 صباحاً بالتوقيت المحلي، عندما انفجر لغم كان يستهدف سيارة في منطقة تشهيل سوتون، في مدينة كابل، أمس، بحسب ما جاء في بيان الشرطة. وقالت الشرطة إنه قد تم نقل المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج.
ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الانفجار على الفور. من ناحية أخرى، قال مسؤول محلي إن قنبلة كان قد تم وضعها على جانب الطريق انفجرت في سيارة تابعة لقوات الأمن بإقليم نانجارهار شرق البلاد.
وأضاف المسؤول أن مدنياً كان يقود دراجة نارية من ثلاث عجلات لقي حتفه، وأصيب جنديان آخران في الانفجار الذي وقع بمدينة جلال آباد. يُشار إلى أن التفجيرات وعمليات القتل المستهدف صارت معتادة في أفغانستان خلال الأشهر الأخيرة. من جهة أخرى، بعد أن كانت قندهار مركزاً لحكومة حركة «طالبان» المتشددة تتحول المدينة في جنوب أفغانستان المضطرب شيئاً فشيئاً إلى مدينة تنبض بالحياة، وتنتشر فيها المقاهي التي تعج بالحركة والجامعات المختلطة، حتى بات هناك نادٍ رياضي للنساء.
وكل مساء يتوجه شبان إلى نادي أرينا، وهو مقهى عصري في المدينة البالغ عدد سكانها 700 ألف نسمة، للعب البلياردو ومتابعة مباريات كرة القدم على شاشة عملاقة أو تدخين الشيشة، مسائل لم يكن من الممكن تصورها خلال حكم «طالبان» لأفغانستان بين 1996 و2001. وقال نظير أحمد البالغ 30 عاماً، مالك مقهى أرينا: «لم يكن في قندهار ما يشبه هذا المكان عندما بنيناه، وليس حتى الآن مكان مثله في (كل) الجنوب». لكن شبان المدينة يخشون من ضياع الحريات التي تحققت بصعوبة، في وقت تصعد طالبان هجماتها في معقلها السابق رغم محادثات سلام مع الحكومة. قبل الإطاحة بالحركة المتمردة على أيدي تحالف بقيادة الولايات المتحدة عقب هجمات 11 سبتمبر (أيلول)، فرضت الحركة تفسيرا متشدداً للشريعة حظرت معه جميع أشكال الترفيه من الموسيقى والأفلام إلى إطلاق الطائرات الورقية.
ولا تزال مشاهد الجَلْد والإعدامات العلنية في ساحات المدينة تؤرق المواطنين، لكن قندهار مرّت بتحول كبير. فيمكن رؤية نساء يجلسن بشكل جانبي على المقعد الخلفي للدراجات النارية، وعائلات تقوم بنزهات، فيما أضاءت العديد من المدن نوافير الماء التي يتدفق ماؤها عند المغيب، بينما تقوم أكشاك الطعام بتقديم الوجبات الأفغانية الساخنة حتى الليل.
ورغم ذلك التقدم، فإن «طالبان» تشجعت بعد توقيع اتفاق مع واشنطن ضمن انسحاب جميع القوات الأجنبية بحلول مايو (أيار) أيار 2021، وصعّدت عملياتها ضد القوات الأفغانية في مناطق ريفية. وتواجه أفغانستان حالياً احتمالاً حقيقياً يتمثل بإعادة بعض السلطة للحركة المتمردة التي لم يتمكن التحالف بقيادة واشنطن من دحرها طيلة 19 عاماً. وتقول الحركة إنها تسيطر أو تسعى للسيطرة على أكثر من نصف مساحة البلاد، من بينها مساحات واسعة في الجنوب الأفغاني.
ولا تزال قندهار تحت سيطرة القوات الحكومية، لكن «طالبان» تقف على أعتابها. وقال أحمد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «آمل أن تكون (طالبان) قد تغيرت، وستسمح ببقاء هذا النادي مفتوحاً». وفي حي أينو ماينا الراقي في المدينة يمكن سماع ضحك رواد مقهى ديلايت العصري أيضاً.
وهذا المقهى يسمح بدخول النساء، وهو أمر لم تعتده المدينة بعد. وقال المالك محمد ياسين: «أي سلام سيكون إذا أغلقوا مقهانا؟»، وأضاف: «لن نلتزم إذا طلبت منا (طالبان) عدم السماح بدخول الزبائن النساء». وخلال حُكم «طالبان» مُنعت الفتيات من ارتياد المدرسة، وعوقبت النساء المتهمات بجرائم، مثل الزنا، بالرجم حتى الموت في ملاعب رياضية.
لكن منذ الإطاحة بالحركة، حققت النساء تقدماً ملحوظاً في بعض المدن، وانضمت إلى اليد العاملة في مناصب طموحة في قطاع الإعلام والسياسة، بل حتى القوات الأمنية.
ورغم الأمل في أن تحقق محادثات السلام الأمن للبلاد التي هي بأمسِّ الحاجة إليه، تخشى النساء في قندهار من خسارة بعض الحريات التي اكتسبنها بصعوبة.
وقالت مريم دراني البالغة 36 عاماً، التي أطلقت العديد من المبادرات الموجهة للنساء: «كان هناك مدرسة واحدة للفتيات والآن لدينا 15». ومن بين المبادرات التي أطلقتها مركز تعليمي ومحطة إذاعية، بل حتى ناد رياضي تتردد عليه بعض النساء سرّاً. وقالت: «هناك احتمال من عودة (طالبان)، وإعادة فرض قيود على النساء مجدداً».



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.