10 مفاجآت جيدة وسيئة في موسم الدوري الإنجليزي حتى الآن

غريليش وفابينيو وكالفيرت لوين وبامفورد يقدمون مستويات رائعة تفوق التوقعات على عكس أوباميانغ وهافرتز ومارسيال وتراوري

فابينيو
فابينيو
TT

10 مفاجآت جيدة وسيئة في موسم الدوري الإنجليزي حتى الآن

فابينيو
فابينيو

رغم أنه لا يزال هناك متسع من الوقت أمام اللاعبين وأندية الدوري الممتاز الإنجليزي لتقديم مستويات أفضل، فإننا نستعرض هنا في هذا الموسم المليء بالأحداث الغريبة 10 مفاجآت، سواء من حيث تقديم مستويات جيدة تفوق التوقعات أو العكس.
حتى الجولة الرابعة عشرة، قدم عدد قليل من الأندية مستويات جيدة بشكل يفوق التوقعات، مثل ليستر سيتي وإيفرتون وساوثهامبتون، التي تحتل مراكز أعلى من مانشستر سيتي في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز. ومع ذلك، هناك ناديان آخران يُعد وجودهما في النصف العلوي من جدول الترتيب أكثر إثارة للدهشة، بالنظر إلى أنه كان من المتوقع أن يكونا ضمن المراكز المؤدية للهبوط لدوري الدرجة الأولى.
النادي الأول هو أستون فيلا الذي يحتل المركز التاسع في جدول الترتيب، ويتبقى له مباراتان مؤجلتان إذا حقق الفوز فيهما فإنه سيصعد إلى المركز الثاني. وقد تعاقد أستون فيلا، بقيادة مديره الفني دين سميث، مع عدد من اللاعبين المميزين في فترة الانتقالات الصيفية الماضية، لذا لم يكن من الغريب أن يحقق النادي هذه المستويات الرائعة، لكن نظراً لأن الفريق قد نجا من الهبوط لدوري الدرجة الأولى بفارق نقطة واحدة فقط قبل بضعة أشهر، فإن تحقيق هذه السلسلة الرائعة من النتائج كان مثيراً للإعجاب بشكل كبير.
وتشير الأرقام والإحصائيات إلى أن أستون فيلا كان صاحب أكبر عدد من التسديدات في كل مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، كما أنه كان صاحب أكبر عدد من الفرص في كل مباراة في المتوسط أيضاً. لكن الأداء الدفاعي للفريق كان هو الجانب الأكثر إثارة للإعجاب، فبعدما كان أستون فيلا هو الفريق الذي استقبل أكبر عدد من التسديدات في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي (16 تسديدة في المباراة الواحدة)، فلا يتفوق عليه في هذا الأمر هذا الموسم سوى 5 أندية فقط.
وكان حارس المرمى الأرجنتيني إيمي مارتينيز الذي تعاقد معه أستون فيلا الصيف الماضي هو الحارس الأكثر حفاظاً على نظافة شباكه في الدوري هذا الموسم بـ7 مباريات، رغم أن الفريق كان قد فشل في الحفاظ على نظافة شباكه في أي مباراة من المباريات التي لعبها خارج ملعبه طوال الموسم الماضي.
وفي حين كانت الصفقات التي عقدها أستون فيلا قبل الموسم تبدو واعدة للغاية، كان الأمر مختلفا تماماً فيما يتعلق بنادي وست هام يونايتد الذي رشحه كثيرون للتراجع للمراكز المؤدية للهبوط نظراً لأنه لم يدعم صفوفه بالشكل اللازم الصيف الماضي. ومن المؤكد أن الوجود في النصف العلوي من جدول الترتيب في هذه المرحلة من الموسم يعد إنجازاً كبيراً للغاية للمدير الفني ديفيد مويس ولاعبيه، حتى بعد الخسارة من تشيلسي بثلاثية نظيفة يوم الاثنين الماضي.
وبعد الخسارة الثقيلة لوست هام على ملعبه أمام نيوكاسل يونايتد في الجولة الافتتاحية من الموسم، وهي الخسارة التي أدت إلى زيادة التوقعات بتراجع مستوى ونتائج الفريق، حصد وست هام 19 نقطة من أصل 21 نقطة محتملة ضد أندية خارج «الستة الكبار». وقد نجح الفريق في تحقيق ذلك رغم غياب أبرز لاعب في الفريق في فترة ما بعد الإغلاق، ميخائيل أنطونيو، لبعض الوقت، ورغم أن الفريق لم يستفد كثيراً من القدرات الهائلة التي يمتلكها النجم الجزائري سعيد بن رحمة الذي تعاقد النادي معه مؤخراً.
أما فيما يتعلق باللاعبين الذين يقدمون مستويات رائعة تفوق التوقعات، فيأتي في المقدمة نجم أستون فيلا جاك غريليش الذي يُعد أول لاعب إنجليزي يتصدر تصنيفات صحيفة «الغارديان» لأفضل اللاعبين في الدوري الإنجليزي الممتاز في فترة أعياد الميلاد، منذ أن فعل ذلك النجم واين روني في عام 2011. ورغم أن قائد أستون فيلا قد جذب إليه جميع الأنظار بفضل المستويات الرائعة التي يقدمها، فإن ظهوره نجماً حقيقياً في الدوري الإنجليزي الممتاز ربما لا يكون مفاجئاً تماماً.
وقد شهد الموسم الحالي أيضاً تألق عدد من اللاعبين الذين كانوا أقل شهرة، ويأتي في مقدمتهم بالطبع دومينيك كالفيرت لوين. فرغم أن أداء المهاجم الإنجليزي قد تطور بشكل ملحوظ بعد رحيل المدير الفني لإيفرتون ماركو سيلفا الموسم الماضي، لم يتوقع كثيرون أن يقدم المهاجم الشاب هذه المستوى الرائع.
وكان كالفيرت لوين مشهوراً في السابق بقدرته على بذل مجهود بدني خارق من أجل مساعدة زملائه داخل الملعب، لكن أهم ما يميز اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً الآن هو تفوقه الكبير في ألعاب الهواء، وقدرته على استغلال أنصاف الفرص أمام المرمى. وقد غير المهاجم الإنجليزي الشاب طريقة لعبه لكي يلعب بين الخطوط في آخر 18 ياردة من الملعب تحت قيادة المدير الفني الإيطالي المخضرم كارلو أنشيلوتي الذي نجح في مساعدة اللاعب على تقديم أفضل ما لديه داخل المستطيل الأخضر.
ويحتل كالفيرت لوين المركز الثاني في قائمة هدافي الدوري الإنجليزي الممتاز بـ11 هدفاً، بالتساوي مع النجم الكوري الجنوبي سون هيونغ مين، خلف المتصدر محمد صلاح بـ13 هدفاً، وكذلك التسديدات على المرمى (24 تسديدة)، وبالتالي يبدو كالفيرت لوين هو البديل الطبيعي للنجم هاري كين في خط هجوم المنتخب الإنجليزي. كما يعد بلا شك أحد أفضل اللاعبين في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم.
ويجب الإشادة أيضاً بنجم ليفربول فابينيو، ليس بسبب المستويات الرائعة التي يقدمها فقط، ولكن أيضاً لأنه يقدم هذه المستويات في غير مركزه الأصلي، بعدما اضطر المدير الفني للريدز، يورغن كلوب، إلى إعادته إلى الخط الخلفي لتعويض غياب النجم الهولندي فيرجيل فان دايك الذي يغيب عن الملاعب لفترة طويلة بسبب إصابته بقطع في الرباط الصليبي. وفي البداية، كان هناك كثير من علامات الاستفهام حول قدرة النجم البرازيلي على تعويض فان دايك، لكن فابينيو تألق بشكل لافت، خاصة في المواجهات الفردية، بل ربما أصبح أكثر أهمية للفريق من ذي قبل.
لكن ربما يكون اللاعب الأكثر إثارة للدهشة هذا الموسم هو مهاجم ليدز يونايتد، باتريك بامفورد، الذي يقدم أداء أجبر كل منتقديه على السكوت، حتى داخل جمهور ناديه. وكان كثيرون يتوقعون أن يلعب بامفورد دور الرجل الثاني بعد رودريغو الذي تعاقد معه النادي في صفقة قياسية هذا الموسم، لكن تألق بامفورد أجبر المدير الفني لليدز يونايتد، مارسيلو بيلسا، على تغيير مركز رودريغو ليلعب في عمق الملعب بشكل أكبر.
ويعد بامفورد اللاعب الوحيد في الدوري الإنجليزي الممتاز الذي سدد تسديدة واحدة على الأقل في كل مباراة من المباريات التي لعبها هذا الموسم. كما يتميز بقدرة فائقة على التمركز بشكل رائع من أجل اقتناص الفرص أمام المرمى. وتشير الأرقام والإحصائيات إلى أن بامفورد يأتي في المركز الثاني، خلف هاري كين، من حيث التسديدات على المرمى، بل يتساوى معه في عدد الأهداف التي أحرزها برصيد 9 أهداف، وبالتالي فإن ما يقدمه بامفورد كان بمثابة صدمة لأولئك الذين كانوا يعتقدون أن مستواه لا يتجاوز اللعب في دوري الدرجة الأولى.
أما فيما يتعلق بالأندية التي تراجع مستواها بشكل غير متوقع، فكان من الممكن أن يأتي مانشستر سيتي في الصدارة في أي موسم عادي لولا الانهيار التام الذي يتعرض له آرسنال في الموسم الحالي. إن آرسنال لا يبتعد عن المراكز المؤدية للهبوط لدوري الدرجة الأولى سوى بـ4 نقاط فقط بعد مرور 14 جولة من الموسم، ومن الواضح للجميع أن المدير الفني للمدفعجية، ميكيل أرتيتا، بدأ يفقد السيطرة على زمام الأمور.
وتوالت كوارث الفريق بالخسارة الثقيلة أمام مانشستر سيتي بـ4 أهداف مقابل هدف وحيد في الدور ربع النهائي لكأس رابطة الأندية الإنجليزي المحترفة، وهو الأمر الذي دعا أرتيتا للاعتراف بأن النادي «في ورطة كبيرة».
لقد بدا أن الأوضاع تتحسن في آرسنال بعدما تغلب النادي على مانشستر يونايتد بهدف دون رد على ملعب «أولد ترافورد» في أوائل نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، لكن النادي لم يتمكن من تحقيق أي فوز في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ ذلك الحين، ولم يحصل إلا على نقطتين فقط من آخر 21 نقطة. وتشير الإحصائيات إلى أن آرسنال يحتل المركز الخامس عشر فيما يتعلق بعدد التسديدات على المرمى (10.4 تسديدة في المباراة الواحدة)، والمركز التاسع عشر فيما يتعلق بقطع واستخلاص الكرات من الخصم (التاكلينغ) (11.5 استخلاصاً للكرة في المباراة الواحدة). وكان بوكايو ساكا، البالغ من العمر 19 عاماً، هو أفضل لاعبي الفريق، بفارق كبير عن باقي زملائه الذين تراجع أداؤهم بشكل كبير بسبب الضغوط التي يواجهونها.
ومن المؤكد أن عدداً كبيراً للغاية من لاعبي آرسنال قد تراجع مستواهم بشكل ملحوظ، لكن الاسم الأبرز بالطبع في هذا الصدد، خاصة بالنسبة لمستواه الرائع في السابق، هو النجم الغابوني بيير إيميريك أوباميانغ الذي تحول إلى «ظل»، بالمقارنة بمستوياته السابقة. وعلاوة على ذلك، لم يُظهر أوباميانغ كثيراً من الصفات القيادية داخل الملعب، وبما أن قدرته على التهديف التي كان يتميز بها قد تراجعت كثيراً هي الأخرى، فمن غير الواضح بالضبط ما الذي يقدمه اللاعب الغابوني للفريق في الوقت الحالي!
وتشير الإحصائيات إلى أن أوباميانغ لا يأتي ضمن أفضل 30 لاعباً في الدوري من حيث التسديد على المرمى في المباراة الواحدة هذا الموسم، كما أنه لم يحرز سوى 3 أهداف فقط، ليأتي في هذه القائمة بعد مدافع مثل كورت زوما الذي سجل أهدافاً أكثر منه!
أما فيما يتعلق بتشيلسي، فقد نجح عدد من اللاعبين المميزين الذين تعاقد معهم النادي في فترة الانتقالات الصيفية الماضية في ترك بصمة واضحة على أداء الفريق، لكن اللاعب الألماني الشاب كاي هافرتز الذي يعد أغلى صفقة في تاريخ النادي لم يقدم الأداء المتوقع منه على الإطلاق. صحيح أن اللاعب لا يزال صغيراً في السن، لكن من الواضح أن المدير الفني للبلوز، فرانك لامبارد، يجد صعوبة كبيرة في إيجاد مكان له في التشكيلة الأساسية للفريق، في ضوء المستوى السيئ الذي يقدمه.
لقد لعب هافرتز، البالغ من العمر 21 عاماً، في خط وسط مكون من 3 لاعبين، كما لعب صانع ألعاب، ولعب جناحاً أيمن، لكنه لم يقدم أداءً مقنعاً في أي من هذه المراكز. وقد شارك اللاعب الألماني في التشكيلة الأساسية للبلوز في 10 مباريات، لكنه لم يُكمل سوى 3 منها فقط، وبلغ متوسط تسديداته على المرمى أقل من تسديدة واحدة في كل مباراة، والأمر نفسه ينطبق أيضاً على التمريرات الحاسمة والمراوغات في كل مباراة.
قد يكون من المبكر للغاية أن نحكم على مستوى اللاعب، وقدرته على التأقلم في تشيلسي، لكن من العدل أيضاً أن نتوقع الكثير والكثير من لاعب كلف خزينة النادي 70 مليون جنيه إسترليني، بغض النظر عن سنه. وقبل كل شيء، يجب أن نشير إلى أنه لاعب دولي، ولديه خبرات جيدة للغاية في الدوري الألماني الممتاز وفي الملاعب الأوروبية، وبالتالي قد يكون من الأفضل التريث في الحكم على مستواه.
وبشكل عام، كان المهاجمون هم الأكثر تراجعاً في المستوى هذا الموسم، ويأتي في مقدمتهم مهاجم مانشستر يونايتد أنتوني مارسيال. فرغم أن اللاعب الفرنسي قدم أداءً مشجعاً بعض الشيء خلال المباراتين الماضيتين، فإنه ما زال بعيداً كل البعد عن المستويات الرائعة التي كان يقدمها في النصف الثاني من الموسم الماضي. لقد عاد مارسيال مليئاً بالحماس والطاقة بعد استئناف الموسم الماضي، لكنه يقدم مستويات مختلفة تماماً هذا الموسم، خاصة فيما يتعلق باستغلاله للفرص أمام المرمى.
ولم يسجل مارسيال سوى هدف وحيد في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، في تراجع واضح لمعدله التهديفي الموسم الماضي الذي شهد إحرازه 17 هدفاً في الدوري؛ أفضل معدل له في مسيرته حتى الآن. ولقد أحرز سكوت مكتوميناي أهدافاً في الدوري خلال 3 دقائق فقط يوم الأحد الماضي -سجل هدفين في 3 دقائق في المباراة التي انتهت بفوز مانشستر يونايتد على ليدز يونايتد بـ6 أهداف مقابل هدفين- أكثر من الأهداف التي سجلها مارسيال طوال الموسم!
ويبدو مارسيال في بعض الأحيان لا يهتم بما يحدث داخل الملعب، والدليل على ذلك أنه لم يستخلص الكرة من الخصم سوى مرة واحدة فقط هذا الموسم! قد يزعم بعضهم أن هذا ليس دوره، لكن حتى دوره الأساسي بصفته مهاجماً يقود الخط الأمام للشياطين الحمر لا يقدمه بالشكل الجيد.
أما آخر اللاعبين الذين لم يقدموا الأداء المتوقع منهم هذا الموسم فهو آداما تراوري الذي يبدو بعيداً كل البعد عن المستويات المذهلة التي كان يمتعنا بها في بداية الموسم الماضي. وكان من المتوقع أن يلعب تراوري دوراً أكبر في تشكيلة وولفرهامبتون واندررز بعد رحيل ديوغو جوتا إلى ليفربول، لكن بدلاً من ذلك أصبح تراوري يخرج من التشكيلة الأساسية للفريق في كثير من الأحيان.
وحتى في ظل غياب المهاجم الأساسي للذئاب، راؤول خيمينيز، لم يتمكن تراوري من حجز مكان له في التشكيلة الأساسية للفريق، وقد يكون ذلك طبيعياً نظراً لأنه لم يحرز أو يصنع أي هدف هذا الموسم، بعد أن ساهم بشكل مباشر في 13 هدفاً الموسم الماضي.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».