الجيش الإسرائيلي يحتل مستشفى في قلب رام الله

ويصيب مرضى بغرض تنفيذ اعتقالات

مجمع فلسطين الطبي في مدينة رام الله
مجمع فلسطين الطبي في مدينة رام الله
TT

الجيش الإسرائيلي يحتل مستشفى في قلب رام الله

مجمع فلسطين الطبي في مدينة رام الله
مجمع فلسطين الطبي في مدينة رام الله

في إطار حملة مطاردات واسعة واعتقالات كبيرة، اقتحمت قوات من جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس (الأحد)، عدة مناطق في الضفة الغربية، واعتقلت عدداً من المواطنين، وركزت بشكل خاص على مجمع فلسطين الطبي في قلب مدينة رام الله، فاحتلته وحاصرته وفتشت غرفه وأطلقت الرصاص لإخافة المواطنين والمرضى والأجهزة الطبية، وأصابت سيدة حبلى برصاصة مطاطية في كتفها ورجل إسعاف برصاصة مطاطية في يده داخل المشفى.
وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين في الحكومة الفلسطينية، هذا الاعتداء، ووصفته بـ«الهمجي»، واعتبرته «انتهاكاً صارخاً» للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، و«جريمة ضد الإنسانية» بحسب اتفاقيات جنيف، يحاسب عليها القانون الدولي.
وحملت الوزارة، في بيان، الحكومة الإسرائيلية، المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الجريمة «التي تشكل تصعيداً خطيراً في عدوان الاحتلال المتواصل ضد شعبنا وأرضه ومقدساته وممتلكاته، يستدعي رداً دولياً يتلاءم مع حجم هذا العدوان على المستشفيات والمراكز الصحية خاصة في ظل انتشار جائحة (كورونا)». وقالت إن «الصمت الدولي على تلك الجريمة مرفوض وغير مقبول وغير مبرر، بل إنه يشجع دولة الاحتلال على الإمعان في ارتكاب المزيد من الانتهاكات والجرائم بحق شعبنا».
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد باشرت في شن حملة اعتقالات واسعة جداً في الضفة الغربية، بدعوى ردع الفلسطينيين من تفجير عمليات مسلحة ضد أهداف إسرائيلية. وشملت هذه الاعتقالات عدة محافظات، من جنين شمالاً، وحتى الخليل جنوباً. اعتقلت خلالها نحو 30 فلسطينياً.
وفي محافظة رام الله، اعتقلت قوات الاحتلال الشابين فادي الشوامرة، وحمادة نخلة، عقب اقتحام منزليهما في مخيم قدورة، والمواطن مصطفى نخلة، بعد دهم وتفتيش منزله في مخيم الجلزون. واندلعت مواجهات بين شبان وقوات الاحتلال أيضاً، في حي عين مصباح في المدينة.
ويبدو أن معلومات وصلت لقوات الاحتلال عن اختفاء أحد الشبان الفلسطينيين واختبائه في المشفى، فأرسلت قوات كبيرة مدججة. وأفادت وزارة الصحة بأن قوات الاحتلال اقتحمت محيط مجمع فلسطين الطبي، فجراً، وشرعت بإطلاق الأعيرة النارية وقنابل الغاز باتجاه المجمع. وقالت الوزارة إن سيدة حبلى أصيبت برصاصة مطاطية في كتفها، ورجل إسعاف برصاصة مطاطية في يده، داخل حرم المجمع، إضافة إلى حالات اختناق وهلع في صفوف المرضى، خاصة الأطفال، وتضررت مركبة إسعاف تابعة للمجمع.
وأشارت وزيرة الصحة مي الكيلة، في بيان، إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت محيط المجمع الطبي نحو الساعة 4:30 فجراً، وأطلقت الأعيرة النارية وقنابل الغاز داخل حرم المجمع، ما أدى إلى وقوع إصابتين بالرصاص المطاطي، إضافة إلى حالات اختناق وهلع في صفوف المرضى، خصوصاً الأطفال منهم، وتضرر مركبة إسعاف تابعة للمجمع. وتابعت الوزيرة أن ما زاد من خطورة الوضع هو وجود مرضى يعانون من فيروس «كوفيد - 19» (كورونا)، يعالجون داخل قسم مخصص لهم، مؤكدة أن حياتهم كانت في خطر محدق نتيجة قنابل الغاز التي تم إطلاقها داخل المجمع.
وأكدت الدكتورة الكيلة أن هذا الاعتداء الخطير على حرمة المستشفى وإلحاق الإصابات في صفوف المرضى، يستوجب تدخلاً دولياً عاجلاً لحماية أبناء الشعب الفلسطيني ومساءلة دولة الاحتلال الإسرائيلي على جريمتها، وخرقها للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، الذي ينص على حماية المرضى والطواقم الطبية والمراكز الصحية والمستشفيات.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.