هل يحسم ميسي خطوته المقبلة مع فتح باب الانتقالات الشتوية؟

بعد سنوات طويلة ساد فيها الاعتقاد بأن نجم كرة القدم الأرجنتيني الدولي ليونيل ميسي سينهي مسيرته الكروية في صفوف فريق برشلونة ليكون أحد أبرز نجوم «النادي الواحد»، ستكون الأيام الأولى من العام المقبل حاسمة لمستقبله إذ يحق له التوقيع لأي منافس مع فتح باب الانتقالات الشتوية.
وكشفت الشهور القليلة الماضية الغطاء عن أزمة حقيقية بين ميسي وناديه لم تكن وليدة الصدفة وإنما هي نتاج العلاقة غير الطيبة بين ميسي وجوسيب ماريا بارتوميو، الذي استقال مؤخراً من رئاسة النادي وسط الضغوط المتراكمة عليه نتيجة أزمة النجم الأرجنتيني. ولطالما استحوذ ميسي على الاهتمام الإعلامي الجماهيري، ليس في إسبانيا أو الأرجنتين فحسب وإنما في كل أنحاء العالم، من خلال أدائه الراقي الذي جعله أحد أبرز نجوم الكرة على مدار سنوات طويلة بل إنه كان الأفضل على الإطلاق في عدد من السنوات الماضية كما حجز لنفسه مكانا بارزا بين أساطير الساحرة المستديرة على مدار التاريخ.
وقبل شهور قليلة، استحوذ ميسي أيضا على عناوين الأنباء وكان في بؤرة الضوء بشدة ولكن هذه المرة لم تكن من خلال عروضه القوية في الملعب وأهدافه الراقية والغزيرة، وإنما بسبب أزمته مع برشلونة واتخاذه قرار الرحيل في فترة الانتقالات الصيفية الماضية. وبعد أسابيع من الجدل حول وجهة اللاعب والنادي الذي يستطيع احتواء نجم بهذا الحجم وتوفير عناصر النجاح من حوله، توقف الحديث عن هذه الصفقة المحتملة بشكل مزال يبدو مؤقتا مع انتظار ما سيحدث خلال شهر يناير المقبل.
وتفجرت أزمة ميسي والعديد من نجوم برشلونة بعدما استعانت إدارة النادي بشركة «آي 3 فنتشرز» لإدارة حسابات إلكترونية على الإنترنت لتحسين صورة بارتوميو والإساءة لسمعة عدد من اللاعبين الكبار أبرزهم ميسي وزميله المدافع جيرارد بيكيه والنجم السابق للفريق تشافي هيرنانديز والمدرب جوسيب جوارديولا المدير الفني الأسبق للفريق وبعض المرشحين المحتملين لرئاسة النادي في الانتخابات المقررة خلال 2021.
وبعد شهور من الجدل بشأن هذه الأزمة، أعلن نادي برشلونة في يوليو الماضي أن نتائج التحقيقات التي أجرتها شركة «برايس ووترهاوس كوبرز» خلصت إلى أنه: «في التعاقد المتعلق بمتابعة وتحليل حسابات التواصل الاجتماعي، لم يوجه برشلونة بشن أي حملة تشهير بحق أي شخص».
لكن هذا لم يستطع إخفاء حقيقة الأزمة بين ميسي وإدارة بارتوميو خاصة في ظل المشاكل المالية نتيجة تبعات أزمة تفشي الإصابات بفيروس «كورونا» المستجد من ناحية ثم السقوط المدوي في دوري أبطال أوروبا بالهزيمة الثقيلة 2 / 8 أمام بايرن ميونيخ الألماني في دور الثمانية الموسم الماضي.
وفي الوقت الذي سادت فيه التوقعات بإجراء تغييرات جذرية في النادي الكتالوني قد يكون منها رحيل بارتوميو نفسه من منصبه، أشعل رئيس النادي فتيل أزمة أكبر بالتزامن مع بداية مسيرة المدرب الجديد الهولندي رونالد كومان باتخاذ قرار الإطاحة برموز الفريق من اللاعبين المخضرمين بحجة خطة إعادة البناء. وكان من بين هؤلاء النجوم الكرواتي إيفان راكيتيتش والتشيلي أرتورو فيدال والهداف الأوروغوياني لويس سواريز. وكان رحيل الأخير بمثابة شرارة الأزمة الجديدة بين ميسي وإدارة بارتوميو لا سيما أن المهاجم الأوروغوياني الدولي هو الصديق المقرب إلى ميسي كما أن مستواه لم يكن بالشكل الذي يدفع برشلونة إلى الإطاحة به بهذه السرعة والدليل المستوى الجيد الذي يقدمه اللاعب حاليا مع فريق أتلتيكو مدريد.
وتردد أن سواريز علم بالاستغناء عنه من خلال مكالمة هاتفية لم تستغرق سوى 30 ثانية، وهو الأمر الذي أزعج ميسي وكان هذا القرار بمثابة ضربة موجهة إليه ما جعله يطلب من إدارة النادي السماح له بالرحيل خلال صيف 2020. وأشار ميسي إلى أن عقده مع النادي يتضمن بندا يتيح له الرحيل عن عقب نهاية كل موسم بشرط إبلاغ إدارة النادي بهذه الرغبة في غضون أيام قليلة عقب انتهاء فعاليات الموسم. ولكن إدارة النادي أكدت أن الوضع الاستثنائي للموسم الماضي 2019 / 2020 وانتهائه مؤخراً لا يعني تغيير موعد تفعيل هذا البند الاستثنائي وأكدت أن هذا البند يسري فقط حتى نهاية مايو الماضي فيما انتهى الموسم فعليا في أغسطس الماضي. وتمسكت إدارة النادي بالحصول على قيمة الشرط الجزائي في عقد اللاعب البالغ 700 مليون يورو إذا أراد الرحيل عن صفوف برشلونة قبل انتهاء عقده الذي ينتهي صيف 2021. وكان مانشستر سيتي الإنجليزي، الذي يدربه جوسيب غوارديولا المدير الفني الأسبق لبرشلونة وصاحب العلاقة الوطيدة بميسي، وباريس سان جيرمان الفرنسي وإنتر ميلان الإيطالي صاحب المشروع الجديد في إعادة بناء فريقه لاستعادة أمجاد الماضي، في مقدمة الأندية الأوروبية المرشحة لخطف ميسي، ولكن شيئا من هذا لم يتم في ظل تمسك برشلونة بالحصول على قيمة الشرط الجزائي ودعم رابطة الدوري الإسباني (لا ليغا) للنادي في تفسيره القانوني الخاص بأن فترة تفعيل بند الرحيل. ولهذا، ظل ميسي في برشلونة وأصبح الجدل بشأن رحيله في فترة الانتقالات الشتوية أو على الأقل توقيعه لأحد الأندية المنافسة مجانا خلال يناير المقبل على أن يتم انتقاله عقب نهاية الموسم.
ويبدو أن مستقبل ميسي مع برشلونة مرهونا بهوية الرئيس الجديد للنادي الكتالوني، والذي ستسفر عنه الانتخابات المزمع إجراؤها الشهر المقبل.