محمد فضل شاكر: مقارنتي بوالدي أكبر عوائقي

قال لـ «الشرق الأوسط» : إنه يشعر باليُتم في لبنان

الفنان محمد فضل شاكر
الفنان محمد فضل شاكر
TT

محمد فضل شاكر: مقارنتي بوالدي أكبر عوائقي

الفنان محمد فضل شاكر
الفنان محمد فضل شاكر

قال الفنان اللبناني الشاب محمد فضل شاكر، إن مقارنته بوالده من أكبر العوائق الفنية التي تواجهه. وأوضح في حواره مع «الشرق الأوسط» أنه يشعر باليُتم في وطنه، جراء محاربته وتعمد عدم بث أغنياته في بلده، على حد تعبيره.
تربى شاكر في بيت فني، وتعلق بالغناء منذ صغره؛ لكنه يحاول حالياً التعبير عن حالة الظلم التي يشعر بها عبر الغناء بحسب وصفه: «الغناء هو وسيلتي الإيجابية لترجمة هذا الإحساس».
ونفى شاكر اتهامه بتعمد نشر الحزن والكآبة في أعماله الأخيرة، قائلاً: «إذا كان العمل به لمحة حزن فلا بأس، وهذا تغيير، بعيداً عن نمطية بعض الأغاني العاطفية والرومانسية».
وعن أهم الأعمال التي حظيت بإعجاب الجمهور في الآونة الأخيرة يقول: «أغنية (أنا يا جروحي)، كانت البداية في عالم الغناء، وتركت بصمة خاصة لي في عالم الفن، وأحبها الجمهور العربي كثيراً، ثم قدمت أغنية (لما تحن) باللهجة المصرية، وحققت هذه الأغنية نجاحاً كبيراً لدى الجمهور الخليجي والكويتي على وجه الخصوص، كذلك أغنية (ما بكيت)، و(خلصت القصة)، بالإضافة إلى (شخص ما)، التي نالت إعجاب الجميع حتى أنني شعرت بعد نجاح الأغنية بأنها تشبهني، لذلك سأكمل طريقي بهذا اللون».
ورفض شاكر اتهامه باعتماده بشكل كامل على اسم والده الفنان فضل شاكر، لدخوله مجال الغناء: «الفن ليس به وساطة أو محسوبية، ومن يحبه الجمهور سوف يفرض نفسه، وأنا أشعر بأنني قريب من جمهوري بصوتي وأعمالي، وليس فقط لأنني ابن الفنان فضل شاكر، فأنا كنت وما زلت حتى اليوم أعمل على تقديم أعمال تجد مكانها في قلوب الجمهور العربي».
وكشف شاكر عن محاولته الابتعاد عن لون والده الغنائي والاستقلال بلون يخصه وحده، حتى يتفادى معضلة المقارنة به: «تسعدني كثيراً المقارنة مع والدي فهو الأصل، ولكن في الوقت نفسه تشكل مقارنتي به عائقاً أمامي، لذلك أحاول الابتعاد عن اللون الذي يقدمه الفنان فضل شاكر، لأضع لنفسي لوناً مختلفاً تماماً، وهو اللون الشبابي بالأعمال الغنائية، وهي المفضلة حالياً لدى الشباب».
وأضاف شاكر أنه شعر بالقلق في البداية جراء تلك المقارنة قائلاً: «المقارنة مع والدي أمر صعب للغاية، ومجرد التفكير في الأمر يشعرني بالتوتر، فهو فنان كبير وأنا ما زلت في بدايتي».
وفسر شاكر اعتماده على طرح أعماله من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، بأنها الأكثر انتشاراً في الآونة الأخيرة بسبب جائحة «كورونا»؛ إذ تعد الخيار الأنسب حالياً. وأوضح شاكر أن المنافسة باتت صعبة بسبب الأعمال التي يتم طرحها بشكل يومي من الفنانين العرب وغيرهم، بسبب وجود «مافيا» تقف خلف تلك التطبيقات والمتاجرة والتلاعب بالأرقام.
وتحدث شاكر عن كواليس أغنية «شخص ما» وسبب تحقيقها نسب مشاهدة عالية، قائلاً: «هي من كلمات الشاعر نادر عبد الله، وألحان خالد عز، وحين سمعت كلماتها للمرة الأولى أحببتها وقررت غناءها وإهداءها لزوجتي يوم زفافنا، لذلك أحبها الجمهور، فالكلمات الصادقة والشعور بالرضا يجعل العمل يُقدَّم بشكل مختلف».
وأشار الفنان اللبناني إلى أن علاقته بالإعلام رائعة في بعض البلدان العربية؛ لكنها ليست على ما يرام في لبنان: «أنا أشعر بمحاربتي في وطني، من خلال عدم ذكر اسمي أو إذاعة أعمالي بأي إذاعة أو قناة لبنانية، وهذا الأمر يحزنني وأشعر بأني بلا ظهر أو سند؛ بل أشعر باليتم في بلدي، وبأنه ليس لي شعب يحتضنني، ولكن في نهاية الأمر أنا أقدم فناً ليس له حدود جغرافية، ورسالتي الآن هي الوصول بفني لكل العالم العربي».
وعن التأثير الذي وقع عليه جراء توجهات والده السياسية، يقول: «كل يوم يمر عليَّ أتأثر شخصياً في عملي؛ لأن هناك أشخاص كثر يحاربونني، وفي المقابل هناك أشخاص تتعاطف معي، وللأسف بعض وسائل الإعلام ساهمت في خلق ثقافة سلبية عند البعض، لدرجة (غسل الدماغ)، والصورة الحقيقية لم يبرزها الإعلام، وقريباً ستتضح الصورة».



إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
TT

إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})

لا يمكنك أن تتفرّج على كليب أغنية «حبّك متل بيروت» للفنانة إليسا من دون أن تؤثر بك تفاصيله. فمخرج العمل إيلي فهد وضع روحه فيه كما يذكر لـ«الشرق الأوسط»، ترجم كل عشقه للعاصمة بمشهديات تلامس القلوب. أشعل نار الحنين عند المغتربين عن وطنهم. كما عرّف من يجهلها على القيمة الإنسانية التي تحملها بيروت، فصنع عملاً يتألّف من خلطة حب جياشة لمدينة صغيرة بمساحتها وكبيرة بخصوصيتها.

ويقول في سياق حديثه: «أعتقد أن المدن هي من تصنع أهلها، فتعكس جماليتهم أو العكس. الأمر لا يتعلّق بمشهدية جغرافية أو بحفنة من العمارات والأبنية. المدينة هي مرآة ناسها. وحاولت في الكليب إبراز هذه المعاني الحقيقية».

تلعب إليسا في نهاية الكليب دور الأم لابنتها {بيروت} (حساب فهد إيلي على {إنستغرام})

من اللحظات الأولى للكليب عندما تنزل إليسا من سلالم عمارة قديمة في بيروت يبدأ مشوار المشاهد مع العاصمة. لعلّ تركيز فهد على تفاصيل دقيقة تزيح الرماد من فوق الجمر، فيبدأ الشوق يتحرّك في أعماقك، وما يكمل هذه المشهدية هو أداء إليسا العفوي، تعاملت مع موضوع العمل بتلقائية لافتة، وبدت بالفعل ابنة وفيّة لمدينتها، تسير في أزقتها وتسلّم على سكانها، وتتوقف لبرهة عند كل محطة فيها لتستمتع بمذاق اللحظة.

نقل فهد جملة مشاهد تؤلّف ذكرياته مع بيروت. وعندما تسأله «الشرق الأوسط» كيف استطاع سرد كل هذه التفاصيل في مدة لا تزيد على 5 دقائق، يرد: «حبي لبيروت تفوّق على الوقت القليل الذي كان متاحاً لي لتنفيذ الكليب. وما أن استمعت للأغنية حتى كانت الفكرة قد ولدت عندي. شعرت وكأنه فرصة لا يجب أن تمر مرور الكرام. أفرغت فيه كل ما يخالجني من مشاعر تجاه مدينتي».

من كواليس التصوير وتبدو إليسا ومخرج العمل أثناء مشاهدتهما إحدى اللقطات من الكليب (فهد إيلي)

يروي إيلي فهد قصة عشقه لبيروت منذ انتقاله من القرية إلى المدينة. «كنت في الثامنة من عمري عندما راودني حلم الإخراج. وكانت بيروت هي مصدر إلهامي. أول مرة حطّت قدمي على أرض المدينة أدركت أني ولدت مغرماً بها. عملت نادلاً في أحد المطاعم وأنا في الـ18 من عمري. كنت أراقب تفاصيل المدينة وسكانها من نوافذ المحل. ذكرياتي كثيرة في مدينة كنت أقطع عدداً من شوارعها كي أصل إلى مكان عملي. عرفت كيف يستيقظ أهاليها وكيف يبتسمون ويحزنون ويتعاونون. وهذا الكليب أعتبره تحية مني إلى بيروت انتظرتها طويلاً».

لفت ايلي فهد شخصية إليسا العفوية (حسابه على {إنستغرام})

يصف إيلي فهد إليسا بالمرأة الذكية وصاحبة الإحساس المرهف. وهو ما أدّى إلى نجاح العمل ورواجه بسرعة. «هذا الحب الذي نكنّه سوياً لبيروت كان واضحاً. صحيح أنه التعاون الأول بيني وبينها، ولكن أفكارنا كانت منسجمة. وارتأيت أن أترجم هذا الحبّ بصرياً، ولكن بأسلوب جديد كي أحرز الفرق. موضوع المدينة جرى تناوله بكثرة، فحاولت تجديده على طريقتي».

تبدو إليسا في الكليب لطيفة وقريبة إلى القلب وسعيدة بمدينتها وناسها. ويعلّق فهد: «كان يهمني إبراز صفاتها هذه لأنها حقيقية عندها. فالناس لا تحبها عن عبث، بل لأنها تشعر بصدق أحاسيسها». ويضعنا فهد لاشعورياً في مصاف المدن الصغيرة الدافئة بعيداً عن تلك الكبيرة الباردة. ويوضح: «كلما كبرت المدن خفت وهجها وازدادت برودتها. ومن خلال تفاصيل أدرجتها في الكليب، برزت أهمية مدينتي العابقة بالحب».

لقطة من كليب أغنية "حبّك متل بيروت" الذي وقعه إيلي فهد (حسابه على {إنستغرام})

كتب الأغنية الإعلامي جان نخول ولحّنها مع محمد بشار. وحمّلها بدوره قصة حب لا تشبه غيرها. ويقول فهد: «لقد استمتعت في عملي مع هذا الفريق ولفتتني إليسا بتصرفاتها. فكانت حتى بعد انتهائها من تصوير لقطة ما تكمل حديثها مع صاحب المخبز. وتتسامر مع بائع الأسطوانات الغنائية القديمة المصنوعة من الأسفلت». ويتابع: «كان بإمكاني إضافة تفاصيل أكثر على هذا العمل. فقصص بيروت لا يمكن اختزالها بكليب. لقد خزّنت الكثير منها في عقلي الباطني لاشعورياً. وأدركت ذلك بعد قراءتي لتعليقات الناس حول العمل».

في نهاية الكليب نشاهد إليسا تمثّل دور الأم. فتنادي ابنتها الحاملة اسم بيروت. ويوضح فهد: «الفكرة هذه تعود لإليسا، فلطالما تمنت بأن ترزق بفتاة وتطلق عليها هذا الاسم». ويختم إيلي فهد متحدثاً عن أهمية هذه المحطة الفنية في مشواره: «لا شك أنها فرصة حلوة لوّنت مشواري. وقد جرت في الوقت المناسب مع أنها كانت تراودني من قبل كثيراً».