تعثر جديد في محادثات الاتفاق الاستثماري الصيني ـ الأوروبي

نقاط خلافية عالقة رغم تنازلات بكين

تعثر جديد في محادثات الاتفاق الاستثماري الصيني ـ الأوروبي
TT

تعثر جديد في محادثات الاتفاق الاستثماري الصيني ـ الأوروبي

تعثر جديد في محادثات الاتفاق الاستثماري الصيني ـ الأوروبي

توقفت المحادثات التي تهدف إلى إبرام اتفاق لتنظيم حركة الاستثمار بين الصين والاتحاد الأوروبي، بعد أن كان بدا أنها وصلت إلى مرحلتها الأخيرة، وأشارت معلومات إلى أن التوقف الجديد يأتي نظراً لبعض النقاط العالقة؛ رغم التنازلات الصينية الكثيرة المقدمة.
وخلال محادثتين هاتفيتين الخميس لرئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ مع كل من نظيريه الإسباني بيدرو سانشيز والهولندي مارك روته، أكد لي أن بلاده عازمة على العمل مع الاتحاد الأوروبي من أجل استكمال المفاوضات الخاصة باتفاقية الاستثمار بين الصين والاتحاد الأوروبي خلال وقت قريب، وفقاً لما ذكره المكتب الإعلامي لمجلس الدولة الصيني.
كما أعرب عن استعداد بلاده لتعزيز التعاون ذي المنفعة المتبادلة والمربح مع الاتحاد الأوروبي، في مجالات مثل تغير المناخ والتنمية الخضراء ومفاوضات اتفاقية الاستثمار بين الصين والاتحاد الأوروبي، معرباً كذلك عن أمله أن يواصل الجانب الأوروبي توفير بيئة أعمال عادلة ومنفتحة وغير تمييزية للشركات الصينية.
كما أوضح لي أن التعافي الاقتصادي العالمي يسير بصعوبة في الوقت الراهن، وأن الصين نجحت في التنسيق بين الوقاية من المرض والسيطرة عليه والمضي قدماً في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وأنه من خلال الجهود المنسقة بجميع أنحاء البلاد، تسير الصين الآن على الطريق نحو تحقيق نمو اقتصادي إيجابي خلال العام الجاري. مشدداً أن بلاده ستحافظ على استمرارية سياسات الاقتصاد الكلي واستقرارها واستدامتها، وستجري عليها تعديلات دورية، لافتاً إلى أنه يتحتم ألا تكون إجراءات السيطرة الكلية متوافقة مع قواعد السوق فقط، وإنما أن تكون أيضاً أكثر فعالية وتحديداً للهدف؛ مضيفاً أن الصين تعتزم بذل قصارى جهدها للحفاظ على تسيير اقتصادها في نطاق معقول وتحقيق تنمية مطردة وقوية، ما يتيح مجالاً أوسع للتعاون مع الاتحاد الأوروبي.
يُذكر أن اتفاقية الاستثمار التي يجري التفاوض بشأنها بين الصين والاتحاد الأوروبي منذ سبعة أعوام، ستضمن للشركات الأوروبية العاملة في الصين منافسة الشركات المحلية على قدم المساواة، كما ستضمن للشركات الصينية الدخول إلى الأسواق الأوروبية.
وبحسب أحدث مسودة للاتفاق، اطلعت عليها وكالة الأنباء الألمانية، الخميس، قدمت الصين تنازلات جديدة للشركات الأوروبية للدخول إلى سوقها؛ لكن لا يزال هناك كثير من الخلافات بين الجانبين. ويستهدف الجانبان الوصول إلى اتفاق أساسي، على الأقل، بنهاية العام الحالي.
وكان نائب رئيس المفوضية الأوروبية فالديس دومبروفسكيس، ونائب رئيس وزراء الصين ليو هي، يستهدفان في البداية الاتفاق على النقاط المتبقية يوم الاثنين الماضي؛ لكن محادثاتهما رفيعة المستوى تأجلت إلى ما بعد عيد الميلاد (الكريسماس)، بحسب مصادر وكالة الأنباء الألمانية.
ومن النقاط الخلافية بين الجانبين حقوق العمال، وهي مسألة تحتاج إلى مناقشات «على مستوى سياسي» بين البلدين. وتمت تنحية قضية التمييز ضد الشركات الأوروبية في المشتريات العامة بالصين جانباً، ولكن تم الاتفاق على درجة أكبر من الشفافية في حالات الدعم الحكومي للشركات.
وقدمت بكين تنازلات جديدة في مجال خدمات النقل البحري والجوي، والتمويل، والكومبيوتر، والأبحاث والتطوير، والسيارات ذات المحركات البديلة، والاتصالات، وخدمات الحوسبة السحابية، وكذلك في مجال تشغيل المستشفيات الخاصة، وفقاً للوثائق الداخلية الخاصة بالاتفاق من بروكسل. وفي بداية المسودة، أكد الجانبان عزمهما «توفير مناخ أفضل لتشجيع وتنمية التجارة والاستثمار».



الاقتصاد الألماني يخشى «ضربة محتملة» من ترمب

ترام يسير في أحد شوارع مدينة هامبورغ الألمانية (د.ب.أ)
ترام يسير في أحد شوارع مدينة هامبورغ الألمانية (د.ب.أ)
TT

الاقتصاد الألماني يخشى «ضربة محتملة» من ترمب

ترام يسير في أحد شوارع مدينة هامبورغ الألمانية (د.ب.أ)
ترام يسير في أحد شوارع مدينة هامبورغ الألمانية (د.ب.أ)

قال رئيس البنك المركزي الألماني يواكيم ناغل، يوم الجمعة، إن اقتصاد ألمانيا سينكمش للعام الثاني على التوالي هذا العام، وسيكون تعافيه باهتاً، وربما يتفاقم بسبب حرب تجارية مع الولايات المتحدة.

وتعاني ألمانيا، أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، منذ سنوات، منذ أن فقد قطاعها الصناعي القوي القدرة على الوصول إلى الطاقة الروسية الرخيصة، وأيضاً مع تضاؤل ​​شهية الصين للصادرات الألمانية.

ومن المتوقع الآن أن يشهد الاقتصاد الألماني ركوداً خلال أشهر الشتاء ثم يتعافى بأبطأ وتيرة ممكنة؛ حيث سيكون الارتفاع المتوقع في الاستهلاك الخاص أقل ما كان مرتقباً، وقد يضعف سوق العمل أكثر وتتعافى استثمارات الأعمال ببطء.

وقال ناغل: «الاقتصاد الألماني لا يكافح فقط الرياح الاقتصادية المعاكسة المستمرة، ولكن أيضاً المشاكل البنيوية. كما تستجيب سوق العمل الآن بشكل ملحوظ للضعف المطول للنشاط الاقتصادي».

ويتوقع البنك المركزي الألماني الآن انكماش الاقتصاد الألماني بنسبة 0.2 في المائة هذا العام، بعد أن توقع في يونيو (حزيران) توسعاً بنسبة 0.3 في المائة، بينما تم خفض توقعات النمو لعام 2025 إلى 0.2 في المائة من 1.1 في المائة سابقاً.

ولكن حتى هذه الأرقام قد تكون مفرطة في التفاؤل، كما حذر البنك، نظراً للتهديدات الناجمة عن الحمائية المتزايدة والصراعات الجيوسياسية وتأثير التغيير الهيكلي على الاقتصاد الألماني.

وأضاف البنك المركزي الألماني أن محاكاة الرسوم الجمركية المتزايدة المتوقعة من إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، تظهر أن الولايات المتحدة ستعاني من أكبر ضربة للنمو، ولكن ألمانيا ستخسر أيضاً ما بين 1.3 و1.4 في المائة من الناتج حتى عام 2027، وقد يرتفع التضخم أيضاً بسبب هذه التدابير.

وقال البنك المركزي الألماني إن التضخم سيرتفع بنسبة 0.1 إلى 0.2 في المائة سنوياً حتى عام 2027 بسبب سياسة الحماية التي ينتهجها ترمب، لكن نموذج المعهد الوطني للاقتصاد القياسي العالمي توقع انخفاضاً بنسبة 1.5 في المائة العام المقبل، و0.6 في المائة في عام 2026. وقال البنك المركزي الألماني: «المخاطر التي تهدد النمو الاقتصادي حالياً تميل إلى الجانب السلبي، والمخاطر التي تهدد التضخم تميل إلى الجانب الإيجابي»، مضيفاً أن الانتخابات الفيدرالية الألمانية في الأشهر المقبلة قد تغير التوقعات المالية.

وهذا الضعف المستمر هو أحد الأسباب الرئيسية وراء خفض البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة يوم الخميس، والتلميح إلى المزيد من التيسير في المستقبل، مع تراجع مخاوف التضخم إلى حد كبير وتحول التركيز نحو النمو.

لكن البنك المركزي الألماني ليس مستعداً بعد لإعلان الفوز في معركة التضخم؛ حيث قال يوم الجمعة إن تضخم أسعار المواد الغذائية قد يقفز، وإن تضخم الخدمات سيظل مرتفعاً، مما يبقي الزيادات في الأسعار أعلى من متوسط ​​منطقة اليورو.

وفي غضون ذلك، أظهرت البيانات يوم الجمعة تراجع الصادرات الألمانية على نحو ملحوظ في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وأعلن مكتب الإحصاء الاتحادي في فيسبادن أن الصادرات انكمشت في أكتوبر بنسبة 2.8 في المائة مقارنة بسبتمبر (أيلول) السابق عليه، إلى 124.6 مليار يورو. كما انخفضت الصادرات بنفس النسبة على أساس سنوي.

وانخفضت الصادرات إلى الولايات المتحدة، أكبر سوق للصادرات الألمانية، بنسبة 14 في المائة على أساس شهري لتصل إلى 12.2 مليار يورو. وفي الوقت نفسه، انخفضت الصادرات الألمانية إلى الصين بنسبة 3.8 في المائة. وفي التجارة مع دول الاتحاد الأوروبي، انخفضت الصادرات الألمانية بنسبة 0.7 في المائة.

وكتب كبير الاقتصاديين في مصرف «في بي»، توماس جيتسل، أن بداية الربع الأخير من عام 2024 لا تبشر بالخير مع الانخفاض الذي سجلته الصادرات في أكتوبر الماضي، وأضاف: «حتى لو كان الانخفاض الكبير في الصادرات إلى الولايات المتحدة يتعلق على الأرجح بالطلبيات الكبيرة، فإن التراجع يعطي لمحة عما يمكن أن يحدث في حالة حدوث نزاعات جمركية كبيرة مع الولايات المتحدة».

وتسببت المنافسة المتزايدة في الأسواق العالمية من الصين، على سبيل المثال، فضلاً عن مشكلات هيكلية في الصناعة الألمانية، مثل ارتفاع تكاليف الطاقة والأعباء البيروقراطية الكثيرة، في إنهاك ألمانيا بوصفها دولة تصديرية لفترة طويلة. وكانت الصادرات قد انخفضت بالفعل في سبتمبر الماضي.

وانخفضت الواردات إلى ألمانيا بنسبة 0.1 في المائة في أكتوبر مقارنة بسبتمبر إلى 111.2 مليار يورو. وبالمقارنة مع الشهر نفسه من العام الماضي، كانت هناك زيادة بنسبة 1.7 في المائة. وكان الميزان التجاري إيجابياً عند 13.4 مليار يورو.