عمر السومة... أيقونة فرح في قلعة الأهلي

النجم السوري أصبح هدافاً تاريخياً لدوري المحترفين السعودي

عمر السومة .. ماكينة أهداف أهلاوية لا تتوقف (محمد المانع)
عمر السومة .. ماكينة أهداف أهلاوية لا تتوقف (محمد المانع)
TT

عمر السومة... أيقونة فرح في قلعة الأهلي

عمر السومة .. ماكينة أهداف أهلاوية لا تتوقف (محمد المانع)
عمر السومة .. ماكينة أهداف أهلاوية لا تتوقف (محمد المانع)

كان السوري عمر السومة يعيش في قريته (دير الزور) الواقعة في الشرق السوري بمعية ستة من أقرانه الأطفال الذين يقتربون من عمره أو يماثلونه بالعمر، هذا التجمع الشبابي أولد روح «المشاغبة» في نفس الطفل الذي يقضي جل يومه في أزقة شوارع المدينة الصغيرة.
مشاغبة الطفولة انعكست على شخصية عمر السومة التي أكسبته روح التحدي والمثابرة والإصرار وعدم الخضوع والخنوع لأي ظروف تحيط به كشخص قبل أن يقتحم ملاعب كرة القدم التي بات فيها اليوم رقماً صعباً.
عمر السومة الذي لم يركن لحديث ونصائح المقربين منه، عندما وصل إليه العرض الاحترافي من النادي الأهلي، بحجة أن مستوى الدوري السعودي قوي وقد يحرجه ولا يحقق نجاحاً مماثلاً لما كان عليه في الكويت.
في مباراته الأولى مع فريقه الجديد الأهلي أمام الحزم في بطولة كأس ولي العهد التي أُلغيت لاحقاً، لم يسجل عمر السومة أي هدف، في المباراة التي كسبها فريقه بهدف وحيد حمل توقيع صالح العمري، حينها كانت ليلته صعبة، وعاد لسماع أحاديث العتاب، وأن المنافسة في السعودية قوية جداً.
السومة كان في داخله يرى شيئاً مختلفاً، يقول في حديث إعلامي سابق: «في الكويت نزل مستواي كثيراً، المنافسة غير متكافئة من حيث مستويات الفريق؛ القادسية فريق قوي جداً، على الصعيد الشخصي أسجل من لقطات بسيطة لا أجري كثيراً؛ لا أبذل مجهوداً لياقياً».
وما هي إلا أيام قليلة حتى افتتح السومة موسمه في دوري المحترفين السعودي بثلاثة أهداف «هاتريك» في مباراة الأهلي الأولى أمام هجر التي كسبها بستة أهداف لهدف، وكانت تلك بداية مرحلة جميلة ومختلفة للأهلي ولعمر السومة الذي عاد بالموسم ذاته ليسجل في نهائي كأس ولي العهد ويتوج مع فريقه بلقب البطولة التي لم يسجل في مباراتها الافتتاحية أمام الحزم.
عمر السومة الشهير بلقب «العقيد» رأت عينه النور في 28 مارس (آذار) 1989 في قرية دير الزور السورية، عشق كرة القدم منذ صغر سنه، وبدأ يلاعب الساحرة المستديرة كغيره من أقرانه الأطفال قبل أن يتجه للملاعب الرسمية عبر بوابة نادي الفتوة السوري.
بدأت علاقة السومة القوية مع الشباك، منذ أن كان لاعباً ناشئاً، حيث حقق لقب الهداف برصيد 29 هدفاً في موسم 2006 - 2007، قبل أن يصعد للفريق الأول وهو ابن الثامنة عشر عاماً. وكان هذا العمر شهد أول توقيع عقد احترافي للمهاجم الهداف.
ورغم الحماس الكبير الذي يتوقد من عمر السومة، إلا أن الظروف أرهقته كثيراً. في البداية هبط فريقه إلى دوري الدرجة الثانية، وبعد فترة زمنية عاد مجدداً قبل أن تتوقف المنافسة هناك في منتصفها بسبب الثورة السورية التي اندلعت في 2011 حينها حزم السومة حقائبه واتجه للاحتراف في الكويت عبر بوابة القادسية.
لم تكن بداية السومة في الكويت مثالية، حيث كان لاعباً بديلاً في بداية مشواره، إلا أنه ينجح في وضع بصمته عند المشاركة، حيث نجح بتسجيل سبعة أهداف في القائمة التي يتصدرها ابن جلدته، محمد زينو، بتسعة أهداف، وفي موسمه الثاني رفع رصيده إلى ثمانية أهداف، قبل أن يكتسح في موسمه الثالث، ويسجل 23 هدفاً.
يتحدث السومة عن مرحلته هناك في الكويت بمروره بظروف صعبة جداً، بسبب الحرب التي كانت تمر بها بلاده (سوريا): «مررت بظروف صعبة في فترة من الفترات سجلت هدفين خلال ستة أشهر، وحينها جلست معي إدارة النادي، وتساءلت عن سبب هذا التراجع، وقامت حينها الإدارة بإحضار شقيقيَّ (محمد وعبد الله)، وكانوا يقيمون في مصر، وبعدها سجلت عشرين هدفاً».
بدأت علاقة عمر السومة بالأهلي السعودي، بعدما أمضي ثلاث سنوات احترافية في صفوف القادسية الكويتي، ليبدأ مرحلة جديدة من حياته تبدو هي الأهم في مسيرته الكروية حتى الآن، في موسمه توج السومة مع فريقه بلقب كأس ولي العهد بعد فوزه على الهلال بهدفين لهدف، وحل الفريق في المركز الثاني بترتيب الدوري خلفاً للنصر، وبفارق أربع نقاط عنه، وتوج على الصعيد الشخصي السومة بلقب هداف الدوري برصيد 22 هدفاً.
في الموسم الثاني قاد عمر السومة فريقه لمعانقة اللقب الذي ظل غائباً عن خزائن الفريق منذ ثلاثين عاماً، حيث تُوج الأهلي بلقب الدوري عقب انفراده بالصدارة بفارق ثماني نقاط عن الوصيف الهلال وحينها تُوج السومة أيضاً بلقب الهداف برصيد 27 هدفاً.
عاد السومة في الموسم الثالث له مع فريق الأهلي ليحقق لقب الهداف برصيد 24 هدفاً مسجلاً حضوره القوي في قائمة هدافي الدوري لمدة ثلاثة مواسم متواصلة، وفي المواسم الثلاثة التي أعقبتها يواصل السومة حضوره دون حصوله على لقب الهداف، حيث سجل في موسم 11 هدفاً ثم 19 هدفاً تكررت في الموسمين الماضيين.
وبهدفه في الجولة الأخيرة بشباك فريق الفتح، أصبح عمر السومة الهداف التاريخي لدوري المحترفين السعودي، بعدما رفع رصيده إلى 127 هدفاً محطماً جميع الأرقام القياسية السابقة.
وينجح عمر السومة بتسجيل حضوره القوي في المباريات الكبيرة وأمام الأندية المنافسة التي عانت شباكها من أهدافها المتعددة، حيث وضع السومة بصمته في شباك الاتحاد (الغريم التقليدي للأهلي) برصيد 11 هدفاً مقابل عشرة أهداف في شباك النصر والشباب وثمانية أهداف في شباك الهلال.
أمام هذه المنجزات الشخصية الكبيرة، يظل عمر السومة واحداً من أهم الأسماء التي حضرت في ملاعب كرة القدم السعودية، ونموذجاً مميزاً في اللاعب المحترف الذي يواصل العمل على نفسه لثبات مستواه واستمرارية حضوره بهذا الوهج الكبير.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.