ملحمة يونايتد وليدز أعادت للأذهان ذكريات البطل كانتونا

أول مواجهة بين الفريقين من 16 عاماً شهدت 8 أهداف... ولم تمح تأثير البطل الفرنسي

كانتونا بقميص يونايتد في مواجهة فريقه السابق ليدز بإحدى ملاحم مباريات الدوري الإنجليزي
كانتونا بقميص يونايتد في مواجهة فريقه السابق ليدز بإحدى ملاحم مباريات الدوري الإنجليزي
TT

ملحمة يونايتد وليدز أعادت للأذهان ذكريات البطل كانتونا

كانتونا بقميص يونايتد في مواجهة فريقه السابق ليدز بإحدى ملاحم مباريات الدوري الإنجليزي
كانتونا بقميص يونايتد في مواجهة فريقه السابق ليدز بإحدى ملاحم مباريات الدوري الإنجليزي

دائماً ما تكون المواجهة بين مانشستر يونايتد وليدز يونايتد أحد أكثر المباريات إثارة ومتعة في كرة القدم الإنجليزية، حتى لو كانت المباراة التي جمعت الفريقين على ملعب «أولد ترافورد» يوم الأحد الماضي هي أول لقاء بينهما في الدوري الممتاز منذ أكثر من 16 عاماً، وحتى لو لم تكن متكافئة، وانتهت بفوز يونايتد بـ6 أهداف مقابل هدفين!
ليدز يونايتد الذي فاز بأول لقب له في عهد المدرب دون ريفي في الستينيات من القرن الماضي، وقضى معظم السنوات الماضية يلعب بعيداً عن الدوري الإنجليزي الممتاز، منذ أن أصبح آخر فريق يفوز باللقب بشكله القديم في عام 1992، يقدم حالياً كرة قدم هجومية رائعة مع المدرب الأرجنتيني بيلسا.
ورغم أن جمهور الفريقين لا يحب بعضه بعضاً، فإن الناديين لديهما كثير من القواسم المشتركة، ربما بشكل أكبر بكثير مما قد يتخيله أي شخص. فعلى عكس التنافس التقليدي بين الأندية التي توجد في المدينة نفسها، كان يمكن للاعبين أن يتحركوا بحرية وسهولة من أحد الناديين إلى الآخر خلال السنوات الأخيرة، وخير دليل على ذلك أن عدداً كبيراً من اللاعبين البارزين قد لعبوا لكلا الناديين.
فهناك لاعبون مثل جوني غايلز وجوردون ستراكان، اللذين حققا نجاحاً محدوداً في «أولد ترافورد» قبل أن ينتقلا إلى ليدز يونايتد، ويقودا النادي للحصول على البطولات والألقاب. وهناك لاعبون فعلوا العكس، مثل ريو فيرديناند وآلان سميث. وانتقل جو جوردان وجوردون ماكوين من ليدز يونايتد إلى مانشستر يونايتد عندما بدأ مستوى ليدز في التراجع في فترة ما بعد دون ريفي. لكن اللاعب الأكثر شهرة في هذا الصدد بالتأكيد هو الفرنسي إريك كانتونا الذي يعد اللاعب الوحيد الذي فاز بالبطولات والألقاب مع كل من مانشستر يونايتد وليدز.
وربما لم يكن إيريك كانتونا لينضم إلى مانشستر يونايتد في نهاية المطاف لولا قيام جيرارد هولييه، المدير الفني لمنتخب فرنسا آنذاك، بالشكوى للمدير الفني لمانشستر يونايتد، السير أليكس فيرغسون، من أن المهاجم الأول للمنتخب الفرنسي (كانتونا) يعاني لأنه يجلس كثيراً على مقاعد البدلاء في ليدز.
وكان كانتونا هو العامل الرئيسي في فوز ليدز يونايتد بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز عام 1992، لكن بحلول شهر نوفمبر (تشرين الثاني) في الموسم التالي، كان المدير الفني لليدز يونايتد آنذاك، هوارد ويلكينسون، قد فقد الثقة في اللاعب، وبدأ يبحث عن بديل له في الخط الأمامي للفريق. لكن هذه الظروف لم تكن جديدة بالنسبة لكانتونا الذي كان قد انتقل إلى إنجلترا في المقام الأول لأن ميشيل بلاتيني، سلف هولييه في القيادة الفنية لمنتخب فرنسا، قد شعر بأن اللاعب قد أفسد كثيراً من الأمور في فرنسا، وبالتالي يتعين عليه أن يخوض تجربة جديدة بالخارج. وكان بلاتيني يعرف غرايم سونيس جيداً، وحاول أن ينقل اللاعب إلى ليفربول أولاً، لكن المدير الفني للفريق الإنجليزي رفض الدعوة بحجة أن كانتونا سيؤثر بالسلب على الأجواء داخل غرفة خلع ملابس الفريق.
وفي البداية، شكك كثيرون في أهمية هذه الصفقة، خاصة عندما ظهر اللاعب الفرنسي في المؤتمر الصحافي لتقديمه وهو يرفع قبعة قميصه مزهواً بنفسه، لكن بعد ذلك أصبح يُنظر إلى المبلغ الذي دفعه مانشستر يونايتد من أجل ضم اللاعب -ويصل إلى 1.2 مليون جنيه إسترليني- على أنه ربما أفضل صفقة في القرن بأكمله، بالنظر إلى ما حدث لاحقاً، والمستويات المذهلة التي قدمها اللاعب مع الشياطين الحمر.
لقد رأى فيرغسون أنه من الضروري أن يتم استيعاب لاعب بقدرات وإمكانيات كانتونا، وبالفعل نجح المدير الفني الاسكتلندي القدير في ذلك، واستغل قدرات اللاعب بالشكل الأمثل، وحصلا معاً على كثير من البطولات والألقاب. ومن المؤكد أن النجاح الكبير الذي حققه كانتونا بعد ذلك كانت له تداعيات سلبية على كل من ويلكينسون وسونيس بسبب رفضهما ضم لاعب بهذه القدرات الاستثنائية.
ومع ذلك، كان ويلكينسون لا يزال يشغل منصب المدير الفني لليدز يونايتد في أبريل (نيسان) 1996، عندما توجه الفريق وهو في حالة فنية سيئة إلى ملعب «أولد ترافورد» لمواجهة مانشستر يونايتد الذي كان قد تغلب للتو على نيوكاسل يونايتد، واستعاد صدارة جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز. ورغم أن ليدز يونايتد قد خسر جهود حارس مرماه، مارك بيني، لحصوله على البطاقة الحمراء في وقت مبكر من الشوط الأول، قدم الفريق أداءً رائعاً رغم النقص العددي، وتصدى الحارس البديل، لوكاس راديبي، لعدد كبير من الفرص المحققة، وخسر الفريق بهدف دون رد، بتسديدة بعيدة المدى من روي كين في الدقيقة 72 من عمر اللقاء.
حتى جمهور ليدز يونايتد في ذلك الوقت الذي كان قد صب جام غضبه على لاعبي الفريق قبل أيام قليلة بعد الأداء الضعيف أمام تشيلسي، صفق للاعبيه بعد الأداء القوي الذي قدموه أمام مانشستر يونايتد.
وبعد المباراة، قال فيرغسون -ربما بسبب ولائه الشديد لصديقه ويلكنسون، وربما لأن ذلك كان صحيحاً بالفعل- إن ليدز يونايتد لو قدم هذا الأداء كل أسبوع، فإن مديره الفني لن يشعر بالقلق من الإقالة من منصبه.
وأضاف المدير الفني الاسكتلندي أن جميع الفريق تسعى لتقديم أفضل ما لديها عندما تواجه مانشستر يونايتد على ملعب «أولد ترافورد»، لكن ذلك ربما لا يكون مجدياً بالنسبة لها إذا لم تقدم المستويات نفسها في باقي المباريات الأخرى.
ربما كان المدير الفني لمانشستر يونايتد يسعى من خلال هذه التصريحات لزيادة الدافع لدى لاعبي ليدز يونايتد قبل مواجهة منافسه على اللقب نيوكاسل يونايتد بعد ذلك بـ12 يوماً، لكن الشيء المؤكد هو أنه من الرائع أن نعود مرة أخرى لمشاهدة هذه المواجهة القوية بين مانشستر يونايتد وليدز يونايتد، التي كانت الأخيرة منها حافلة بالإثارة والمتعة والأهداف الغزيرة التي وصلت إلى 8 أهداف (6 - 2 لصالح يونايتد صاحب الأرض).



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.