ترمب يشيد بالهدنة في ذكرى احتفال الليبيين بـ«الاستقلال»

اتهامات متبادلة بـ«التحشيد» في سرت بين «الجيش الوطني» و«الوفاق»

المشير حفتر يحيّي عدداً من الأطر العسكرية بمناسبة احتفالات عيد الاستقلال وسط بنغازي أمس (رويترز)
المشير حفتر يحيّي عدداً من الأطر العسكرية بمناسبة احتفالات عيد الاستقلال وسط بنغازي أمس (رويترز)
TT

ترمب يشيد بالهدنة في ذكرى احتفال الليبيين بـ«الاستقلال»

المشير حفتر يحيّي عدداً من الأطر العسكرية بمناسبة احتفالات عيد الاستقلال وسط بنغازي أمس (رويترز)
المشير حفتر يحيّي عدداً من الأطر العسكرية بمناسبة احتفالات عيد الاستقلال وسط بنغازي أمس (رويترز)

احتفلت ليبيا أمس بالذكرى الـ69 لعيد استقلالها، على وقع تبادل الاتهامات بين الجيش الوطني، بقيادة المشير خليفة حفتر، وحكومة الوفاق برئاسة فائز السراج، بشأن «تحشيد» عسكري في سرت والجفرة بوسط البلاد. وفي غضون ذلك أكد الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، دونالد ترمب، في تهنئته للسراج وللشعب الليبي على «دعم بلاده لتحقيق الاستقرار في ليبيا»، مثمنا «خطوات وقف إطلاق النار وانطلاق العملية السياسية».
وحثت بعثة الأمم المتحدة الليبيين على توحيد جهودهم للوصول إلى الانتخابات الوطنية، وشددت في بيان لها على «أهمية البناء على التقدم الإيجابي، الذي حققه الليبيون في المسارات المختلفة، من خلال إنهاء الاقتتال، والمضي قدماً في التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار الشامل، وتعزيز تدابير بناء الثقة، والتحسن المستمر في الجوانب الاقتصادية».
وأشاد السراج في كلمة ألقاها أمس خلال الاحتفالات الرسمية، التي أقيمت بالمناسبة في ميدان الشهداء وسط العاصمة طرابلس، وشهدت استعراضا عسكريا بمشاركة وحدات رمزية من قوات الوفاق ووزارتي الداخلية والعدل، بـ«القوات الموالية لحكومته والقوات المساندة لها». معتبرا أن البلاد «تواجه تحديات ومخاطر متعددة». وأعرب عن أمله في أن «تحل هذه الذكرى العام المقبل، وبلادنا تعيش عرساً ديمقراطياً، يقول فيه الشعب كلمته عبر انتخابات برلمانية ورئاسية».
من جانبه، توعد صلاح النمروش، وزير الدفاع في حكومة الوفاق، «قوات الجيش الوطني بالهزيمة، إذا ما كررت هجومها على العاصمة طرابلس». بينما أكد الفريق محمد الحداد، رئيس الأركان العامة لقوات الوفاق، «تصميم المؤسسة العسكرية على ضرورة إنهاء المشاريع الشخصية الحالمة».
ورصدت وسائل إعلام محلية مشاركة مصطفى الشركسي، آمر ميليشيات ما كان يعرف باسم «سرايا الدفاع عن بنغازي»، في الاحتفالات التي جرت وسط إجراءات أمنية مكثفة، وبحضور من وصفتهم بـ«شخصيات متطرفة، لها سجل إجرامي من قادة الميليشيات المسلحة في طرابلس».
وكانت غرفة «عمليات سرت والجفرة»، التابعة للوفاق، قد استبقت الاجتماع الذي ستعقده اللجنة العسكرية المشتركة (5+5)، باتهام الجيش الوطني بمواصلة التحشيد حول سرت والجفرة، وزرع للألغام وحفر الخنادق وجلب المرتزقة، معتبرة أن ذلك «يدل على نية المتمرد لإعادة الكرة»، كما فعل في الرابع من أبريل (نيسان) عام 2019. وقالت إن «قوات الوفاق على أُهبة الاستعداد لصد أي تحرك مرتقب بعد رصد تحشيدات وتحصينات جديدة بالقرب من المنطقة».
ومع أنها أكدت مجددا تأييدها للحوار. لكنها قالت في المقابل إنه «لن يكون هُناك فتح للطريق إلا بعد تنفيذ جميع الشروط، ومن أهمها انسحاب المرتزقة من سرت والجفرة».
بدوره، قال خالد كرواد، آمر محور البحر بغرفة عمليات سرت والجفرة، إنها بدأت في تسيير دوريات حفظ الأمن بمنطقة جنوب أبوقرين، وصولا إلى ضواحي غرب سرت، مؤكداً «جاهزية واستعداد قوات الوفاق للتعامل مع أي تحرك معاد».
في المقابل، زار المشير حفتر، النصب التذكاري لشهداء منطقة بنينا بمدينة بنغازي (شرق)، حيث أقيم احتفال عسكري لقوات الجيش الوطني، استهله حفتر بتدشين حملة تشجير لزرع نصف مليون شجرة، وغابات لمقاومة التصحر ودعم البيئة، وقام بزرع أول شتلة.
وكانت القيادة العامة للجيش الوطني قد أعلنت مساء أول أمس أنها رصدت «تحشيدا كبيرا للميليشيات الإجرامية والتكفيرية، المدججة بالأسلحة التركية المتطورة، وآلاف المرتزقة، والمقاتلين الأجانب في منطقة الهيشة والقداحية وزمزم، وعموم شرق مصراتة، ورفع درجة الاستعداد لديهم، وتهديدهم بالهجوم على مناطق الجيش في سرت والجفرة». مشيرة في بيان لها إلى أن الأمر وصل بهم إلى حد «تهديد الشرق بالكامل».
وعدت هذا الأمر «انتهاكا صريحاً لمبادئ وقف إطلاق النار، وما نتج عنه من تفاهمات لاتخاذ خطوات عملية على الأرض لتعزيز وقف دائم لإطلاق النار، وترجمة بيان جنيف للجنة العسكرية (5+5)، الذي ترعاه بعثة الأمم المتحدة».
وأضافت في البيان الذى عززته بفيديو متداول لتحشيد الميليشيات حول خط وقف إطلاق النار «ما زلنا نرصد ونتابع تحركات الميليشيات، ونحذرها من اتخاذ أي خطوات تصعيدية واستفزازية في المنطقة».
وبث اللواء أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني، على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، فيديو آخر متداولا يبين ما وصفه بـ«التصرفات الاستفزازية وغير المسؤولة التي تمارسها الميليشيات الإرهابية والإجرامية، حول خط وقف إطلاق النار». بالإضافة إلى فيديو يبين الاستعدادات العسكرية التي تقوم بها الميليشيات في مناطق الهدنة.
من جانبه، ثمن بيان أصدره وفد الجنوب الليبي في ختام زيارته للقاهرة جهود مصر ومؤسساتها، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لضمان تحقيق الاستقرار في ليبيا بما يضمن سلامة الشعب الليبي، ووحدة الأراضي الليبية. ودعا القيادة المصرية لمواصلة جهودها لتحقيق التطلعات المشروعة للشعب الليبي وممثليه، تأسيسا على مبدأ الشمولية في الحل. معلنا عن فتح قنصلية مصرية بالجنوب الليبي لتسهيل الخدمات لمواطني البلدين، وتشكيل لجنة «صداقة» من مكونات الجنوب الليبي مع اللجنة الوطنية المصرية للتنسيق، ولفت إلى بحث إمكانية تسيير رحلات جوية بين مطار سبها الدولي ومطارات مصر، أسوة بباقي مطارات ليبيا.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.