أكدت دار الإفتاء المصرية أن «تهنئة غير المسلمين بأعيادهم ومناسباتهم، أمر حث عليه الإسلام». في حين شدد مفتي مصر، الدكتور شوقي علام، على «ضرورة إشاعة مشاعر التآخي والوحدة الوطنية في مواجهة المخاطر والإرهاب الذي يواجه الجميع دون تفرقة بين مسلم ومسيحي»، مضيفاً أن «(قوى الشر) لن تفلح في بث الفتن بين المسلمين والمسيحيين».
ووجه مفتي مصر التهنئة أمس، إلى البابا تواضروس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والأقباط من الطوائف الكاثوليكية والإنجيلية والأسقفية في مصر وخارجها، بمناسبة عيد «الميلاد المجيد»، مؤكدًا أن «مصر تعد نموذجاً فريداً في وحدة الصف والنسيج الوطني».
ولا يزال «المتشددون» في «الجماعات الإرهابية» يفتون بـ«عدم جواز تهنئة الأقباط بأعيادهم». لكن مفتي مصر أكد أن «تبادل التهاني بين أبناء الوطن الواحد في المناسبات الدينية، من شأنه أن يقوي روح المودة والتآلف والترابط».
وأوضحت «الإفتاء» في فيديو «موشن غرافيك» أمس، أن الإسلام قد أقر مبدأ العيش السلمي مع الناس جميعاً دون نظر لعقائدهم؛ بل دعا إلى ودهم وصلتهم وإهدائهم وقبول الهدية منهم والإحسان إليهم كما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يفعل. ووجه الفيديو رسالة إلى المسلمين بعدم «الاستماع إلى (المتشددين) الذين يأخذون من الدين ما يوافق هواهم».
من جانبه، قال الدكتور علام إن «إحياء قيم الحب والتلاحم والتسامح والتعايش واحترام الآخر، قبل أن يكون واجباً دينياً دعت إليه الديانات وأوجبته نصوصها؛ فهي قيم عليا وضرورات إنسانية أصيلة».
في السياق نفسه، أكدت «الإفتاء» في فتوى لها أمس، أن «الإسلام ديناً ودولة يدعو إلى التعايش والتماسك بين طوائف المجتمع، والبناء على الأسس المشتركة ونبذ العنف والفتنة بين رعايا الدولة»، موضحة أن «الله سبحانه جعل التعددية سبباً دافعاً للتعارف والتواصل لا للتصارع والتقاطع»، مشيرة إلى أن «الدولة في الإسلام يأمن فيها أصحاب الديانات السماوية على حريتهم التامة في البقاء على عقائدهم وشعائرهم»، لافتة إلى أن «الدعوة إلى التمسك بالوحدة الوطنية لا تقتضي بالضرورة معاداة الدين الإسلامي أو مخالفة أحكامه أو فصله عن كيان الدولة أو تهميش دوره في الحياة، أو إزالة الفروقات والتمايز بين العقائد والأديان؛ بل المقصود بها هو الاتحاد لإعمار الأرض، والتعاون في المتفق عليه، انطلاقاً من القيم العليا المشتركة بين الأديان المختلفة».
إلى ذلك، أكد الدكتور إبراهيم نجم، الأمين العام للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم بمصر، أمس، أنه «لا يوجد في شريعة الإسلام السمحة ما يمنع من تحية الأقباط أو تهنئتهم أو إدخال السرور عليهم؛ بل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبر جميع أهل الأديان السماوية ويساعدهم، عملًا بمبدأ التعايش والسلام بين بني الوطن الواحد»، مضيفاً أن «أعياد الميلاد تلهمنا جميعاً معاني الرحمة والخير والمحبة والمودة والسلام».
«إفتاء مصر» تشدد على الوحدة الوطنية لمواجهة الإرهاب
المفتي قال إن «قوى الشر» لن تفلح في بث الفتن بين المسلمين والمسيحيين
«إفتاء مصر» تشدد على الوحدة الوطنية لمواجهة الإرهاب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة