أرتيتا يسير في طريق غامض مع آرسنال بعد عام من الصعود والهبوط

الفوز غير المتوقع بكأس إنجلترا لا يمكن أن يخفي 12 شهراً من المستوى المتواضع للفريق في الدوري الممتاز

أرتيتا ولاعبوه يسيرون منكسي الرؤوس بعد النتائج المخيبة (رويترز)
أرتيتا ولاعبوه يسيرون منكسي الرؤوس بعد النتائج المخيبة (رويترز)
TT

أرتيتا يسير في طريق غامض مع آرسنال بعد عام من الصعود والهبوط

أرتيتا ولاعبوه يسيرون منكسي الرؤوس بعد النتائج المخيبة (رويترز)
أرتيتا ولاعبوه يسيرون منكسي الرؤوس بعد النتائج المخيبة (رويترز)

بينما كان النسيم العليل يتدفق على ملعب «غوديسون بارك» في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كانت رياح جديدة تهب على نادي آرسنال، حيث كان المدير الفني الإسباني ميكيل أرتيتا ينظر من الصف الأمامي للمنطقة المخصصة للمسؤولين بالملعب، وإلى جانبه الرئيس التنفيذي للنادي، فيناي فينكاتشام، ورئيس قطاع كرة القدم آنذاك، راؤول سانليهي، في اليوم السابق لتولي أرتيتا مهمة قيادة فريق المدفعجية بصفة رسمية.
لم يكن أرتيتا هو الوحيد الذي لا يشعر بالرضا عن أداء آرسنال الأخير بالدوري أمام إيفرتون، الذي كان هو الآخر على وشك البدء في عملية تجديد دماء الفريق. وقال أرتيتا يوم الجمعة الماضي عن هذا اليوم: «أتذكر أنني كنت أجلس في المدرجات وأفكر في أنني لا أستطيع الانتظار لبدء العمل مع اللاعبين والنادي».
وبعد مرور 52 أسبوعاً بالضبط على توليه المسؤولية، يواجه المدير الفني الإسباني الكثير من المشاكل والصعوبات بعد تراجع نتائج وأداء الفريق بشكل ملحوظ. وبالعودة إلى أواخر يوليو (تموز) الماضي، عندما كان آرسنال على وشك الفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي، قال أرتيتا مازحاً إنه يمكنه أن يكتب كتاباً كاملاً عن الستة أشهر الأولى التي قضاها في قيادة الفريق. لكن يبدو الآن أنه بات بحاجة إلى مجلد ثانٍ على الأقل لكتابة تفاصيل تجربته الأسوأ مع المدفعجية حتى الآن!. في الحقيقة، كان هناك سبب للتعاطف معه هذا الأسبوع عندما قال إنه «جرب أشياء في عام واحد كان من الممكن أن يجربها في عشرة أو ثمانية أعوام لو كان في وظيفة عادية».
لكن القصة اتخذت منعطفاً غير مرغوب فيه، بعدما هبط آرسنال إلى المركز الخامس عشر في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، وفي حال خسارته في المباراة القادمة أمام تشيلسي في السادس والعشرين من ديسمبر (كانون الأول) الجاري فإن الفريق سيهبط بالفعل إلى المراكز المؤدية للهبوط. وبالتالي، تشير الحقائق المجردة إلى أن الفترة التي كانت تحمل الكثير من الوعود قد تحولت إلى كابوس بسرعة أكبر مما كان يتوقعه أي شخص.
وقد اعترف أرتيتا نفسه بصعوبة الموقف، قائلاً: «المستويات التي نقدمها في الدوري الإنجليزي الممتاز في الآونة الأخيرة تتعارض تماماً مع الأداء الجيد الذي كنا نقدمه في السنة التقويمية». وتشير الأرقام والإحصائيات إلى أن آرسنال حصل على 47 نقطة من 33 مباراة لعبها الفريق في الدوري الإنجليزي الممتاز تحت قيادة أرتيتا خلال هذا الموسم والموسم الماضي.
لكن كيف يمكننا تقييم أرتيتا كمدير فني بعد الذي قدمه مع آرسنال حتى الآن؟ هل هو المدير الفني الذي يتعلم بسرعة والذي وصف بأنه عبقري بعدما نجح في قيادة مجموعة عادية من اللاعبين إلى الفوز على كل من مانشستر سيتي وتشيلسي على ملعب ويمبلي؟ أم أنه مدير فني مغرور أُحيط بضجة مبالغ فيها، وهو ما أدى إلى أسوأ بداية لآرسنال في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ 36 عاماً؟ أم أنه تعرض للإعاقة، إلى حد كبير، بسبب أحداث خارجة عن إرادته؟.
وإذا كانت هناك رغبة في تقييم تجربة أرتيتا بشكل أكثر لطفاً عما تشير إليه النتائج المجردة فإن ذلك يعود إلى أن الجميع يعلم أن المدير الفني الإسباني قد تولى قيادة الفريق في ظروف صعبة للغاية. ويجب أن نعرف أن الأمور قد تتفاقم وتزداد سوءاً خلال الفترة المقبلة. لقد تحدث أرتيتا مع سانليهي في المدرج الرئيسي لملعب «غوديسون بارك» الخاص بإيفرتون، لكن بعد ثمانية أشهر رحل مواطنه، بعد أن لعب دوره في سياسة الانتقالات الفاشلة والمختلة التي أدت إلى وصول الفريق إلى هذه الحالة. وجاء رحيل سانليهي ضمن أحدث تعديل إداري من بين العديد من التغييرات على مدار السنوات الخمس الماضية، ومن المؤكد أن الأمور لم تهدأ بعد، وقد يشهد النادي مزيداً من التغييرات.
ويواجه النادي صعوبات كبيرة في التخلص من عدد من اللاعبين الذين يقدمون مستويات محبطة رغم أنهم يحصلون على مبالغ مالية كبيرة، خلال الصيف المقبل، لكن فشل النادي في القيام بذلك يعيق جهود إعادة البناء بشكل كبير، خاصة بعد الفشل في التخلص من سياد كولاسيناتش، وسقراطتيس باباستاثوبولوس، وبشكل صارخ مسعود أوزيل. وتعود هذه المشاكل بصورة جزئية إلى الأخطاء التي ارتكبتها الإدارات السابقة، لكنها تعود أيضاً إلى الافتقار إلى الخبرة الحقيقية في مجال كرة القدم على مستوى رفيع الآن.
وهذا هو السبب في أن إدو - المدير التقني، الذي يقود النادي ضمن فريق رباعي إلى جانب أرتيتا وفينكاتشام، ومدير أكاديمية الناشئين، بير ميرتساكر - سُئل يوم الاثنين الماضي عما إذا كان يشعر هو وأرتيتا بأن مستقبلهما مع الفريق قد بات في مهب الريح. وقال إدو في أحد الردود العديدة التي شددت على الخطوات الواسعة التي يتم اتخاذها في النادي ولا يراها الكثيرون لأنها تتخذ بعيداً عن الأضواء: «لا يتعلق الأمر بإدو أو ميكيل أرتيتا، لكنه يتعلق بالاستقرار داخل النادي».
من المؤكد أن إدو يواجه ضغوطا كبيرة للغاية حتى تكون التعاقدات التي يبرمها النادي خلال فترتي الانتقالات القادمتين على مستوى صفقتي توماس بارتي والمدافع البرازيلي الرائع غابرييل ماغالهايس، وليس مثل صفقات ويليان، المتقدم في السن الذي كلف خزينة النادي الكثير من الأموال، أو بابلو ماري الذي اتضح أن النادي ليس في حاجة لخدماته على الأرجح، أو سيدريك سواريز الذي يأتي كخيار ثالث في مركز الظهير الأيمن!.
ومن الواضح أن أرتيتا في حد ذاته لا يمثل مشكلة في آرسنال. وقال الحارس بيرند لينو بعد تعادل آرسنال مع ساوثهامبتون بهدف لكل فريق، وهو التعادل الذي أوقف سلسلة هزائم الفريق المتتالية على ملعبه لأربع مباريات: «المدير الفني لا يسبب أي مشكلة في غرفة خلع الملابس، ولو توجد أي انتقادات له». لكن لا يمكن بالطبع أن يخلي أرتيتا مسؤوليته عما يحدث، نظراً لأن الفريق لم يصل إلى هذا المركز المتدني في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز حتى تحت قيادة أوناي إيمري، الذي حقق هو الآخر نتائج جيدة في بداية مسيرته قبل أن تتراجع النتائج بشكل ملحوظ. ربما أصبح التدريب تحت قيادة أرتيتا أكثر متعة مما كان عليه قبل 15 شهراً، لكن هذا لم يمنع تكرار الأخطاء المألوفة داخل الفريق.
كان أرتيتا يسعى إلى تحقيق «انتصارات سريعة» لدى وصوله وقد نجح في ذلك بالفعل، لكن آرسنال الآن يواجه موقفاً صعباً للغاية، حيث يريد النادي أن يعتمد على مزيج من الخبرات والشباب للخروج من هذه الأزمة، لكن حتى لو ضربنا مثالاً بلاعب يمتلك خبرات كبيرة مثل ويليان فإنه لم يقدم الأداء المنتظر منه، أو بلاعب شاب كان ينتظره مستقبل مشرق مثل ريس نيلسون، فإنه هو الآخر لم يقدم المستويات المأمولة، رغم إشادة أرتيتا به في أوقات سابقة. وقال أرتيتا في رده على سؤال عن رؤيته للتدريب والإدارة في عام 2014 إن فريقه يجب أن «يلعب كرة هجومية وممتعة ويأخذ زمام المبادرة»، مشيداً بشكل خاص بالطريقة التي تعتمد على المغامرة التي يعتمد عليها صديقه الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، لكن الحقيقة أن آرسنال بعيد للغاية عما كان يقدمه توتنهام تحت قيادة بوكيتينو.
وبدلاً من ذلك، يبدو آرسنال وكأنه فريق يعاني من الالتزام الخططي والتكتيكي أكثر من اللازم، وربما تكون هذه نتيجة طبيعية للانضباط الذي شعر أرتيتا بأنه يحتاج إلى غرسه مبكراً في صفوف الفريق، وخوفاً من ارتكاب الأخطاء. وقبل عام من الآن، كان من المنطقي أن يسعى أرتيتا لإيجاد حلول للمشاكل الدفاعية الواضحة التي يعاني منها الفريق قبل أن يعطي اللاعبين الحرية للانطلاق للأمام والقيام بالواجبات الهجومية، لكن المشكلة ببساطة تتمثل في أن أرتيتا لم ينجح في القيام بذلك، والدليل على ذلك ما يحدث للفريق عندما يفشل في إيصال الكرة إلى المهاجم الغابوني بيير إيمريك أوباميانغ.
ومن المؤكد أن أرتيتا نفسه يعرف هذه الأمور جيداً، وهذا هو السبب الذي جعل صانع ألعاب نادي ليون الفرنسي، حسام عوار، هو هدفه الأول في فترة الانتقالات الصيفية الماضية، قبل أن ينجح في التعاقد مع لاعب خط الوسط الغاني توماس بارتي. ورغم كل ذلك، كان أرتيتا متزمتا فيما يتعلق بالاعتماد على صانع الألعاب الألماني مسعود أوزيل، رغم أنه صرح من قبل بأنه واثق بأن آرسنال سيمنحه بعض الوقت.
وقال أرتيتا: «كنا نعلم جميعاً، أو على الأقل الأشخاص الذين يتخذون القرارات يعرفون، أن هذا المشروع لم يكن عبارة عن حل سريع. فعندما تتغير الأمور بشكل جذري، فإن الأمر قد يستغرق بعض الوقت». لكن إلقاء نظرة سريعة على ما يقوم به كارلو أنشيلوتي مع إيفرتون ربما يجعل أرتيتا يدرك أن الأمور قد لا تتطلب الكثير من الوقت في بعض الأحيان. ومن المؤكد أن الأمور قد ازدادت سوءاً بعد خسارة آرسنال أمام إيفرتون بهدفين مقابل هدف وحيد السبت بالدوري. وقال أرتيتا في إشارة إلى الموقف داخل النادي: «لم أر أي شيء يتعارض مع ما نحاول القيام به، لكننا في هذه الصناعة نحتاج إلى تحقيق نتائج جيدة». وهذا هو جوهر الأمر في الحقيقة، ورغم أن بداية مسيرة أرتيتا مع آرسنال قد شهدت تحقيق نتائج مبشرة للغاية، فإن الطريق سيكون أكثر وعورة إذا لم يتم التوصل إلى حلول عاجلة الآن.



شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
TT

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة

تسببت صاعقة برق خلال مباراة كرة قدم محلية في وسط بيرو بمقتل لاعب وإصابة 4 آخرين يوم الأحد، بحسب شبكة «سي إن إن».

وأظهرت لقطات من المباراة اللاعبين وهم يغادرون الملعب في ملعب كوتو كوتو ببلدة تشيلكا، على بعد نحو 70 كيلومتراً جنوب شرقي ليما، بعد توقف المباراة بسبب عاصفة.

وفي مقطع فيديو، شوهد كثير من اللاعبين وهم يسقطون على وجوههم على الأرض في اللحظة نفسها عندما ضربت الصاعقة الملعب.

وحسبما ظهر على محطة التلفزيون المحلية «أوندا ديبورتيفا هوانكافيليك»، لوحظت شرارة قصيرة وسحابة صغيرة من الدخان بالقرب من أحد اللاعبين. بعد ثوانٍ، بدا أن بعض اللاعبين يكافحون من أجل العودة إلى الوقوف.

وقالت السلطات ووسائل الإعلام الحكومية إن المتوفى هو المدافع هوجو دي لا كروز (39 عاماً).

وقالت البلدية المحلية في بيان: «نقدم تعازينا الصادقة لعائلة الشاب هوجو دي لا كروز، الذي فقد حياته للأسف بعد أن ضربته صاعقة أثناء نقله إلى المستشفى، نعرب أيضاً عن دعمنا وتمنياتنا بالشفاء العاجل للاعبين الأربعة الآخرين المصابين في هذا الحادث المأساوي».

وحتى مساء الاثنين، خرج لاعبان من المستشفى، بينما لا يزال اثنان تحت المراقبة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية «أندينا». وأضافت أن حارس المرمى الذي أصيب في الحادث كان في حالة حرجة، لكنه أظهر تحسناً.

ويمكن أن تسبب ضربات البرق إصابات خطيرة للإنسان، وفي حالات نادرة، يمكن أن تكون قاتلة. وفرصة التعرض لها أقل من واحد في المليون، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC).

ووفقاً لـ«سي دي سي»، ينجو ما يقرب من 90 في المائة من جميع ضحايا ضربات البرق، ولكن الآثار يمكن أن تكون خطيرة وطويلة الأمد. «لقد عانى الناجون من إصابات وحروق وأعراض خطيرة بما في ذلك النوبات وفقدان الذاكرة».