رئيس الوزراء الفلسطيني يدعو إلى تحالف دولي لإحياء عملية السلام

رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية خلال استقباله رئيس الوزراء وزير خارجية البرتغال أوغستو سانتوس سيلفا (وسائل إعلام فلسطينية)
رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية خلال استقباله رئيس الوزراء وزير خارجية البرتغال أوغستو سانتوس سيلفا (وسائل إعلام فلسطينية)
TT

رئيس الوزراء الفلسطيني يدعو إلى تحالف دولي لإحياء عملية السلام

رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية خلال استقباله رئيس الوزراء وزير خارجية البرتغال أوغستو سانتوس سيلفا (وسائل إعلام فلسطينية)
رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية خلال استقباله رئيس الوزراء وزير خارجية البرتغال أوغستو سانتوس سيلفا (وسائل إعلام فلسطينية)

دعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، اليوم الثلاثاء، إلى تشكيل تحالف دولي لإعادة إحياء عملية السلام، ترأسه اللجنة الرباعية الدولية.
وأكد أشتية، في بيان عقب استقباله في رام الله رئيس الوزراء وزير خارجية البرتغال أوغستو سانتوس سيلفا، ضرورة الاعتماد على قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي، لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
وشدد أشتية على أهمية كسر الأمر الواقع، وتطبيق دعوة البرلمان البرتغالي للحكومة للاعتراف بدولة فلسطين «لما فيه من حفاظ على حل الدولتين من التلاشي، في ظل التوسع الاستيطاني الإسرائيلي الممنهج، والخطوات الإسرائيلية في تدمير أي فرصة لإقامة الدولة الفلسطينية»، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية.
وكان سيلفا أكد في وقت سابق، خلال مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي، موقف بلاده الداعم للعملية السلمية على أساس حل الدولتين، ولإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة والمتواصلة جغرافياً.
وشدد على ضرورة وقف كافة السياسات الإسرائيلية غير القانونية، والمتمثلة في بناء المستوطنات، وهدم المنازل، وغيرها من الإجراءات، إضافة لأهمية دخول الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي في محادثات مباشرة، ولكن الأهم هو أن تتوقف إسرائيل عن إجراءاتها أحادية الجانب.
وأشار المسؤول البرتغالي إلى أن زيارته تأتي قبل تسلم بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، «الأمر الذي يعتبر مهماً من حيث الإصغاء لوجهة نظر الجانب الفلسطيني، وانتهاز الفرصة للتعاون والتنسيق على مستوى السياسات الخارجية».
واعتبر أن هناك فرصة جديدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، تتمثل في الإدارة الأميركية الجديدة التي ستصل لسدة الحكم الشهر المقبل.
وقال «نعول على الاتحاد الأوروبي في مساعدة الطرفين من أجل إيجاد حل لهذا الصراع الذي سيفضي إلى دولتين تعيشان جنباً إلى جنب، وأن يتم الإيفاء بحقوق الشعب الفلسطيني وتحقيق تطلعاته المشروعة».
من جهته، دعا وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي، البرتغال، إلى دعم حل الدولتين من خلال الاعتراف بدولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ودعم المطلب الفلسطيني ببدء المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاقية الشراكة الكاملة مع الاتحاد الأوروبي.
وأكد الاستعداد الفلسطيني للعودة للمفاوضات على أساس المرجعيات الدولية المعتمدة، مضيفاً أن «الموقف الفلسطيني من إطلاق عملية سلام ومفاوضات جادة يجب أن يكون وفق قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، والاتفاقيات الموقعة بين الجانبين».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.