إطلاق مورينيو سهامه على الجميع يعني إيمانه بقدرة توتنهام على الفوز باللقب

أشار إلى أن {الأفضل خسر} في مواجهة ليفربول... لكن المباراة أثارت علامات استفهام حول خططه التكتيكية

برغوين أهدر فرصتين ثمينتين لتوتنهام أمام مرمى ليفربول فخسر فريقه (رويترز)
برغوين أهدر فرصتين ثمينتين لتوتنهام أمام مرمى ليفربول فخسر فريقه (رويترز)
TT

إطلاق مورينيو سهامه على الجميع يعني إيمانه بقدرة توتنهام على الفوز باللقب

برغوين أهدر فرصتين ثمينتين لتوتنهام أمام مرمى ليفربول فخسر فريقه (رويترز)
برغوين أهدر فرصتين ثمينتين لتوتنهام أمام مرمى ليفربول فخسر فريقه (رويترز)

كانت المقابلة التي أجريت مع المدير الفني لنادي توتنهام، جوزيه مورينيو، بعد خسارة فريقه أمام ليفربول بهدفين مقابل هدف وحيد في الدوري الإنجليزي الممتاز، تبدو كلاسيكية ومعتادة من المدير الفني البرتغالي؛ حيث ظهر غاضباً وحاداً ومتقلب المزاج، ويطلق سهامه على الجميع. وربما كانت النقطة التي احتلت عناوين جميع الصحف بعد ذلك هي ادعاؤه أن توتنهام كان هو الفريق الأفضل في المباراة!
لكن المدير الفني البرتغالي أشار أيضاً إلى وجود مؤامرة ضده، وأنه قد أسيء فهمه، وأن الجميع يتصيدون له الأخطاء، وهي الأمور التي سخر منها المدير الفني لليفربول، يورغن كلوب. لكنني شخصياً أعتقد أن مورينيو يعرف تماماً ما يقوم به، نظراً لأنه يؤمن حقاً بقدرة فريقه على الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، وبالتالي يسعى لتشتيت تركيز المنافسين من خلال الدخول في حروب كلامية بعيداً عن الملعب.
لكن تجب الإشارة أيضاً إلى أن المنافسة لم تشتعل بعد بين كلوب ومورينيو، وإن كان من الممكن أن يتغير هذا الوضع خلال الفترة القادمة. وعلى الرغم من أن العالم بأسره قد مل من الخدع الذهنية التي يلجأ إليها مورينيو، فإن ما يقوم به المدير الفني البرتغالي يضفي أجواء من الإثارة والمتعة على اللعبة.
وحتى هذا الموسم، كان يورغن كلوب يتجنب، إلى حد كبير، الدخول في الحروب الكلامية التي كانت تمثل جزءاً أساسياً من الدوري الإنجليزي الممتاز؛ لكن الأسابيع القليلة الماضية شهدت ظهور جانب آخر من شخصية كلوب الذي يبدو أنه قد شعر بالإزعاج بعد الإصابات الكثيرة التي عصفت بالقوام الأساسي لفريقه، وبعد القرارات المثيرة للجدل من قبل تقنية حكم الفيديو المساعد (الفار) ضد ليفربول في الآونة الأخيرة، وهو الأمر الذي جعله يبدو صارماً في المقابلات الأخيرة، والتي كان أبرزها مع مراسل شبكة «بي تي سبورت»، ديس كيلي، بعد التعادل مع برايتون، والشجار غير اللائق وغير المجدي إلى حد كبير مع المدير الفني لشيفيلد يونايتد، كريس وايلدر.
وكان مورينيو في أوج مسيرته التدريبية خبيراً في التعرف على نقاط ضعف الفرق المنافسة واستغلالها جيداً. وبالتالي، ربما كان يعتقد أن كلوب يمكن أن يكرر أخطاءه، وبالتالي كان مستعداً لاستغلالها. وتجب الإشارة إلى أن مورينيو لم يكن مخطئاً بشأن آرائه فيما يتعلق بسلوك كلوب بجوار خط التماس. وربما يُنظر إلى هذا على نطاق واسع على أنه دليل إضافي على ضعف المدير الفني لتشيلسي، فرانك لامبارد، وردة فعله على احتفالات لاعبي ليفربول على مقاعد البدلاء بعد هزيمة «البلوز» على ملعب «أنفيلد» في نهاية الموسم الماضي - وربما كان الأمر كذلك بالفعل – لكن الحقيقة أنه في حال لامبارد كان هناك شيء يستحق ردة فعل قوية؛ لكن المدير الفني الإنجليزي الشاب لم يفعل ذلك.
ومن المعروف للجميع أن غالبية المديرين الفنيين يقضون أوقاتاً طويلة من المباراة في الحديث إلى الحكم الرابع؛ لكن كلوب، وخصوصاً عندما يتعرض لضغوط كبيرة، يكون من بين أكثر المديرين الفنيين صخباً. من المؤكد أن مورينيو يرى أن الفرصة سانحة للهجوم على كلوب في هذا الشأن، وقد بدأ الحرب بالفعل، وقد يتخذ الحكم الرابع موقفاً أكثر صرامة في المرة القادمة، وربما ستكون هناك بطاقة للمدير الفني الألماني في حال اعتراضه بشكل مبالغ فيه. أو على أقل تقدير، قد يلفت ذلك انتباه وسائل الإعلام والجمهور إلى تصرفات كلوب الغريبة، وقد يبدأون في وضعها تحت المجهر وفحصها، وطرح عديد من الأسئلة بشأنها. وبالتالي، فإن أي شيء يصرف انتباه كلوب عن المباراة نفسها سيكون مفيداً لمورينيو في ظل المنافسة الحالية.
ومن المعروف دائماً أن مورينيو يدير «مباريات أصغر» داخل المباراة نفسها، إن جاز التعبير، وبالتالي ليس غريباً أن نراه يدخل في حرب كلامية مع المديرين الفنيين للفرق المنافسة، ويتحدث عن الغرائب التي تحدث بجوار خط التماس.
لكن الحقيقة أن المباراة التي جمعت توتنهام وليفربول قد أثارت عديداً من علامات الاستفهام حول الطريقة التي يعتمد عليها مورينيو في العمل. إن ادعاءه أن توتنهام كان الفريق الأفضل في المباراة غير منطقي وغير معقول بالمرة، وربما يعد بمثابة استفزاز من استفزازاته الكثيرة، حتى وإن كانت الإحصائيات المتعلقة بالأهداف المتوقعة تؤيده في ذلك! لقد استحوذ ليفربول على الكرة بنسبة 76 في المائة، وسدد 11 تسديدة على المرمى مقابل تسديدتين فقط لتوتنهام؛ لكن ستيفن برغوين أهدر فرصتين محققتين من انفرادين بالمرمى، كما أهدر هاري كين فرصة محققة عندما لعب الكرة برأسه بشكل رائع، قبل أن تصطدم بالأرض وترتد لتعلو العارضة في الشوط الثاني.
ومع ذلك، لا يمكن أن نعتمد على إحصائية «الأهداف المتوقعة» لتحديد مستوى أي فريق في مباراة بعينها، نظراً لأن هذه الإحصائية تركز على الفرص وتقيم مدى احتمال تحويلها إلى أهداف في نهاية المطاف. لكن من المؤكد أن هناك تفوقاً آخر لا يظهر في الفرص، وهو ما يمثله وجود الفريق بالقرب من منطقة جزاء الفريق المنافس، وتسديد الكرات على المرمى، وإرسال الكرات العرضية إلى منطقة الجزاء، والتي من الممكن تحويلها إلى أهداف بلمسة واحدة؛ لكن من دون هذه اللمسة الأخيرة فإن إحصائية «الأهداف المتوقعة» لا تلقي بالاً لهذه الفرصة بالكامل.
صحيح أن هذا النوع من الاستحواذ يمكن أن يصبح عقيماً في بعض الأوقات؛ لكن ليفربول لم يكن كذلك أمام توتنهام، ويعود الفضل في ذلك إلى ذكاء وبراعة المهاجمين الثلاثة لـ«الريدز»، وخصوصاً روبرتو فيرمينو. لكن اللافت في الأمر هو ازدياد هذا التهديد في ربع الساعة الأخير من المباراة، بعد أن قرر مورينيو تغيير برغوين وإشراك سيرجيو ريغيلون بدلاً منه. ربما كان الهدف من هذا التغيير يتمثل في مواجهة الظهير الأيمن لليفربول ترينت ألكسندر أرنولد، أو ربما في إغرائه بالتقدم إلى الأمام حتى يتمكن سون هيونغ مين من الانطلاق في المساحة الخالية من خلفه؛ لكن ما حدث في نهاية المطاف هو خسارة توتنهام لكثير من خطورته في الهجمات المرتدة السريعة، وهو الأمر الذي سمح لليفربول بزيادة ضغطه الهجومي.
إن ما حدث في تلك المباراة يذكرنا بالأسباب التي تجعل عدداً قليلاً للغاية من أندية النخبة تلعب بطريقة الدفاع المتأخر، والاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة التي يعتمد عليها مورينيو. ورغم أن الجميع ينتقدون التغيير المستمر في قوانين كرة القدم؛ لكن الشيء الوحيد الذي نجحت فيه هذه القوانين هو أنها جعلت «قتل» المباراة أكثر صعوبة مما كان عليه الأمر قبل عقد من الزمن. لكن هناك سبباً آخر وراء ذلك، وهو التفاوت المالي الهائل بين الأندية، حتى داخل بطولة الدوري نفسها، وهو الأمر الذي جعل الأندية الكبرى تواجه منافسين يعتمدون على الدفاع المتكتل كثيراً، وهو الأمر الذي منح هذه الأندية كثيراً من الخبرات في فك طلاسم هذه الدفاعات، والتغلب عليها.
قد يشير مورينيو إلى أنه كان على بُعد أربع دقائق من الخروج بنتيجة التعادل التي كانت ستبقي توتنهام في صدارة جدول الترتيب؛ لكن بعد التعادل أمام كريستال بالاس يوم الأحد الماضي، فقد الفريق ثلاث نقاط أخرى بسبب أهداف اهتزت بها شباكه في الدقائق العشرة الأخيرة، بعدما كان الأمر يبدو تحت السيطرة بالنسبة لـ«السبيرز».



بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
TT

بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)

وصل النجم النرويجي الدولي إيرلينغ هالاند إلى 100 مباراة في مسيرته مع فريق مانشستر سيتي، حيث احتفل بمباراته المئوية خلال فوز الفريق السماوي 2 - صفر على مضيفه تشيلسي، الأحد، في المرحلة الافتتاحية لبطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

وكان المهاجم النرويجي بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى ملعب «الاتحاد» قادماً من بوروسيا دورتموند الألماني في صيف عام 2022، حيث حصل على الحذاء الذهبي للدوري الإنجليزي الممتاز كأفضل هداف بالبطولة العريقة في موسميه حتى الآن. واحتفل هالاند بمباراته الـ100 مع كتيبة المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا على أفضل وجه، عقب تسجيله أول أهداف مانشستر سيتي في الموسم الجديد بالدوري الإنجليزي في شباك تشيلسي على ملعب «ستامفورد بريدج»، ليصل إلى 91 هدفاً مع فريقه حتى الآن بمختلف المسابقات. هذا يعني أنه في بداية موسمه الثالث مع سيتي، سجل 21 لاعباً فقط أهدافاً للنادي أكثر من اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً، حسبما أفاد الموقع الإلكتروني الرسمي لمانشستر سيتي.

وعلى طول الطريق، حطم هالاند كثيراً من الأرقام القياسية للنادي والدوري الإنجليزي الممتاز، حيث وضع نفسه أحد أعظم الهدافين الذين شهدتهم هذه البطولة العريقة على الإطلاق. ونتيجة لذلك، توج هالاند بكثير من الألقاب خلال مشواره القصير مع سيتي، حيث حصل على جائزة لاعب الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولاعب العام من رابطة كتاب كرة القدم، ولاعب العام من رابطة اللاعبين المحترفين، ووصيف الكرة الذهبية، وأفضل لاعب في جوائز «غلوب سوكر».

كان هالاند بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى مانشستر (أ.ف.ب)

وخلال موسمه الأول مع سيتي، أحرز هالاند 52 هدفاً في 53 مباراة في عام 2022 - 2023، وهو أكبر عدد من الأهداف سجله لاعب بالدوري الإنجليزي الممتاز خلال موسم واحد بجميع البطولات. ومع إحرازه 36 هدفاً، حطم هالاند الرقم القياسي المشترك للأسطورتين آلان شيرر وآندي كول، البالغ 34 هدفاً لكل منهما كأكبر عدد من الأهداف المسجلة في موسم واحد بالدوري الإنجليزي الممتاز. وفي طريقه لتحقيق هذا العدد من الأهداف في البطولة، سجل النجم النرويجي الشاب 6 ثلاثيات - مثل كل اللاعبين الآخرين في الدوري الإنجليزي الممتاز مجتمعين آنذاك. وخلال موسمه الأول مع الفريق، كان هالاند أيضاً أول لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز يسجل «هاتريك» في 3 مباريات متتالية على ملعبه، وأول لاعب في تاريخ المسابقة أيضاً يسجل في كل من مبارياته الأربع الأولى خارج قواعده. وكان تسجيله 22 هدفاً على أرضه رقماً قياسياً لأكبر عدد من الأهداف المسجلة في ملعب «الاتحاد» خلال موسم واحد، كما أن أهدافه الـ12 ب دوري أبطال أوروبا هي أكبر عدد يحرزه لاعب في سيتي خلال موسم واحد من المسابقة.

أما في موسمه الثاني بالملاعب البريطانية (2023 - 2024)، فرغم غيابه نحو شهرين من الموسم بسبب الإصابة، فإن هالاند سجل 38 هدفاً في 45 مباراة، بمعدل هدف واحد كل 98.55 دقيقة بكل المنافسات، وفقاً لموقع مانشستر سيتي الإلكتروني الرسمي. واحتفظ هالاند بلقب هداف الدوري الإنجليزي للموسم الثاني على التوالي، عقب إحرازه 27 هدفاً في 31 مباراة... وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما سجل هدفاً في تعادل مانشستر سيتي 1 - 1 مع ليفربول، حطم هالاند رقماً قياسياً آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما أصبح أسرع لاعب في تاريخ المسابقة يسجل 50 هدفاً، بعد خوضه 48 مباراة فقط بالبطولة.

وتفوق هالاند على النجم المعتزل آندي كول، صاحب الرقم القياسي السابق، الذي احتاج لخوض 65 لقاء لتسجيل هذا العدد من الأهداف في البطولة. وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، وخلال فوز سيتي على لايبزيغ، أصبح اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً في ذلك الوقت أسرع وأصغر لاعب على الإطلاق يسجل 40 هدفاً في دوري أبطال أوروبا، حيث انتقل إلى قائمة أفضل 20 هدافاً على الإطلاق بالمسابقة.

كما سجل هالاند 5 أهداف في مباراة واحدة للمرة الثانية في مسيرته مع سيتي في موسم 2023 - 2024، وذلك خلال الفوز على لوتون تاون في كأس الاتحاد الإنجليزي. ومع انطلاق الموسم الجديد الآن، من يدري ما المستويات التي يمكن أن يصل إليها هالاند خلال الأشهر الـ12 المقبلة؟