دراسة تحدد أكبر عوامل الخطر للوفاة بـ«كوفيد ـ 19»

الرجال أكثر عرضة من النساء

طاقم طبي يحاول إنقاذ مريض «كورونا» في أحد مستشفيات تكساس (أ.ف.ب)
طاقم طبي يحاول إنقاذ مريض «كورونا» في أحد مستشفيات تكساس (أ.ف.ب)
TT

دراسة تحدد أكبر عوامل الخطر للوفاة بـ«كوفيد ـ 19»

طاقم طبي يحاول إنقاذ مريض «كورونا» في أحد مستشفيات تكساس (أ.ف.ب)
طاقم طبي يحاول إنقاذ مريض «كورونا» في أحد مستشفيات تكساس (أ.ف.ب)

أظهرت دراسة جديدة أجراها باحثون في كلية الطب بجامعة «ميريلاند» الأميركية، أن مرضى «كوفيد- 19» في المستشفيات أكثر عرضة للوفاة إذا كانوا رجالاً، أو يعانون من السمنة، أو مضاعفات مرض السكري، أو ارتفاع ضغط الدم. وفي دراسة نشرت، أول من أمس، في مجلة «الأمراض المعدية السريرية» قيم الباحثون ما يقرب من 67000 مريض مصاب بالفيروس المسبب لمرض «كوفيد- 19» في 613 مستشفى في جميع أنحاء البلاد لتحديد «الصلة بين بعض الخصائص المشتركة للمرضى وخطر الوفاة من (كوفيد- 19)».
ووجد الباحثون أن الرجال معرضون لخطر الوفاة بنسبة 30 في المائة أعلى مقارنة بالنساء في العمر نفسه، والحالة الصحية، وكان المرضى في المستشفى الذين يعانون من السمنة المفرطة أو ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري الذي تتم إدارته بشكل سيء أكثر عرضة للوفاة، مقارنة بأولئك الذين لا يعانون من هذه الحالات، وكان أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و39 عاماً ممن يعانون من هذه الظروف لديهم أكبر فرق في خطر الموت مقارنة بأقرانهم الأصحاء.
ويقول أنتوني هاريس، أستاذ علم الأوبئة والصحة العامة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة «ميريلاند» بالتزامن مع نشر الدراسة: «المعرفة هي القوة من نواحٍ كثيرة، لذلك أعتقد أن فهم أي من مرضى (كوفيد- 19) في المستشفى هم الأكثر عرضة للوفاة، يمكن أن يساعد في توجيه قرارات العلاج الصعبة. فعلى سبيل المثال، يمكن إعطاء المرضى المعرضين لخطر أكبر عقار (ريمديسفير) في وقت مبكر من دخولهم المستشفى، للمساعدة في منع حدوث مضاعفات خطيرة، أو يمكن إخضاعهم للمراقبة عن كثب، أو قبولهم بوحدة العناية المركزة».
ويضيف: «قد يرغب مقدمو الرعاية الصحية أيضاً في النظر بهذه المخاطر، عند تحديد مرضى (كوفيد- 19) الذين يمكن أن يستفيدوا أكثر من علاجات الأجسام المضادة وحيدة النسيلة الجديدة، والتي إذا تم تقديمها في الأيام القليلة الأولى من الإصابة، يمكن أن تقلل من خطر دخول المستشفى».
وفي سياق الدراسة ذاتها، ظل العمر أقوى مؤشر على الوفيات الناجمة عن «كوفيد– 19». وزادت معدلات الوفيات مع كل عقد من العمر، وكانت أعلى معدل وفيات، 34 في المائة، بين من هم في سن 80 وما فوق. وتقول مؤلفة الدراسة كاثرين إي جودمان، زميلة ما بعد الدكتوراه في قسم علم الأوبئة والصحة العامة: «المرضى الأكبر سناً لا يزالون أكثر عرضة للوفاة؛ لكن المرضى الأصغر سناً الذين يعانون من السمنة أو ارتفاع ضغط الدم هم أكثر عرضة للوفاة، مقارنة بالمرضى الآخرين في سنهم الذين لا يعانون من هذه الأمراض، والنتائج التي توصلنا إليها توجه الأطباء إلى إعطاء اهتمام إضافي لهؤلاء المرضى عند دخولهم المستشفى». ووجد الباحثون أيضاً بعض الأخبار الجيدة في نتائج دراستهم؛ حيث انخفضت معدلات الوفيات بين المرضى في المستشفيات بشكل كبير بعد الأسابيع الأولى من شهر أبريل (نيسان)، ومن المحتمل أن يكون هذا بسبب توفر علاجات جديدة، والمزيد من المعرفة في المجتمع الطبي حول كيفية إدارة ورعاية المرضى في المستشفى بشكل صحيح.
وتقول جودمان: «بينما نتجه إلى ما قد يكون أحلك أسابيع الوباء، من المطمئن أن نعرف أن باحثينا يواصلون إحراز تقدم مهم، يمكن أن يساعد في توجيه مهارات صنع القرار للعاملين في مجال الرعاية الصحية في هذا المجال».
ومن جانبه، يرى الدكتور عادل دسوقي، استشاري الأمراض الصدرية بوزارة الصحة المصرية، أن «عوامل الخطر التي رصدتها الدراسة مشابهة إلى حد كبير مع عوامل خطر الفيروس المسبب لمرض الإنفلونزا، باستثناء ما يتعلق بارتفاع الإصابات بين الرجال أكثر من النساء».
ويقول: «الأسباب التي تؤدي لارتفاع الإصابات بين الرجال أكثر من النساء بحاجة إلى دراسة وتفسير، لا سيما أن الفارق في معدل الإصابات الذي رصدته الدراسة كبير».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».