صراع الصدارة الإسبانية يشتعل... وبنزيمة: ريال مدريد في المسار الصحيح

أتلتيكو المتصدر يواجه إلتشي... وليفانتي يصطدم بريال سوسيداد في الجولة الـ14

ويليام خوسيه برز بشكل لافت مع ريال سوسيداد (أ.ب)
ويليام خوسيه برز بشكل لافت مع ريال سوسيداد (أ.ب)
TT

صراع الصدارة الإسبانية يشتعل... وبنزيمة: ريال مدريد في المسار الصحيح

ويليام خوسيه برز بشكل لافت مع ريال سوسيداد (أ.ب)
ويليام خوسيه برز بشكل لافت مع ريال سوسيداد (أ.ب)

يأمل الهداف الفرنسي كريم بنزيمة في أن يكون محقاً حين قال إن ريال مدريد عاد إلى «المسار الصحيح» في حملة دفاعه عن اللقب، وذلك من خلال الفوز على إيبار في ملعب الأخير (الأحد) ضمن المرحلة الرابعة عشرة من الدوري الإسباني لكرة القدم.
وبات ريال متخلفاً بفارق الأهداف فقط عن جاره أتلتيكو مدريد وريال سوسييداد، بعد فوزه (الثلاثاء) في مباراة مقدمة من المرحلة التاسعة عشرة على أتلتيك بلباو (3-1)، مستفيداً من خسارة النادي الباسكي أمام غريمه برشلونة (1-2)، الثلاثاء، في مباراة من المرحلة ذاتها.
وسجل بنزيمة ثنائية في مباراة الثلاثاء، رافعاً رصيده إلى 10 أهداف في جميع المسابقات هذا الموسم، ليخفف بالتالي الضغط عن مواطنه المدرب زين الدين زيدان الذي وجد نفسه في وضع لا يحسد عليه الشهر الماضي، بعد سلسلة من 3 مباريات من دون فوز، ما دفع وسائل الإعلام المحلية للحديث عن التخلي عنه، والاستعانة بالأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو أو الهداف السابق للفريق راؤول غونزاليس.
وفي حديث له مع تلفزيون النادي، قال بنزيمة: «إننا على المسار الصحيح؛ نعمل معاً، نسجل الأهداف ولا تهتز شباكنا. يجب أن نواصل على هذا المنوال مباراة تلو الأخرى. جميعها مباريات نهائية بثلاث نقاط».
وأشاد زيدان بمواطنه البالغ 32 عاماً، عاداً إياه أفضل هداف فرنسي في الوقت الحالي، منتقداً بشكل غير مباشر قرار استبعاده عن المنتخب الوطني منذ عام 2015، نتيجة الشريط الجنسي، وقضية ابتزاز زميله في «الديوك» ماتيو فالبوينا.
وكان زيدان سعيداً بتفاني بنزيمة وابتعاده عن الأنانية، من خلال تمريره 3 كرات حاسمة هذا الموسم، إضافة إلى أهدافه العشرة، قائلاً: «لهذا السبب يعجبني كثيراً. أنا أحبه، فهو لا يفكر وحسب بتسجيل الأهداف. إنه يتفاعل مع المباراة، وإذا كانت هناك حاجة للتمرير إلى أحد زملائه، فسيفعل ذلك».
ولن تكون مهمة النادي الملكي، غداً (الأحد)، سهلة أمام مضيفه الباسكي، إذ عليه تجنب ما حصل مع سوسييداد في المرحلة الماضية، حين أجبر إيبار جاره على الاكتفاء بالتعادل في ملعبه (1-1).
كما أن إيبار لم يخسر أياً من مبارياته الخمس الأخيرة في الدوري، لكنه خسر المواجهات الثلاث الأخيرة مع ريال، منذ فوزه المذل على النادي الملكي (3-صفر) على أرضه في نوفمبر (تشرين الثاني) 2018.
وعلى ريال الانتظار حتى مساء الأحد، وختام المرحلة، لخوض مباراته مع إيبار الحادي عشر، في حين أن منافسيه الثلاثة أتلتيكو وسوسييداد وبرشلونة يلعبون اليوم (السبت).
وتبدو الفرصة قائمة أمام أتلتيكو لنسيان خسارة المرحلة الماضية في ملعب جاره اللدود ريال (صفر-2)، حين يستقبل اليوم إلتشي الرابع عشر، باحثاً عن فوزه التاسع، وضمان استمراره في الصدارة.
ورغم خيبة خسارة ديربي العاصمة، يبدو فريق المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني في وضع ممتاز، إذ إنه يتصدر مع مباراتين مؤجلتين في جعبته، و3 مباريات أقل من سوسييداد الثاني، و2 أقل من جاره ريال مدريد.
وبعد دخوله في دوامة التعادلات لست مباريات متتالية في الدوري المحلي، ومسابقة «يوروبا ليغ» التي بلغ دورها الثاني بفضل تعادل في الوقت القاتل مع مضيفه نابولي الإيطالي (1-1)، مني سوسييداد (الأربعاء) على يد برشلونة بهزيمة ثانية له في «لا ليغا» هذا الموسم بنتيجة (1-2).
ويمني النادي الباسكي النفس بأن يعود إلى سكة الانتصارات التي حاد عنها منذ 22 أكتوبر (تشرين الأول)، حين فاز على مضيفه قادش (1-صفر) في المرحلة العاشرة، حين يحل السبت ضيفاً على ليفانتي القابع في المركز الثامن عشر.
ومن جهته، يأمل برشلونة، ومدربه الهولندي رونالد كومان، في البناء على انتصار منتصف الأسبوع ضد سوسييداد، من خلال الفوز اليوم على فالنسيا الثاني عشر في «كامب نو»، ما سيسمح للنادي الكاتالوني بالعودة إلى دائرة الصراع، بما أنه لا يتخلف حالياً عن أتلتيكو المتصدر سوى بفارق 6 نقاط.
وستكون المباراة ثأرية للنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي ورفاقه في برشلونة، بعد أن خسروا المواجهة الأخيرة مع فالنسيا (صفر-2) في «ميتسايا» أوائل العام الحالي.
وأشاد كومان، والظهير الأيسر خوردي ألبا، بأداء النادي الكاتالوني في الشوط الأول، واصفين إياه بأنه أفضل أداء للفريق حتى الآن، رغم تعرضه لضغوط شديدة في الشوط الثاني.
وسجل برشلونة فوزه الأول بعد تأخره بهدف، في المحاولة السادسة للفريق تحت قيادة كومان.
وقال ألبا لمحطة «موفيستار»: «كان الشوط الأول والمباراة الأفضل هذا العام؛ إصرار الفريق والتكاتف أتيا ثمارهما. سعيد بالأداء والرغبة التي أظهرها الفريق. من الصعب اللعب دون جماهير، لكننا أردنا اللعب بشكل جيد وتحقيق الفوز».
وسجل ألبا هدف التعادل بعد تقدم ويليان خوسيه بهدف لسوسيداد، ثم صنع هدف الفوز لفرنكي دي يانج. وظهر الهولندي دي يانج بشكل جيد في طريقة اللعب الجديدة التي انتهجها كومان (4-3-3)، حيث اقتنع المدرب أخيراً بتغيير طريقة اللعب، بعد إصراره لفترة طويلة على اللعب بطريقة (4-2- 3-1).
وقال كومان: «كان من المهم تحقيق الفوز، ونستحقه؛ الشوط الثاني كان أصعب بعض الشيء لأنهم صنعوا عدداً أكبر من الفرص، لكننا واجهنا فريقاً كبيراً». وأضاف: «شوطنا الأول كان رائعاً، وكان ينبغي أن نسجل مزيداً من الأهداف؛ لقد ضغطنا، وسوسيداد تحكم في الكرة بشكل جيد، لكننا خطفنا الفوز... ضغطنا بشكل رائع حقاً». وسيتبع كومان طريقة اللعب نفسها أمام بلنسية الذي يعاني في الموسم الحالي، ويحتل المركز الثاني عشر، لكن الفريق يمتلك مقومات الإبداع في المواعيد الكبرى.
ورغم النتائج المتواضعة لبلنسية، تحت قيادة مدربه خافي جارسيا، فإنه نجح في الفوز على ريال مدريد حامل اللقب، وريال سوسيداد وليفانتي.
ومن المتوقع عودة كليمنت لينجليه في قلب دفاع برشلونة، بعد حصوله على راحة أمام سوسيداد، حيث سيشارك على حساب أوسكار مينجويزا.
وما زال برشلونة يفتقد لجهود أنسو فاتي وعثمان ديمبلي وجيرارد بيكيه وسيرجي روبرتو، في الوقت الذي يفتقد فيه بلنسية مهاجمه كيفين جاميرو والحارس ياسبر سيليسين للإصابة، بجانب الغياب المحتمل لخوسيه جايا وتوني لاتو.
ويبدو أن الفوز على ريال مدريد (4-1) في الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني) في «ميستايا» كان بمثابة لعنة على فالنسيا، إذ عجز «الخفافيش» بعدها عن تحقيق أي انتصار في 4 مراحل متتالية، لكنهم تعرضوا خلال هذه السلسلة لهزيمة واحدة على يد أتلتيكو مدريد مقابل 3 تعادلات.
ويحل فياريال، الرابع بفارق 4 نقاط عن أتلتيكو، ضيفاً اليوم على أوساسونا، فيما يلعب، إشبيلية السادس بفارق نقطة خلف برشلونة الخامس، على أرضه ضد بلد الوليد اليوم أيضاً. وتستكمل المرحلة التي افتتحت مساء الجمعة بلقاء أتلتيك بلباو وهويسكا غداً (الأحد)، حيث يلتقي سلتا فيغو مع ديبورتيفو ألافيس، وغرناطة مع ريال بيتيس، وقادش مع خيتافي.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».