السودان يلجأ إلى «قمة إيقاد» لبحث الاعتداءات الإثيوبية

الجيش يستعيد مناطق واسعة على الحدود

TT

السودان يلجأ إلى «قمة إيقاد» لبحث الاعتداءات الإثيوبية

قالت مصادر مطلعة لــ«الشرق الأوسط» إن الجيش السوداني استعاد مناطق كثيرة من أراضيه كانت تسيطر عليها قوات وميليشيات إثيوبية، بعد الاعتداء الأخير على الأراضي السودانية الذي أدى إلى وقوع قتلى وجرحى وسط قوات الجيش السوداني، وفي الأثناء كشفت المصادر عن طرح السودان لقضية الاعتداءات الأثيوبية في قمة «إيقاد» (دول وسط وشرق أفريقيا) التي ستعقد غدا بجيبوتي، والتي ستتداول في الأساس تداعيات وتأثيرات النزاع في إقليم التيغراي الإثيوبي على الأمن والاستقرار في الاقليم.
وكان رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، تفقد المناطق العسكرية بولاية القضارف الشرقية المتاخمة للحدود الإثيوبية، والتي شهدت الأحداث أول من أمس.
وأفادت المصادر بأن الخارجية السودانية ستستدعي اليوم السفير الإثيوبي، بالخرطوم، لتبليغه احتجاج الحكومة على الاعتداءات التي قامت بها قوات وميليشيات بلاده على الأراضي السودانية.
وبحسب المصادر فإن رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، سيغادر اليوم إلى جيبوتي، يرافقه وزير الخارجية، عمر قمر الدين، والمتحدث باسم الحكومة، وزير الثقافة والإعلام، فيصل محمد صالح، وعدد من قادة الجيش والاستخبارات العسكرية. وكان رئيس وزراء السودان، اتفق خلال زيارته أديس أبابا الأسبوع الماضي، مع نظيره الإثيوبي، آبي أحمد، على عقد قمة لـ«إيقاد»، يحضرها رؤساء الدول الأعضاء بالمنظمة لمناقشة التداعيات الأمنية والسياسية للنزاع الإثيوبي، بجانب الاتفاق على البدء في معالجة قضية الحدود بين البلدين.
وأكدت المصادر نفسها استدعاء سفير السودان لدى إثيوبيا، الذي بدوره أوضح للجانب الاثيوبي، أن الجيش أعاد انتشاره داخل أراضيه.
وأضافت المصادر بحسب ما توفر لها من معلومات عن الأوضاع على الحدود، أن الجيش السوداني تقدم، وأعاد انتشاره في أراض كثيرة كانت تسيطر عليها قوات وميليشيات إثيوبية منذ ستينات القرن الماضي، وتبقت أجزاء بسيطة. ورافق القائد العام للقوات المسلحة السودانية (البرهان)، خلال زيارته المناطق العسكرية بولاية القضارف، رئيس هيئة الأركان، محمد عثمان الحسين، ومدير جهاز الاستخبارات العامة وعدد من قادة الوحدات بالجيش.
وذكر الإعلام العسكري أن البرهان فور وصوله إلى المنطقة العسكرية الشرقية، عقد اجتماع مع قيادات الفرقة الثانية مشاة، حول الاعتداء الأخير على الجيش السوداني وأراضيه. وتشير المصادر إلى أن القوات السودانية بعيدة عن نقطة الحدود الموجودة في الخرائط الجغرافية، وما تم الاتفاق عليه سابقا بين البلدين لترسيم المناطق الحدودية، ولا تزال إثيوبيا تسيطر على منطقة «الفشقة».
واستقبلت ولايات السودان الشرقية القضارف وكسلا، نحو 50 من اللاجئين الإثيوبيين الفارين من المعارك العسكرية في إقليم (التيغراي).
وأعلن الجيش السوداني، (الأربعاء) مصرع عدد من قواته بينهم ضابط برتبة كبيرة وخسائر في المعدات في كمين نصبته قوات وميليشيات إثيوبية على منطقة خور الجبل على الشريط الحدودي بين البلدين. ونشر السودان قواته في المناطق الحدودية لحماية أراضيه والحيلولة دون استغلال أطراف الصراع في إثيوبيا لأراضيه، وانطلاق أي نوع من العمليات العسكرية.



انقلابيو اليمن يبطشون بصغار الباعة في ذمار

اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
TT

انقلابيو اليمن يبطشون بصغار الباعة في ذمار

اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)

تواصلاً لمسلسل انتهاكات الجماعة الحوثية الذي كانت بدأته قبل أسابيع في صنعاء وإب، وسّعت الجماعة من حجم بطشها بصغار التجار وبائعي الأرصفة في أسواق محافظة ذمار وشوارعها، وفرضت عليهم دفع إتاوات تحت مسميات غير قانونية. وفق ما ذكرته مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط».

وأكدت المصادر أن الحملات التي شارك فيها مسلحون حوثيون مدعومون بعربات عسكرية وجرافات وشاحنات، جرفت المتاجر الصغيرة وصادرت 40 عربة لبائعين متجولين بما فيها من بضائع في مدينة ذمار وعلى طول الشارع العام الرابط بين صنعاء ومحافظتي إب وتعز.

جانب من حملة حوثية استهدفت السكان وممتلكاتهم في ذمار (فيسبوك)

وجاءت الحملة التعسفية بناءً على مخرجات اجتماع ضم قيادات حوثية تُدير شؤون محافظة ذمار، (100 كيلومتر جنوب صنعاء) نصت على قيام ما تسمى مكاتب الأشغال العامة والمرور وصندوق النظافة والتحسين وإدارة أمن ذمار باستهداف صغار الباعة في المدينة وضواحيها قبيل انتهاء العام الحالي.

وبرّرت الجماعة الانقلابية حملتها بأنها للحفاظ على ما تسميه المنظر العام للشوارع، وإزالة العشوائيات والاختناقات مع زعمها بوجود مخالفات.

واشتكى مُلاك متاجر صغيرة، طالهم التعسف الحوثي لـ«الشرق الأوسط»، من ابتزاز غير مسبوق على أيدي مشرفين ومسلحين يجمعون إتاوات بالقوة تحت مسميات عدة.

وذكروا أن مسلحي الجماعة دهموا شوارع وأسواق شعبية في مناطق عدة بذمار، وباشروا بجرف المتاجر ومصادرة عربات البائعين واعتقلوا العشرات منهم عقب رفضهم دفع مبالغ مالية «تأديبية».

وأجبر الوضع المتردي كثيراً من السكان في ذمار ومدن أخرى تحت سيطرة الجماعة على العمل بمختلف المهن، حيث يعجّ الشارع الرئيسي للمدينة وشوارع فرعية أخرى منذ سنوات عدة بآلاف العاملين بمختلف الحِرف جُلهم من الشباب والأطفال والنساء؛ أملاً في توفير لقمة العيش.

انتهاكات ممنهجة

ويصف عبد الله (30 عاماً) وهو مالك متجر صغير، ما يتعرض له صغار الباعة من حرب شعواء من قِبل الجماعة الحوثية بأنه «انتهاكات ممنهجة» بقصد التضييق عليهم ودفعهم إلى الالتحاق ببرامج التعبئة العسكرية.

ويشير مراد، وهو مالك عربة متجولة إلى أنه تمكن من استعادة عربته من بين أيدي عناصر حوثيين بعد مصادرتها مع عربات بائعين آخرين في سوق شعبية وسط المدينة، وأكد أن ذلك جاء بعد استجابته بدفع مبلغ مالي لمسلح يُشرف على تنفيذ الحملة الاستهدافية.

الحوثيون صادروا عربات باعة بزعم التهرب من دفع إتاوات (فيسبوك)

وليست هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها الجماعة صغار الباعة بذمار، فقد سبق لها أن نفذت منذ مطلع العام الحالي ما يزيد على 6 حملات للبطش والتنكيل بالمئات منهم؛ بغية إرغامهم على دفع إتاوات.

وكان الانقلابيون الحوثيون أطلقوا قبل نحو شهر حملة استهدفت بالتعسف والابتزاز تجاراً وبائعين في سوق «المثلث» بمدينة ذمار، أسفر عنها جرف متاجر صغيرة ومصادرة عربات وإتلاف بضائع.

وسبق للباعة الجائلين أن طالبوا مرات عدة سلطات الانقلاب في ذمار بتوفير أسواق بديلة لهم، بدلاً من الحملات التي تُشنّ عند كل مناسبة طائفية بهدف جمع أكبر قدر من المال.