غانتس ونتنياهو يؤكدان الذهاب إلى انتخابات جديدة

«الليكود» ناور من أجل حكومة بديلة بدون انتخابات

TT

غانتس ونتنياهو يؤكدان الذهاب إلى انتخابات جديدة

أخبر كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زعيم حزب «الليكود»، ونائبه بيني غانتس وزير الأمن وزعيم حزب «أرزق أبيض»، أعضاء حزبيهما، أنهما ذاهبان إلى انتخابات رابعة، في تأكيد على صعوبة التوصل إلى اتفاق بينهما قبل يوم الثلاثاء المقبل، وهو الموعد الأخير قبل حل الكنيست الإسرائيلي. ونفى نتنياهو وغانتس، أمس، أنباء عن اتفاق جديد بينهما.
وأكد موقع «يديعوت أحرونوت» أنهما أبلغا أعضاء من أحزابهما، بأنه لا يوجد مثل هذا الاتفاق، وأنهم ذاهبون إلى انتخابات.
وقال غانتس لأعضاء حزبه، «لا يوجد أي اتفاق بيننا وبين (الليكود)، نحن ذاهبون إلى الانتخابات»، فيما وصف نتنياهو الأنباء عن اتفاق بأنها لا صحة لها أبداً.
وكانت قناة «ريشت كان» العبرية نقلت عن مصادر في حزب «أزرق أبيض»، أنه تم التوصل لاتفاق مع «الليكود» لتفعيل عمل الحكومة، وتنفيذ التناوب بين نتنياهو وغانتس، وتقديم مشروع الميزانية على أن تحل القضايا الأخرى لاحقاً. والخلاف حول الميزانية العامة يشكل العقدة الأساسية أمام الاتفاق، إذ إنها مرتبطة كذلك بالتناوب.
ويقول نتنياهو إن حزبه «الليكود» مستعد للمصادقة على ميزانية 2020 فقط، بينما يصر غانتس وحزبه «أزرق أبيض» على الموافقة على ميزانية 2021 لضمان التناوب على رئاسة الوزراء، وفقاً لاتفاق الائتلاف الموقع بين «الليكود» و«أزرق أبيض» في أبريل (نيسان) المنصرم.
وإذا تم اعتماد ميزانية عام 2021، فلن يكون لدى بنيامين نتنياهو أي وسيلة لتجنب اتفاق التناوب المخطط له، وسيتعين عليه التنازل عن منصبه كرئيس للوزراء لغانتس في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام المقبل.
إضافة إلى الميزانية العامة، ثمة خلاف حول الحقائب الوزارية، إذ يريد «الليكود» أخذ حقيبة القضاء من «أزرق أبيض»، وتحدثت تقارير أن حزب نتنياهو يطالب غانتس بالتخلي عن البند في اتفاق الائتلاف الذي يسمح له بالحلول مكان نتنياهو كرئيس للوزراء في نوفمبر المقبل.
وأمام الطرفين مهلة حتى يوم الثلاثاء، لأنه بدون الاتفاق، فإن الكنيست سيحل نفسه تلقائياً ليلة الثلاثاء/ الأربعاء، ما يعني الذهاب إلى انتخابات جديدة ستكون الرابعة في غضون عامين.
وحاول نتنياهو في مناورة جديدة، ضم أحزاب جديدة إلى حكومة بديلة ما يعني تشكيلها بدون انتخابات ومع إمكانية استبعاد غانتس.
وقالت مصادر إسرائيلية، إن نتنياهو عرض على رئيس تحالف أحزاب اليمين المتطرف «يمينا»، نفتالي بينيت، منحه ثلاث حقائب وزارية وتشكيل حكومة بديلة، كما حاول دفع قيادات في «أزرق أبيض» إلى الانشقاق عن القائمة والانضمام إلى «الحكومة البديلة»، لكن محاولاته باءت بالفشل.
وأكدت القناة العامة الإسرائيلية «كان 11» أن غانتس جمع قادة حزبه في منزل وزير العلوم والتكنولوجيا، يزهار شاي، وقال لهم: «نحن ذاهبون إلى انتخابات جديدة».
جاء ذلك على وقع احتجاجات حاصرت منزل غانتس في رأس العين وسط إسرائيل، وتجمع العشرات من أنصار «أزرق أبيض»، أمام منزل رئيس الحزب، واحتجوا على أي تسوية بينه وبين نتنياهو، حتى أنهم لوحوا بدمية عملاقة قابلة للطي ترمز إلى سياسة غانتس القابلة للطي في أي وقت. ودعا المحتجون غانتس إلى عدم المساهمة في تمديد ولاية بنيامين نتنياهو في رئاسة الوزراء.
وقال آفي كاديش، أحد قادة حركة «العد التنازلي» الذي نظم المظاهرة التي تدعو إلى إجراء انتخابات جديدة، «سمعنا الآن أنباء عن نية غانتس التراجع، في إحدى المرات كان هذا غباء، وفي المرة الثانية يصبح شريكاً في الجريمة، بنيامين نتنياهو متهم جنائي، ولا يجب أن يكون رئيساً للوزراء، وبالتأكيد لا يجوز تمديد ولايته. يا غانتس، توجه إلى صناديق الاقتراع الآن».
وتظهر استطلاعات للرأي العام أنه لا يمكن لأي حزب أو تحالف يقوده بنيامين نتنياهو تشكيل أي حكومة في الانتخابات المقبلة بدون تحالف واسع. وجاء في استطلاع نشرته إذاعة «103 إف إم» أنه لو أجريت الانتخابات هذه الأيام، فسيحصل «الليكود» على 27 مقعداً، يليه حزب «غدعون ساعر» الجديد مع 20 مقعداً، وأظهر استطلاع آخر صورة مماثلة لتقاسم مقاعد البرلمان، وفيه نال «الليكود» 29 مقعداً، و«ساعر» 19.
وستكون قائمة «يمينا» بقيادة نفتالي بينيت، قوة ثالثة بـ13 مقعداً، ومثلها لتكتل «هناك مستقبل - تلم»، و11 للقائمة العربية المشتركة، و8 لكل من «شاس»، و«يهدوت هتوراة»، و7 لحزب «أزرق - أبيض» بقيادة غانتس، ومثلها لـ«إسرائيل بيتنا» بقيادة أفيغدور ليبرمان، و5 لحزب «ميرتس»، في حين أن أحزاب «العمل» و«جيشر» و«القوة اليهودية» لن تتجاوز نسبة الحسم.
وتظهر خريطة الكتل أن نتنياهو حتى الآن لا يتمتع بأغلبية 61 مقعداً تسمح له بتشكيل ائتلاف حكومي، حتى لو انضمت له أحزاب اليمين و«الحريديم»، في حين يمكن أن تصل كتلة بزعامة «ساعر» والأحزاب الأخرى إلى 66 مقعداً.



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.