بيني غانتس... حربان في غزة وحملة ضد تموضع إيران في سوريا

بيني غانتس (أ.ف.ب)
بيني غانتس (أ.ف.ب)
TT

بيني غانتس... حربان في غزة وحملة ضد تموضع إيران في سوريا

بيني غانتس (أ.ف.ب)
بيني غانتس (أ.ف.ب)

بيني غانتس، هو رئيس الوزراء البديل في الحكومة الإسرائيلية ووزير الأمن. وُلد في العام 1959 لأبوين أوروبيين، الأب من رومانيا والأم من هنغاريا (المجر) هاجرا إلى إسرائيل سنة 1949. درس في مدرسة محلية ابتدائية وفي مدرسة ثانوية داخلية تحضيراً للجيش. دخل الخدمة العسكرية سنة 1977، حيث انضمّ إلى لواء المظليين. في عام 1979 تخرج غانتس من مدرسة تأهيل ضباط الدفاع وأصبح قائد فصيلة، ثم قائد سرية في لواء المظليين. في عام 1989 عُيّن قائداً لوحدة «شالداغ» في سلاح الجو الإسرائيلي. وفي عام 1994 عُيّن قائداً للواء يهودا في فرقة يهودا والسامرة، المسؤولة عن المناطق الفلسطينية المحتلة. في 1997 توجّه غانتس إلى الولايات المتحدة، حيث قضى فترة من الدراسة الأكاديمية. وفي عام 1999 عُيّن قائداً لوحدة الارتباط مع جنوب لبنان. في عام 2000 عُيّن قائداً لفرقة يهودا والسامرة.
وفي 2002، عُيّن غانتس قائداً للمنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، ثم تولّى عام 2005 قيادة القوات البرية. وفي الفترة ما بين 2007 و2009 كان غانتس ملحقاً عسكرياً في السفارة الإسرائيلية في الولايات المتحدة. في 2009 تولّى منصب نائب رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش، حتى نوفمبر (تشرين الثاني) 2010. وخلال هذه الفترة، قام بتطبيق خطة تيفن المتعددة السنوات بالإضافة إلى قيادة خطط أخرى في مجالات قوات الاحتياط والطاقة البشرية وميزانية الجيش وغيرها من المجالات.
والجنرال غانتس هو من خريجي كلية القيادة والأركان وكلية الأمن القومي ويحمل درجة البكالوريوس في التاريخ من جامعة تل أبيب ودرجة الماجستير في العلوم السياسية من جامعة حيفا ودرجة ماجستير أخرى من جامعة الأمن القومي الأميركية ((NDU في الإدارة والموارد الوطنية. في نهاية العام 2010، ترك غانتس الجيش ودخل عالم رجال الأعمال، لأن وزير الأمن إيهود باراك ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فضّلا عليه يوآف غالانت لرئاسة الأركان. لكن تعيين غالانت ألغي على الفور بعد اكتشاف تورطه في قضية فساد (سيطر على أرض تابعة للملك العام من دون تصريح)، فعادوا إلى غانتس وعينوه رئيساً للأركان في فبراير (شباط) 2011 وتحت قيادته تم شن حربين على غزة في سنة 2012 و2014 وبدأت الغارات على سوريا لمنع التموضع الإيراني.
قبل ثلاث سنوات، دخل غانتس المعترك السياسي بتشكيل حزب يدعى «حوسن ليسرائيل» (حصانة إسرائيل)، سوية مع رئيس أركان سابق آخر للجيش، غابي إشكنازي، وتحالف مع حزب «تيلم» لرئاسة رئيس أركان ثالث للجيش هو موشيه يعلون. وأصبح هذا التحالف يدعى حزب الجنرالات. وأقام تحالفاً مع حزب مدني هو «يوجد مستقبل». ومنحه الجمهور ثقة عالية إذ حصل في انتخابات 2019 الأولى على 35 مقعداً.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.