جدول المباريات المرهق يترك أثره على «الدوريات الوطنية الكبرى» في أوروبا

انتقادات في إنجلترا... غضب في إيطاليا... ومدرب برشلونة يلوم المنظمين

كومان وجَّه انتقادات لاذعة لمنظمي الدوري الإسباني (أ.ف.ب)
كومان وجَّه انتقادات لاذعة لمنظمي الدوري الإسباني (أ.ف.ب)
TT
20

جدول المباريات المرهق يترك أثره على «الدوريات الوطنية الكبرى» في أوروبا

كومان وجَّه انتقادات لاذعة لمنظمي الدوري الإسباني (أ.ف.ب)
كومان وجَّه انتقادات لاذعة لمنظمي الدوري الإسباني (أ.ف.ب)

بدأ جدول المباريات المرهق لأندية الدوريات الوطنية الكبرى في إنجلترا وإيطاليا وإسبانيا في ترك أثره؛ لكنه يترك سباق اللقب مفتوحاً وسط تتالي الجولات.
وشعر مانشستر سيتي الذي تعادل في قمة المدينة مع مانشستر يونايتد يوم السبت، بخيبة أمل عقب تعادله 1-1 بملعبه مع وست بروميتش ألبيون صاحب المركز الـ19.
والأمر لا يبدو في إنجلترا فقط؛ بل في إيطاليا وإسبانيا أيضاً؛ إذ انتقد باولو فونسيكا مدرب روما جدول المباريات القاسي الذي يواجهه لاعبوه قبل العطلة الشتوية لدوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم، وتشكك في أن فريقه يحظى بمعاملة عادلة.
وقال المدرب البرتغالي (قبل استضافة تورينو اليوم الخميس في مباراة وحيدة في دوري الأضواء، تأتي بعد 24 ساعة على الأقل من إقامة الجزء الأكبر من مباريات منتصف الأسبوع في المسابقة) في مؤتمر صحافي أمس الأربعاء: «لا أفهم لماذا روما الفريق الوحيد الذي سيلعب يوم الخميس بفاصل زمني أقل من 72 ساعة على المباراة المقبلة! يجب أن ننتبه لحالة اللاعبين. نحن نخوض ثلاث مباريات في الأسبوع، لذلك من الصعب تغيير
الإعداد. النتائج تأتي بالدوافع؛ لكن تغيير الأشياء أمر معقد؛ لأننا في الأساس لا نتدرب بل نتعافى».
ويحتل روما حالياً المركز السادس في ترتيب الدوري، متأخراً بفارق ست نقاط عن ميلان المتصدر، ومباراته مع تورينو ستكون الثامنة في 24 يوماً في ظل مشاركة الفريق بالدوري الأوروبي.
وسينتقل فريق العاصمة لمواجهة أتلانتا في تمام السادسة مساء بالتوقيت المحلي يوم الأحد المقبل، عقب استضافة تورينو لبولونيا في ظهر اليوم نفسه.
وبعدها ستخوض أندية الدوري جولة واحدة يوم الأربعاء 23 من الشهر الحالي، قبل العطلة الشتوية التي ستستمر حتى الأحد الثالث من يناير (كانون الثاني) المقبل.
وفي إسبانيا لام كومان ازدحام جدول المباريات، بما لا يسمح للفريق بالتدريب أكثر لتصحيح بعض العيوب: «بشكل عام، لا يمكننا أن نكون سعداء بمسارنا في الدوري، لقد خسرنا مباريات لم يكن علينا خسارتها. نحن بحاجة إلى أن نكون أكثر اتساقاً».
وأوضح: «نحن نعرف وضعنا، لدينا مباراتان مهمتان (ضد ريال سوسييداد أمس الأربعاء، وفالنسيا السبت)، وعلينا الفوز بهما. سيكون ذلك ضد فريقين كبيرين، ولكن سيتعين علينا إظهار شخصيتنا».
وعودة إلى إنجلترا، فقد لعب تشيلسي وسيتي في دوري أبطال أوروبا الأسبوع الماضي، قبل مباراتيهما المحليتين يوم السبت، اللتين تلتهما جولة أخرى من المباريات يوم الثلاثاء، وقال لامبارد إنه يشعر بأن الإرهاق كان عاملاً أساسياً في أداء فريقه الباهت بالشوط الثاني.
وقال لامبارد الذي خاض فريقه خمس مباريات في 15 يوماً هذا الشهر: «قد يكون هناك بعض الإرهاق. أكره قول ذلك بعد الهزيمة؛ لأنه يبدو كعذر؛ لكن حتى في أول 60 دقيقة عندما كنا الفريق الأفضل، لم يكن هذا يشبه مستوانا».
وأضاف: «سافرنا لمواجهة إيفرتون وعدنا ثم سافرنا لمواجهة وولفرهامبتون؛ لكننا جميعاً في القارب نفسه. لدينا بعض الإصابات في مراكز تجعلني لا أجري عديداً من التغييرات، ولذلك أنا أتفهم هذا الجانب من الأمر».
وقال إيلكاي جندوجان لاعب وسط سيتي الذي وضع فريقه في المقدمة في الشوط الأول، قبل أن يعادل وست بروميتش النتيجة ويكافح للخروج بنقطة، إن ثبات المستوى أمر صعب المنال لعديد من الفرق.
وأضاف لاعب الوسط الألماني: «من المستحيل تقريباً أن تجد فريقاً واحداً على القمة ويهيمن على كل شيء؛ خصوصاً في ظل هذا الجدول من المباريات الذي ينتظرنا. كل الفرق في أوروبا تواجه صعوبات في الفوز بمباريات على التوالي؛ لكن هناك مسؤوليات على عاتقنا، ويجب أن نفوز بهذه النوعية من المباريات؛ خصوصاً على ملعبنا».
ومع اقتراب فترة عيد الميلاد المليئة بالمباريات في المعتاد، يدرك جندوجان أنه لا توجد فترة راحة في الأفق. وقال: «نحن بشر ولسنا ماكينات، ونعاني أيضاً. لن يصبح الأمر سهلاً في الأسابيع القليلة المقبلة».
من ناحية أخرى، قال جوزيه مورينيو مدرب توتنهام هوتسبير، إن مهاجمه سون هيونغ- مين، يرغب في إنهاء مسيرته في النادي المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم؛ لكن المحادثات حول تجديد عقده تأثرت بجائحة «كوفيد- 19».
ويقدم سون مستوى رائعاً هذا الموسم، وسجل 13 هدفاً في 21 مباراة بجميع المسابقات، وينتهي عقده الحالي مع توتنهام في يونيو (حزيران) 2023.
وفاز المهاجم البالغ من العمر 28 عاماً بجائزة أفضل لاعب في كوريا الجنوبية للمرة الخامسة، والثانية على التوالي، أول من أمس الثلاثاء.
وحين سئل عن موقف عقد سون، قال مورينيو إنه كان من الصعب إحراز تقدم في هذا الأمر في ظل الشكوك التي صنعتها الجائحة.
وأبلغ المدرب البرتغالي الصحافيين: «كيف يمكن أن توقع عقداً جديداً مع لاعب؟ لا نعرف ماذا سيحدث في الموسم المقبل. لا نعرف ما إذا كان بوسعنا تقديم عقد أفضل من الحالي للاعب. أثق في سون و(رئيس توتنهام) دانييل ليفي».
وأضاف: «أعرف أن الاثنين يرغبان في استمرار العلاقة إلى نهاية مسيرته لو كان ذلك ممكناً. أرى مستقبل سون هنا؛ لكن لا أضغط من أجل حدوث أي شيء الآن؛ لأنها ليست اللحظة المناسبة».



من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT
20

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.