السومة يتعافى ويقود هجوم الأهلي أمام العين

من استعدادات الأهلي للمباراة (الشرق الأوسط)
من استعدادات الأهلي للمباراة (الشرق الأوسط)
TT
20

السومة يتعافى ويقود هجوم الأهلي أمام العين

من استعدادات الأهلي للمباراة (الشرق الأوسط)
من استعدادات الأهلي للمباراة (الشرق الأوسط)

وضع الصربي فلادان مدرب الأهلي، المهاجم عمر السومة في مقدمة خياراته الفنية لمواجهة الليلة أمام العين ضمن منافسات دور الـ16 لبطولة كأس الملك، التي ستجمع الفريقين على الملعب الرديف لمدينة الملك عبد الله الرياضية بجدة.
وأبدى السومة جاهزيته الفنية للمشاركة في مواجهة الليلة خلال مشاركاته في التدريبات الأخيرة للفريق بعد تجاوزه العارض الصحي الذي لحق به، بينما خضع اللاعب لإجراء مسحة طبية أخيرة للتأكد من تعافيه تماماً.
وكان الأهلي انتعش بعودة عدد من اللاعبين المصابين للمشاركة في التدريبات الجماعية، يتقدمهم الغاني أوسو، ومحمد آل فتيل، ويوسف الحربي، بعد تجاوزهم الإصابة التي لحقت بهم، الأمر الذي وضع عدداً من الخيارات الجيدة على طاولة مدرب الفريق للاستعانة بها في موقعة غد الخميس.
ويتطلع الأهلي إلى الظفر ببطاقة التأهل إلى ربع نهائي البطولة الأغلى، بتجاوزه منافسه العين الليلة، حيث يضع الأهلاويون نصب أعينهم لقب البطولة هدفاً لما سيعود على النادي من فوائد متعددة سواء من خلال المكافأة الضخمة الذي سيتحصل عليها الفائز باللقب، إلى جانب تأكيد مشاركته في بطولة دوري أبطال آسيا في نسختها المقبلة.
من جهة أخرى، كشف مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط» عن عزم إدارة الأهلي فتح خطوط التفاوض بصورة رسمية مع المهاجم السوري عمر السومة، لتجديد عقده مع النادي، إلى جانب التواصل مع نادي الفيحاء لتمديد إعارة الغاني صامويل أوسو أو شراء عقده.
وبحسب المصدر، فإن التحركات الأهلاوية للتجديد مع أوسو أو شراء عقده تأتي بعد المستويات المميزة التي قدمها اللاعب مع الفريق منذ انضمامه لصفوفه قادماً من فريق الفيحاء، في فترة الانتقالات الصيفية الماضية، في الوقت الذي تأتي الرغبة في التمسك بتجديد للسومة قياساً بالمستويات التي قدمها للفريق طوال فترة احترافه بالنادي.
وكانت إدارة الأهلي استقطبت المهاجم السومة في مايو (أيار) 2014 من نادي القادسية الكويتي، بعقد يمتد لعامين بديلاً آنذاك للكوري سوك هيون قبل أن يقدم اللاعب مستويات لافتة مع الفريق دفعت صناع القرار بالأهلي إلى المحافظة على اللاعب طوال الفترة الماضية، بتجديد عقده مع النادي. في الوقت الذي يدخل السومة الفترة الحرة من عقده في يناير (كانون الثاني) المقبل، حيث سيكون اللاعب متاحاً للتفاوض أو التوقيع مع أي نادٍ دون الرجوع لإدارة الأهلي.
وتعاقدت إدارة الأهلي مع الغاني أوسو بنظام الإعارة، بعد فقدان الفريق لخدمات محترفه البوسني الفيس ساريتش بعد تعرض الأخير للإصابة بقطع في الرباط الصليبي الأمامي، خلال مشاركته مع الفريق في مواجهة الرائد بالجولة الأخيرة من «دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين»، الموسم الرياضي الماضي، حيث خضع اللاعب لعملية جراحية في سبتمبر (أيلول) الماضي.
وسرت أنباء عن اتفاق إدارة الأهلي مع ساريتش على إسقاط اسمه من كشوفات الفريق خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية حتى تتمكن من قيد الوافد الجديد للفريق أوسو، على أن تتم إعادته مرة أخرى خلال فترة الانتقالات الشتوية، ويتأكد شفاؤه التام من الإصابة.



من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT
20

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.