كوشنر يقود وفداً أميركياً إلى إسرائيل والمغرب

المشيشي: «التطبيع» ليس مطروحاً بين تونس وتل أبيب

حاخام وشاب مغربي يشاركان في احتفال بعيد «حانوكا» اليهودي في الدار البيضاء مساء الاثنين (أ.ف.ب)
حاخام وشاب مغربي يشاركان في احتفال بعيد «حانوكا» اليهودي في الدار البيضاء مساء الاثنين (أ.ف.ب)
TT

كوشنر يقود وفداً أميركياً إلى إسرائيل والمغرب

حاخام وشاب مغربي يشاركان في احتفال بعيد «حانوكا» اليهودي في الدار البيضاء مساء الاثنين (أ.ف.ب)
حاخام وشاب مغربي يشاركان في احتفال بعيد «حانوكا» اليهودي في الدار البيضاء مساء الاثنين (أ.ف.ب)

قال مسؤول كبير بالإدارة الأميركية إن مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر سيقود وفداً أميركياً الأسبوع المقبل إلى إسرائيل والمغرب لإجراء محادثات بشأن اتفاق تطبيع العلاقات بين الرباط وتل أبيب الذي جرى التوصل إليه الأسبوع الماضي.
ونقلت وكالة «رويترز» عن المسؤول الأميركي أن الوفد الأميركي سينضم إلى وفد إسرائيلي وسيستقلان أول رحلة طيران تجارية مباشرة من تل أبيب إلى الرباط، كعلامة على حدوث تقدم بعد الاتفاق بين إسرائيل والمغرب الذي ساعد كوشنر في التوسط فيه. وقالت مصادر دبلوماسية لـ {الشرق الأوسط} إن من المتوقع أن يصل كوشنر إلى إسرائيل يوم الاثنين قبل الانتقال مع وفد إسرائيلي إلى المغرب في اليوم التالي.
من جهتها، أوردت وكالة الصحافة الفرنسية أن الجالية اليهودية في الدار البيضاء عقدت مساء الاثنين احتفالاً في الفضاء الافتراضي جمع يهوداً من أصل مغربي في مختلف أنحاء العالم للاحتفال بعيد حانوكا التقليدي وبتطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل الذي وصفوه بأنه «معجزة» عيد الأنوار لديهم.
وقال الحاخام ليفي بانون خلال الحفل الذي بُث مباشرة على منصة «زوم» من الملعب الأولمبي في الدار البيضاء إن «الإعلان جاء في اليوم الأول من عيد حانوكا (...) وهي بالتالي معجزة عيد الأنوار عام 2020 بالنسبة لنا».
شارك من بُعد بضع عشرات من المحتفلين بالعيد، من بينهم الفنان الكوميدي الفرنسي المغربي جاد المالح، ودعي إليه ضيوف بارزون مثل سفير الولايات المتحدة في المغرب ديفيد فيشر، وفق ما أفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية. وقال الحاخام المغربي للوكالة الفرنسية بعدما أدى تقليد إشعال شموع العيد بعود ثقاب طويل: «نحن نجتمع عادة للاحتفال معاً بعيد حانوكا، (إنه) يمثل لحظة من الدفء والضوء، هذا العام لم يتسن لنا أن نفعل ذلك فعلياً، لكننا قلنا (لا) للظلام».
وفقاً للتقاليد اليهودية يجري كل مساء، خلال أيام عيد الأنوار الثمانية إضاءة إحدى شموع الشمعدان ذي الفروع الثمانية لإحياء ذكرى إعادة بناء الهيكل الثاني على أنقاض هيكل سليمان الذي تعرض للنهب والتدمير قبل 160 سنة من التاريخ الميلادي.
ولاحظ العديد من المشاركين في الحدث الافتراضي أن الإعلان عن تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل تزامن مع إضاءة الشمعة الأولى لهذا الاحتفال السنوي التقليدي.
يضم المغرب أكبر جالية يهودية في شمال أفريقيا. ويعيش اليهود فيه منذ العصور القديمة وقد ازداد عددهم على مر العصور وخصوصاً مع وصول اليهود الذين طردهم الكاثوليك من إسبانيا ابتداء من عام 1492. وبلغ عدد أبناء الجالية نحو 250 ألف نسمة في أواخر الأربعينات، وهو ما يعادل حوالي 10 في المائة من السكان آنذاك، بحسب تقرير وكالة الصحافة الفرنسية. وغادر كثير من اليهود بعد قيام دولة إسرائيل في عام 1948، ولم يبق منهم سوى ثلاثة آلاف في المغرب. ويعد المجتمع اليهودي في الدار البيضاء من أكثر المجتمعات اليهودية نشاطاً.
وصار المغرب الأسبوع الماضي رابع دولة عربية تعلن تطبيع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل هذه السنة.
في باريس، قال رئيس الوزراء التونسي هشام المشيشي في مقابلة مع محطة «فرانس 24» إن تطبيع علاقات تونس مع تل أبيب «ليس مسألة مطروحة». وأضاف: «هذا خيار اعتمده المغرب بحرية. نحترم خيار المغرب الشقيق والبلد الذي نحبه كثيراً. بالنسبة لتونس هذه المسألة ليست مطروحة». وأضاف: «لكل بلد واقعه وحقيقته ولكل بلد دبلوماسيته التي يرى أنها الفضلى لشعبه»، مشيراً إلى أن الإدارة الأميركية لم تطرح هذه المسألة معه، بحسب ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.