مرصد مصري: تراجع مؤشر «العمليات الإرهابية» في أفريقيا

«أمانة الإفتاء العالمية» تصدر موسوعة للتصدي لـ«فوضى الآراء»

TT

مرصد مصري: تراجع مؤشر «العمليات الإرهابية» في أفريقيا

في حين أشار مرصد مصري إلى «تراجع مؤشر (العمليات الإرهابية) في أفريقيا خلال نوفمبر (تشرين ثاني) الماضي»؛ لكن المرصد أفاد بأنه «رغم التراجع النسبي في عدد العمليات، فإن الجماعات الإرهابية وسعت من نشاطها المتطرف وغيرت من أساليبها التكتيكية، وهو الأمر الذي ساعد على زيادة أعداد القتلى من المدنيين». قررت «الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم» بمصر «إصدار موسوعة علمية للتصدي لـ(فوضى الفتاوى والآراء) التي تطلقها بعض جماعات العنف».
وفي إطار دوره لتتبع نشاط التنظيمات الإرهابية ومحاربة أفكارها المتطرفة. قال مرصد الأزهر لمكافحة التطرف في القاهرة، إن «شهر نوفمبر الماضي شهد تراجعاً ملحوظاً للنشاط الإرهابي في القارة الأفريقية مقارنة بالثلاثة أشهر الماضية؛ إذ سجل هذا الشهر 52 عملية إرهابية، في مقابل 61 عملية في أغسطس (آب) الماضي، و85 في سبتمبر (أيلول)، و71 في أكتوبر (تشرين أول)». وأرجع المرصد سبب ذلك التراجع لــ«قلة العمليات الإرهابية لحركة (الشباب) الصومالية، والتي بلغت 21 عملية إرهابية في شرق القارة». ووفق مرصد الأزهر أمس، فإن «العمليات الأمنية الموسعة التي نفذتها القوات الصومالية المدعومة بقوات (الأميصوم) تعد سبباً رئيسياً في تراجع عمليات (الشباب)؛ إلا أن تلك العمليات لم تمنع الحركة من تنفيذ تكتيكات أخرى، لا تعتمد على المواجهات المباشرة، مثل تفجير (عبوات ناسفة)، واستخدام سيارات (مفخخة)».
في هذا الصدد، أشار المرصد المصري إلى أن «أعداد الضحايا خلال نوفمبر ارتفع بشكل كبير ليحتل المرتبة الثالثة منذ مطلع العام الحالي؛ إذ شهد هذا الشهر مقتل نحو 400 شخص، وإصابة أكثر من 150 آخرين»، لافتاً إلى أن «ذلك يرجع لوحشية جماعة (بوكو حرام) التي نفذت نحو 15 عملية إرهابية في مناطق نفوذها، بينها 11 عملية في نيجيريا، وأسفرت تلك العمليات عن مقتل أكثر من 170 شخصاً وإصابة العشرات»، محذراً من «تنامي خطر (الجماعات الإرهابية) في القارة الأفريقية»، موضحاً أن «(التنظيمات المتطرفة) تسعى لإعادة ترتيب صفوفها من جديد، مستغلة الضعف الأمني لبعض الدول الأفريقية». يأتي هذا في وقت، أعلنت «الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم»، وهي هيئة عالمية متخصصة مقرها دار الإفتاء المصرية، «إصدار موسوعة علمية للفتوى الشرعية (المنضبطة) الصادرة عن المؤهلين المتخصصين، والتي تواجه (فوضى الفتاوى والآراء)». وقال الدكتور شوقي علام، مفتي مصر، رئيس «الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم»، إن «(أمانة هيئات الإفتاء) وضعت في خطتها إصدار مجلد بعنوان (المعلمة المصرية للعلوم الإفتائية) يجمع مبادئ العملية الإفتائية وأركانها، فضلاً عن تنظيم مؤتمر بعنوان (مؤسسات الفتوى في العصر الرقمي)، وتتمثل رسالته في الاتفاق على آليات التعاون بين (دور وهيئات الإفتاء) في سبيل تحقيق الأهداف المشتركة، والمشاركة في معالجة تحديات التطور التقني، والدخول بالمؤسسات الإفتائية إلى (عصر الرقمنة) عبر دعم (التحول الرقمي)».
وقال مفتى مصر أمس، إن «الاحتفال باليوم العالمي للإفتاء الموافق أمس، يأتي هذا العام تحت شعار (الفتوى ومواكبة التحديات) ليمثل ما قدمته الفتوى من معالجة للقضايا التي أثارتها جائحة (كورونا المستجد) في المجتمعات الإسلامية، ومواجهة الظروف العالمية الحالية وما تستدعيه من تعقيدات واستغلال من بعض أصحاب الأفكار والتوجهات المتطرفة، الذين (لم يتحصلوا على قدر كاف من العلم ولا التأهيل) المناسبين لخوض غمار صناعة الإفتاء»، لافتاً إلى أن «(قوى التطرف) تستغل الأزمات خاصة (كورونا) في (خلخلة) الاستقرار والتماسك المجتمعي بالدول عبر الإشاعات والأطروحات المغلوطة».



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».