سيطرت أجواء التوتر المتصاعد بين «الجيش الوطني الليبي»، بقيادة المشير خلفية حفتر، وتركيا على اهتمامات وأحاديث الليبيين في الأيام الماضية، بعدما طغت على ما يجري في أروقة السياسة وطاولات التفاوض، خاصة نتائج جولات ملتقى الحوار السياسي الليبي، على الرغم من وصوله إلى مرحلة مهمة. ويقول سياسيون ليبيون إن تركيا تريد -كما يبدو- «إفشال» الحوار السياسي، مشيرين إلى أن «المواجهة العسكرية على الأراضي الليبية (مرهونة) بالخيارات الدولية».
وقال علي التكبالي، عضو مجلس النواب بطبرق، إن «تركيا تريد إفشال المفاوضات كافة على جميع الأصعدة، وفي مقدمها المسار العسكري (اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة 5+5)، وليس فقط الملتقى السياسي، فحادث السفينة (التي أوقفها الجيش الوطني قبالة سواحل شرق ليبيا، ثم أفرج عنها) هو أحدث محطات هذه الاستفزازات، لا أولها ولا آخرها، والجميع يستشعر تحركاتها (تركيا) بالجنوب الليبي، ومحاولاتها تسميم العلاقة بين القبائل والجيش هناك».
وأوضح التكبالي لـ«الشرق الأوسط» أنه «لا يستبعد قيام تركيا بتوجيه ضربة عسكرية، ولو محدودة، سواء عبر تحريك حلفائها من السياسيين بحكومة الوفاق أو قادة الميليشيات المسلحة بالغرب»، قائلاً: «باستثناء وزير الداخلية فتحي باشاغا الذي يأمل في الفوز برئاسة الحكومة الليبية المقبلة، لا توجد مصلحة لبقية قيادات حكومة الوفاق الأخرى في الاستقرار، والانتقال لمرحلة جديدة تقودها شخصيات جديدة، بما فيهم رئيس الحكومة الحالي فايز السراج الذي حاول الظهور كأنه مترفع عن المناصب، ولا وزير الدفاع صلاح النمروش الذي عين قبل أشهر يريد ذلك، ولا أمراء الميليشيات بطبيعة الحال».
وتابع: «إذا نجح الموالون لتركيا من أعضاء البرلمان في إزاحة رئيس البرلمان الحالي عقيلة صالح، واستبدال شخصية (إخوانية) به، ستجمع تركيا بذلك بين السلطتين التشريعية والتنفيذية».
وكان التوتر بين الجيش الوطني وأنقرة قد أخذ منحنى تصاعدياً خلال الأيام الماضية، إثر تهديدات وزارة الخارجية التركية باستهداف قوات «الجيش الوطني»، وعدها أهدافاً مشروعة، وذلك على خلفية احتجازه لسفينة شحن تركية كانت متجهة إلى مدينة مصراتة غرب البلاد. وأفرجت القيادة العامة للجيش الوطني عن السفينة أول من أمس.
وبدوره، أكد طلال الميهوب، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب بطبرق، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الترقب الدائم بين الليبيين لأي تصعيد عسكري محتمل من قبل تركيا ليس فقط لاستمرار تهديداتها لبلادهم، وإنما أيضاً لإدراكهم أنها تريد إفشال العملية السياسية، والتشويش على إنجازات اللجنة العسكرية المشتركة، والعودة إلى أجواء الفوضى، لاستمرار سيطرتها على ثروات البلاد».
سياسيون: المواجهة العسكرية في ليبيا «مرهونة» بالخيارات الدولية
سياسيون: المواجهة العسكرية في ليبيا «مرهونة» بالخيارات الدولية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة